المساواة بين الرجل والمرأة في حق العمل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ذرية الشيطان.. وطريقة حصولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          هل الإشهاد شرط لصحة الطلاق ؟ (الشيخ اﻷلباني) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          هل يجوز للجنب قراءة او مس المصحف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ( مَحَبَّةِ الْجَمَالِ )كلمات لابن تيمية رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل الدعاء في الوتر في رمضان قبل الوتر أم بعده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 58 - عددالزوار : 44007 )           »          الأموال الربوية بعد توبة صاحبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          التوبة من الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          زكاة رواتب الموظفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          توجيه في طلب العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2021, 02:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,598
الدولة : Egypt
افتراضي المساواة بين الرجل والمرأة في حق العمل

المساواة بين الرجل والمرأة في حق العمل
أ. د. عمر بن عبدالعزيز قريشي





سوَّى الإسلام كذلك بين الرجل والمرأة في حقِّ العمل، فأباح للمرأة أن تضطلع بالوظائف والأعمال المشروعة التي تُحسِّن أداءها، ولا تتنافر مع طبيعتها، ولم يُقيِّد هذا الحقَّ إلا بما يحفظ للمرأة كرامتَها، ويصونها عن التبذُّل، وينأى بها عن كلِّ ما يتنافى مع الخُلُق الكريم، فاشترط أن تؤدي عملَها في وقارٍ وحشمة، وفي صورة بعيدة عن مظانِّ الفتنة، وألا يكون من شأن هذا العمل أن يؤدي إلى ضررٍ اجتماعي أو خُلُقي، أو يَعوقها عن أداء واجباتها الأخرى نحو زوجها وبيتها، أو يُكلِّفها ما لا طاقة لها به، وألا تَخرُج في زيها وزينتها، وستْر أعضاء جسمها، واختلاطها بغيرها في أثناء أدائها لعملها في الخارج عما سنَّته الشريعة الإسلامية في هذه الشؤون[1].

وقد كانت النساء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يَقُمن بكثير من الأعمال في داخل بيوتهن وفي خارجها، وإليك مثلاً (أسماء بنت أبي بكر) زوجة الزبير؛ فقد كانت تقوم بكثير من الأعمال اللازمة لزوجها وأسرتها في داخل بيتها وخارجه، وفي ذلك تقول هي نفسها: "تزوَّجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء، غير ناضح - هو الجمل - وغير فرسه، فكنت أَعلِف فرسَه، وأستقي الماءَ، وأَفرِز غربةَ الدلو وأعجن، ولم أكن أُحسِن الخَبْزَ، فكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكن نسوة صِدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ... الحديث"[2].

بل لقد اضطلعت المرأةُ المسلمة ببعض شؤون الحرب نفسها في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، فلم تخلُ غزوةٌ من غزواته من نساء يَقمُن بمساعدة الرجال وشؤون الإسعاف للجرحى، ومن بين هؤلاء من حفظ لهن التاريخُ مواقفَ بطولة مجيدة كالسيدة بنت قيس الغفارية، التي أكبر الرسول صلى الله عليه وسلم حُسْن بلائها في غزوة خيبر، فقلَّدها بعد انتهاء هذه الغزوة قلادة تُشبِه الأوسمة الحربيَّة في عصرنا الحديث، وظلَّت هذه القلادة تُزيِّن صدرَها طول حياتها، ولما ماتت دُفِنت معها عملاً بوصيَّتها[3]، والمرأة إما تعمل لحاجة لها، أو لاحتياج المجتمع لها، فأما احتياجها للعمل؛ فذلك بفقد العائل، أو بعجزه عن الكسب، مع أنه ندَر ما تفقد المرأة العائل؛ وذلك لأنها في كنفِ رجل من أقربائها حسَب درجات القرابة في مجتمعها الصغير، فما لم يكن هذا فعلى المجتمع الكبير "الدولة" أن يؤدي دورَه حيالها؛ حتى لا تُعوِزَها الحاجة للكسب أو الامتهان، فإذا لم يؤدِّ المجتمع الصغير ولا الكبير دورَه، واحتاجت المرأة، وليس لها من يقوم بها، فإن هذه ضرورة تجعلها تعمل داخل بيتها أو تخرج للعمل، فإذا خرجت فالضرورة بقدرها، بحيث لا تخرج مُتبرِّجة أو مُتعطِّرة، ولا تختلِط بالرجال في طرق المواصلات أو مكاتب العمل أو نحو هذا.

والقرآن الكريم يَعرِض علينا قصةَ بنات شعيب؛ لنأخذ منها العِبرة، ونَستنبِط منها الأحكام؛ وذلك في قول الله تعالى: ﴿ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾ [القصص: 23]، تَذودان ماذا؟ تذودان الماشية، بمعنى تمنعان الماشية أن تذهب إلى عين الماء، ولمَ؟ مع أنهما ما خرجتا إلا لتَرِدا الماء؟ وهذا هو الذي جعل سيدنا "موسى" عليه السلام يسأل: ما خطبكما؟ وهو سؤال طبيعي؛ لرؤية حالة متناقِضة؛ إذ رأى امرأتين مع ماشيتهما نحو عين الماء، ثم منعاها أن تَرِد الماء، وردَّت المرأتان: ﴿ لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾ [القصص: 23]، وهي إجابة في غاية البلاغة والوضوح، فنحن قد خرجنا لضرورة، وهي: ﴿ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ ﴾، وإذ فعلْنا هذا، فالضرورة بقدرها، فلا نختلِط بالرجال، فنُدخِل ما ليس ضرورةً بالضرورة ﴿ لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ﴾، فهذه قضية بحيثيتها، أن الخروج للعمل بضرورة، والضرورة بقدرها، بدون تزيُّد، ثم تظهر الآيات مهمة المجتمع الإنساني أو الإيماني في قوله تعالى: ﴿ فَسَقَى لَهُمَا ﴾ [القصص: 24]، أنه إذا رأى امرأة أخرجتْها الضرورة إلى مجال العمل، فعليه أن يؤدي لها العمل؛ لتعود إلى مكانها الطبيعي، هذه هي مهمة الإيمان.

وكون القرآن يُعطينا الحُكمَ منذ عهد موسى؛ لأنه - سبحانه وتعالى - العالم بعِلمه المحيط، يعلم أن أصحاب موسى "اليهود" هم الذين سيصنعون للمرأة حدودَ الانطلاق عندهم، ليكون ذلك أسوة لحدود الانطلاق عند غيرهم، فجاء بها عن "موسى"؛ لأننا حين نرى ما يَفِد إلينا من صناعات اليهود، وادعائهم تجميد المرأة على نظام الإسلام، نقول لهم: نبيكم هو الذي سقى لهما وتلك كانت مهمته، بل شريعته.

تشير الآيات الكريمة في لفتةٍ منها، على يد امرأة - لا على يد رجل - أنها تُريد كرامة لنفسها، وحرصًا على عِرضها، وتحاول جاهدةً أن تخرج من الضرورة، حين تَجد أول بصيص من الأمل يُخرِجها من الضرورة، وذلك في قوله تعالى: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، فلو أن المرأة حلا لها أن تَخرج من مكانها الطبيعي إلى الخارج، لما نبَّهت أباها إلى أن يستأجر الرجل ويَحميها من الضرورة التي أخرجتها، إذًا فالمرأة الواعية هي التي تَعشَق التستر، وتَعشَق الاحتجابَ؛ لأن ذلك هو كرامة المرأة، لا تبرُّجها وتبذُّلها وخروجها واختلاطها، كما يريد لها الجوعى من الذئاب البشرية، ولكن كيف يعيش "موسى" خادمًا في البيت، وهو أجنبي عنه، لا يجوز له الاختلاط معهن ولا يجوز لهن الاختلاط معه؟ فيحلُّ شعيبٌ المشكلة حلاًّ إيمانيًّا، بتزوج "موسى" واحدةً منهن، فتَحرُم الأخرى تحريمًا مؤقَّتًا، وتَحرُم الأم تحريمًا مؤبدًا؛ ﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ [القصص: 27، 28][4].


[1] حقوق الإنسان في الإسلام (ص: 25).

[2] رواه البخاري كتاب النكاح، باب الغيرة (3: 264)، وأحمد (6 :347).

[3] حقوق الإنسان في الإسلام (ص: 34).

[4] شبهات وأباطيل خصوم الإسلام والرد عليها؛ الشيخ: محمد متولي الشعراوي، بتصرف ط مكتب التراث الإسلامي، الأولى 1401هـ، 1983م.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]