|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التخلص من العادة السرية د. ياسر بكار السؤال السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. إنَّ الله - جلَّ وعلا - خلق الإنسانَ من ذكَرٍ وأنثى، وهذه إشارة إلى أنَّهما مسؤولان عنه، فكما أنَّهما كانا سببًا في وجوده، كان من الواجب عليهما أن يُحافظا عليه، فهو أمانة في أيديهما، وتختلف القدرة على حَمْل الأمانة من واحدٍ لآخَر، فليس كلُّ من أنْجبَا كانا قادِرَيْن على حَمْل المسؤولية بالصُّورة المطلوبة. هذه مقدِّمة لقضيَّة عُرِضت عليَّ من قِبَل بعض الشباب، ولا أعرف كيف أُجِيبه، أو على الأقلِّ الإجابة الكافية الوافية. فأَدَعُه يقصُّ عليكم قصَّتَه (لسان حاله): أنا عندما كنت صغيرًا في الخامسة من عمري وما تلاها من سنين، كنتُ عندما أنام، أستلقي على بطْنِي، ومِن ثَمَّ أبدأ أحْتكُّ للأمام وللخلف، وأحسُّ بشيءٍ جميل، وأحسُّ كما يُقال (بالرعشة)، لكنِّي كنت أتحكَّم في نفسي، وكنتُ أفعل هذه الطريقة بِحُضور أهلي، وقد لاحظوا هذه الطريقة إلاَّ أنَّهم فسَّروها بأنِّي عندما أنام كأنِّي أسْبَح، ويقولون: بدأ (يفوج)؛ أي يسبح كأنه في البحر. ومرَّت السنون، إلاَّ أنِّي شعرْتُ أنَّ هناك ماءً يسيل، وبعد مدَّة من الزَّمن عرفْتُ ما كنت أعمله، إلاَّ أنِّي لم أتْرُك هذه الحالة، وقد أصبح ذكَري عندما يكون في حالة هيجان لا يكون واقفًا للأمام، بل يصعد إلى فوق. وقد تزوَّجْتُ ولا تزال الحالة عندي؛ لأنِّي غيْرُ مرتاح في زواجي، فكُلَّما ضاقت عليَّ الدنيا وأردْتُ الارتياح أفعل العادة مع أنِّي لم أُعْطِ زوجتي حقَّها كافيًا. أعتذر أوَّلاً على هذه المصطلحات والصراحة الزائدة. وثانيًا: أرجو إرشادي لطريق تُخلِّصني من هذه العادة؛ كيف أعالج نفسي طبِّيًّا وما الأدوية، مع العلم أنِّي لا أستطيع الذهاب إلى طبيب؛ لأنَّ عائلتي عندئذٍ ستَعرف، وزوجتي كذلك، وأدخل في قضايا أنا الآن في غنًى عنها. أرجو الردَّ بسرعة، وشكرًا الجواب الأخ الكريم، السَّلام عليكم ورحمة الله. مرحبًا بك وأهلاً وسهلاً في (شبكة الألوكة). من الجميل أن يطلب هذا الشَّخص المساعدة؛ فهذا علامة حسَنة يجب أن نشكره ونَدْعمه عليها. دَعْنِي أناقش الأمر في النِّقاط التالية: أولاً: هناك فكرة مهمة يجب أن نثبتها بدايةً، وهي أنَّ كونه يُمارس هذا الفعل منذ الطُّفولة فهذا لا يعني أنه لا يُمكنه التخلُّص منها؛ إذْ يعتقد بعضُ الناس أنَّه طالَما فعَلْت هذا الشَّيء لمدَّة طويلة جدًّا، فلا توجد فرصة للتَّغيير، وهذه فكرة خاطئة؛ فإنَّ التغيير مُمكن، وسيرة أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أكبَرُ شاهدٍ على ذلك. ثانيًا: لِماذا يريد التغيير؟ هذا سؤال مهم، هل هو بالفعل يريد أن يتغيَّر؟ أم أنَّها أمنيات تأتي بَعْد انقضاء الشَّهوة، فالدافع مهمٌّ؛ لأنَّه هو الذي يَمْنحه الْمُقاومة والرَّغبة والقدرة على الاستمرار. ثالثًا: هناك نقاط قويَّة لدى هذا الشابِّ، وأهَمُّها الزَّواج؛ فالزواج يُخفِّف بشكل كبير من الرَّغبة نحو مُمارسة العادة السرية، ويصبح من المستغرب فعْلُه هذا، وهناك عوامل تَدْفع الشابَّ المتزوِّج للُّجوء إلى العادة السرية؛ منها عدَمُ تنظيم العلاقة بينه وبين زوجته، وشعوره بالضَّغط من قِبلِها، أو التقصير نَحْوَها، أو تَحوُّلُها إلى واجب دون أن يَحْمل أيَّ مشاعر، أو غير ذلك. رابعًا: هناك عامل أساسي آخَر، هو غَضُّ البصَر، وعدم السَّماح للنَّفْس بإطلاق النَّظَر وراء المُحرَّمات في الشارع، أو التِّلفاز، أو الإنترنت؛ فإنَّ غضَّ البصر أداةٌ قويَّة لضبْط النَّفْس وتَمالُكها، وكم أستغرب مِمَّن يشتكي عدمَ قدرته على التحكُّم في نفسه، وتكالُبِ الفِتَن عليه، وهو في نفس الوقت لا يبذل أيَّ جهد في عملٍ صغير، وغير مُجْهِد، هو غضُّ البصر! خامسًا: من المفيد أن نتعلَّم مهاراتٍ أساسيَّةً لِمُقاومة هذه الرغبات، ومن ذلك أن نَبْحث عن الوقت الذي نُكَرِّر فيه اللُّجوء إلى هذه العادة، والظُّروف والمكان وغير ذلك؛ فإنَّ اسْتِكشاف ذلك سيسهِّل بشكل كبير العملَ على إيقافِ وتَجنُّب هذا الفعل، عَبْر تَجنُّب المكان، وتلك الظُّروف. ولْنَضرب مثلاً، لو أنَّ هذا الشابَّ يلجأ إلى العادة عندما يجلس وحيدًا يوم الجمعة؛ بسبب زيارة زوجته لأهلها في ذلك الوقت، حينها يَجِب أن يقرِّر أنه في هذا الوقت سيُغادر البيت لِمُلاقاة شخصٍ أو الانشغال بعملٍ ما، يَمْنعه من الجلوس وحيدًا في ذلك الوقت، وبالتالي سيقلِّل من احتماليَّة الوقوع فيها. سادسًا: عندما يُقْدِم أيُّ شخص على فعل أيِّ معصية هناك مرحلة سابقة قبل العزيمة على القيام بِها قد لا تَطُول أكثر مِن دقائق معدودة، يُحدِّث نفسه بفِعْلها، ويتخيَّل الْمُتعة التي سيَنالُها بفِعله هذا، ويقلِّل من سوء العاقبة التي يُمكن أن تصيبه بسببِها، هذه اللَّحظات أُسَمِّيها (مرحلةَ ما قبل العتَبة)، وهي اللحظات الذَّهبية التي يُمكن استغلالُها لِمَنع الوقوع في الحرام، ففي هذه اللحظات يُمكنك أن تُوقِفَ كلَّ شيء دون عناءٍ كبير، وأن تَمْتنع عنها وتنصرف إلى أيِّ عمَلٍ آخر؛ إذًا فالقدرة على مراقبة أنفسنا بشكل جيِّد، ومِن ثَمَّ الإمساك في مِثْل هذه اللحظات، والتصرُّف الذَّكي، سيمنَحُنا الكثير من القدرة على التحكُّم في الذات والالتزام بالسُّلوك القويم. سابعًا: بالنِّسبة لموضوع الانتصاب وشكل القضيب، فالقاعدة هي: أنَّه مهما اختلف الشكل فلا يهمُّ، طالما أن العملية الجنسيَّة تَسِير بشكل طبيعي دون ألَم أو صعوبة في إتْمامها. ختامًا: من أخطر المراحل التي يُمكن أن يصل إليها الإنسان: اليأس، وأنَّه ما عاد من الممكن الإصلاح، وأنَّ الأمر قديم منذ كنْتَ في الصِّغر، فكيف سيتغير الآن؟! وهنا ينطلق في الوقوع في الحرام دون لومٍ من النَّفس، ودون مُساءلة. إنَّ حِكَمَ الدِّين عظيمة، لكنِّي أرى أنَّ أهَمَّها الحثُّ الدائم على عدم الاستسلام أمام الشَّيطان ووسوسته مهما تدهوَرَت حالَةُ الشخص وسقط. بِمَعنًى آخَر: "دائمًا هناك فرصة". تقبَّل تَحيَّاتي وامْتِناني لاهتمامك بأصدقائك، وأهلاً بك دومًا
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |