|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أفهمه مدة الخطبة؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم ورحْمة الله، أنا فتاة في مرحلة الخِطْبة، ومِن مُجتمع خليجي، أنا أقرأ كثيرًا عن هذه المرحلة، وكيفيَّة التَّعامل مع الشَّريك بعد الزَّواج، ولكن لم أجد ما يُنوِّر عقلي لِفَهم كيفية فَهْمه قبل الزَّواج، وكل ما أقرأه كلام خيالِي، أنا أريد أن أعرف ما هي الأساليب المتَّخذة؛ لأعرف الإيجابيَّات والسلبيَّات فيه؟ وكيف أَصِل إلى ما أُريد معرفته منه وعنه شخصيًّا؟ من غير أن يَشْعر الطَّرَف الآخر بأنه في حالة تَحْقيق واستجواب، وما هي الأشياء الَّتِي أتكلَّم معه فيها عنِّي أنا شخصيًّا؟ أريد معرفةَ كلِّ ما يخصُّ هذه المرحلة الأُولى، وما يُحقِّق نجاحًا للمرحلة الأخيرة للشَّخصين، وجُزِيت خيرًا. الجواب وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته. حيَّاكِ الله أُخْتِي الكريمة، ومرحبًا بكِ معنا في شبكة (الألوكة), ونسأل الله لكِ التَّوفيق والنجاح. هل تَعْلمين قصَّة شُرَيح القاضي وزوجتِه؟ تزوَّج بامرأة من بني تَمِيم، ولَمَّا دخل على زوجته، وخَلا بها قالت: على رِسْلِك. إنَّ الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأُصَلِّي على محمَّد وآله، وبعد, فإنِّي امرأة غريبة، لا عِلْم لي بأخلاقك، فبَيِّن لي ما تحبُّ فآتِيَه، وبيِّنْ لي ما تكره فأتركه. ثم قالت: فلقد كان في قومك مَن هِيَ كُفْء لك، ولقد كان في قومي مَن هو كفء لي، ولكن إذا قضى الله أمرًا كان مفعولاً، وقد ملَكْت فاصنَع ما أمَرَك الله به؛ ﴿ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ﴾ [البقرة: 229]. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولك. قال شريح: فأحوجَتْنِي واللهِ إلى الخُطْبة في ذلك الموضوع، فقلتُ: أحمد الله وأستعينُه، وأُصَلِّي وأسلِّم على النَّبيِّ وآلِه، وبعد, فإنَّكِ قُلْتِ كلامًا إنْ ثبَتِّ عليه يَكُن ذلك حظَّكِ، وإن تدعيه يَكُن حُجَّة عليك، فإنِّي أُحبُّ كذا وكذا، وأكره كذا وكذا، وما رأيتِ مِن حسَنة فانْشُريها، وما رأيت من سيِّئة فاسْتُريها. فقالت: كيف مَحبَّتُك لزيارة أهلي؟ قلتُ: ما أحبُّ أن يَملَّني أصهاري. فقالت: فمَن تُحبُّ مِن جيرانك أن يدخل دارَك، فآذَنَ له؟ ومَن تكره، فأَكرَه؟ قلتُ: بنو فُلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء. قال شريح: فبِتُّ معها بأنعَمِ ليلة. فمكثَتْ معي عشرين عامًا لم أَعْتِب عليها في شيء إلاَّ مرة، وكنتُ لَها ظالِمًا. انتهَت القصة، وتَبْدأ قِصَّتُكِ على خير إن شاء الله.. نباركُ لكِ هذه الخِطْبة، ونُحيطكِ علمًا أنَّه على المَخْطوبة ألاَّ تَنْسى أنَّ هذا الخاطب رجل أجْنَبِيٌّ عنها, ما لم يَعْقِد عليها, فإنْ عقَدَ عليها فهو زوجها شرعًا, وله عليها حقوق يجب ألاَّ تغفلَها. في الحقيقة.. لا توجد وسائل تَجْعلكِ تُحيطين بكافَّة جوانب شخصيَّته, ولو عَقَد عليكِ؛ إذْ إنَّ بعض سِمات الشخصية تبقى خفيَّة يصعب تَبْيينها قبل الْمُعاشرة والحياة معه في بيت مستقلٍّ، وخَوْض غِمَار الحياة الزوجيَّة بما فيها من شِدَّة ورخاء. ولكن لا تَقْلقي، فإنَّ هناك الكثيرَ مِن سِمَات شخصيَّته ستَأْبَى إلاَّ أن تَظْهَر مهما حدث, ولعلَّها السِّمات الأكثر أهَمِّية؛ كالبُخْل أو الكرم, والليونة أو الغِلْظة, والصَّلاح أَمِ الفساد, والعصبيَّة أو الهدوء, والمرح أو عدم الانبساط... ويكون ظهورها على حسب مُدَّة الخِطْبة, أو العقد, وعلى حسب عدد اللِّقاءات. كما أنه بإمكانكِ التعرُّف على الكثير من جوانب شخصيَّة الخاطب، وذلك من خلال الحديث معه في أمور شتَّى, على سبيل التَّحاوُر؛ كالحديث حول عمَلِ المرأة, أو تربية الأبناء, أو المحافظة على الصَّلاة, أو بِرِّ الوالدين, أو غيرها من القضايا التي بِإمْكانكِ مناقشَتُها معه - في وجود مَحْرَمكِ - وسماع رأْيِه، وما يَحْكي من مواقف تدلُّ على شخصيَّته. كذلك من الأفضل أن تَعْرفي ماذا يقرأ, وأين هي القراءة من يَوْمِه؟ فهذه نقطة مهمَّة جدًّا, وتُفيد كثيرًا في الإحاطة ببعض جوانب الشخصيَّة.. وكما قيل: "قُلْ لي: ماذا تقرأ، أَقُل لك: مَن أنت". أنصحكِ أيضًا أن تُحاولي مصاحبَة أخته أو والدتِه، وتَسْتدرِّي منها المعلومات عنه؛ فكثيرًا ما تُدْلي الوالدة - خاصَّة كبيرات السِّن ممن يُفَضِّلْن أن يحكين عن حياتِهنَّ - بالكثير من المعلومات حول نَشْأة الشابِّ ومَواقفِه معها، ومع إخوته، ولن تَلْحَظ أيضًا بعض الأسئلة مِنْكِ التي توضِّح لكِ سُلوكه وحياته، وكيف تقريبًا يقضي يومَه؟ لا نريد أن نمنع الأسئلة نِهائيًّا؛ إذْ إنَّها المصدر الرئيس للتعرُّف عليه والإحاطة بصفاته الأساسيَّة, ولْيَكن جزء من الجلسة أسئلة على طريقة "ماذا عنك؟"، مثلاً: أنا أحبُّ أن أقضي يومي في عمل كذا ثم كذا, ماذا عنك؟ أنا أُفَضِّل قراءة الكتب الـ... ماذا عنك؟ وبهذا تَعْرِضين ما لدَيْكِ, أو ما تَودِّين إخباره به، وتعرفين في نفس الوقت رأْيَه وموقفه من هذه النُّقطة. أمَّا السُّؤال عن الصَّلاة، فمِن الأفضل أن يكون مُباشرًا: هل تُحافظ على صلاة الجماعة؟ هل تَقُوم لِصَلاة الفجر؟ تذكَّري أُخَيَّتي أنَّه مهما حدَث, فهو بشَر، وأنتِ كذلك, وكلٌّ مِنَّا له عيوب وميزات, ومن المستحيل الحصول على زوج به كلُّ ما تتمنَّى الفتاة من إيجابيَّات ومَحامد, والفتاة العاقلة تَحْرص على الزَّوج التقيِّ صاحب الخلُق والدِّين, وتجلس مع نفسها في جلسة هادئة؛ تقرِّر فيها الأمور التي بإمكانها التَّغاضي عنها, وما العيوب التي مِن المُمْكن تحَمُّلها, والتي لا يمكن تحمُّلها, فكلُّ عيب ليس في الدِّين قد يَهُون أمْرُه، وقد يَسْهل التَّعايش معه, على حسب درجته وأهميته. أُذكِّركِ في النهاية بصلاة الاستخارة، وأهمِّية التوكُّل على الله وتفويض الأمر إليه؛ عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُعَلِّمنا الاستخارة في الأمور كُلِّها كما يعلِّمنا السُّورة من القرآن، يقول: ((إذا همَّ أحَدُكم بالأمر فلْيَركع ركعتين من غَيْر الفريضة ثم لْيَقل: اللَّهم إنِّي أَسْتخيرك بعِلْمِك، وأَسْتقدِرُك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنَّك تَقْدر ولا أَقْدر، وتعلم ولا أَعْلم، وأنت علاَّم الغيوب، اللَّهم إن كنتَ تعلم أنَّ هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومَعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجِلِ أمري وآجله - فاقْدُره لي ويسِّره لي، ثم بارِكْ لي فيه، وإن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجلِه - فاصْرِفه عني واصرفني عنه، واقْدُرْ لِيَ الخيرَ حيثُ كان، ثم أرضني)) قال: ((ويُسَمِّي حاجته))؛ متَّفق عليه. وفَّقَكِ الله وسدَّد خُطاكِ، ورزقَكِ سعادة الدُّنيا والآخرة, ونسعد بالتواصل معك في كلِّ وقت، فلا تتردِّدي في مُراسلَتِنا.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |