|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أريد أن أموت لأرتاح ! أ. محمد شوقي ♦ الملخص: فتاة مُطلَّقة تَتَمَنَّى الموت بعد الطلاق، وأصبحتْ تكره كل البشر وتكره نفسها! ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة كنتُ متزوجةً وطُلِّقْتُ، وبعده أصبحتُ أتمنَّى الموتَ؛ فلا شيءَ يَستحقُّ الحياة، ولا أرغب في فِعلِ أيِّ شيء، وأكره كل البشر وأكره نفسي، وأصبحت الدنيا بالنسبة لي سجنًا كبيرًا! كل ما أُفكِّر فيه الآن هو البحث عن عمل وزوج أو الانتحار، فأريد أن أموت لأرتاح؟! الجواب الأخت الفاضلة، أرحِّب بك في شبكة الألوكة، وأدعو الله تعالى أن يسددني في تقديم ما ينفعك، وبعدُ: فقد حَوَت استشارتك سطرينِ؛ سطرينِ جَمَعَا كثيرًا مِن الكلمات التي تتحمَّلها أوراقٌ كثيرة؛ لتحكي ما في تلك النفسية مِن آلام! ليستْ مشكلتك في تمنِّي الموت، ولا العيش في سجن، ولا كره النفس ولا كره البشر، إنما المشكلة الرئيسة التي بَنَيْتِ عليها حياتك، وأوقفتِ عليها سعادتك: أنك حصرتِ حياتك ودنيتك في رجلٍ! أختي الكريمة، إنَّ الدنيا ليستْ رجلًا؛ إذا فُقِدَ توقَّفَتْ، وإذا وُجِد سارتْ! إنما السعادةُ لا بد أنْ تكون نابعةً مِن داخلك، نابعةً مِن رضاك بقَدَر الله سبحانه وتعالى لك، متيقِّنة أنَّ الأقدار لا تُخطئ الإنسان، فما أصابك لم يكنْ ليُخطئك، وما أخطأكِ لم يكن ليُصيبك، ولا بد أن تَتَيَقَّني تمامَ اليقين أنَّ الأمةَ لو اجتمعوا على أن يَنفعوكِ بشيءٍ لم يَنفعوكِ إلاَّ بشيءٍ قد كتبَه الله لكِ، ولو اجتمعوا على أن يَضُروكِ بشيءٍ، لم يَضُروكِ إلا بشيء قدْ كتَبَه الله عليك. وإني لأُوجِّه لك سؤالًا أريدُك أن تُجيبي عنه بصوتٍ مرتفعٍ بينك وبين نفسك: كيف كانتْ حياتك قبل زواجك، وأنت ما زلتِ بكرًا؟ (لا نحتاج جوابًا، إنما فقط ذَكِّري نفسك بحياتك قبلُ كيف كانتْ!). إنَّ الجميع مُعرَّضون للفشل في حياتهم، ولا يعني أن كل فَشَلٍ ستكون نهايتُه الانتحار، بل قد يكون الفشلُ بدايةً جديدة لحياة جديدةٍ أفضل مما كانتْ، ولعل الله سبحانه وتعالى قدَّر عليك ذلك لتقفي مع نفسك وقفةً تُعيدين فيها النظر في كيفية اختيار الزوج الصالح المعين، لتعرفي كيف تكون صفات الرجولة الحقيقية، لتقفي على أخطائك السابقة وتصلحيها فيما بينك وبين ربك، وفيما بينك وبين نفسك؛ فليس كلُّ فَشَلٍ في الحياة معناه نهايتها، بل قد يكون الفشلُ بداية! كثيرات وكثيرون لم يُكمِلْنَ (أو يُكملوا) حياتهنَّ (أو حياتهم) الزوجية، وسارت الحياةُ بصورةٍ طبيعية، نعم قد نتأثَّر ونتعب ونشعُر بالألم لفترة، ثم ما نلبث أن تختفيَ تلك الفترة من حياتنا بعد أن تأتي مداواة الله لقلوبنا. إن الطلاق ليس نهاية الكون، بل عديها صفحةً وانطوتْ، ولتفتحي صفحة جديدة بيضاء لم يخط فيها حبر، لتملئيها مِن جديد بالتفاؤل والثقة بالله واليقين بأنَّ الله قد قسم لك خيرًا؛ ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، وكما قال ابن القيم: فـ"الغاياتُ الحميدة في خبايا الأسباب المكروهة الشاقَّة، كما أنَّ الغايات المكروهة المؤلمة في خبايا الأسباب المشتهاة المستلذة، وهذا مِن حين خلَق الله سبحانه الجنةَ وحفَّها بالمكاره، وخلَق النار وحفَّها بالشهوات"! هذا بالنسبة لأمر الطلاق. أما الانتِحار فلا أظنك تجهلين ما في الانتحار مِن إثمٍ، وتأمَّلي لُطف الله تعالى بك إذ يقول: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، لكن آلَمَني قولك: أريد أن أموت لأرتاح! والسؤال: مَن أخبرك أنَّ بعد الموت راحة؟! وَلَوْ أَنَّا إِذَا مِتْنَا تُرِكْنَا ![]() لَكَانَ الْمَوْتُ رَاحَةَ كُلِّ حَيِّ! ![]() وَلَكِنَّا إِذَا مِتْنَا بُعِثْنَا ![]() وَنُسْأَلُ بَعْدَهُ عَنْ كُلِّ شَيِّ! ![]() ثم ألم تقرئي قول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ [النساء: 30]؟ وألم تقرئي قولَ النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النفس حين قال: ((مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهَا خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، ثُمَّ انْقَطَعَ عَلَيَّ شَيْءٌ، يَعْنِي خَالِدًا كَانَتْ حَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا))؟ كتبتِ في مشكلتك: أنك تبحثين عن عمَلٍ وزوج! أما العملُ فأمرُه ميسورٌ، ولعلك تعملين في دارٍ مِن دور الأيتام، أو رعاية الكبار، أو غيرها مِن الخدمات التطوُّعيَّة التي تشغل وقتك، وتدرُّ عليك مالًا. أما البحث عن زوجٍ، فأرى ألا تبدئي حياةً زوجية ثانية وأنتِ بتلك النفسية؛ إذ أخشى أن تُكرِّري التجربة مرة أخرى، فتزدادي إحباطًا، بل أرى أن تستغلي الفترة القادمة مِن حياتك في قراءة بعض الكُتُب عن الحياة الزوجية، وحضور كثير مِن الدورات التي تُكسبك ثقة في نفسك، وقراءة كثير مِن المشكلات الزوجية والحياتية التي تُكسبك خبرةً حياتيةً تجعلك تتخطين بها المشكلات المتكرِّرة، وأن تقفي على جميع أخطائك السابقة وتكتبيها في دفتر خاص بك، على أن تبحثي لها عن حلٍّ عملي حتى لا تقعي في هذه المشكلات مرة أخرى. كما أحثك على ألا تَتَعَجَّلي في اختيار الخاطب، فلا بد أن تكونَ لك معايير للاختيار، ولعل التجربة السابقة أكْسَبَتْك بعضًا منها، لكن تحتاجين مَزيدًا مِن الثبات والقوة لتخطي تلك الآلام النفسيَّة التي تراكَمَتْ مِن زواجك السابق. وأخيرًا: أحبي نفسك ومَن حولك، فالحياة ليستْ رجلًا وفقك الله لما فيه صونُ دينك وعِرْضك
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |