|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التنشيط التربوي أ. حنافي جواد ليست مهمَّة المدرِّس مُقتصِرة على حَقْن الأذهان بالمعلومات والأفكار والتصوُّرات والمواقف، بل إنَّه مُربٍّ، يُنمِّي الناحيةَ المعرفيَّة للمُتعلِّم، ويساعده على النموِّ من جميع الجوانب العقليَّة والرُّوحية والجسمية والنفسيَّة والعاطفية، ويُكسِبه الاتجاهات الصحيحة في الحياة والوجود، فتكون المعلومات وسيلةً لا غاية في ذاتها. فليس المقصود - على سبيل المثال - أن "يعرف" الطالبُ أن الصدق صفةً حميدة، بل الهدف أن يتمثَّل الصدقَ في تعامُله وأقواله وأفعاله، وليس الهدف أن يحفظ القواعدَ، بل أن يُطبِّقها في مشاكله وحياته اليوميَّة (النَّزعة التطبيقية). ولا ننسى أن من مهمَّاته تعليمَهم الإبداعَ والتفكير النَّاقد، إذًا تعليمنا في حاجة لمُعلِّم نَشِط، يعلم الحياةَ ويَربِطها بالواقع؛ من أجل تغييرها لا فَهْمها فقط (النزعة التغييرية). التنشيط التَّربوي: عمليات يقوم بها المدرّس الفعَّال المُنتِج؛ لجعْل المتعلِّم في صُلْب العمليَّة التعليمية التعلميَّة، مُشاركًا مُنتِجًا مُبدِعًا نَشِطًا مُنتقِدًا بانيًا، عنصرًا فاعلاً في نفسِه ومحيطه. من أهداف التنشيط التَّربوي: بناء المعارف، تحفيز المتعلِّمين، إشراكهم في الإنتاج، جعْلهم في صُلْب العملية التعلمية، مراعاة كفاءاتهم وذكاءاتهم المختلفة، تمكينهم من وضعيَّات قريبة من واقع حياتهم؛ أي ربْطهم بالحياة (التعلم من أجل الحياة). منتقنيات التنشيط التربوي: التدريس في مجموعات 6×6 - تقنية الرسول - التدريس بالمشكلات - دراسة حالة - خرجات ميدانيَّة استكشافيَّة للظَّواهر - العصف الذهني - العروض والنَّدوات التي يُسهِم فيها، ويُخطِّط لها المتعلِّمون (منكم وإليكم بتأطير من الأستاذ طبعًا). وتوقُّف نجاح التنشيط التربوي على سيناريو بيداغوجي محبوك بعناية، يشمل كلَّ عناصر التخطيط التربوي السليم؛ ويشمل رزمانة مُتكامِلة، تتضمَّن عدَّة المحتوى والأنشطة والتقويم والدَّعْم. ويُحوِّلُ التنشيط التربوي الدرسَ من درس نظري إلى درس تتوافر فيه العناصرُ الأساس للتدريس الفعَّال المُجاري للواقع. يعني أن التنشيط التربوي يُعطي للدَّرس المعنى والرُّوح؛ كيلا تتحوَّل العملية إلى حشوٍ مُباشِر للتعليمات والموارد. المدرس الفعَّال: يَستثمِر كلَّ المقاربات التربويَّة والبيداغوجية الفعَّالة التي تجعل المتعلِّم في صُلْب العمليَّة التعليمية التعلمية. فالتدريس بالوضعيَّات والكفايات يدخل من صميم المِنهاج التربوي؛ كما أن الأستاذ مُطالَب بتحديد الأهداف الكفائيَّة البانية للدرس؛ لأن مُقاربة التدريس بالكفايات لم تُحدِث قطيعة مع الأهداف، وهذا يُجسِّد التلاحمَ والترابطَ الموجود بين المقاربات والبيداغوجيات، فحاجة المُدرِّس والسيناريو البيداغوجي، هو المُحدِّد لنوعِ المُقارَبة المعتمَدة. نماذج وتعريفات مُوجَزة لبعضها، وهي كثيرة: • تقنية العصف الذهني" ( ![]() • تقنية "لعب الأدوار" ((Jeu de rôles تقرأ الجماعةُ المتطوِّعة للعب الأدوار نصًّا أو حكاية تتضمَّن شخوصًا وأدوارًا وأحداثًا، ويعملون على تشخيصها (ارتجالاً أو إعدادًا) أمام بقيَّة المشاركين، وبعد التمثيل يُفتَح بابُ النقاش حول الأداء والمواقف. • تقنية "دراسة الحالة" (Etude de cas): يُقدِّم كلُّ مُشارِك رأيَه في حالة أو وضعية معروضة تُلامِس واقع المتعلِّمين، مُدعمًا بحُجَج، سواء داخل جماعته أو أمام الجماعة الكبرى (الحالة هي وضعيَّة - إشكالية مؤسَّسة على تَجرِبة واقعيَّة أو مُفترَضة). • تقنية "الشهادة" (Témoignage): يَحْكي كلُّ عضوٍ شهادةً واقعية (تَجرِبة معاشة) لها علاقة بالموضوع المدروس؛ لكي تَحظى الشهادةُ باستحسان الأعضاء، يجب أن تخضع لإجراءات منهجيَّة، يحكي كلُّ شخص تَجرِبةً واقعية تَعرَّض فيها لانتهاكات حقوق الإنسان مثلاً. • تقنية "لغة الصورة" (Photolangage): أمام مجموعة من الصور المتنوِّعة المُلقاة على طاولة، يختار المشاركون بصمتٍ صورة أو أكثر، ثم يُعلِّلون سببَ انتقائهم لتلك الصور التي أثارت اهتمامهم. • تقنية "فيليبس 6x6" (6x6 Philip) يَنقِسم المشاركون إلى جماعات، كل جماعة تَضُم 6 أعضاء، في ظرف 6 دقائق، يُقدِّمون إجابات دقيقة ومُركَّزة عن سؤال مطروح أو حلولاً واقعية وعملية لمشكلة ما، أو أفكارًا مُدعَمة بحُجَج حول حالة موضوع الدراسة. أنماط التنشيط: 1- المتعلم ميَّال بطَبْعه وسجيَّته للتعلُّم الذَّاتي والمشارَكة الفعَّالة والحركة الدؤوب، خصوصًا في السَّنوات الأولى من العمر (مراحل تكوُّن الشخص) إلى حدود مرحلة الشباب، وقد تتجاوزها. • يرفض المتعلِّم لغة (اصمُت واستَمِع)، يرفض الوصايةَ والأوامرَ مُعلَّلة أو غير مُعلَّلة؛ ولكنه يستجيب للطبيعة والحياة والتَّجارِب، وهنا تتجلَّى قدرةُ المدرِّب على القيادة الذكيَّة. • فمَا القيادة الذكيَّة؟ أن تتماهى مع المتعلِّم لتحس بأحاسيسه، ويتحوَّل العائق التعليمي إلى مجال للإبداع والتفكير والإثراء إذا ما أَحسَن الأستاذ (المدرِّب، القائد) استثمارَ أفكار المتعلمين وحيويَّتَهم، وجرّهم الجر الذكي. • لذلك ينبغي أن يكون الأستاذ في قمة صفائه الذهني؛ ولهذا السبب يُقدَّر رجلُ التربية والتعليم في الدول المتقدِّمة التي تَحترِم مُتعلِّميها! يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |