|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أخي وزوجته وعدم تحمل المسؤولية أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم. نحن أسرةٌ مكوَّنة من خمس بنات - واحدة متزوجة - وذكرين: واحد يدرس، والآخر متزوِّج يسكُن معنا، وأمَّا أبي فهو مُتَوفى، المشكل أنَّنا أربع أخوات نعمَل، ونُشارِك في مَصارِيف البيت، مع العلم أنَّ أبي - رحمه الله - ترَك لنا بيتًا نُؤجِّره وأمي تصرف منه، المشكل أنَّ أمِّي المسكينة لديها سوء تسيير، فدائمًا عندنا أزمةٌ ماليَّة من أوَّل الشهر، ونحن نُعطِي المال لكي نتَفادَى هذه المشكلة، لكن دون جَدوَى. المشكل الثاني أنَّ أخي المتزوِّج لا يتحمَّل المسؤوليَّة أبدًا، لا يُسهِم معنا ولا يهتمُّ، وزوجته امرأةٌ خبيثة ونَمَّامة، إذا سمعَتْنا نشتَكِي أنَّه يجب أنْ يُساعِدنا تُوصل إليه كلَّ شيء، فهما يَأكُلان ويشربان دون اهتمامٍ بنا، أمي كلَّما طرَحنا الموضوع تغضَب وتمرَض، وتقول: أنتم تُرِيدون الفِراقَ مع أخيكم، والله المستعان. لدينا دُكَّان ترَكَه أبي وهو فارِغٌ، يُرِيد أخي هذا أنْ يعمل فيه، نحن البنات نرفُض لأنَّه يريد أنْ يستَفِيد فقط هو وزوجه، لكنَّ المشكل أنَّ أمي تُؤيِّد استِغلالَه للدكَّان، وتَغضَب إذا ناقَشناها، وزوجته فرحةٌ جدًّا بالدكَّان؛ لأنَّها تريد أنْ تعيش بعيدًا عنَّا، بالنسبة لزوجة أخي: هي نَمَّامة، تُحدِث مَشاكِل مع أخينا، ونحن نُسامِحها دائمًا لكن هي تتمادَى، نحن نصرف لأنَّنا لا نحب أنْ نرى أمَّنا حزينة أو مُحتاجَة، لكن أكره استِغلالَ أخي وزوجته لنا، أصبحتُ أكرَهُ بيتَنا كثيرًا بسببهما، أنا وأخواتي نريدُ حلاًّ، ولا نريدُ غضبَ أمي في نفس الوقت. أطَلتُ عليكم، جزاكم الله خيرًا. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حيَّاكِ الله أختي وبيَّاكِ، ومرحبًا بكِ معنا في شبكة (الألوكة). هناك كثيرٌ من المشكلات - يا عزيزتي - لا يمكن حلُّها إلاَّ بتقديم بعض التنازُلات، أو الرِّضا بحلِّ جزءٍ منها دون بقيَّة الأجزاء، خاصَّة تلك المشكلاتِ التي تتشعَّب وتمتدُّ جذورُها في مختلف أرجاء الحياة، فتُعكِّر صفوَها وتُكدِّر عيشَنا فيها، ويُؤسِفني أنِّي أرى مشكلتَك من هذا النَّوع! الجزء الأول من المشكلة: عدم تمكُّن الوالدة من تدبير شؤون البيت الماليَّة: لا أظنُّها مشكلة كبيرة، فبإمكانكِ وأخواتكِ أنْ تَنظُري في مَصرُوفات البيت، وكيف تُدِيرها الوالدة، أو أنْ تقتَرِحي عليها - على سبيل إراحتها - أنْ تتولَّى كلَّ شهرٍ واحدةٌ منكنَّ تدبير ميزانيَّة للمنزل، ويتمُّ تقييد الدَّخل الشهري واحتِياجات البيت والنِّقاش حولها، وما يمكن الاستِغناء عنه أو تخفيضه، فإنْ لم تَقبَل أو شَعرتْ بالحرج، فلا أقلَّ من أنْ تُشارِكيها أو إحدى أخواتك الإنفاقَ على البيت من حيث الإدارة فقط؛ فتُتابِعي ما تُنفِقه، وتَقُوم هي بتولِّي مهمَّة الشِّراء والإنفاق دون إشعارها بالحرَج. المشكلة الثانية - وهي الأهم -: الأخ الذي لا يُشارِك في مصروفات البيت، ويَعِيش على نفَقة أخواته البنات! تربَّى هذا الأخ واعتَاد على بعض الدَّلال من قِبَل الوالدة - حفِظَها الله - فكما يبدو أنَّها لم تُربِّه على الخشونة وتحمُّل المسؤوليَّة، وإنما تَشعُر بالشَّفَقة الدائمة عليه، وتتحيَّز له - على حسب ما ورد في رسالتك - ورغم أنَّه ليس الولد الوحيد لديها، لكن يبدو أنَّ عادة تَفضِيل الذَّكَر على الأنثى ما زالت تُعانِي منها بعضُ مجتمعاتنا بكُلِّ أسَفٍ! ولا أراه إلاَّ ضحيَّة لتلك التربية غير السليمة، وضحيَّة لزوجةٍ تتربَّص بأهلِه وتعرف كيف تَلعَب على الأوتار التي تُوقِع بينهم وتنفر زوجَها منهم! ولستُم في الحقيقة تملكون في مثل هذه الحالة إلاَّ أنْ ترضوا بأهوَنِ الأضرار وأخفِّها وطأةً عليكم، فحياتُه وزوجه معكم في نفس البيت وإنفاقه من الدَّخل الخاص بكم، دون عملٍ يعمَلُه أو دخل يُحصِّله، أرى أنَّ فيه ضَرَرًا كبيرًا عليكم جميعًا. كما أنَّ حياةَ زوجه معكم واطِّلاعها على أسرار البيت وخُصوصيَّاتكم لن يكون له حميدُ العَواقِب، وقد بدَأتْ بوادر الإعصار في الهبوب! فخروجُه وزوجه إلى سكنٍ مستقلٍّ، ولو كان في مُقابِل أخْذ الدكَّان والانتِفاع به، وأخشى أنَّ هذا واقع لا محالة مع تحيُّز الأم له باستِمرار؛ لهذا أنصَحُكم بالتنازُل له عن الدكَّان في مُقابِل أنْ تتخلَّصوا من تلك الزوجة ومن حياتهم معكم، كذلك من المُمكِن أنْ يكون هذا في مقابل إنقاص نصيبِه من البيت المأجور مثلاً، وقد يستَشعِر المسؤوليَّة بتولِّيه الإنفاقَ على نفسه وتسيير أمور العمل في الدكَّان، وقد تتحسَّن أحوالُ زوجته، وتهدأ نفسها، إذا ما ابتَعدَتْ عنكُم، وليكن حالُكنَّ مع تلك الزوجة كما قال الشاعر: فَحَسْبِيَ أَنِّي فِي الأَعَادِي مُبَغَّضٌ ![]() وَأَنِّي إِلَى غُرِّ المَعَالِي مُحَبَّبُ ![]() وَلِلْحِلْمِ أَوْقَاتٌ وَلِلْجَهْلِ مِثْلُهَا ![]() وَلَكِنَّ أَوْقَاتِي إِلَى الحِلْمِ أَقْرَبُ ![]() يَصُولُ عَلَيَّ الجَاهِلُونَ وَأَعْتَلِي ![]() وَيُعْجِمُ فِيَّ القَائِلُونَ وَأُعْرِبُ ![]() يَرَوْنَ احْتِمَالِي غَصَّةً وَيَزِيدُهُمْ ![]() لَوَاعِجَ ضِغْنٍ أَنَّنِي لَسْتُ أَغْضَبُ ![]() تَحَلَّمُ عَنْ كَرِّ القَوَارِضِ شِيمَتِي ![]() كَأَنَّ مُعِيدَ المَدْحِ بِالذَّمِّ مُطْنِبُ ![]() لِسَانِي حَصَاةٌ يَقْرَعُ الجَهْلَ بِالْحِجَى ![]() إِذَا نَالَ مِنِّي العَاضِهُ المُتَوَثِّبُ ![]() وإنْ أردتن مُناقَشة الأمور التي تتعلَّق بأخِيكُم فليكُنْ في مَعزِل عن الوالدة - حِفاظًا على مشاعرها - ولتتجنَّبنَ الغِيبةَ المحرَّمة، وليكن نُصحُكنَّ لأخيكنَّ غيرَ مباشر، ومَتبُوعًا بشُكر وكلمات تحفَظ مكانته كأخٍ، وتَرعَى صلة الرَّحِم بينكم. أرجو أنْ أكون قد أفدتكِ، وأسعَدُ كثيرًا بالتواصُل معكِ في كلِّ وقت.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |