|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مشكلة لباس خطيبتي أ. أميمة صوالحة السؤال ♦ الملخص: شابٌّ خَطَب فتاةً ذات خُلُق ودينٍ، لكنه مُتردِّد في إكمال الزواج منها بسبب ملابسها، ويسأل: هل أُكمل معها أو أتركها؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أودُّ أنْ أشكركم بدايةً على ما تُقدمونه مِن نفعٍ وخيرٍ للسائلين، وأسأل الله تعالى أن يجزيكم خير الجزاء. أمَّا عن سؤالي: فأنا شابٌّ في الثلاثين مِن عمري، منذ عامٍ وأنا أبحث عن فتاةٍ أتزوجها، شرط أن تكونَ ذات دينٍ في المقام الأول، وأنْ تكونَ مِن أسرةٍ محافظةٍ، وأن تكونَ مُلتزمةً بالزيِّ الشرعي ومنتقبة. ذهبتُ لرؤية بعض الفتيات، لكنني لَم أُوَفَّق لما أريد، فإما أن أجدَ الفتاة غير ملتزمة بالزي الشرعي، ولا تنوي الالتزام به بعد الزواج، أو أنها مُلتزمة بالزي الشرعي ومنتقبة، لكنها متعصبة جدًّا، ولا تقبل النقاش! منذ أشهرٍ تقدمتُ لفتاةٍ على خُلُق، ومتدينة تدينًا فطريًّا، ولديها استعدادٌ لتعلُّم أمور دينها، كما أنها ليس لديها خبرةٌ أو اهتمامٌ بوسائل التواصُل الحديثة؛ مثل: الفيس بوك وغيره، كما أنها تميل إلى الجدية والواقعية، وأهلها أناس محافظون. لكن المشكلة الوحيدة أنَّ زيَّها ليس فيه مواصفات اللباس الشرعي الكامل، وأنا في حيرة في أمري، ولا أعلم هل أتم الزواج معها؛ بحيث يمكن تغيير الزي فيما بعدُ؟ أو أتركها بسبب مخالفة زيها لمواصفات اللباس الشرعي؟ علمًا بأنني تكلمتُ معها مرتينِ عن توسيع ملابسها، وأن يكونَ لباسُها شرعيًّا بالكامل، فتفهَّمت الأمرَ، وقالتْ: يُمكن تغيير ذلك في مراحلَ عمريةٍ مُتقدمة؛ لأنني ما زلتُ صغيرةً في السن، وأحبُّ أن ألبسَ اللباس المناسب لعمري. كلمتُها مرة أخرى، لكن كنتُ أكثر حدةً، فتضايقتْ وأَصَرَّتْ على لباسها. لفت نظري أيضًا أنها عصبية إلى حدٍّ ما، وعندما كلَّمتُها في ضرورة التعامل بدون عصبيةٍ، هدأتْ، وغيرتْ تعامُلها وتحاول إرضائي كثيرًا حتى ولو كنتُ أنا المخطئ. فأخبروني هل أكمل معها أو أتركها؟ الجواب الأخ الكريم، حفظك الله، وسدَّد خُطاك إلى قرار الخير والصلاح. نُرحِّب بك في شبكة الألوكة، ونشكر ثناءك على الشبكة، جَعَلَها الله بابَ نَفْعٍ لك ولسائر المسترشدين. كما نفخر باهتمامك بأن يكونَ اختيارُك للزوجة قائمًا على أساس الدين، ولقد أصبتَ في ذلك، لقولِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولِحَسَبِها، ولجمالها، ولدينها، فاظفرْ بذات الدين تربتْ يداك)). مِن خلال المعطيات التي أوردتَها عن الفتاة التي اخترتَها بعد طول بحثٍ؛ حيث إنها ذات دينٍ، ومِن عائلة محافظة ذات التزامٍ بالدين والخُلُق القويم، إلا أنها لم تُتم التزامها بالزي الشرعي الذي أمَرَ الله به المرأة المسلمة، وقد يكون ذلك نتيجةً لضغوط البيئة مِن حولها، والمغريات التي انتشرتْ في مثل هذه الفترة الزمنية؛ مِن أزياء تُوحي في ظاهرها بالالتزام، بينما تفتقد في باطنها إلى الكمال في الزِّيِّ المفروض شرعًا. مِن المتعارَف عليه أنَّ اللباس أمرٌ متغيِّر غير ثابت، وأن الهداية بأمر الله، وقد يكتب اللهُ الهداية لتلك الفتاة بتوجيهك لها، وبيد العون الممتدة منك، خاصة وأنها تملك القابلية والميول، إلا أنك بحاجة لأنْ تمتلكَ الشخصية القيادية المؤثرة، والجاذبية والقدرة على التغيير، وغرس القناعات الإيجابية حول طبيعة اللباس والزي الشرعي، وغيرها الكثير مِن العادات والأنماط السلوكية في العلاقات الأسرية والحياة الزوجية، ومِن الواضح تأثيرك الإيجابي على الفتاة بالنسبة لتحسين قدرتها على ضبط الانفعالات وطاعتك، وتلبية رغباتك لنَيْل مرضاتك، رغم أنَّ ضبط الانفعالات العصبية أشد صعوبة مِن غرس القناعات بشأن اللباس. كما أن عليك التحلي بالصبر والحكمة واللين؛ للوصول إلى شراكةٍ فكريةٍ، واتحادٍ عاطفي؛ لتتمكن مِن فرض السلطة والسيطرة الزوجية والقوامة التي كرَّمك الله بها؛ فتنال أجرك مضاعفًا مِن الله بأنْ تجني السعادة في الحياة الدنيا مع الفتاة التي طابتْ لها نفسُك، واختارها قلبُك مِن بين الكثيرات، ثم نعيم الآخرة بثواب الهداية التي سخرت السُّبُل أمام تلك الفتاة للوصول إليها. وأخيرًا: نحن نَملك أنْ نوفرَ لك الخطوط العريضة التي تنطلق مِن خلالها، ولا نملك أنْ نفرضَ عليك قرارًا، والغيبُ علمُه بخيره وشره بأمر الله وحده، فما عليك إلا أنْ تَتَوَجَّه إلى الله بالنية الخالصة وصلاة الاستخارة والدعاء العريض والذكر الكثير، والتوكُّل على الله حُسن التوكُّل، وحُسن الظن بما عنده وما يُقدره سبحانه، إلى أنْ يُسَيِّرَ الله قلبك وأمرَك لما فيه الخير والصلاح في الدار الدنيا والآخرة. والله وليُّ التوفيق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |