أفكر في الزواج من عقيم ! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119758 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-07-2021, 01:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي أفكر في الزواج من عقيم !

أفكر في الزواج من عقيم !
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال

♦ الملخص:
شابٌّ يفكِّر في الزواج من امرأة عقيم أو البقاء عازبًا؛ بسبب تأثُّره ببعض الآراء الفلسفيَّة التي جعلته لا يحبُّ الأطفال ولا يُطيق وجودهم!

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 27 عامًا، لا أحبُّ الأطفال ولا أحبُّ اللعب معهم، بل إنَّ شُعوري جامد تجاههم، وودتُ لو أنَّهم ما وُجِدُوا على هذه الأرض، وبسبب بعض الآراء الفلسفية لا أريد أن تكون لي ذرية، ومِن أجل ذلك أفكِّر في الزواج مِن امرأة عقيم، أو في البقاء عازبًا طول العمر، فما رأيُكم في ذلك؟
أفيدوني، وجزاكم الله خيرًا

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا جناه أبي عليَّ وما جنيتُ على أحد!


كذلك فكَّر غيرك مِن أصحاب ذلك المبدأ الذي تُحبُّ السير عليه، وترى فيه سعادتك وهناءك، وأُبشِّرك أن الشرع لم يُحرِّم الزواج مِن المرأة لعيب فيها طالما ارتضاه الزوج وقَبِلَه، وكذلك لم يُحرِّم زواج المرأة من رجل ذي عيب ما دامتْ رضيَتْ به.


لقد قررتَ وعزمتَ ولستَ بحاجة لتذكيرك بالآيات التي تؤكِّد أن الذرية والبنين من زينة الحياة وبهجتها، أو بسْط صور تُرغِّبك فيهم، أو عرض أفكار تُقنعك بأنهم ليسوا كما ظننتَ، أو تذكيرك بأن شعورك مُخالف لما فَطر الله الناس عليه، وأنه انتكاسة فكريَّة وشذوذ عاطفي وتناقُض واضح في الآراء والمعتَقدات!


فإن كنتَ فقط تستفسر عن الحكم في الزواج مِن العقيم فهو جائز، بشرط ألا تكون النيَّة قطْعَ النسل؛ فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبتُ امرأةً ذات حسب وجمال، وإنها لا تلد، أفأتزوَّجها؟ قال: لا، ثم أتاه الثانية، فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال: ((تزوَّجوا الودود الولودَ؛ فإني مُكاثر بكم الأمم))؛ رواه الترمذي وصحَّحه الألباني.


والنهي - كما ذكر العلماء - للكَراهة، وليس للتحريم.
فإن كان هذا سؤالك فدونك وما تشاء، فهذه حياتك، ولسنا هنا لِنُخطِّط لحياة الناس أو نختار لهم أو نُكرههم على أمور استقرُّوا عليها وارتاحوا وركنوا.


وإن كنت تبحث في المسألة وتُريد مناقشة الأمور فحياك الله.
أيها الفاضل، كم هو مؤلم أن تَستيقظ على صوت طفل يُقلق منامك ويُجبرك على اصطحابه إلى الطبيب في ليلة تشتهي فيها النوم!
كم هو مُزعِج أن تضطرَّ للبحث عن لعبة سخيفة يفرَح بها طفلك ويُقبِّلك بسعادة مقيتة!
كم هو مُرهق أن تَحمل بين يديك جسدًا ضعيفًا لا حول له ولا قوَّة يبكي ويصيح فتُهدهِدَه حتى ينام على كتفك!
ولكن حتى نكون أكثر صراحة مع أنفسنا وأعدل في حكمنا على الأشياء من حولنا، دعنا نسأل أنفسنا: ألم تكن أنت ذلك الكائن المُزعِج المقيت قبل سنوات؟!


ألم تمرَّ بتلك المراحل حتى غدوت رجلًا كبيرًا يكره عالَمًا كان ينتمي له قبيل وقت قصير؟!
ألم تكن زوجتك العقيم - المنتظَرة - طفلةً مُدلَّلة تُزعج مَن حولها وتنشر الضجيج وتبكي بصوت عالٍ، وتضحك على أمور تافهة، وتلهو بكل ما هو مُتاح؟ أفتبغضها ثم ترضى عنها لمجرَّد أن الوقت مضى وتغيَّرت طِباعها دون أن تندم على تلك الأفعال أو تُحاول أن تغيِّر من نفسها؟!


إنه من الظلم أن نجعل الوقت هو المُحدِّد للحكم على أشياء تمر بمراحل وأطوار فنرفضها حينًا ونقبلها حينًا.
كما أن الحياة التعيسة ليست تلك الحياة الخالية من الأطفال - كما تعتقد - وليسوا مصدر القلق الأوحد في العالم، ولكن الحياة التعيسة هي تلك الحياة الخالية من العطاء، الخاوية من البِناء، الفارغة من الشغف بعمل مُثمِر، تلك الحياة الباردة الجامدة التي تُبصرُ إلا أمامَها، ولا تحب أن تتخطاه.


ولكن بعض الشباب - وبالأخصِّ من تأثَّر بالفاسد من الآراء الفلسفية - قد أنهكته المُتناقضات، وعجز عن التوفيق بينها وبين واقعِه، فآثر اتِّباع آراء لا يعي أبعادها، ولا يُدرك حجم خطورتها، وأخفق في تحكيمها إلى مقاييس ومعايير واضحة وصريحة ومُقنعة لمجرَّد أنه تربَّى ونشأ عليها، ولأنها ليست من صنع الغرب الذي يحسبه لا ينطق عن الهوى.


إنه ليَحسُن بالمسلم المثقَّف أن يعيَ كيف أن المُخططات اليهودية تسعى بقوة للحدِّ من التناسل الإسلامي وتنفير الشباب من فِكرة الإنجاب، وتحُضُّ بكل صراحة على تحديد النَّسل، ثم منعه تمامًا ليخلو لهم العالم ويعُمَّ الجنس "السامي" الكون!


لقد أكَّد فرويد (مؤسس عِلم النفس التحليلي) - الذي أنجب ستة أطفال - أن الطفل كائن شهواني حقير، يسعى في كل أموره لتحقيق رغبات جنسية بحتة، أيَّده مَن أيَّده من تلامذته، وعارضه مَن عارضه، ولكن إن كنت تُحبُّ الآراء الفلسفية فاقرأ كتبه وحاول أن تجمع الأفكار بمنطقيَّة وعدل، وأُرحِّب بمراسلتك من جديد ومناقشتك فيما تشاء!


أيها الابن الكريم، مِن حقك أن تَختار حياتك كما تشاء، ولكنَّ الشخصية الواعية الناضجة المعتدلة تعلم أننا لا نعيش في هذا الكون بمفردنا، تنظر إلى الغد كما ترى اليوم، تُفكِّر في مستقبل العالم كما تُفكِّر كيف ستتناول العشاء هذه الليلة، والشخصية الأنانية القاصرة الفِكر تعيش في يوم بلا غد، تستقل أرضًا بلا سماء، تسعى بلا نتيجة، تعمل بلا خاتمة، تحيا بلا هدف، فأي خير يُرتجى وأي نجاح ينتظره المجتمع ممن ذاك حاله وهذه نظرته؟!


إن الشخص المريض اجتماعيًّا المُعتل نفسيًّا لا يقدر أن ينظر حوله، ولا يستطيع أن يوسع فِكره ليشمل البيئة التي تَحتويه، والمجتمع الذي يُؤيه، ولكن يحصر فِكره على جدران بيته، ولا يَتجاوزه لما بعد الجدار الأصمِّ، ويعجز عن تخطي حواجز الفِكر وتجاوُز مساحات العقل والتفكير في المصلحة العامة التي لن تعودَ عليه إلا بالخير والنفع، يحسب أنه يقدر أن يكفي نفسه ويقيم بيته ولو لم يتفاعل مع المجتمع ويتأثر به ويؤثر فيه.


لكَ ما تشاء يا بُني، ولكن تذكَّر أن الإنسان لا يدري ما يَعرض له غدًا، ولا يُدرك ما يطرأ عليه من تغيير كما طرأ عليه في السنوات السابقة، ولا يتعلَّم من أخطائه أو ينتفع بخبرة غَيره.


أختم حديثي معكَ بآية قرآنية كريمة يُخبر فيها الله تعالى أنَّ الإنسان لا يدري أيهما أنفع له الابن أو الوالد؛ ﴿ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ﴾ [النساء: 11]، فليس للإنسان علم يُمكِّنه من معرفة الخير له في الدنيا أو الآخرة، والأولى له السير على شرعة الله ومنهج رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ففيه خير الدين والدنيا، وفيه صلاح الحال وراحة البال.
والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.44 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.38%)]