|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المرأة والرجل والتكاليف الشرعية خولة درويش سؤال يدور في خاطر أخواتي المؤمنات: لماذا المرأة على الخصوص؟ أوَليست المرأة والرجل في التكليف سواء؟! حقاً إن الأصل هو شمول أمور الشريعة للرجل والمرأة. فالمسلمة لا تختلف عن الرجل في التكليف إلا ما جاء من أدلة تختص بأحدهما كأمور القوامة للرجل، والحجاب والعدة للمرأة ونحوها... وحسنًا ما قاله ((مراد هوفمان))[1] وهو يصف مكانة المرأة المسلمة بالنسبة إلى مكانة الرجل بأنها: ((المساواة في الكرامة مع اختلاف الأعباء، والمساواة في المنزلة مع اختلاف الأدوار، والمساواة في القيمة مع اختلاف القدرات)). فالعبادة والعمل ليست من نصيب الرجل وحده. ولقد كانت النسوة من سلفنا الصالح وفي خير القرون، يشهدن الجمعة والجماعات، ويحضرن مجالس العلم... ولقد تساءلت أم سلمة (رضي الله عنها) فقالت: • يا نبي الله، ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن، والنساء لا يذكرن، فأنزل الله تعالى الآية: ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 35][2]. فعلام يرضى البعض بحياة الدعة والسكون؟ هلا تهيأنا جميعًا رجالًا ونساء للرحيل بعمل صالح يصلح للقاء الله عز وجل؟! نلتزم بالمعيار الشرعي، ونتقيد بالنص من الكتاب والسنة، ونقدمه على العقل وإلا ﴿ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ﴾ [القصص: 50] كما قال الله تعالى. وما أحسن أن تسموا أمنياتنا وتطلعاتنا! لكنها ستكون بمنتهى السذاجة إن لم تكن واقعية ولم نراع الأولويات في حياتنا! فإحدى النسوة وعند التعارف معها قالت: إن أمنيتها أن تصبح داعية! تقول ذلك وهي نصف متبرجة. هلا سترت جسمها أولًا، ومن ثم تدعو الأخريات؟! هلا عرفت فقه الحجاب والتزمت به، وراقبت الله تعالى في نفسها قبل الأمنيات، وعلمت مكانتها في هذا الوجود ورسالتها في الحياة، وبذلت جهدها لطاعة ربها فذلك أولى من عالم الأماني! فإذا كان الغرب الكافر يؤكدون في دراساتهم على أهمية رسالة المرء في الحياة. وأنها تعطيه القاعدة الأساسية التي في ضوئها يقرر على أي حائط سيسند السلم الذي سيصعد عليه إلى أعلى[3]. وأن السعادة الحقيقية في الحياة هي أن تقضي حياتك من أجل هدف تعتقد أنه هدف مقدس ((كما يقول برناردشو)). فما بال الكثير يقبلون على العمل حسب تعاليم دينهم بحذر وعلى استحياء، وكأن التدين تهمة أو وصمة يحبون تجنبها؟! فلا بد للمرء أن يعيش لهدف كي يشعر بمتعة السمو والإنجاز والترفع عن السفاسف. إذ ليس المهم الحياة، أية حياة، بل المهم جودتها، وإلا مضت وذرتها الرياح وعفى عليها الزمن. وليس أفضل من مرضاة الله عز وجل سبيل للفوز بالدارين، وللتنعم بسعادة الدنيا والآخرة. وأكرم به من هدف سام يسعى الجميع رجالًا ونساء لتحقيقه، وينشطون للفوز به. [1] يوميات ألماني مسلم، مراد هوفمان، ص214. [2]سورة الأحزاب، الآية رقم 35، وينظر تفسير ابن كثير، جـ3 /536. [3] إدارة الأولويات، ص115، تأليف ستيفن ر. كوفي، دروجر ميريل، ربيكا ميريل، ترجمة: د. السيد المتولي حسن، ط1 /1999م، نشر مكتبة جرير، الرياض.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |