|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أخلاق زوجي ساءت بعد التقاعد أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. زوْجي تقاعَد منذ سَنة ونِصف، وهو ملتزم يحبُّني ويحبُّ أولاده، ويسعَى لتربيتهم التربيةَ الجيدة، بعد التقاعُد أصبح مقيمًا في البيت؛ ينتقِد كلَّ تصرُّفاتي، في إدارة شؤون المنزل ومذاكرة الأولاد والاستيقاظ مِن النوم، أصبح يسْخَر حتى أثناءَ حواري معه في مناقشات عدَّة، قد أكون أنا أو هو المخطئ فيها، لكن يصرُّ على أنَّ رأيه صائبٌ. لاحظتُ أنَّه بدأ يجْبر أبنائي على ألاَّ يخبروني عن أيِّ شيء إلا بعدَ أن يعلم هو به؛ لأنَّه بدأ يُردِّد في الآونة الأخيرة: أنا لستُ (طرطورًا في البيت)، ويحسُّ أنَّه لا بدَّ أن يعلم أيّ شيء لم يكُن يهمه قبلَ التقاعُد. أصبحتُ حَيْرَى؛ لأنَّ كل يوم شجار بعدَ الحبِّ والودِّ، أحسُّ أنَّ المنزل بدأ يَنهار رغم أنَّه هو عادي! يصرُخ، يتشاجَر، يسبُّ، ثم يعود كأن لا شيء حصل، لكن أنا أحسُّ أنَّه يأخذ مكاني في المنزل، ويُشتِّت عقل أبنائي في طبيعتهم وفيَّ أنا؛ الأم هي التي تحتضنهم خلالَ مدَّة وجوده في عمله، يُحدِّثونها عندَ العودة مِن المدرسة عن كلِّ شيء، وهو يقلق من أنِّي بالنسبة لهم كل شيء. ادَّعى عيوبَ الدنيا فيَّ؛ لأنَّه معي طوال اليوم، حتى ملابسه يقول: أنت لا تعرفين أن تغسليها، وصار يغسلها بنفسِه! المهمُّ أشياء كثيرة تجعلني مهمَّشَةً في حياتِه؛ ونفْسي في شيء أعمله؛ حتى يرجعَ بيتي في يدي! عذرًا على الإطالة، فلديَّ كلام كثير، لكن أكتفي وتحمَّلوني مشكورين. الجواب وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته. كثيرٌ مِن المحطَّات بحياتنا تشكِّل نقطةً فارقة، ومنها التقاعُد؛ خاصَّة لرجل نشيط اعتادَ أن يكون له مركزٌ رِيادي بعمله، مِن الصعب أن يجد نفسَه فجأةً ببيته وحيدًا، لا همَّ له سوى أُسرته الصغيرة؛ ليديرها، وفوْق كلِّ هذا يشعر بنفسه ضيفًا ثقيلاً على أُسْرته، التي اعتادتْ غيابه فتراتِ عمله، وصار وجوده نقطةَ تحوُّل بالبيت، مِن الطبيعي وقتَها أن يسعى ليثبتَ نفْسه، وأن يبحَث عن مكانته التي فقدَها. البيتُ عادةً مملكة المرأة، وآخِر اهتمامات الرَّجُل، خاصَّة حينما يكون عمله من النَّوع الذي يأخُذ حيزًا كبيرًا من وقته؛ لذلك مِن الطبيعي حينما يتفرَّغ، ويبقى بالبيت وقتًا أطول أن يشعُر بأنه شيء هامشي بحياة أُسرته، مما يجعله يسعى لإثبات نفْسِه حسب طبيعة شخصيته، وكيف تميل للتصرُّف وقت الضغوط. كل ما تُعانينه هو نتيجةٌ طبيعيَّة ومتوقَّعة إذًا، فهوِّني عليك عزيزتي، ما عليك فعلُه الآن هو أن تفكِّري بطريقة تتجاوزين بها حرجَ هذه المرحلة، وتستعيدين الاستقرارَ في حياتك، لكن لا تتوقَّعي أن تعودَ كما كانتْ قبل تقاعده، ستتغيَّر ولا شكَّ، لكن ربما يكون تغيُّرها أكثر إيجابيةً وسعادة لأُسرتكم بحال أجدتم التعامل معه. زوجك شخصٌ محبٌّ وحريص وملتزم كما وصفتِه، فلا تجعلي التغيُّرَ الأخير سببًا بأنْ تغيِّري نظرتك له، لكن تعاملي معه مِن مداخله، أشْعريه بحبِّك وتقديرك له، وحِرْصك على أُسرتك. كل ذلك سيُعينك - بعون الله تعالى - على تخطِّي الأزمة الحرِجة بحياتكما وتجاوزها. ركِّزي على ألا يُفقدك توتُّرُه هذه الفترة ثِقتَك بنفسك، فهو بحاجة للتقدير ولأنْ يشعرَ أنَّ له الأولويةَ بالبيت، يمكنك أن تساعديه ليشعرَ بذلك دون أن تفقدي أنتِ مكانتكِ، الذي أنت بحاجة له أن تُوصلي له رسالة أنَّ أحدكما لا يُغني عن الآخَر، ولستما بوضْع تنافسي، بل تكاملي. أشْعِريه بسعادتك بوجودِه معكم، وبأنَّ هناك أمورًا تحتاجين إليه بها أكثر، أشعري أولادَك أيضًا بنِعمة قُرْب والدهم منهم، وعلِّميهم كيف يصادقونه، ابحثي عن مسؤوليات حقيقيَّة تشغلينه بها أنت والأولاد؛ فالفراغ قاتِلٌ للرجُل. خُذي الأمور بمرَح ومُرونة أكثر، فلو أصرَّ على أن يغسِل ثيابه سلِّميه الغسيلَ كلَّه مثلاً، وأخبريه أنَّ مشاركته تُسعدِك. فكِّري أنَّه في النهاية هو مَن سيبقَى لك، وأنَّ الأولاد بالنهاية سينشغِلون بحياتهم، فابْنِي معه قبل أيِّ شخص آخَر. لا تُقارني بالفترات الماضية أو بما تريدينه أن يكون، تقبَّلي الوضع الجديد وافهميه أكثرَ، وغيِّري نظرتَك للأمر، ستجدين نفسَك تلقائيًّا تتصرَّفين بطريقةٍ مختلِفة. ختامًا: لا تنسي أن تحتسبي الأجْرَ بكلِّ عمل ونيَّة، وفَّقك الله لرِضاه، وأسعدك وأُسرتَك بالدَّارين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |