أنا لا أنظر في هذي الأمور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4938 - عددالزوار : 2027873 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4513 - عددالزوار : 1304571 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121778 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-06-2021, 05:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي أنا لا أنظر في هذي الأمور

أنا لا أنظر في هذي الأمور
الزهرة هراوة


"ملكُ الغربانِ" هذه قصيدةٌ من شعر أمير الشعراء "أحمد شوقي" للناشئة - التي ربما أغلبنا على اطلاعٍ بها - تحكي عن الخادم الأمين "ندور" الذي رأى "سوسة" تأكل جذع النخلة، فأشار للملك بالقضاء عليها.

فاستهزأ الملكُ، واحتقر الأمرَ، ورأى أن هذه الأمور من التوافه، ولا يجب أن يلتفت إليها ملكٌ.



مضت أعوامٌ وهبَّت ريح، فكان من السهل الإطاحة بالنخلة؛ لأن جذعَها صار ضعيفًا تالفًا، فما كان إلا أن هوت، ولما طلب الملك من الخادم ندور النجدة؛ ذكَّره بأنه لا ينظر في هذه الأمور؛ إشارة منه بأن السوسة هي السبب، فلولا ضعفُ النخلة ما خسرت معركتَها مع الريح.

هكذا حالنا نحن الآن..



عندما يشير أحدهم إلى مشكلة تحدُث داخل المجتمع لعلاجها، يستنكر قوله الكل، ويتهمونه بالتفاهة، منبهين إياه: أن الأمور الجليلة والعظيمة هي التي يجب أن تحوز انتباههم، لا تلك الصغيرة، متناسين أن النار من مستصغَر الشرر، وأن الأعداء لا يمكنهم التغلب علينا إلا إذا كان الداخل خاويًا هشًّا ضعيفًا.

لذا وجب على الكل التكاتف والتآزر لما يحدث والتصدي له، وأخذ الحيطة والحذر، والقضاء على تلك السوسة التي تنخر في جسد الأمة؛ للتمكن بعدها من مواجهة الأعداء بعزمٍ وقوة.



يتكون جسد الأمة من الأسرة؛ من أفرادها ومشكلاتهم التي يراها بعض المصلحين تافهة لا تستحق منهم أوقاتهم ليقضوها في دراستها، فضلًا عن إصلاحها، ويرون أن الأمر لا يستحق منهم العناء، فما يكون منهم إلا أن يبذلوا حياتهم ويفنوها في الأمور الكلية الكبيرة، وهذا أمرٌ طيب وجيد؛ لكن عليهم أيضًا أن يدركوا أن في الداخل، في عمق الأمة ما يستحق الإصلاح حتى وإن بدا في نظرهم تافهًا؛ فالبنيةُ الاجتماعية هي ركيزة الأمم ودعامتها؛ فإن ضعُفت، وكانت تتخبط بمشكلات جمة، صارت غيرَ قادرة على مواجهة ما ينتظرها في الخارج.



إن إصلاح الداخل، وتقويته، وتطهيره من الأمراض الاجتماعية كافة التي تفتك به في صمت حينًا، وعلانية أحيانًا أخرى - لهو مسؤولية كبرى.

ويكون ذلك بتشخيص الأدواء كلِّها، وتقديم العلاج المناسب الفعال، بعيدًا عن التنظير، والتكفل بالجانب العملي والتواصل مع أفراد المجتمع، ونصحهم وإرشادهم، وتوجيههم لما فيه صلاحهم.



والتحلي بالصبر والتواصي به، فالنفس البشرية تكره النصح والإرشاد، ولا تنقاد له إلا بعسر وطول صبر واصطبار.

ويجب أيضًا التحلي بالحِلم؛ فما أكثر ما قد يلقاه المصلح من انتقادات لاذعةٍ مثبطة تارة، وخاذلة تارة أخرى؛ لهذا حتى لا نخسر معاركَنا الخارجية؛ يجب علينا أن ننتبه لما يحدث في الداخل، وأن نولي العنايةَ اللازمة لكل داء يمكن أن يكون سببًا في إضعافنا، وهواننا؛ فإننا بحاجة لكل جهدٍ ولكل لحظة، فما أهدرناه من وقت وجهد في أمور لا طائل منها كافٍ لأن ننتبه من غفلتنا، ونعيد حساباتنا، وترتيب أولوياتنا.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.14 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]