|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أمر بأزمة منتصف العمر ؟ أ. عزيزة الدويرج السؤال ♦ الملخص: سيدة في الثلاثين مِن عمرها متزوجة ولديها طفل، مرت ببعض الظروف، وعاشتْ بين والدين غير متفاهمين، وتفكِّر في تغيير حياتها إلى صورة أخرى.. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سيدة متزوجةٌ ولديَّ طفلٌ، كنتُ في صِغَري مِن المتفوِّقات في الدراسة، وللأسف عشتُ في بيتٍ كلُّه عنفٌ وصراع بين والدينِ لَم يتفاهَمَا في يومٍ مِن الأيام، وهذا ما جعلني أكره بيتَ أهلي وأتزوج من أول متقدِّم. تركتُ الجامعة، ودفنتُ كل أحلامي وطموحاتي بحثًا عن الحب والأمان، وللأسف ذهب الحبُّ والأمان بعد أن سُجِنَ زوجي بعد عامٍ مِن الزواج وتركني حاملًا! عدتُ إلى بيت أهلي وصبرتُ على المعاناة التي أجدها في بيت أهلي، وعلى بُعد زوجي عني وحرماني من الخروج والعمل! بعد سنوات مرتْ بلا أي تقدُّم، بدأتْ أفكارٌ جديدة تدخُل رأسي، وبدأتْ تعاودني أحلامي وطموحاتي مرة أخرى، وبدأتُ أحنُّ للجامعة والعلم، وندمتُ كثيرًا على الزواج! تغيرتُ كثيرًا، ولا أستطيع العودة للماضي، ولن أستطيع العيش مع زوجي بعد كل تلك السنوات، فلا أعلم عنه شيئًا، ولا أراه. فماذا أفعل أخبروني؟ وهل ما أحلُم به مِن ندمٍ ورغبةٍ في تحقيق أحلامي مؤشِّرٌ على أني أمُرُّ بأزمة منتصف العمر في الثلاثين؟! أنا حائرة وخائفة على مستقبلي ومستقبل طفلي، والحمدُ لله أنا راضية بما أصابني. الجواب مرحبًا بكِ أختي الكريمة في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ خيرَ مُعينٍ لك بعد الله في تجاوز ما تمرِّين به. تعترينا الكثيرُ مِن الأمور التي قدَّرها اللهُ علينا في الحياة ولم يكنْ لنا يدٌ فيها، بل هي أمور مسلَّمة تجري كما كُتِبَتْ، وواجبُنا تجاهها أن نكيِّف أنفسنا للتعايش معها بحُلوها وبمُرِّها؛ لكي نصل إلى ما نريده أو ما تصبو له أنفسنا، وأنتِ مَررْتِ بشيءٍ منها في عمر صغير؛ مما ولَّد لديك أختي الكريمة صفات مميزة؛ منها: الحكمة، والرَّزانة، والثقافة، وهذا ما لمسْتُه من خلال قراءتي لاستشارتك. لعلك الآن تُرَكِّزين على نقطةٍ مهمة جدًّا؛ وهي: أنك ما زلتِ تتمتَّعين بعزِّ شبابِك، وأن الفرصة ما زالتْ موجودةً، وستتحقَّق بقليل مِن الصبر وبذل الجهد. أنتِ صبرتِ سنوات كثيرة على الكثير والكثير؛ لذلك دعي الماضي يذهب بما فيه، وركِّزي تفكيرك على الحال والمستقبل - وهما الأساس - ولا تُكثري من تأنيب ضميرك: لماذا تزوجتُ؟ ولماذا؟ ولماذا؟ ولو أنني فعلتُ كذا لكان أفضل... إلخ، انسي ذلك تمامًا، وابدئي من جديد، والْتَحِقي بالتعليم الجامعي، وواصلي مسيرتَك التعليميَّة، ولا تقولي: إن زوجي يرفض ذلك؛ لأني أجزم أن التغيير الذي أصابك أصابه هو كذلك، وبإذن الله ستجدينه شخصًا آخرَ، ولنفترض أنه لم يتغيَّر سيتغيَّر مِن تغيُّرِك أنتِ؛ لأنك قادرة على تغيير مَن حولك كما تريدين إذا حدَّدت ما تريدين، كذلك اهتمي بتربية ابنك، وتنشِئته التنشئةَ الصالحة، وجاهدي لذلك مع محاولة تجنُّب إعادة كلِّ فكر أو أسلوب تربوي لم يعجِبْك في تربية أهلك لكِ ولإخوانك. أختي الكريمة، كلُّ ما يحدث لكِ الآن لا يسمَّى: أزمةً، بل يسمى: نضجًا، ووصولك إلى هذه المرحلة من العمر يعتبر مرحلة النضج في التفكير، وبلورة الأفكار، والنظر إلى الأهدافِ والأمنيات بشكل جدِّي. أنا أختلفُ معك تمامًا في تسميتها (أزمة)، فقط غيِّري المصطلحات، وخطِّطي لحياتك من جديد، كما لو أنها بدأت للتوِّ، وحدِّدي أهدافك الأهم فالمهم، ثم اسعي لتحقيقِها على حسب إمكاناتك وقدراتك التي منحها لكِ اللهُ سبحانه وتعالى. كذلك أختي الكريمة لا تنسَي الهِبات الدينيَّة التي تساعدُنا على العبور بهذه الحياة بنفسٍ صافية ومطمئنة لكل ما يحدث لها، ومن أهمِّها: الدعاءُ في مواطن الإجابة، والمحافظة على الصلوات في أوقاتها، كذلك الصبرُ على المصائب، والنظر دائمًا إلى من هو أقلُّ منك، كذلك الاعتبار بأهل المِحَن والابتلاءات الجسديَّة والعقلية وغيرها، واحتساب الأجر والمثوبة من الله سبحانه على كلِّ ما يصيبنا. الآن كلُّ ما عليكِ هو مواكبةُ التغييرات التي تمرِّين بها، والصبر على ذلك؛ فأنتِ اجتزتِ المشوار الأكبرَ، وفي اعتقادي أنك ستكمِّلين الباقي بقوة وحكمةٍ كما بدأتِه. ختامًا: أختي الكريمة، أسأل اللهَ العليَّ العظيم أن يجمع شملَكم، ويُعليَ ذكرَكم، ويصلح نيَّتَكم وذريَّتَكم وأن يُعوِّض صبركِ خيرًا، ويُسعدكِ في الدنيا والآخرة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |