بين الحماة والكنة

[ابوالوليد المسلم]

بين الحماة والكنة
د. عبدالحكيم الأنيس




كتبتُ قبل أيامٍ هذه الخاطرة:
(- مِنْ (ميدان) الحياة:
قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ﴾ [الفرقان: 20].
ومِنْ ذاك الحماة والكنة، فالحماة فتنة للكنة، والكنة فتنة للحماة‏).

وأرسلتُها إلى مجموعة من أهل العلم والفضل، فوصلتْ إليَّ تعليقات متنوعة رأيتُ عرضَ قسمٍ منها هنا؛ لإلقاء مزيدٍ من الضوء على هذا الموضوع الذي يستهلكُ كثيرًا من الأوقات، ويضيعُ كثيرًا من الطاقات، ويدمِّرُ كثيرًا من العلاقات، عسى أن يُسهم ذلك في العلاج:
♦ ♦ ♦

♦ قال الشيخ محمد خالد كلاب (فلسطين):
عندنا مثلٌ عاميٌّ عند كبار السن يقولون: "مكتوب على باب الجنة: عمر الحماية ما تحب الكنة"!
♦ ♦ ♦

♦ وقال الدكتور وليد فائق الحسيني (العراق- تركيا):
هناك مثلٌ عراقي يقول: "لن ترضى الحماة عن الكنة حتى يدخل إبليس الجنة".
يا له مِنْ شرط تعجيزي!
♦ ♦ ♦

♦ وقال الشيخ محمد عبدالكريم شريف (العراق-الإمارات):
وكلاهما غيرُ مستفيد، والمضرور (الرجل)؛ لأن واحدةً منهما ستكون الضحية، والخاسر الزوج إمّا دنيا أو آخرة، بفقد زوجته أو أمه، ليربح واحدة على حساب الأُخرى، إلا مَنْ رحِمَ ربي فيكون حكيماً في مداراتهما، ولله في خَلقِهِ شؤون.
♦ ♦ ♦

♦ وقال الشيخ سعد بن نجدت عمر (سورية-تركيا):
والاثنتان فتنة للزوج، وأهم شيء: أتصبرون؟
♦ ♦ ♦

♦ وقال الشيخ سعد محمد جاسم الزبيدي (العراق):
كنتُ أول أمس في أحد البيوتات لفض مشكلةٍ أدت الى الطلاق، والسبب هو الأم حين قالتْ لولدها وهو غضبان: طلقها، فطلقها ثلاث طلقات... حقًّا إنها فتنة.
♦ ♦ ♦

♦ وقال الشيخ ضياء التبسي (الجزائر):
والرجلُ بينهما كالمُعلقة.
♦ ♦ ♦

♦ وقال الدكتور جمال عزون (الجزائر-السعودية):
وكم مِنْ حماة بعد وفاة كنّتها ندمتْ، وكم مِنْ كنّة بعد فراق حماتها حزنتْ، لا حَلّ لهذه العداوة الأبديّة إلاّ تذكّر الموت الذي هدمَ كلَّ لذّة، وأذابَ كلَّ فرقة.
♦ ♦ ♦

♦ وقال الشيخ زهير العبيدي (العراق-الأردن):
صدقتم... وأي فتنة... سبَّبتْ خرابًا وشقاقًا.
♦ ♦ ♦

♦ وقال الدكتور إبراهيم عبداللطيف العبيدي (العراق-الإمارات):
وعلى ما يقول المثل: "لو العمَّة [أم الزوج] ترضى على الچنة [الكنة] كان إبليس دخل الجنة"!
♦ ♦ ♦

♦ وقال الأستاذ عبده القادري (المغرب-هولندا):
صدقتَ الدكتور الكريم
فتنة لكن ضرورية في حدود المعقول، تفاديًا للملل...
♦ ♦ ♦

♦ وقال الدكتور رواء محمود حسين (العراق-أمريكا):
نعم شيخي الحبيب ﴿ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ﴾ [الفرقان: 20].
متى نغادر إلى الدار الآخرة فقد انتهى هذا الاختبار.
♦ ♦ ♦

♦ وقال الدكتور علي الطويل (سورية- تركيا):
والضرائر كذلك أستاذي.
♦ ♦ ♦

♦ وقال الشيخ حمزة عبدالعزيز العاني (العراق-الأردن):
حدَّثني والدي أن الشيخ محمد النبهان قال:
جرت العادة أن لا تحب الحماة الكنة، ولا تحب الكنة الحماة.
♦ ♦ ♦

♦ وقال الدكتور مأمون جرار (الأردن):
هذه مِنْ أشد الفتن التي يمكن أن يقع فيها الإنسان: بين أمه وزوجته، فهو ضحية الحماة والكنة!
♦ ♦ ♦

♦ وقال السيد نبراس اللحام (سورية-الإمارات):
نسأل الله أنْ يرزقنا زوجات وكنائن ... بارّات بحَماهم (والد الزوج) وأمهاتنا.
♦ ♦ ♦

♦ وقال الدكتور أكرم الدليمي (العراق):
والفتنه بين المرأة وضرَّتها أشد من الفتنة بين الحماة والكنة...
♦ ♦ ♦

♦ وقال الأستاذ محمد زاهد أبو غدة (سورية- كندا):
أرجو تأمُّلكم في هذه الأفكار:
موضوع الحماة والكنة يتعلقُ كثيرًا بحُبِّ التملُّك:
الحماة تعتقد أنَّ الولد ملكها وأخذته منها الكنة.
ويتعلق كثيرًا بعقدة الزعزعة:
الحماة تعتقد أنَّ مكانتها عند ولدها قد تزعزتْ بعد الزواج.
والكنة تعتقد أنَّ الحماة لا تقدرها حق قدرها، وتسعى لنقص شأنها لدى ابنها.
وهي ظاهرة موجودة في حلب وحماة أكثر بكثير منها في دمشق وحمص.
وهو صراعٌ عبثيٌّ إلى حدٍّ كبيرٍ يؤجِّجه الجهلُ وحبُّ التسلُّط.
♦ ♦ ♦

وأقول أخيرًا:
إنَّ فينا حاجةً ماسةً إلى برامج توعية شرعية ونفسية تُعالج هذه الظواهر المتجذِّرة في بيوت الناس وعاداتهم.