|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أكره أبي لأنه ظالم أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ الملخص: فتاة تَكره والدها لسوء أخلاقه معها ومع أخَواتها، ولضربه لهنَّ، وتعدِّيه على والدتهنَّ بالضرب حين اكتشفَتْ خيانتَه لها، والفتاة وأخواتُها في حالة نفسية سيئة، ولا تدري ماذا تفعل مع والدها؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في العشرين مِن عمري، نعيش أنا وأخواتي مأساة حقيقية مع والدي، فوالدي للأسف لا يُصلي ثم ترك الصيام تدريجيًّا حتى إنه لم يَصُم هذا العام، ولا أعرف إذا كان يُخرج الزكاة أو لا! أشعر أحيانًا أنَّ أبي مصاب بانفصام في الشخصية؛ بسبب أخلاقه السيئة معنا لدرجة لا تُتخيَّل، حتى إنني كرهته بسبب ألفاظه التي لا تحترم الله ولا تُقدِّسه؛ فالكلام عن الله لا يصح التجاوز فيه، فما بالكم بمن يَكفر ويَشتُم ويضع اللوم على الله - تعالى الله عن ذلك - بل ويلوم الله ويعتب عليه فيما يحدث له من مصائب! للأسف لم يحاول أبي إصلاح علاقته مع الله؛ فقد استدرجه الشيطان منذ سنوات إلى طريق غير مستقيم؛ فهو يتحدَّث إلى النساء، ويخون أمي المسكينة، بل ويضربها ولا يحمل لها ذرة احترام، حتى إنه يُحدِّث عشيقاته بالسوء عن أمي، وقد أخبرنا أكثر من مرة أنه يكرهنا لأننا إناث، وهذا جحود بنعمة الله عليه؛ حيث لم ينظر إلى أن الله رزقه بصبيٍّ واحد، بل ينظر إلى كثرتنا نحن الإناث. من المفارقات العجيبة أن أبي كريم معنا، لكنه سيئ الخلُق ويجرحنا كثيرًا، وأخواتي الصغيرات حساسات يَخَفْن منه، وأنا أكرهه جدًّا لكني ألبِّي طلباته إن طلب مني شيئًا، ووالله رغم كلِّ ذلك أحترمه. في الآونة الأخيرة، وبعد إصراره على هذه الأفعال أصبحت لا أُطيق النظر إليه، حتى الابتسامة لا تخرج من فمي، والكره شعورٌ لا إرادي، وأنا قد كرهته لتقصيره في الدِّين، ولسخريته من أخي الذي يصلي في المسجد، ولاتهامه لي بتحريض أمي عليه لما اكتشفت هي خيانته. لا أريد الحديث معه، وأريد تجنُّبه، فعندما أغمض عيني أشعر بالدوار بسبب ذكرياتي المؤلمة معه، والتي منها يوم ضربني على رأسي وسحبني على الأرض لأنَّني دافعت عن أمي، فقد كان يضربها حتى سال الدم منها وأغمي عليها، أحسستُ يومَها أنني رجل البيت، وأخواتي احتمَين بي، ولم ينمْنَ الليل خوفًا من أن يأتي ويَضربنا. أختي سوف تتزوَّج، لكنها متردِّدة حيث إنها لا تثق في الرجال، بسبب ما يفعله أبي، وقد قبلَت الزواج فرارًا من أبي ومن أجواء المنزل. أرجوكم ساعدوني فأنا في حالة نفسية سيئة جدًّا، وجزاكم الله خيرًا الجواب وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته. بُنيتي الغالية، ربط الله على قلبكِ، وجبر كسر قلبكِ في مصابكِ في والدكِ، وأخلَف عليكِ خيرًا كثيرًا في الدنيا والآخرة. أُذكِّركِ أن الله تعالى لا يُعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، وأن الأقوال والأفعال هي ما يوجب عذاب الله أو يرفعه عن العبد، فلا لوم عليكِ فيما تجدين في قلبكِ من بغض ونفور وألم نفسي بعيد المدى لوالد لا يَعرف حق ربه ولا حقَّ أهله، ولم ترَي منه إلا القسوة والبُعد عن الدِّين بكافة أشكاله ومُختلف أنواعه، والله وحده المستعان. ابنتي الغالية، لعلَّ من أكثر ما يهوِّن على النفس بلاءها، ويُجفِّف بعض دمعها، ويضمد شيئًا من جراحها أن ترى من هم في مثل حالها، فتتصبَّر وتحتسب، وتضع آلامهم على ألمها، فتستأنس وتهدأ، ولعل في قول الخنساء ما يوضِّح مقصدي: ولولا كثرةُ الباكين حولي ![]() على إخوانِهم لقتلتُ نفسي ![]() ويؤكد على ذلك قول الله تعالى أن ذلك الاستئناس بمن يعانون مثلما نعاني لن يتحقَّق في الآخرة كما هو في الدنيا؛ ﴿ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴾ [الزخرف: 39]. فثقي أنَّ مثل هذا الوالد مُكرَّر علينا في موقع الاستشارات، ونراه غير قليل في رسائل الفتيات والشباب، ولم يمنعهم قسوة الوالد وبُعْده عن الله أو انحراف أخلاقه وبطشه المُدمِّر من تحقيق النجاح، وأن يقفوا على أحزانهم، ويَمتطوا صهوة آلامهم لتدفعهم إلى الأمام وليُثبتوا لوالديهم والناس من حولهم أن ظلم البشر لا يمكن أن يمنع نفسًا ترنو إلى النجاح وتسمو فوق القِمم وتعلو إلى الغمام، متى ما توفَّر لديهم الإيمان بالله والثقة فيه والتوكل عليه، واستخدام كل ما وهبكِ الله مِن نِعَم، أوَّلُها العقل الرشيد والحكمة رغم صغر سنِّكِ، والفصل بين العاطفة والتعامل مع مشكلة بدأت وأنتِ في عمر المراهَقة الذي تذهب فيه الفتيات كل مذهب وتنأى عن الصواب وتتمرد على نعم وهبها الله إياها من أُسرة دافئة وبيئة سوية ومجتمع آمن، فتتخذ من كل ذلك سبيلًا لمعصية الله. هوِّني عليكِ يا صغيرتي، وذكِّري أختكِ أن والدكِ واحد من الرجال لا يُمثِّل إلا نفسه، وأن الاستخارة قبل الزواج والتحرِّي عن الخاطب، والنظر في حاله مع الله، والتأنِّي في الزواج - كلها أمور من شأنها أن تكون أسبابًا للتوفيق في الحياة الزوجية بإذن الله، وتأمَّلي معها حال الرجال ممن تعرفون من الأهل أو الأصدقاء أو غيرهم، فستجدين من النماذج الصالحة ما يبث الثقة في نفسكِ من جديد، ويجدِّد فيها روح الأمل والتفاؤل. غير أن النصيحة تبقى واجبة لمثل هذا الوالد، ولو بدا لكِ أن حالته مَيئوس منها، وأن الأمل في هدايته مفقود؛ فقد هدى الله من هم أشد ظلمًا وأكثر بطشًا منه، والقلوب بيد مالكها يُقلبها كيف يشاء عز وجل. فابحثي في محيط العائلة، والأفضل أن يكون من عائلته؛ كأعمام أو جدٍّ، لعل فيهم من ينصحه ويرشده إلى الخير. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |