|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من طرق تعديل سلوك الطلاب بدر بن جزاع بن نايف النماصي يقول المصنف - رحمه الله -: "واعلم أن التأديب مَثله كمثل البذر، والمؤدب كالأرض، متى كانت الأرض رديئةً ضاع البذر فيها، ومتى كانت صالحةً نشأ ونما، فتأمل بفِراستك من تخاطبه وتؤدبه وتعاشره، ومِل إليه بقدر صلاح ما ترى من بدنه وآدابه"[1]، وقد اتضح من كلام المصنف أن التأديب يكون حسب حال المؤدب، وانطلاقًا من فراسة المؤدب في معرفة الطريقة التي يحسن بها التأديب. ومما يؤكد ذلك ما نقله ابن مفلح المقدسي عن الخَلاَّلِ في الأخلاق: "أن إبراهيم بن شماس قال: كنا بعبادان، فجرى تشاجر بين طلبة الحديث، فلم يحدثهم - يعني وكيع بن الجراح - سبعة أيام، فقال: إنما أردت أدبهم، ثم حدَّثهم"[2]، فهذا السلوك غير السوي، عالجه الإمام وكيع بن الجراح - رحمه الله - بما رآه مناسبًا لحال التلاميذ. استخدام أساليب التعليم والتدريس: "يشعر بعض المعلمين أنه كلما زاد إنصات المتعلمين وإصغاؤهم، وكلما زاد الهدوء في الموقف التعليمي، ولم يعد يسمع غير صوت المعلم، فإن هذا دليل على فاعلية العملية التعليمية، ولا شك أن الإنصات والإصغاء له أهميته، لكن من الضروري تعويد المتعلمين النشاط والتفاعل والحيوية، وأن يبذلوا جهدًا في التعلم، وألا يكونوا سلبيِّين، وكلما أدت عملية التعلم إلى أن ينهمك المتعلمون في قراءة أو كتابة أو مناقشة أو حل مشكلة تتعلق بما يتعلمونه أو عمل تجرِيبي - صار التعلم نشطًا"[3]. وقد اهتم التعليم الحديث بإستراتيجيات وأساليب التعلم الحديثة، ولو راجعنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم لوجدنا أن: "مبادئ هذه الطرق الفاعلة، موجودة في ممارسته في تعليم أصحابه، وليس بالضرورة أن نصنف أساليبه صلى الله عليه وسلم في التعليم، ضمن الأطر والمصطلحات المعاصرة، لكن الأهم هو الاعتناء بفاعلية الموقف التعليمي"[4]. والتعليمُ الإسلامي قد سبق النظريات التربوية الحديثة بمئات السنين، وكُتب علماء المسلمين، والتراث الإسلامي خير شاهد على ذلك، وليس هذا مجال البحث، والمقصود أن الإمام ابن مفلح - رحمه الله - أشار إلى بعض طرق التعليم، وهذه الطرقُ منها ما هو تقليدي، ومنها ما يصنَّف على أنه من طرق وإستراتيجيات التعليم الحديثة، وهو ما نراه في المقالات القادمة إن شاء الله. [1] (المرجع السابق): ج4. ص243. [2] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص213. [3] المربي، مؤسسة المربي. نماء. منهج بناء الشخصية الإسلامية من الرضاعة إلى ما بعد الجامعة. توزيع مؤسسة رسالة البيان. ط2. 1432 هـ. ج1. ص 382. [4] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ص 383.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |