|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() سوء معاملة زوجي وحبي له أ. شريفة السديري السؤال أنا فتاة تزوَّجت من أستاذ أخي في التحفيظ وكان وقتها طالبًا في الجامعة، وذلك منذ خمس سنوات ونصف، ولم أنجب أطفالاً، والسبب زوجي، وبعد تخرُّجه وحُصوله على الوظيفة أصبح يصطنع المشاكل راغبًا في الزواج بأخرى، مدَّعيًا أنَّه يبحَث عن ذلك الجمال الأخَّاذ الذي افتقَدَه عندي، وأصبح يتلفَّظ بالكلام الجارح؛ كقوله أنَّه ما ارتاحَ لي منذ الرؤية، وإذا عارضته في أقلِّ الأمور يقول: "لو لم يعجبك ارجِعي إلى بيت أهلك"، مع أنهم كانوا يُساعِدوننا ماديًّا إلى أنْ توظَّف، مع العلم أنَّه كان رجلاً مُتديِّنًا محافظًا على صلاة الجماعة، أمَّا الآن فلا يعرف المسجد ويقول: "إنَّ الصلاة ليست واجبةً في المسجد على الرجال، بل سنَّة"، وفي أغلب الأوقات يُؤدِّيها في وقتٍ واحد، وأصبح يستمع للأغاني ويُتابع الأفلام الأجنبية عبر شبكة الإنترنت، ويُشارك في مواقع الزواج، ويتحدَّث مع الفتيات عبر الدردشة، ويقول: ماذا أخذت من الالتزام؟ بالإضافة إلى أنَّه يخرج كثيرًا مع أصدقائه، ويقضي جُلَّ وقت فراغه معهم، وليس لي الحقُّ في عِتابه أو لَوْمه، ومع هذا كلِّه فأنا ما زلت أحبُّه ولا أستطيع الاستغناء عنه، فماذا أفعل - أفادكم الله؟ الجواب أهلاً بك عزيزتي. المشكلات الزوجيَّة هي أمرٌ طبيعي، ويوجد في كلِّ بيت، وبين أيِّ زوجين، لكن هناك مَن يتعامَل معها بحكمةٍ ورويَّة؛ فينجَح في الوصول لبرِّ الأمان وتجاوُز الخطر، وهناك مَن يتعامَل معها بعصبيَّة وتوتُّر وعدم تفكيرٍ؛ فيصل لما لا تُحمَد عُقباه، ويندم حين لا ينفَع الندَم. وكلُّ مشكلةٍ تحصل يكونُ الزوجان سببًا فيها، ويتحمَّل كلُّ واحدٍ منهما نسبةً من الخطأ، فكما ذكرتِ أخطاء زوجك عليك أنْ تُفكِّري في أخطائك، وتُراجِعي نفسك، فلا يوجد بشرٌ كامل، وكلُّنا فينا عُيوبٌ وحسنات؛ لذا اجلِسي مع نَفسِك جلسة مصارحة، وفكِّري في الأمور التي تُضايِق زوجك منك أو تُزعِجه، وغيِّرِيها أو بدِّليها بما يحبُّه ويَرتاح له؛ حتى يُقابِلك بالمثْل! أحيانًا بعض الأمور تكونُ في نظرنا سخيفةً وتافهة، لكنَّها بالنسبة للشخص الآخَر ذات أهميَّة، واختلافنا على مَدَى أهميَّتها من عدَمِه يخلق لنا مشاكل نحن في غنًى عنها، ونفس الأمر الذي سبَّب لنا مشكلةً يمكننا أنْ نجعَلَه نقطة بداية جميلة، فبدلاً من التضجُّر من اهتماماته شارِكِيه إيَّاها، واجعَلِيها موضوعًا لأحاديثكما، حينَها سيشعُر أنَّك قريبة منه ومن عقله؛ وبالتالي ستقتربين من قلبه! أذكُر أنَّني شاهدت مرَّةً إعلانًا توعويًّا في التلفاز كان يحكي عبرَ مشاهد قصيرة وسريعة قصَّة زوجين يصرخ الزوج على زوجته لأنَّ الغداء تأخَّر، وتصرخ الزوجة عندما يلعب الزوج (البلاي ستيشن)، وفي النهاية انفَصَلا، ثم يُعِيدان المشهد والزوج يشكُر زوجته على الأكْل رغم تأخُّره، والزوجة تلعب مع زوجها بـ(البلاي ستيشن)، والضَّحِك والسعادة تلوح في أعينهما! هناك أمورٌ نستطيع أنْ نغضَّ الطرف عنها وستَحمِينا من مشاكل كثيرة، المهمُّ أنْ تكون الحياة سعيدةً ومستقرَّة، فالحياة الزوجيَّة أساسها المودَّة والرحمة والاستِقرار، فكيف نصلُ للمودَّة إنْ كان زوجك في نظَرك سخيفًا، تافِهًا وعاصيًا؟! وكما ترَيْن أنَّ صلاته في البيت تقصير كبير، ابحَثِي عن الأمور التي تُقصِّرين فيها أنتِ أيضًا بدلاً من تكبير هذا الأمر لزوجك! أوافقك أنَّ ذهابه للأصدقاء دائمًا وقضاء جُلّ وقته معهم مزعجٌ ومؤلم لكِ، ولكن كُوني ذكيَّة واجعَلِيه يُفضِّل الجلوس معك على الذهاب لأصدقائه، ليس لأنَّك طلبتِ منه ذلك؛ ولكن لأنَّكِ قدَّمتِ له من المتعة والسُّرور أضعاف ما يُلاقيه عند أصدقائه. لكن تذكَّري أنَّه كما تحبُّ النساء الجلسات النسائيَّة مع الصديقات أو الجارات، يحبُّ الرجل الجلوس مع أصدقائه جلسةً رجالية يتحدَّثون في مواضيعهم وأمورهم، فهذا أمرٌ مهم لكما؛ لذا حاوِلي أنْ تُرتِّبي هذا الأمر، فلا تتركيه إنْ كان هو في البيت وتخرجي، بل اخرُجا في الوقت ذاته؛ لكيلا تشعُري بغِيابه طوال الوقت، أو يشعُر هو أنَّكِ تخرجين دائمًا وتتركينه. دلِّليه واهتمِّي به وأشعِريه بحبِّك غير المشروط له، ابحثي عن الأمور التي تُسعِده والتي يحبُّها وفاجِئيه بها، وأثري الحوار بينكما وتشارَكوا الاهتِمامات والميول، حتى لو كنتِ ترَيْنها سخيفةً أو تافهة، فبالنسبة له ليست كذلك. والأمر المهم جدًّا أنْ تنمي ثقتَك بنفسك وبذاتك، فالجمال الداخلي يطغَى على الجمال الخارجي، صحيحٌ أنَّ جمال الوجه والقوام هو أوَّل ما نلحظه في أيِّ شخص، ولكن العِشرة والحياة تجعَل جمال الداخل يطغى على جمال الخارج وينعَكِس عليه، فلو كنتِ تشعرين بأنَّك جميلة وجذَّابة سيَشعُر زوجك بذلك؛ لأنَّك ستتصرَّفين على هذا الأساس، وستملئين عينه وحياته، ولو كنتِ تشعُرين بأنَّك لست بذاك القدر من الجمال، فسيَصِل هذا الشعور لزوجك، وسيبدأ بالإحساس أنَّه يريد أجمل أو أحلى أو... أو... لمستُ في كلامك يا عزيزتي شيئًا من المنِّ عليه لأنَّ أهلك ساعدوه ماديًّا حتى تخرَّج، ويبدو أنَّ هذا الشعور وصَل له منكِ، وهذا قد يكون أسوأ ما يحصل بين الزوجين بأنْ يتعالى أحدهما على الآخَر ويُشعِره بأنَّ له فضلاً عليه، فبين الزوجين ليس هناك أفضل أو أحسن أو أرقى؛ لأنهما صارا واحدًا، وتشاركا وتقاسما كلَّ شيء، فحين يشعُر أحدهما بأنَّه الأفضل أو صاحب اليد العُليا والفضل على الآخَر، يبدأ هذا الكيان الواحد يتصدَّع شيئًا فشيئًا كلَّما زاد هذا الإحساس بالمنَّة والفضل، حتى يأتي اليوم الذي يتهشَّم فيه وينكسر، ويُصبِح من الصعب تجبيره وإعادته! لذلك؛ تذكَّري دائمًا أنَّكما واحد، وكما أنَّكِ تُرِيدين منه أنْ يقوم بما يريحك ويُسعِدك، هو أيضًا يريد منكِ ما يريحه ويُسعِده، فكونا دائمًا على علمٍ بما يحبُّه أحدُكما في الآخَر وقُوما به، ولا تُسفِّها من مطالب ورغبات بعضكما، وبإذن الله ستَعِيشان سعيدين مطمئنَّين. وصحيحٌ أنَّ تأخُّر الإنجاب له تأثير كبير على حَياتكما والمشاكل بينكما، ولكن بإمكانكما تجاوُز هذا الأمر بالحبِّ والودِّ والتفاهُم والمصارحة الدائمة، فأنتِ ذكرتِ أنَّه السبب في تأخُّر الإنجاب، لكنَّكِ تحبِّينه جدًّا؛ لذا تفهَّمي شُعورَه بالألم والذنب؛ لأنَّه سبب حرمانك من الأمومة، رغم أنَّه لا يد له في ذلك، وضَعِي نفسكِ مكانه، فماذا كنتِ ستفعَلِين وكيف ستتصرَّفين إنْ كان تأخُّر الإنجاب بسبب مرضٍ فيكِ؟ وكيف ستكون مشاعرك؟ وتعامَلِي معه بتفهُّم وتقدير أكثر من التهجُّم والتعنيف واللوم. رزقكما الله الحياةَ المستقرَّة، والذرية الصالحة التي تقرُّ عينكما بها. وتابِعينا بأخبارك.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |