|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() بين حبيبين عاشقين إبراهيم حافظ غريب ذات ليلةٍ هادئةٍ حالمة، ومن بين الضوء الخافت في المخدع الناعم، دعاها بدﻻلٍ وهو ينعم بجوارها ويهنأ بحرارة احتضانها له: • أميرتي الفاتنة! • لبَّيك أميري الفارس! • ذات خيال جارف سألني ابنُنا: • من تحبُّ أكثر يا أبي: أنا أمْ أمي؟ • أمك طبعًا! • ماذا؟ • هل يدهشك هذا؟ • نعم يا أبي، ولكن لماذا؟ • ﻷنها هي التي أهدَتْك إليَّ، وصبَرت عليك وأنت في بطنها حتى أنجبتك، وصبرت عليَّ قبل ذلك وبعد ذلك حتى روَّضتني! • كيف روَّضتك يا أبي؟ • كنت نزقًا عجلًا عصبيًّا حين تزوجتها، فجعلتْني بصبرها وحنانها رزينًا عاقلًا وقورًا! • أبي، هل كنت كذلك حقًّا؟ • نعم يا بُني! • فلا تؤاخذني بعد اليوم إذًا! • ﻻ عليك، أعلم أنها كفيلة بترويضك أنت أيضًا! • ﻻ أظن ذلك يا أبي! • لماذا؟ • ألم تنتظر حتى تتزوَّج لتتروَّض؟ • ماذا؟ • هل يدهشك هذا؟ • حسنًا، ليس كثيرًا يا بني. • إذًا دعني أنتظر حتى أتزوج ﻷتروض. • ولكن لن يكون هذا في صالحك، كلما تروَّضت مبكرًا، سعدت أكثر مع نفسك ومع كل من حولك.. • أنت تعرف هذا وتأخرت؛ فكيف وأنا ﻻ أعرف أصلًا؟ • أنت تحب الجدالَ يا بُني! • أنت من علَّمتني الجدال يا أبي! • أنا؟ كيف؟ • ألم تعلِّمني ألا أقبل من أحد شيئًا ولا فكرة ولا معلومة قبل أن أفكِّر فيها وأناقشها وأقتنع بها؟ • بلى يا بني! • هأنذا أفعل! • أحسنت يا بني، ولكن لم أكن أتصور أن ذلك متعب! • ومع ذلك فهو خير من التلقين والاكتفاء بالقبول والتسليم كما علمتني أيضًا! • صحيح. • أبي. • لبيك بُني. • أمي من تحب أكثر: أنتَ أم أنا؟ • ماذا؟ • لماذا تندهش يا أبي؟ • لأني... في الحقيقة... لا أعلم... ولم أفكر في ذلك من قبل. • لكني فكرت في ذلك يا أبي، وأظنني أعلم. • تعلم ماذا؟ • أعلم أن أمي تحبُّك أكثر مني. • كيف عرفت يا بني؟ • هكذا. • وهل يضايقك هذا؟ • أبدًا أبدًا، بل يسعدني جدًّا؛ لأن بعض أصدقائي يقولون لي: إن آباءهم وأمهاتهم لا يحب بعضهم بعضًا، وإنهم يختصمون ويتشاجرون كثيرًا فيما بينهم. • هل أخبروك بهذا؟ • طبعًا يا أبي، وأخبروني أيضًا أنهم أشقياء تعساء لأجل ذلك. • وهل أنت سعيد؟ • طبعًا يا أبي، والحمد لله أني أعيش بين أبوين سعيدين يحبان ويحترمان بعضهما بعضًا. • الحمد لله. • أبي! • لبيك حبيبي. • أنا أشكرك من أعماق قلبي، وهذه قُبلةعلى رأسك! • وأمك؟ • أشكرها أيضًا من أعماق قلبي. • وأنت؟ • أنا أيضًا أشكركِ من أعماق قلبي يا أميرتي.. • وأنا كذلك يا أميري، ولكن... • خيرًا أميرتي الجميلة؟ • هل فعلًا جرى بينكما هذا الحوار الطويل؟ هل قال لك ابنُنا الصغير كل هذا الكلام بهذا الوضوح وبهذه الجراءة؟ • قلت لك: "ذات خيال جارف" يا عزيزتي... • أعلم، ولكني أقصد: لماذا تتخيل حوارًا بينكما على هذا النحو الجريء؟ • لأن هذا هو ما ينبغي أن نربي عليه الأجيال الجديدة الناشئة على أيدينا، وأن يتلقَّنوه منا، ويمارسوه معنا قبل غيرنا، أن ننشِّئهم على مفاهيم الثقة بالنفس، والاعتداد بالذات، والمحاورةِ والنقاش، والاستقلال الفكري، والاحترامِ المتبادَل، والابتعاد عن التبجيل المبالغ فيه، أو الإهمالِ الذي يؤدي بهم إلى التهميش كما يقول ذلك التربويون. • أميري: هل أفهم من هذا أنك غير راضٍ عن التربية التي تلقَّاها أبناء جيلنا؟ • نامي أميرتي.. • ليس قبل أن تجيب.. • هل أنت راضية عن أبناء جيلنا ومنجزاتهم، ومستوى تعاطيهم مع قضايا الأمة؟ • نم يا عزيزي.. • ليس قبل أن تجيبي.. • إذًا أنا نائمة.. • وكذلك أنا، ومعنا أبناءُ جيلنا!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |