
03-07-2021, 02:39 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة :
|
|
هل يمكن للزوجة أن تنسى العشرة الطيبة؟
هل يمكن للزوجة أن تنسى العشرة الطيبة؟
أ. مروة يوسف عاشور
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أسعد الله يومكم بالخير، عندي سؤال:
تزوجتُ من امرأة ذات خُلق ودين، وقضيت مع زوجتي سنة واحدة، وبعد مشادات واختلافات بيني وبين أهلها، جلستْ زوجتي في بيت أهلها، ومكثت حتى الآن ثلاث سنوات، انقطعتْ عني أخبارُها؛ بسبب أبيها وأمها، وقد طلبوا مني طلاقها.
ملاحظة: لا يوجد بيننا أطفال.
السؤال: هل يمكن لزوجتي أن تنسى العشرة الزوجية، وتلك الأيام الحلوة التي عاشتها معي؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
حيَّاكَ الله أخي الفاضل، استوقفتْني كثيرًا عبارتُك: "انقطعتْ عني أخبارُها؛ بسبب أبيها وأمها"، هل تعني أنك حاولتَ الاتصال عليها، أو التواصل معها، فمنعوها عنك؟ أم أنك انتظرتَ أن تبادر هي، فلم تفعل بتحريض من والديها؟ كنتُ أتمنى لو توضح الأمر أكثر من ذلك.
ما دمتَ تريد استشارة وردًّا كافيًا وافيًا، فلِمَ تبخل علينا بالمعلومات، وتترك لخيالنا أن يَسبح في بحرٍ لُجِّيٍّ تغشاه ظلماتُ المجهول؟!
عذرًا؛ فقد وجدتُ رسالتكَ مختصرة كثيرًا، ولم توضح بعض الأمور، التي أعتبر معرفتها بالنسبة لي غاية في الأهمية قبل أن أجيبك وأقترح عليك الحلول الممكنة؛ لذا فسأضطر لإجابتك بشكل عام، وقد أُخطئ في توقعاتي، وقد أكون مختصرة في الرد - كما فعلت أنت - ولكني أُجيب على حسب ما جاءني.
وقد قرأت رسالتك أكثر من خمس مرات؛ لعلي أستخرج منها من المعلومات ما يكون خيوطًا للحل، فما وجدت إلا القليل.
بدايةً، وددتُ أن أعرف جواب هذا السؤال الذي تبادَرَ إلى ذهني أثناء قراءتي لرسالتك في المرة الثالثة: ما الذي دعاك للبحث عن الحل بعد ثلاثة أعوام كاملة؟ وماذا فعلت طيلة هذه الفترة؟
أتمنى حقيقة لو تتفضل بالجواب.
أخي الفاضل، ذكرت أن المشادات كانت بينك وبين أهلها، ولم تكن بينك وبينها شخصيًّا، ثم ذكرت في نهاية الرسالة أنه كانت بينكما عِشرة طيبة، وأيامٌ حلوة، يصعب على الزوجة نسيانُها -كما تتوقع.
الحمد لله، من هنا يتبيَّن لي أن العلاقة بينكما كانت طيبة؛ بل ورائعة، ولم يكن بينكما من المشكلات ما يستدعي نكران الجميل من قِبلها، وتجاهلك إلى هذا الحد.
إذًا؛ برغم مرور تلك الفترة الطويلة، فلا بد من التوجُّه فورًا إلى بيت أهلها، وطلب مقابلة زوجتك، ولا حق لأهلها شرعًا ولا عرفًا أن يمنعوها عنك، ومن حقك أن ترفع أمرك إلى القضاء، خاصة أنك في المملكة العربية السعودية، فما الذي يمنعك من فعل هذا الآن؟
أما عن طلب والديها للطلاق، فلم تُبيِّن سبب ذلك، أم أنك لا تعلمه؟
على كل حال، الأَولى أن تتوجَّه إلى بيتهم، وتتناقش معهم حول رغبتهم في تطليقها منك، وأن تجادلهم بالتي هي أحسن، فإن كانت لديهم من الأسباب ما يتطلب ذلك؛ كعجزك عن الإنفاق عليها مثلاً، أو تورطك في ديون، أو كان عدم الإنجاب بسببك أنت، فعليك بالتحدث معهم، ومناقشة كل مشكلة بالتروِّي والحكمة، ومحاولةِ الإصلاح، والأفضلُ أن تدخل الزوجة معكم في تلك المناقشة؛ حتى تكون على بيِّنةٍ من أمرك، وعلى دراية برغبتها في الرجوع إليك، أم أن طلب الطلاق كان رأيها الخاص؟
لن أستطيع أن أعطيك حلاًّ واضحًا، أو ردًّا وافيًا؛ فالأمر بالنسبة لي به من المجهولات ما يَحُول بيني وبين ذلك، وإن كنتَ لا ترغب في الحديث؛ خوفًا من نشر الاستشارة، فلا مانع من موافاتنا بالأمر واضحًا، ومن حقك علينا ألاَّ ننشرها ما دمت لا ترغب في ذلك.
وأما عن نسيان الأيام الطيبة بينكما، فيستبعد ذلك، وإن كان يتوقف على شخصية هذه الزوجة، فما كان بالنسبة لك جميلاً، قد يكون على عكس ذلك بالنسبة لها، ولعلها لم تكن واضحة معك؛ حفاظًا على مشاعرك.
لهذا؛ فالمناقشةُ الواضحة الصريحة خيرٌ من التكهن بالأسباب، وتوقُّع الحلول.
كما أنصحك قبل الذهاب إليهم، أن تصلي صلاة الاستخارة؛ فزيارةٌ تأخرتْ ثلاث سنوات لا شك ستشعرك ببعض الرهبة والتردد، وأكْثِر من الدعاء بأن يعيد الله إليك زوجتَك إن كان في الحياة معها خير لك ولها، وفَّقك الله لكل خير وفلاح، ونسعد بالتواصل معك في كل وقت.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|