زوجتي ترغب في الطلاق، وقد مضى على زواجنا 6 شهور - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إمامة الطفل بالكبار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          القران الكريم في أيدينا، فليكن في القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الصدقات والطاعات سبب السعادة في الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الخشوع المتخيل! الخشوع بين الأسطورة والواقع النبوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الحج.. والجاليات.. والوضوح! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14554 - عددالزوار : 765941 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4908 - عددالزوار : 1949570 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4479 - عددالزوار : 1255547 )           »          منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 404 - عددالزوار : 124241 )           »          انتقاء الأفكار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-06-2021, 02:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,247
الدولة : Egypt
افتراضي زوجتي ترغب في الطلاق، وقد مضى على زواجنا 6 شهور

زوجتي ترغب في الطلاق، وقد مضى على زواجنا 6 شهور
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال
السلام عليكم
خَطبتُ فتاةً منذ سَنة، وذَكر لي أهلها أنَّ ابنتَهم عصبية جدًّا، ومريضة بالقولون العصبي، وعندما رأيتُها سألتُها عن طموحها فأخبرتْني، واستأذنتْ مني في العمل، فرحبتُ بذلك بعدَ الزواج، وكذلك إكمال دراستها أيضًا، ففرحتْ بذلك وقبلتْني كزوج.

ولقد أحببتُها حبًّا شديدًا، وهي كذلك، وخلال أسبوعين كانت تطلبُ منِّي الإسراعَ في عقْد النكاح، وبعدما عقدْنا بدأتِ المشاكل، المشكلة تِلوَ الأخرى، وأغلبُها كان بسبب تفكير أمِّها المتشائم، حيث كانت تفسِّر كلَّ تصرفاتي بشكل سلبي.

وفي أحد الأيَّام حدثتْ مشادَّة بيني وبين زوجتي، فأغلقتُ سماعةَ الهاتف في وجهها من الغضب، فطلبتْ مني الطلاق ثاني يوم - ونحن في فترة الملكة!

بعد التروِّي ذهبتُ وأرضيتُها، ولكنَّها رفضتِ الاعتذار، وحاولتُ ولكنَّها لم تقتنع، وبعدها بأيَّام رجعتِ المياه لمجاريها، بعد تدخُّل إحدى قريباتها في الإصلاح.

وأذكر موقفًا، وهو أنَّها ذهبتْ مع أهلها للسفر للخارج، وإذا بها فجأةً تطلب منِّي إرسال مبلغ، لكي تعودَ هي وأمها وحدَهم، وقد رفضتُ الفِكرة؛ لأنَّني أعرف أنَّ والدتَها هي السبب في المشكلة، فأرسلتُ لها رسالة: (ابقي مع والدِكِ، ولو كان هو المخطئ)، فغضبتْ مني بشدة وطلبت الطلاق!

وعندما عادتْ أتيتُ لمنزلهم لكي أعاتبَها، فقالت: أنا لم أعُدْ أشعرُ بالحب تُجاهَك، وإنَّني متردِّدة في إكمال الزواج، وكان يُراودني الشعورُ نفسُه تُجاهَها، وقد صارحتُها بذلك، وبعد نقاش طويل توصَّلْنا إلى أن نكمل الزواج.

وبعدَ الزواج، بدأتِ المشاكل بشكل أكثرَ، حيث كانت تغضب منِّي لأتفه الأمور، وكانت إذا غضبتْ ترفض الحوارَ والنِّقاش والتفهُّم لحلِّ المشكلة، وكانت تَبِيت وهي غَضْبى، ويستمرُّ الغضب إلى ثاني يوم.


أنا لا أقول عن نفسي: إنَّني معصوم، فلقد أخطأت في حقِّها، حيث إنَّني كنتُ كثيرَ التردُّد في القرارات، حيث اتفقنا على أن تعملَ وتُكمل دراستَها، ولكنَّها بدأتْ تتجاهلني كزوج، حيث كنت أجلس في البيت ساعاتٍ طويلة بعد عملي، وكانت لا تُحضر لي الشاي، ولا تجاملني بسؤالي: هل تريد شيئًا؟ هل تحتاج منِّي خدمة؟ ولا تتبعَّل لي - مع أنَّنا في بداية العسل!

وكنت أترجَّاها من أجل أن تلبس لباسًا حسنًا، أو أن تتزيَّن، أو أن تتعطر، أو أن تستحمَّ - بعدما نعود من السوق مثلاً.

صارحتُها بأنني لم أعُدْ أرغبُ في عملها، وأنَّ عليها البقاءَ في البيت لكي تقومَ بحقوقي بشكلٍ كامل، فغضبتْ مني واستمرَّ الغضب أيامًا، حتى اشتدَّ الحوار ذات يوم، وكلمتُها بكلام جارِح، وكنتُ سأضربها من الغضب الذي ظَهَر بعد حِلْم طويل، فذهبتْ إلى بيت أهلها، ولم تقبل أيَّ اعتذار.

وفي بداية رمضان رجعْنا، وعاهدتُها أن نبدأَ بدايةَ خير، وأني سأُصحِّح أخطائي كلَّها، على أن تصبرَ هي عليَّ، وعلى أن أصبر عليها وعلى تقصيرها في الجِماع، وهذا هو لُبُّ المشكلة بالنسبة لي، حيث إنَّها كانت تتمنَّع ولا ترغب في الجماع، ولا تتركني أستمتع بها كزوجة.

وكانت فظَّة الطبع والخُلق أثناء النوم، وهذا شيء لا يُحتمل ولا يُطاق، ولقد حاولتُ علاج المشكلة بالطب، ولكنَّها كانت تُهمِل العلاج، ثم تعذَّرت لي بأنها تشعر بوجود عَيْن أو سِحْر، فاستعنَّا بأحد القُرَّاء، وقرأتُ عليها القرآن، ولكنَّها لم تستمرَّ في العلاج، حتى صارحتْني بأنها لا تستطيع العيش معي، وأنها لا تستطيع إقناعَ نفسها بأن تكون زوجة لي؛ لأنها لا تستطيع نِسيانَ كلامي الجارح، ولكثرة عيوبي التي اكتشفتْها بعدَ الزواج، وأنها تشعر بأني خدعتُها، وكذبت عليها ولا أثق بها.

عيوبي هي: أنا إنسان غامض، ولا أتكلَّم عن أموري الخاصة، إلاَّ إذا شعرتُ بالأمان، أو إذا وثقتُ بأنَّ الشخص سوف يُساندني ولا يستغل أسراري كنُقطة ضعف، وكانت هي عكسَ ذلك تمامًا؛ تنقُل كلَّ كلامي لأمِّها، وقد حصلت مشكلة قديمة؛ لذا فقد كنت أكتم عنها أموري، وعندما أخبرتها بالسبب غَضِبت، وقالت: إنك صاحبُ قلْب أسود، ولا تنسى الماضي.

كذبتُ عليها بأني جامعيٌّ، حيث إنني لم أكمل الجامعة، وكان حُلمها أن تتزوَّجَ رجلاً جامعيًّا.

استلفتُ قرضًا للزواج، ولم أخبرْها بذلك، وكذبتُ عليها بشأن راتبي كي لا تحاسبني على المصاريف، وعندما شكَّتْ فيَّ، ذهبت وسألت إحدى صديقاتها، وأحضرتْ لها كشفَ حسابي بدون عِلمي، وعرفت الحقيقة، فغضبت مني واعتبرتْها أكبر خيانة في حقِّها، فقلت لها: إنني لا أريد أن أحمِّلك همومي المادية، وإنني لحبِّي الشديد استلفتُ القرض لإكمال زواجنا، فلم تقتنع، وقالت - بأسلوب قاسي وجارح -: أنت وضعتَنا في مشكلة، ويجب أن تتحمل مسؤوليتها.

كنتُ أستمع لكلام صديقي في أموري الزوجية، واتخاذ بعض القرارات.

بدأتُ أهمل بيتي، وصرت أخرج كثيرًا لتجنُّب المشاكل معها.

في آخِر المطاف أردتُ مصالحتها، وحاولتُ التودُّدَ إليها، ولكنَّها رفضتْ كعادتها، واشتدَّ الحوار، حتى تحوَّل إلى صراخ، وفوجئتُ بمجيء أهلها بعدَ ذلك، وتدخلوا بشكل سلبي، حيث اتَّهموني بالتقصير في منزلي دونَ محاسبة ابنتهم بأنها كانت تهجرني لأكثرَ من 20 يومًا عِصيانًا ونشوزًا، مع أنَّني رجلٌ شديدُ الشهوة، وكانت لا تُقدِّر ذلك أبدًا.

والآن هي تطلب الطلاقَ، ولا ترغب في المصالحة، وأبوها ليس له شخصية، حيث إنَّه يسيرُ على كلام البنت، فصبرتُ عليها، ثم اتصلت بها، ثم تناقشنا، ولكنَّها ترفض بشكل غريب، وبكلِّ ثقة تطالِب بالطلاق، لدرجة أنَّها مستعدَّة للتنازل عن المؤخَّر!


فتركتُها لفترة، وذهبتُ إلى بيتهم بعد محاولات من إحدى الأخوات بالإصلاح والإقناع، فاعتذرتُ لوالدها، مع أنني لم أخطئ خطأً يدعو للطلاق، وحلفتُ له بأني سأصلح الأمور، وأني لا أريد خرابَ البيوت، فرحَّب بذلك، ولكن زوجتي عنيدة جدًّا، ومُصرَّة على الطلاق، وقد أصبحتْ تكرهني كرهًا شديدًا مثلَما أحبتني حبًّا شديدًا في بداية الخطوبه!

سؤالي يا إخواني الكرام - سامحوني على الإطالة -:
أنا أشعر بأني بذلتُ كلَّ ما في وسعي، وكتبتُ هذا السؤال على أنَّه آخرُ مرحلة، أنا لا أريدُ الطلاق؛ لأنِّي أرغب في الاستقرار، وأنا إنسانٌ سريع التنازل، وطيبتي الزائدة وضعتني في هذا المكان.


ولكنَّها جرحتْني، وأشعر بالإهانة، وأنا أيضًا لا أريد أن أخسرَ كل شيء، فهل أتركها لكي تخلعَ نفسها عند القاضي؟ وسوف أطالب بحقوقي المادية، وخسارتي في الزواج؛ لأنَّها لا تفكِّر في مصلحة أي أحدٍ من الطرفين.

فهل أكون ظالمًا لها؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
تألمتُ أشدَّ الألم لِمَا جاء في رسالتك، وتعجبتُ والله، كيف يسارع أغلب شبابنا وفتياتنا بالزواج لمجرَّد أنَّه قد ارتضى الطَّرَف الآخر شكلاً؟!

لِماذا نُقدِم على خطوة مصيريَّة كالزواج دون الإلمام التامِّ بجوانبها السلبية والإيجابية كافَّة؟!

لماذا لا يدرس كلٌّ منَّا الطرفَ الآخر، ويتعرَّف على كيفية تفكيره، ومفاتيح قلبه؟! لماذا لم نَعُدْ نعي عن الزواج إلاَّ قشورًا؟!

لماذا لا ندرك أنَّنا بحاجة للتعلُّم، أو طلب المشورة، إلاَّ بعد استفحال المشكلة؟!

المشكلة ليست هيَّنة في الحقيقة، وقد بدَا لي صعوبتُها من كثرة تَكرار المواقف رغمَ تشابهها، ففي كلِّ مرة تعودان للبَدء من جديد، ويعاهِد كلٌّ منكما نفسَه على فتْح صفحة جديدة، ونسيان الماضي، ومع أوَّل اختلاف في وجهات النظر تبدأ المشاحناتُ من جديد، ويفور البركانُ أشدَّ مما كان! فإلى متى أخي الفاضل؟!

لا بدَّ أنَّ هناك خللاً، علينا أن نبحثَ عن علاج له، أليس كذلك؟

دعنا نبدأ من البداية:
تبيَّن لك منذ بداية الزواج (فترة الملكة) أنَّ المشاكلَ كثيرة، وأنَّ الزوجة لا تعتذر، وأنَّ والدتها تؤثِّر عليها كثيرًا، وأنَّ والدها لا ينصحها، ويقفُ في صفِّها في كل الأحوال، وأنها لا تغفر بسهولة، ورغمَ ذلك أتممتَ الزواج على أمل أن ينصلحَ الحال فيما بعد، وهذه مشكلةُ الكثير منَّا في الحقيقة، نَدَعُ مشكلاتٍ أساسيَّةً ومصيريَّة، ونظنُّ أنها ستزول مع الوقت.

أشكر لك عرضَك الصريح لعيوبك، واستعدادك الصادق للتغيير، لكنَّ الصِّدق لا يكفي هنا، فإن لم نُتْبِع ذلك بعزم وإيجابية، فلن يتغيَّر فينا شيء؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

فعليك أن تسعى جاهدًا للتغيير للأفضل، سواء قدَّر الله لك الاستمرارَ معها، أم كتب لكما الفِراق.

في الحقيقة: إنَّ الزوجة قد أخطأتْ كثيرًا وبالغتْ – على حسب ما ذكرتَ - في الإساءة، وغفلتْ عن أمور من أهمِّ وآكدِ حقوق الزوج، لكني لا أُخاطبها الآن، ولا حاجة لنا لبسط أخطائها وتعدادها.

لكنَّك تواجه الآن مشكلةَ الحيرة في طلاقها، أو الإبقاء عليها، وأوافقك الرأي أنَّ الأمر محيِّر، لكن علينا أن نستعرض المشكلة، وأن ننظرَ لها من جوانبها كافَّة، حتى يكون حُكمنا أقربَ للصواب، والله الموفق.

بداية: لا أنصحك بالإقدام على أيِّ خطوة الآن، فكلٌّ منكما مُحمَّل نفسيًّا، ومشحون تجاهَ الآخر على صورة مِن شأنها أن تُسيِّره في عكس الاتجاه الصحيح، فعليك بأخْذ وقت كافٍ للراحة أو الاستجمام، بعيدًا عن كلِّ أجواء التوتُّر، وعليك أن تحاول جاهدًا نسيانَ ما مضى، والابتعاد تمامًا عن مشكلاتك معها، وإن تيسَّر لك أن تأخذ مِن عملك عطلة تذهب فيها إلى مكان جديد برفقة بعض أهلِك أو أصدقائك، فهو من الأمور النافعة.

بعد ذلك أعِدِ التفكير بتعقُّل، وعلى رويَّة في المشكلة، وكأنَّها ليست مشكلتَك أنت، بل حاولْ أن تفكِّر فيها وكأنَّها مشكلةٌ عامَّة، أو مشكلة أحد الأصدقاء، فكم من مرَّة وقعْنا في مشاكلَ تعسَّر علينا حلُّها، في حين وجدْنا سهولةً كبيرة في حلِّ ما يشابهها من مشكلات الغَير، والسبب أنَّنا لسنا طرفًا في المشكلة، لعلَّك فهمتَ ما أعني.

كان أهل الزوجة في غايةِ الصراحة إذ ذكَروا لخاطبِ ابنتهم عيبًا من أكبر العيوب التي قد تُسبِّب رفضَ الزواج منها، لكنَّهم آثروا إظهارَ الحقيقة، وعدمَ الغِشّ، وهذه نقطة تحسب لهم، لا عليهم.

قَبِلتَ الزواج بعد علمك بهذا العيب، رغمَ أنَّك تعاني من نفس المشكلة (سرعة الغضب)، ولا أخفي عليك مصيبةَ أن يكون كلٌّ من الزوجين سريعَ الغضب، ومنذ البداية والأخطاء تتوالَى من الجهتين، فأُمُّها تتدخل وتفرض رأيها غير الصحيح، وأنت تُغلِق السماعة أثناءَ حديثك معها، وتغضب كثيرًا، تُتْبِع الزوجةُ ذلك بغضب شديد، ولا تعتذر، بل ولا تقبل اعتذارَك بسهولة، ثم تُتبع أنت ذلك بالمسارعةِ في إتمام الزواج، رغمَ تباعُد الشخصيات، واستفحال المشكلات!

وبعد الزواج ظهرتْ مشكلةُ التقصير في حقِّك الشرعي، ورفضها حتى العلاج، الأمر الذي أدَّى إلى زيادة ثورات غضبك، ثم تكتشف الزوجةُ ما قد أخفيتَ عنها من أمور تعتبرها خديعة...سلسلة من الأخطاء المتتالية التي لا تبشِّر بسرعة الحلّ، وددتُ فقط توضيحَ أنَّ الأمر سيأخذ وقتًا.

لا بدَّ قبلَ كلِّ شيء - أعني: إن أردتَ الاستمرار وقَبِلَتِ الزوجةُ الرجوع - فلا بدَّ من وضْع أرض صُلْبة للوقوف عليها.

يا أخي، إن كانتِ الزوجة جاهلةً ولا تعرف كيف تعتني بنظافتها الشخصية، فهي بحاجة لدورات مكثَّفة لتعلُّم أمور الزواج، واحتياجات الزوج كافَّة، فلِمَ لا تجرِّب أن تجعل بينكما وسيطًا، كتلك المرأة التي تدخَّلتْ للصلح أوَّل مرة؟

بإمكانها - إن كانت حكيمة - أن تذهب إليها وتُبيِّن لها خطورة ما هي عليه، وأن تعلِّمها كيف تكسب المرأةُ قلبَ زوجها، وما هي حقوق زوجها عليها، بإمكانِها أن تبيِّن لها خطورةَ الطلاق، وأنه ليس نهاية المشكلات كما تظن، أو كما قد تسمع مِن صديقاتها.

بإمكانها أن تُقنِعَها أنَّ الكثير من الفتيات تُعاني مِن مثل ما تُعاني منه في بداية الزواج، ولا تُحلُّ المشكلة إلاَّ بالحكمة والصبر، وأنَّ بقاءَها بلا زوج، وحَمْل لقب (مُطلَّقة) يعني في مجتمعاتنا العربيَّة الكثيرَ مما قد يغيب عنها، اجعلْ هذه المرأة تُبيِّن لها الكثيرَ مما لا يستطيع أهلُها توضيحَه، ولْتحتسبِ الأجْرَ في ذلك،

ثم عليك أنت بمحاسبة نفسك محاسبة إيجابية.

يا أخي، الصَّبْر على الزوجة لا يكونُ بهذا الشكل؛ تبادُل الكلمات الجارحة، وإظهار عيوبها، والشكْوَى منها لرَجُل غريب، وأخْذ النُّصْح منه.

مِن أكثرِ ما يُسبِّب للزوجة آلامًا نفسيَّة يصعب نسيانها، أن يذكرها زوجُها للرِّجال، ويشكو منها، فإيَّاك إيَّاك والعودةَ لذلك.

ثم أنصحك بالصبر عليها، فلكلٍّ منكما رغباتُه، وأسلوبُ تفكيره، الرجل بإمكانه كَسْب قلْب زوجتِه بأمور تختلف تمامًا عن الأمور التي تَكسب بها المرأةُ قلْبَ زوجها، فحاول أن تتعرَّف على تلك الأمور؛ ومنها:
الكلمة الطيِّبة، وغَضُّ الطرْف عن الهفوات، وإن كثرت، والبعد تمامًا عن التجريح، والهَدِيَّة اليسيرة، والسِّتر عليها، وعدم مقارنتها بغيرها، فلكلِّ إنسان إيجابيات وسلبيات، ومنها أيضًا: مدحها أمام أهلك.

ومنها: الحديثُ حولَ ما تُعاني من مشكلات خاصَّة بك، وطلب المشورة منها، ولو على سبيل ترضِيتها فقط، وبإمكانك أن تحتفظَ بما ترى أنه سيُسبِّب مشكلة، أو مشادَّة كلامية، لكن تذكَّر أنَّ صمت الزَّوْج يُثير الزوجةَ، ويُفقدِها صوابَها، كما أنَّ غلظتها معك ورفضها الاستجابة لك قد يكون له سببٌ تَجهلُه أنت، كما جهلتْ هي بعضَ حقوقك.

فنصيحتي لك باختصار: أن تبادرَ بإرسال تلك المرأة، على ألاَّ تخبرها أنها جاءت رغبةً منك، وإنما تذهب وكأنَّها ناصحة مشفِقة، وتخيَّر العاقلاتِ من النساء، ثم لا تتصل بها الآن، بل اتركْها مدة كافية لاستعادة توازنها، ولتستطيعَ التفكير بهدوء، ولا تحاولْ - في تلك الفترة - ملاحقتَها أو مقابلتها.

ثم بعد أن تعلم أنَّ المرأة (الناصحة) قد أفلحتْ في المهمة، فاطلب التواصُلَ معها، بعد أن تكون أنت قد غيَّرتَ من نفسك، وتعرَّفْتَ على أسلوب التعامل مع الزوجة، وكيفية التصرُّف في لحظات الطَّيْش أو الحُمْق، فتذهب إليها – إن شاء الله - بنفس غير التي تركتَها بها، وتكون في هذه المدة قد تعلمت كيفيةَ التعامل مع الزوجة، والتعرُّف على ما تحبُّ من زوجها وما تكره؛ ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [البقرة: 228].

وتتفق معها على نِقاطٍ واضحة وصريحة؛ ومنها: التوصُّل لحلٍّ بخصوص مشكلة العمل، بإمكانك أن تُقنعَها بالتنازل عن عملها، في مقابل أن تقبل أنت إكمالَ دراستها، ومنها أيضًا: الاتِّفاق على عدم تدخُّل أهلك أو أهلها في خلافاتكما؛ إذ مِن المتوقَّع أن ينتصرَ أهلُها لها، وينتصرَ أهلك لك، فالأوْلَى أن يكون محلُّ النزاع بينكما مردُّه إلى شخص آخر، يتمُّ الاتِّفاق عليه من خارج الأهل، وفي سِرِّيَّة تامَّة، على أن تعلمَ أن التأنِّي مِفتاحُ الفرج - بإذن الله.


وفي النهاية: أذكِّرك بقول الله – تعالى -: ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾ [النساء:130]، فإنْ بدَا لك بعد هذه المحاولة أنه لا يُمكنك العيشُ معها، فلا تُثقِل عليها، وعلى نفسك، وكن كريمًا في الفِراق، كما كنت كريمًا في العِشْرة، ولكن لا تُقدِم على خُطوة كهذه قبلَ الاستخارة، والدعاء بأن يُوفِّقك الله وإيَّاها لِمَا فيه الخير والصلاح.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.94 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]