|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تلاميذنا من فهم الكلام إلى إبداع الكلام (1) عبدالكريم بن مسعود جيدور استغلال طرق المعالجة التحليلية لرفع قدرة التلاميذ على تحليل وفهم الكلام المنطوق مـدخل: إن استغلال التدريب المُنتظم في المرحلة الحسية الحركية يُسهِّل عمليات التعلم الأكثر تركيبًا في المراحل اللاحقة. وهذا المقال يَهدف إلى التعريف بطرُق جديدة تستغل في التدريب وقياس قدرات التلاميذ على تحليل الكلام المنطوق وفهمه، وبعبارة أخرى محاولة تنظيم وتطوير ميكانيزمات مهارة الاستماع لدى المتعلم في كل الأطوار، مع التركيز - قدر المستطاع - على المرحلة الحسية الحركية (تلاميذ المرحلة الابتدائية الأولى) لتكون خير مُعين لهم في مراحل التعليم المتقدِّمة. 1- التدريس والتدريب على مهارة الاستماع: التدريس هو النشاط التعليمي الخاضع لمَقاييس صارمة، قدر الإمكان، ويتمُّ في بيئة خاصة هي الفصول الدراسية، أما التدريب فهو النشاط التعليمي الذي يَعتمِد أساسًا على التمارين المتكرِّرة، ويطبِّق قانونًا عامًّا هو المحاولة والخطأ. التدريب يُمكن أن ينجز في الفصول الدراسية فيكون - على ذلك - جزءًا من مهام المدرِّس، كما يُمكن أن يضطلع به الأبوان في المنزل، وهو حينئذ نشاط مُكمِّل. 2- النظرية الأولى - الاستماع وسيلة لفهم الكلام: أ- الفرضية الأساسية: الوظيفة الرئيسة لنشاط الاستماع في تعليم اللغة هي: تسهيل فهم الكلام المَنطوق. ب- البحوث والتجارب الأساسية المُرتبِطة بهذه النظرية: أولاً: التجارب حول مميزات وخصائص الكلام المَنطوق: بما أن الفرضية الأساسية تفسِّر آلية الاستماع بوصفها مدخلاً لفَهم الأصوات المنطوقة وترجمتها على مستوى الجهاز السمعي ثم العصبي إلى معاني مفهومة، فقد بذلت جهود كبيرة لرصد الأشخاص في أثناء مُحادثاتهم العفوية، في مختلف الأحوال والظروف، بهدف تكوين تصور شامل عن حقيقة الكلام المنطوق والخصائص العامة التي تُميِّزه، وقد جرت إلى جانب ذلك دراسات مقارنة بين الكلام المنطوق والمكتوب وتوصَّلت إلى المعطيات الآتية: 1- الكلام المَنطوق يَصدُر بطريقة فورية، وعلى المُستمع أن يقوم بمعالجته (عملية تحليل الأصوات لفَهمِ الكلام) بصورة عاجلة جدًّا وآنية؛ لأنه لا يَملِك الفرصة للاستماع إليه مرة أخرى، (الكلام الطبيعي يتسلسل من المُتكلِّم إلى المستمع في شكل دفعات (موجات فيزيو - صوتية)، والمُستمِع يُحلِّلها فوريًّا). 2- كلام الفرد الواحد (مدرس/ مذيع / ممثل...) يَشتمِل على متوسط كلمات قدره 160 كلمة في الدقيقة الواحدة (9600 كلمة في الساعة/ 230400 كلمة في اليوم/ 1612800 كلمة في الأسبوع)، والحوارات الصغيرة (فردان أو ثلاثة أفراد) تَشتمِل على متوسِّط كلمات قدره 220 كلمة في الدقيقة الواحدة (13200 كلمة في الساعة/ 316800 كلمة في اليوم/ 2217600 كلمة في الأسبوع)، وهذا يُعطينا فكرة واضحة عن الضغط الهائل الذي يُفرض على جهاز المعالجة السمعية، ويوضِّح الخطأ الذي يقع فيه أغلب المُربِّين عندما يَعتقدون أن تعلم اللغة مُرتكز كله على إتقان النُّطق الصحيح. 3- عملية المُعالجة للمَسموع لا تتمُّ بوتيرة واحدة، بل فيها تسارُع وتباطُؤ، وترجع هذه الظاهرة إلى حالات التوقُّف الطويلة التي يَحتاجها المستمع لإدراك التراكيب الطويلة والمتداخلة في مقابل التوقُّفات الأبطأ للتراكيب البَسيطة، هذا مِن جهة، والمؤثِّر الثاني هو سُرعة الكلام؛ لأن هذه السُّرعة تؤثِّر على التركيب الفونولوجي للصوت من خلال كثرة الحذف والإدغام وغير ذلك. 4- الكلام المنطوق عفوي، ليس له منهجية منظَّمة مثل الكلام المكتوب، فلا يتوقع أن يلتزم المتكلم في الحالات العادية خطة مُتدرِّجة فيما يُريد قوله. مثلاً: مقدِّمة تحليل خاتمة (صيغة نمطية لكثير من صيَغِ الكَلام المحرَّر). 5- يعتقد الخبراء أن الكلام المنطوق له بنية هرميَّة، مقابل الخطية للكلام المَكتوب. 6- الكلام المَنطوق ليس له وحدة معيارية ذات إجماع يَنطلِق منها المتعلم أو الباحث، نظيرًا للكلمة أو الجملة في النظام الكتابي. 7- الكلام المنطوق يَعكس الكثير من الملامح؛ الملمح الشخصي، اللهجة المحلية، اللغة الفُصحى، التعدُّد اللغوي، وغير ذلك. ثانيًا - طرُق فهم الكلام المنطوق: بناءً على المعطيات السابقة، بلْور الخبراء تصوّرَين للطريقة التي يسلكها الإنسان العادي (سليم الحواس) في تحليل الكلام وفهمه، وهما المعالجة من الأسفل إلى الأعلى، وعكسها: المعالجة من الأعلى إلى الأسفل. 1- المعالجة من الأسفل إلى الأعلى (طريقة نازل صاعد): المُستمِع يَستفيد بشكل مستمر من المعلومات الآتية تباعًا في الكلام (المُدخَلات الجديدة) ليفهم مضمون الكلام، الفهم هنا (وهو النتيجة النهائية لنَشاط الاستماع) يَنطلِق من المعلومات التي يتم استقبالها وتحليلها كمستويات مُتعاقبة من العناصر الصوتية: كلمات جمل نصوص وصولاً إلى المعنى المقصود. 2- المتطلبات التعليمية التي تشترطها هذه الطريقة: أ- رصيد معجمي من الكلمات منظَّمة وموزعة على مجالات مخصوصة + توزيع داخلي لهذه القائمة الأولية على مقياس: العام الخاص/ الواسع الضيق. ب- قائمة من القواعد اللغوية (نحوية/ صرفية) تُستعمَل في تقوية التحليل المنتج للعلاقات فوق الإفرادية (الجملة وما فوقها). 3- طريقة المعالجة من الأسفل إلى الأعلى في ضوء التحليل المخبري: لخَّص الخبراء حاصل العمليات التي يقوم بها المستمع انطلاقًا من أول لحظة وصولاً إلى استكمال المُعالجة وتبلور فهم الكلام في أربع خطوات على النحو الآتي: أ- يَنطلِق المستمع من الكلام الخام (سلسلة صوتية) فيَجري عليه عملية تحليلية يتوصَّل من خلالها إلى إنتاج صورة صوتية تمثِّل خصائصه الفونولوجية يتمُّ الاحتفاظ بها في الذاكرة النَّشِطة (قريبة المدى). ب- يقوم المستمع على الفور بمحاولة تنظيم الصورة الصوتية بتقسيمها إلى وحدات يتحدَّد بواسطتها مُكوناتها الجزئية ووظيفتها في الكلام. جـ- يتمُّ تشخيص كل وحدة جزئية من الصورة الصوتية على حِدَة، ويُبنى ما يُشبه الاقتراحات الأولية حول وظيفتها في الكلام، يتمُّ تعزيزها وتطويرها بصورة هرمية مع تدفق الكلام إلى الجهاز السمعي. د- عندما يتمُّ ضبط (بشكل شبه نهائي) أحد الوحدات الجزئية، يقوم المُستمع بالاحتفاظ به في الذاكرة النَّشِطة، وفي بعض مناطق الذاكرة الخاصة بالحذف (المُرتبطة بالصور الصوتية على مستوى الجملة العصبية). في هذه المرحلة يتمُّ تجاهل الشكل الصوتي الملفوظ ويَبقى المعنى المحصل من عملية المعالجة. ملاحظة: هذه العمليات هي وصْف تقريبي لعمليات نفسو - عصبية تتمُّ في أجزاء من الثانية. يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() تلاميذنا من فهم الكلام إلى إبداع الكلام (2) عبدالكريم بن مسعود جيدور معالجة المسموعات بطريقة صاعد/نازل (Top-down processing): هذه الطريقة تعني استخدامَ المعلومات الجديدة لفهمِ معنى الكلام المسموع، وبينما كانت طريقة نازل/صاعد (Bottom-up processing) تتَّجِه من اللفظ إلى المعنى، فإن طريقة صاعد/نازل تتجه من المعنى إلى اللفظ. ويمكن القول بأن الطريقة الثانية تنازلية، تعتمد على تجميعٍ تدريجي للاختلافات؛ فجوهرُها تحليلي أو تجزيئي، ولا بد فيها من معرفة سابقة متحققة بشكل من الأشكال. أما الأولى، فهي تصاعدية، تعتمدُ على تكوين كليات (مداخل وتصورات مرنة)، قابلة للتعميم على أوسع نطاق ممكن، فجوهرُها الاستنتاج من حيث هو قدرةٌ عقلية قابلة للتطوير والتنمية. نُوضِّح الفروق بين النشاط الذهني في الطريقتين على النحو الآتي: ![]() نلاحظ من خلال الشكل السابق أن المكوِّنات الجزئية غيرُ تامَّة التكوين (الدائرة تشير إلى انسيابية المداخل الأولية)، وتظل محتفظة بهذه المَيْزة حتى الوصول إلى مرحلة التجريد (تجريد المُكوِّن اللفظي من مكونه المعنوي)، وبالتالي تحقق فهم المسموع، كما أن هذا الإجراء يُحقِّق نتيجة واحدة فقط في كل معالجة (رأس المثلث إلى فوق). أما في الطريقة التصاعدية، فإن الأشكال (المعنى الإجمالي) أرضيَّتُه موجودة مسبقًا، ومدعمة بأكثر من احتمال، (نلاحظ عددًا كبيرًا من المثلثات الصغيرة في رأس المثلث الكبير المقلوب، وهي تمثل الخارطة الذهنية كما سيأتي معنا). طبيعة المعلومات في طريقة التحليل صاعد/نازل: المعلومات الجديدة التي يمكن أن يُبلوِرَها المستمعُ بسرعة، ويستغلها في تحليل الكلام الذي يتوارد عليه تباعًا، قد تأخذ واحدًا من الأنماط الآتية: • معرفة سابقة حول موضوع الحديث (اجتماعي/ عائلي/ ثقافي/ ...). • معرفة سابقة حول مقام الحديث (المكان/ الزمان/ الشخصيات...). • معرفة من صيغة الخرائط الذهنية (schemata) أو المخططات (scripts)، يتم فيها تنظيمٌ إجمالي للأحداث والعلاقات، وربطها بطريقةٍ تسهل الفهم والإدراك. مثال1: كنت تتحدث مع زميلك، فأخبرك بالأمر الآتي: سمعت في الأخبار أن الأجواء ستكون شديدة البرودة يوم غد. إن كلمة (شديدة البرودة) ستطلق في ذهنك مجموعة من الاحتمالات يمكن تنظيمها في صورة أسئلة كما يلي: • برودة شديدة؟ هل سيكون هناك أمطار غزيرة؟ • ... هل سيهطل الثلج في هذا الوقت من السنة؟ • ... هل دخل موسم الرياح الشمالية؟ • ... هل عليَّ أن أرتدي معطفًا ثقيلاً؟ هذه الأسئلة، التي تشكلت في الذهن، كوَّنت شبه منظومة من المفاهيم المترابطة بمثابة قاعدة معلومات أوَّلية، يستعين بها الإنسان عندما يتابع الأخبار الجوية، أو عندما يناقش مثل هذا الموضوع المستجدِّ مع صديق أو زميل أو نحو ذلك. مثال2: كنتَ أنت وزميلك في طريق الذهاب إلى المدرسة صباحًا، فقال لك: سأذهب مع أبي إلى طبيب الأسنان هذا المساء. قوله: (سأذهب إلى طبيب الأسنان) يُنشِّط مخططًا من المفاهيم والاحتمالات في داخل ذهنك، تظل تنسقه وتنظمه تباعًا، قد يشتمل هذا المخطط على العناصر الآتية: • المكان: طبيب المدرسة؟ أو طبيب في وسط المدينة؟ • ليس هناك طبيب أسنان في المدرسة؟ • طبيب المدينة بعيد جدًّا؟ • هل سيذهبون بالسيارة؟ في صباح اليوم الموالي، التقيتَ زميلك وكان مبتهجًا، فقلت له: كيف حالك؟ أجاب: بخير، لم أشعر بأي ألَمٍ مطلقًا. نلاحظ في هذه الحالة الثانية، بما أنك وصديقك تتشاركانِ معرفة سابقة حول موضوع الحديث، فإن سؤالك عن حاله لا يفترض أن يحرك في ذهنه مخططًا من الأسئلة، وكذلك جوابه بأنه بخير ولم يشعر بأي ألَم لا يفترض أن يشكل عندك غموضًا. فنستنتج من هذه الأمثلة أن الحاجة إلى طريقة المعالجة من الأعلى إلى الأسفل؛ أي ببناء معنى أو مفهوم إجمالي قبل الدخول في الحوارات المفصلة - مهمةٌ جدًّا، وبخاصة في الحوارات العفوية غير المتوقعة، بمعنى أن وجود هذه المخططات في مخزون المتعلِّم وذخيرته اللُّغوية بصورة منتظمة يساعده كثيرًا على تغطية هذا الجانب من جوانب الاستعمال اللُّغوي. ينبغي أن نلاحظ بأننا لا نستعمل اللغة في القسم فقط؛ أي كحالةٍ ميكانيكية متسلسلة، بل أكثر استعمالها يكون في الحالات والأوضاع الحياتية العفوية، والمُتحدِّث الجيد هو الذي يملِك رصيدًا ومخزونًا سابقًا عن كيفية التصرف ونوع الكلام الذي يُلائِم كل حالة. تدريس طريقة المعالجة صاعد/نازل: إن هذه الطريقة من شأنها أن تُطوِّر قدرة المتعلم على أداء الجوانب الآتية، فيما يخص معالجة الكلام المسموع: • استعمال كلمات مفتاحية لتحديد الخرائط الذهنية في حوار معين. • استنتاج سياق النص، وكذلك الأسباب والعوامل الأكثر احتمالاً لوقوعه. • استنتاج التفاصيل غير المستقرة في سياق كلامي معين. • اقتراح وتشكيل (أسئلة وافتراضات سريعة في الذهن) ذات صلة مباشرة بموضوع الحديث. النشاطات والتدريبات الصفِّية التي تُطوِّر مهارات الاستماع بطريقة صاعد/نازل: • الطالب يُشكِّل مجموعةً من الأسئلة التي يتوقَّعها عند الاستماع للموضوع، ثم يُنصِت ليرى إن كانت قد تمت الإجابة عليها. • يُشكِّل الطالب قائمة من الأشياء التي يعرفها مسبقًا حول الموضوع، وأشياء يريد أن يعرف عنها أكثر، ثم يُنصِت ويقارن. • يقرأ الطالب الجزء الحواري الخاص بأحد المتكلِّمين في محادثة معينة، ثم يتوقع الأجزاء الأخرى لنفس المتكلِّم في بقية المحادثة، ثم يُنصِت إلى النص الأصلي ويقارن مع محاولته. • يقرأ الطالب قائمة من النقاط المفتاحية التي يحتاجها في كلام معيَّن، ثم يُنصِت إلى المحادثة ليرى أيًّا من الكلمات كانت صحيحة بالفعل. • يستمع الطالب إلى جزء من قصة، ثم يحاول إتمامها، ثم ينصت للنص الأصلي ويقوم بالمقارنة ويعيد المحاولة. • يقرأ الطالب عناوين إخبارية، ويُخمِّن الأحداث المترتبة عنها، ثم يُنصِت إلى الأخبار التفصيلية ويقارن مع محاولته. ختامًا: أرجو أن يستفيد المربُّون من هذه الطرق، ونأمل أن نستكمل الأفكار حول الجمع بين الطريقتين في الدرس الواحد اعتمادًا على مفهوم "إستراتيجيات الاستماع".
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |