|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا أستطيع أن أحب زوجي أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ الملخص: فتاة تزوجتْ مِن قريب لها - ولم تكن تحبُّه - على أمل أن تُحبه، لكنها ازدادتْ كرهًا له، وتريد الطلاق. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة متزوجة منذ عامين، تزوجتُ قريبًا لي لأني كنتُ في ظروفٍ لم يكنْ أجد أمامها إلا القبول. قبل الزواج كانت الدراسةُ كلَّ حياتي، وكانتْ لي أحلام كثيرة، لكن للأسف لم أحققْ شيئًا، وأصبح المرض والاكتئاب مسيطرين عليَّ، وما ذلك إلا بسبب تعنُّت والدي وإصراره على ألا أُكملَ دراستي بلا أي سبب، حتى بعدما توسَّط أهلُ الخير لإقناعه بإكمال دراستي كان الرد: هذه ابنتي، ويحق لي أن أفعل بها ما أشاء. تقدم لي قريبي وكنتُ أكرهه، وقلتُ: لعلي مع الأيام أحبه، لكن للأسف ازداد الكره، وأصبحتُ أكرهه لدرجة لا تطاق؛ أكره رائحته، صوتَه، شكله، كل ما يتعلق به! حاولتُ أن أحبه وأرى إيجابياته، لكن لم تتقبله نفسي، بل كنتُ أمثِّل عليه وعلى أهلي أني أحبه، إلا أن الله أعلم بحالي، فكنتُ أبكي كل ليلة، وسقط حملي بسبب كثرة الحزن الذي أعيش فيه. أصبتُ بانهيارٍ عصبيٍّ، وكنتُ أصرخ صراخًا شديدًا، وذهبتُ إلى المستشفى وجلستُ أيامًا، وأخبروني أنه ضغط نفسي! ذهبتُ لأهلي وطلبتُ الطلاق؛ لأني لا أستطيع الحياة مع زوجي، وأخبرتُهم أني أُفضِّل الموت على العودة إليه، لكن أهلي رفضوا الطلاق، وقالوا: كيف تطلبين الطلاق وأنت تضحكين ومرتاحة في بيتك وتتزينين وسعيدة؟! لكنهم لا يعلمون ما أنا فيه، فلا أحد يفهمني، والجميع يتهمونني بالكذب ولا يعلم أحد ما أنا فيه إلا الله الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أيتها الكريمة، حياك الله. مِن أعظم الأخطاء في حقِّ النفس وحق الزوج أن تقبلَ الفتاة الزواج مِن رجل لا تتقبله، وتتظاهر بالقبول لأسباب خاصة بها؛ كالهروب مِن واقع أليم تحياه في بيت والدها، أو التخلص مِن مشاكل ترى معها صعوبةً في التأقلم، أو لأية أسباب لا يعي عنها ذلك الخاطب شيئًا! نعم لن تري فيه إلا ذلك الوجه القبيح، ولن تشمي منه إلا أسوأ الريح، ولو بذل لك ما بذل، ولو سعى لنيل مَحبتك واجتهدْ. موضوع الطلاق أحيلك فيه لأهل الاختصاص، لكن دعينا ننظُر في أمرك وأمر زوجك مِن وجهة نظرٍ مختلفةٍ، هل تعلمين قصة الوحشين؟ حسنًا، هي باختصار قصة خيالية تَحكي طفلة كانتْ تسير في بستان جميلٍ، قالت الفتاة: وجدتُ في البستان وحشًا صغيرًا متعلقًا في غصن شجرة يكاد يسقط، فأنقذتُه وأخذتُه إلى بيتي وحممته وأخذته إلى مدرستي ليفرح ويقابل أصدقائي؛ فرحبوا به ولعبوا معه، ثم أعدته للبيت ووضعتُه في سرير صغيرٍ ليتدفأ مِن البرد وغطيته بفراش كثير، وبمجرد أن فتحتُ النافذة هرب الوحش، ولم يَعُدْ إليَّ مع أنني أحسنتُ معاملته! ويحكي الوحش نفس القصة على لسانه قائلًا: كنتُ ألعب في بستان جميل، حتى جاء وحشٌ غريب، فاختطفني إلى مكان غريبٍ، ووضع عليَّ الكثير من الماء الساخن والصابون، وأخذ يفرك جسدي في وحشيةٍ، ثم اقتادني إلى مكانٍ غريب به الكثير من الوحوش أيضًا، الذين ما إنْ رأوني حتى أخذوا يقرصونني في أذني ويُؤلمونني وهم يضحكون، ثم أعادني الوحش الخاطف إلى منزله، ووضعني في مكان غريبٍ، ووضع عليَّ الكثير مِن الأغطية التي رفعتْ مِن درجة حرارتي وآلمتني، فاختنقتُ إلى أن استطعتُ الهرب أخيرًا. كثيرًا ما تكون وجهاتُ النظر متباينة لنفس الأحداث؛ فقد تزوجتِ على أمل أن يكون زوجك هو المُعوِّض لك عن هذا الحرمان العاطفي الذي أفقدك الكثير مِن مُتَع الحياة، فانتظرتِ وطال انتظارك فلم تجدي إلا الصدود! ولعله تزوَّج وهو يرجو منك مثلما كنتِ ترجين، ولكي أكون صريحة معك، إن الضحك والتزين وحسن التعامل قد يبدو للناس دليلَ محبة وحرصٍ على الحياة الزوجية، إلا أن الزوج في غالب الأحوال يستنشق رائحة النفور، ويراها بين ثنايا وجهك المتَبَسِّم، ويستشعر معاني الكراهية في حديث المحبة الذي تُرغمين نفسك عليه. فإن كنتِ قد قررتِ وحزمتِ أمتعة الفراق، فلا حاجةَ لك بما أقول، وإن كان ثمة مجالٌ للتفكير، فأنصحك أن تنظري لزوجك نظرةً تختلف عن تلك النظرة التي تبثين معها مِن المشاعر السلبية ما يجعله ينفر مِن البيت، ويصده عن التودُّد إليك، وبذل كل ما يبذل المحب لحبيبه، وأن تُحاولي جاهدةً ربط حبال المودة الحقيقية بينكما مِن جديدٍ؛ فانظري إلى عمله وسعيه مِن أجلك، انظري إلى حُسن تعامله معك رغم بغضك الذي يستقينه دون شك. عدِّدي محاسنه ولو لم تكنْ كثيرةً، ثم طالعيها كل يوم وأنت في بيت والدك، فإنْ بدَا لك أنَّ الأمر قابل للتغيير، فابذلي ما تستطيعين لاستجلاب مشاعر المودة بكل السبُل، وإلا فاستخيري الله، وسلي أهل العلم، ولا تُعذبي نفسك بما لا طاقة لك به. والله الموفق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |