|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() رثاء العلامة عمر الشماع الحلبي لشيخه جلال الدين السيوطي رحمهما الله محمد آل رحاب الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فقد رثى العلامة جلال الدين السيوطي رحمه الله جماعةٌ من الشعراء من تلامذته وأقرانه، من أشهرهم العلامة المؤرخ عبد الباسط بن خليل الحنفي ت 920 هـ في قصيدته الدالية التي مطلعها: مات جلال الدين غيث الورى[1] *** مجتهد العصر إمام الوجودْ ...إلخ. وقد ذكرها الإمام نجم الدين الغزي في الكواكب السائرة ص 1 /231. وكذا رثاه العلامة أبو البقاء الأحمدي الشافعي في قصيدة لامية عدد أبياتها اثنان وثلاثون بيتا ذكرها تلميذه عبد القادر الشاذلي في بهجة العابدين، منها قوله: كان كالنيرين للخلق متعاً *** أو كماء لظاميءٍ كالزلالِ وأثناء مطالعتي لكتاب (عيون الأخبار فيما وقع لجامعه في الإقامة والأسفار) للعلامة زين الدين عمر بن أحمد الشماع الحلبي ( 880هـ - 936هـ)، وهو ممن تتلمذ على العلامة السيوطي وأخذ عنه وبالأخص في أواخر عمره بل وهو من أواخر من قرأوا عليه وهو ممن حضروا جنازته وصلوا عليه. وجدته قد رثاه بقصيدة تائية بديعة لم يشر إليها كل من ترجموا له رحمه الله ممن وقفت على كتاباتهم ودراساتهم، ولا شك أنها وثيقة مهمة في ترجمة العلامة السيوطي وبيان منزلته ومكانته عند علماء عصره ولا سيما مثل الإمام الرحال في الأمصار الجوال في البلدان والأقطار الذي خبر الرجال وخالط الكبار ورأى أحوالهم في الإقامة والأسفار، وطالع أخبارهم في الكتب والأسفار، فأحببت أن أضبطها وأنشرها وفاءا لهذا الإمام، وخدمة لتراث تلميذه الهمام، ورجاءا للنفع الخاص والعام، لجميع الأنام، وهي هذه، والسلام: وأما الذي في أرض مصر ثوى بها ![]() فذاك جلالُ الدين شيخُ البريةِ[2] ![]() لأسيوطَ يُعزَى أصلُه بتَحقّقٍ ![]() ومنشؤه في مصر مِن غير ريبةِ ![]() إمام الهدى، بحر الندى، سابق المدى ![]() مبيد العِدا حقًّا بأوضح حُجةِ ![]() رقى باجتهادٍ رتبةً عزَّ نيلُها ![]() على الشهُب الماضين من غير مِرْيةِ ![]() لحاسده جهلٌ مركبُ مذْ غدا ![]() على فضله إجماعُ أهل البسيطةِ[3] ![]() تآليفُه كالشمس ضاءتْ[4] وأشرَقَتْ ![]() فسارت بها الركبان في كل وِجهةِ ![]() ففي عام إحدى بعد عشرٍ تصرَّمَتْ ![]() لتسع مئينٍ سار حقًّا برحلةِ ![]() ومِن روضة المقياس[5] كان فراقنا ![]() مِن الله نرجو الجمع في روض جنةِ ![]() ولمَّا بعيني قد نظرتُ لنعشه ![]() غدوتُ أُنادي مِن حرارة فرقةِ: ![]() فؤادي انبرى لمَّا رأى عالِمَ الورى ![]() ثوى في الثرى يا ربُّ فاجبرْ مصيبتي. ![]() نسأل الله تعالى أن يتغمدهما برحمته الواسعة، وأن يجبر مصابنا على فراق علمائنا وشيوخنا وكل أحبابنا، ونسأله أن يختم لنا بالحسنى، ويبلغنا المحل الأرفع الأسنى.آمين. ♦♦♦♦ [1] لعله يقصد :غيث الورى بعلمه وفتاواه فالعلم غيث القلوب والأرواح، قال الشاعر الحكيم: فقوت الروح أرواح المعاني *** وليس بأن طعمت ولا شربتا وطلب الغوث من البشر الأحياء الحاضرين فيما يقدرون عليه جائز بدليل قوله تعالى: ﴿ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ﴾... الآية. والناظم هنا يحكي حال العلامة السيوطي رحمه الله الذي كان مقصودا بالفتاوى من الأقطار والأمصار وقبلة الرسائل من الأعيان في البلدان، والله المستعان. [2] تقرأ الرتبة، ولعل المثبت هو الأنسب. [3] الأرض [4] يقال: ضاء وأضاء لغتان من باب فعل وأفعل [5] وهي التي كان يسكن بها العلامة السيوطي واعتزل آخر حياته فيها، وألف في فضائل جزيرة الروضة ومحاسنها كتابه العظيم كوكب الروضة، وضمنه مقامته بلبل الروضة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |