|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الزواج من امرأة قصيرة أ. أسماء حما السؤال ♦ الملخص: شابٌّ يسعى لخطبة فتاة متكاملة، وقد تقدَّم لخطبة فتاة فيها مميزاتٌ كثيرة، إلا أنها قصيرة، وعندما يسير في الشارع ويرى الطويلات يُفكِّر في فسخ الخطبة. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ عمري 30 عامًا، كنتُ خطبتُ مِن قبلُ فتاةً ثم فسختُ الخطبة لعدم قَبولها شكلًا، وأنا الآن أمام موضوعٍ جديدٍ، وأريد نصيحتكم. تقدَّمتُ لفتاة من عائلة طيبة، وهي إنسانةٌ محترمة، وطيبة وجميلة، وذات منصبٍ جامعي مُحترم، فيها صفاتٌ جيدة، ولكنها قصيرة! المشكلة أني في معظم المرات التي أُقابلها فيها أكونُ سعيدًا، لكن سرعان ما تَزول السعادةُ عندما أسير في الشارع وأرى فتيات طويلات وأتذكَّر قِصَرها، فأكون حزينًا، ولولا بعضُ المميزات الموجودة فيها لتركتُها! مشكلتي أني مادي بحت، والجمالُ من أولوياتي، وأنا حزين جدًّا على نفسي، وأصبحتُ مترددًا في الإكمال معها؛ وذلك لأني أطمح في الكمال، رغم يقيني بعدم وجوده، لكن أقول لنفسي: انتَظِر الأفضل والأكمل! أشعُر أنني أصبحتُ مريضًا نفسيًّا، أو دخلتُ في دوامة نفسية، ولا أستطيع الخروج منها، أخاف أن أُبْتَلى بامرأة جميلة ظاهريًّا، لكنها مِن الداخل سيئة الخلُق، وأخاف أيضًا أن أُكملَ مع خطيبتي التي معي الآن فأظْلِمها. الجواب الأخ الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أهلًا ومرحبًا بك في شبكة الألوكة. مِن حقِّك كشابٍّ أن تضعَ في قائمة المواصفات التي تطلبها الجمالَ، لكن يبدو مِن خلال وصفك أنك بالَغْتَ في هذا الشرط، متناسيًا أنَّ التي تتوافر على شرطك لها شروطها أيضًا التي قد تتوافر فيك وقد لا تتوافر، وأنَّ المبالَغة في التركيز على الشكل تخسرك الجمال الآخر الذي نُعبِّر عنه بـ"الجاذبية" أو جمال الروح، وأنَّ الجمالَ الجسدي الخالي مِن الجمال الروحي ليس جمالًا بل وَبالًا! فالجمالُ نسبيٌّ، ولا توجد قواعدُ أو شروطٌ أو صفات واحدة للشيء الجميل أو للإنسان الجميل، فالذي تراه أنت لا أراه أنا، والذي تراه الآن قد لا يُعجبك لاحقًا! إنَّ مِن حقِّك كشابٍّ أنْ تبحثَ عن الفتاة التي تَسرُّك إذا نظرتَ إليها، لكنني ألفت انتباهك إلى أنَّك لو تزوجتَ بمَن لها حظٌّ بسيط مِن الجمال فلْتَبْحَثْ عن معالِم الجمال الأخرى في شخصيتها؛ ذلك أنَّ الجمال هو الجمال الذي يُكلل فيه جمال الروح والأخلاق مع جمال الوجه والجسد، كما أنَّ العقل الراجح والعلم والذكاء لدى الفتاة مِن صفات الجمال فيها. أما أن تقضيَ عمرك وأنت تبحث عن الفاتنة التي لا مثيل لها، فهذا خطأٌ في حقِّ نفسك، وتنسى جمالَ النفس والروح والخلُق والدين، فهذا هو المرفوضُ. يقول الشاعر: لَيْسَ الجَمَالُ بِأَثْوَابٍ تُزَيِّنُنَا ![]() إِنَّ الجَمَالَ جَمَالُ العِلْمِ وَالأَدَبِ ![]() وأنْ تُشاهِد كل هذا العدد مِن الفتيات، وتتمَعَّنَ في هذه وتلك، وتستخرج العيوب مِن كل أولئك الفتيات، فهذا ليس صحيحًا أبدًا؛ لأنك مهما نظرتَ ودقَّقتَ فلن تجدَ بَشَرًا كاملًا بكل المقاييس، والكمالُ لله وحده، فكلُّ البشر لديهم نواقصُ وعيوبٌ في شيءٍ ما، وكلُّ امرأةٍ قادرةٌ أن تكونَ جميلةً إذا عرَفتْ كيف تكتشف نفسها، وما يناسب ملامحها، وكانتْ طاهرةَ القلب والروح. الشكلُ أو الجمالُ الظاهري مطلوبٌ، لكنه ليس الشرط الوحيد في تحقيق السعادة الزوجية، ففي الحياةِ الزوجيةِ الجميلة الكثيرُ والكثير مِن الجمالات غير المنظر الخارجي، فهناك المودةُ وهناك الرحمةُ، وهناك الألفةُ والعِشرة والأُنس، وهناك التفاني، وهناك العملُ المشترك على إنشاء أسرة صالحة، وهناك...، وهناك...، فإذا فاتك جمالٌ فسيكون هناك أكثرُ مِن جمالٍ آخر يُمكن أن تتطلَّعَ إليه، ويمكن أن تَنْجَذِبَ بسببه إلى الفتاة. وفقك الله
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |