|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الغيرة والأنانية عند الأطفال أ. عزيزة الدويرج السؤال ♦ الملخص: سيدة لديها ثلاث بنات، تشكو مِن حالة الطفلة الوُسطى التي أصبحتْ عنيفةً جدًّا مع مَن حولها، وتبكي بكاءً هستيريًّا باستمرار، ولا تستطيع السيطرة عليها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا أُمٌّ لديَّ ثلاث بنات، مشكلتي في البنت الوسطى التي عمرها 3 أعوام، هي فتاةٌ رقيقةُ المشاعر، هزيلة وحسَّاسة جدًّا، متعلِّقة بي كثيرًا لدرجة الإزعاج. كانت تَمرض كثيرًا؛ لذا كنتُ أُدَلِّلها وأفرط في دلالها، ثم سافرتُ لشهر وأسبوع وابتعدتُ عن البيت، وبقيت الفتيات مع والدهنَّ يرعاهنَّ في غيابي، وعندما عُدتُ صارت البنات أكثر تعلُّقًا بي، والمشكلة أن الطفلة الوسطى تُريدني لها وحدها، ولا تريد مشاركة أختيها فيَّ، وأصبحتْ عنيفةً مع أختَيْها، وتَبكي بكاءً هستيريًّا، ولا يفيد التهديد أو المعانقة في تَهْدِئَتها! تُريدني أن أحملها طوال الوقت، وتَرْفُض تركي، وأصبحتْ عدوانيةً، كثيرة الغضب، وتقوم بضربي بشدة، وتضرب برجلها تعبيراً عن الغضب. فأرجو منكم بارك الله فيكم أن تخبروني كيف أهدئ من انفعالاتها وأُخَفِّف مِن تعلُّقها الزائد بي الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مرحبًا بك أختي الكريمة في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن ظنك بنا، وأن نكونَ لك خير معين بعد اللهِ في تجاوز مشكلتك. في البداية أختي الكريمة، أُقَدِّم لك جزيل الشكر على اهتمامك بتربية بناتك في وقتٍ أصبحت التربيةُ مجرد توفير الأكل والشرب فقط إلا مَن رحم الله، وإنَّ سؤالك ما هو إلا دليلُ وعْيِك وثقافتك العالية، وأسأل الله أن يجعل بناتك حجابًا من النار. أختي الكريمة، تَنْحَصِر مشكلات ابنتك الوسطى في التالي: (الغيرة - الأنانية - العدوانية - التعلُّق الزائد)، وإن ما تُعاني منه ابنتُك الوسطى هو شيءٌ طبيعيٌّ ناتجٌ عن التدليلِ المُفرط الذي يُؤَدِّي إلى الأنانية الزائدة، ومن ثَم يؤدي إلى العدوانية والعنف. عليك أن تعاملي بناتك بنفس المعاملة وبالتساوي، دون أن تلاحظ إحداهنَّ الفرق في التعامل، وإن احتاجتْ أحداهنَّ التمييز لمرض أو غيره، فيجب عليك التبرير بين فترة وأخرى للأخريات، فمثلًا عندما تهتمين بالبنت الصغرى وتشغل أغلب وقتك، فعليك أن تحدثي الأخريات بأنها طفلة صغيرة، ولا تستطيع فعل شيء لنفسها، ولا تستطيع الكلام والتعبير عما بداخلها وعما تريد، وأنتم كذلك يوم أنْ كنتم في عمرها، كنتُ أهتم بكنَّ... وهكذا. بالنسبة للغيرة، فهي أمرٌ طبيعي بين الأطفال، خاصةً أن الطفلة الصغيرة من نفس الجنس أي (فتاة)، وما هي إلا ردة فعل لوجود شخص آخر يُنافسها عليك أنت (الأم)، فعليك الآن أن تُقللي بأسلوبك من هذه الغيرة، وذلك عن طريق هدم الفجوة بين الأخوات. مثال ذلك: عندما تذهبين إلى السوق لشراء بعض الأغراض، امنحي الفتاة الوسطى فرصة لاختيار حاجيات الصغيرة وحاجياتها في نفس الوقت، ودعيها تُقدِّمها لها كهدية، أيضًا اعتمدي عليها في بعض الأشياء؛ كحمل مَفرش الصغيرة، مع التعزيز والمديح، فإنَّ ذلك يُعزِّز من ثقتها بنفسها، وجميل أن ابنتك توضح غيرتها لتستطيعي معالجة ذلك، وتلافِي الوقوع في الخطأ، فالكثيرُ مِن الأطفال لا يُبيِّن غيرته مما ينقلب إلى انطوائيةٍ أو عادات لا يستطيع الفكاك منها. نأتي الآن لموضوع العدوانية: هناك بعض التصرفات من الأطفال تعتبر مقبولة إلى حدٍّ ما؛ كالمشاجَرات، ولكن عندما تلاحظين أنها تَخَطَّتْ حدود المعقول، وتَحَوَّلَتْ إلى إيذاء فيُمكن أن تتدخلي لا لمناصرة الطرف الآخر، ولكن من أجل الفصل بينهما دون عتابٍ أو صراخٍ أو انزعاجٍ، بل بإشغال كل واحدة منهنَّ بشيء. أيضًا قد تكون عدوانيتها وغضبها الزائد ما هو إلا لجذب الأنظار إليها؛ لأنها تشعر أنها غير مرغوبٍ فيها بمجرد وجود طفل آخر، بما أنها ذات حس مرهف. أيضًا مهم جدًّا أن تكثري من الحوار معهنَّ، فهو خيرُ سبيل للفتيات، وخاصةً في هذا الزمان، وتأكدي أنك ستجنين ثمرة هذا الحوار إذا كبِرْنَ، وستجدين الراحة؛ لأن العلاقة ستتحوَّل من أمومةٍ إلى صداقةٍ بينكم. كذلك ابتعدي أختي الكريمة عن أسلوب الاستجواب والأسئلة، فهو غيرُ محبَّبٍ لدى الطفل، فالطفل يستهويه القصص والخيال، وخاصةً في هذا العمر. وأخيرًا نأتي إلى التعلق بك، وهو بسبب الخوف الزائد أن تتركيهنَّ مرةً أخرى، ولا تنسي أن المدة وهي شهرٌ وأسبوع تعتبر مدةً طويلةً بالنسبة للطفل لابتعاده عن أمه، وحتى لو كانوا في كنف الأب ورعايته، فلا شيء يُعَوِّض وجود الأم في الحياة، وخاصةً لأطفال في هذا العمر الذي هم بأمَسِّ الحاجة إليك فيه، ومع الوقت واطمئنانها أنك حولها ولن تذهبي عنهنَّ، ستعود لطبيعتها، ولكن احرصي كل الحرص على عدم ذِكْرِ إحدى مشاكلها أمامها أو النقاش مع أحد وهي تسمع، فالطفلُ يُحَوِّل الكلام إلى سلوكيات بناءً على ما يسمع. ولعلك أختي الكريمة تقرئين في خصائص النمو للطفل، فهي تُساعد على معرفة خصائص كل مرحلة وكيفية التعامل معها. ختامًا والأهم: لا ننسى الجانب الديني، فكثرة الدعاء لهنَّ، وتحصينهن بالأذكار والأوراد اليومية خير معين للتربية، وهو السبيلُ للوُصول لتربية صالحة مع احتساب الأجر في ذلك، وخيرٌ مِن ذلك قولُ الرسول صلى الله عليه وسلم: ((مَن ابْتُلي مِن هذه البنات بشيءٍ كنَّ له سترًا من النار))؛ متفق عليه. أسأل الله العظيم أن يرزقك برهنَّ، وأن يكنَّ لك سترًا من النار، وأن يجعلهنَّ مِن الحافظات لكتاب الله وأن يُعينك على تربيتهنَّ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |