زوجي يدردش مع بنات في الإنترنت - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 453 - عددالزوار : 124395 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14556 - عددالزوار : 766666 )           »          جمع الصلوات بسبب المرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الزكـاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نصيحة للمتأخرين عن صلاة الفجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 54 - عددالزوار : 35915 )           »          ديننا.. يتجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          دروس من قصص القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 6539 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 3516 )           »          يُسر الإسلام وسماحته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-06-2021, 02:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,313
الدولة : Egypt
افتراضي زوجي يدردش مع بنات في الإنترنت

زوجي يدردش مع بنات في الإنترنت
أ. مروة يوسف عاشور


السؤال
السلام عليكم،
أنا تزوَّجت رجُلاً، وأنجبتُ منه بنتًا وانفصلتُ عنه، وتزوَّجت بعده آخَر لَم يتزوَّج قبلي أبدًا، ولَم يَخطب قبلي أصلاً، يَكبرني بِخمس سنوات تقريبًا، أنجبتُ منه بنتين.


والحق يقال: حسن العشرة وعالي الأخلاق، لَم يُشْعِرني يومًا أنِّي تزوَّجت قبله، بل ويراعي بنتي ويعتبرها ابنتَه، ونسيت أن أقول: إنَّ زوْجي من بيئة تختلف عن بيئتي تمامًا، ومستواه المادِّي والاجتِماعي أقلُّ منِّي بكثير، ولكن الفضل لله أن سارت حياتُنا على ما يرام.

ولكن ما عكَّر صفو حياتي أنِّي بعد إنْجابي ابنتي الأولى منه وكان عمرها سنة ونصفًا تقريبًا، اكتشفتُ أنَّ لزوجي جوالاً آخر لا أعرفه، يُخبئه في سيَّارته، وفيه رقم لا أعرِفه وغير مسجَّل، وعندما واجهتُه حلف أنَّه لم يفعل حرامًا قطُّ وأنَّ هذا رقم صاحبِه، أخذتُ الجوَّال عندي لمدَّة أيام حتَّى أتأكَّد من كلامه أنَّه لن تتَّصل عليه بنت، وهذا من غبائِي؛ لأنَّه من الممكن أن يتَّفق معها، وهذا ما أعتقد أنَّه حصل.

اعتذر لي واستغنى عن الشَّريحة تلك، ولكنِّي لَم أرتَحْ، فكنت أُراقب جوَّاله - والحمد الله الَّذي منَّ عليَّ بذاكرة قويَّة - فوجدتُ نفْس الرَّقم الَّذي وجدتُه في الشَّريحة تلك، ولكنَّه مسجَّل باسم رجُل لم أسمع عنْه قط، فاستمررت في مراقبة المكالمات، وعلى فكرة كان يستغل لأنَّ الجوَّال الَّذي كان عنده لا يسجِّل المكالمات، فجلبتُ له على سبيل الهديَّة جوَّالا يسجِّل المكالمات واستمررت في المراقبة.

كنت ألْحظ كلَّ يوم تقريبًا تأتي رسالة من ذلك الرَّقم ليتَّصل زوجي، وهو بدوْرِه يقوم بالاتِّصال، وذلك في الأوْقات الَّتي لا يكون فيها معي، مثل وقت فراغه في العمل، فأخذتُ الرَّقم وأعطيتُه لإحْدى صديقاتي - أثِق بها بإذْن الله - فاتَّصلت ولَم يردَّ عليْها أحد، وتتَّصل مرَّة أخرى تَجِده مقْفلاً، وتعود وتتَّصل يرن ولكن لا يرد أحد، فقالت لي: شكلها بنت من هذه الطَّريقة، ومن الرنَّة التي وضعتْها في الانتظار، فهي تدلُّ على واحدة مغرمة جدًّا.

فاتَّصلتُ أنا من شريحة أُخرى غير شريحتي، لم يردَّ أحد، وعاد واتَّصل عليَّ نفس الجوَّال، وإذا هي الطَّامَّة الكبرى: امرأة!

فسألتها: هل هذا رقم المعهد الفلاني؟ قالت: لا، قلت لها: شكرًا.

ولَم أدر ماذا أفعل، فمن غبائي استحلفتُ زوْجي ولم يكن معي حينَها، كان مسافرًا عند أهلِه ورفض أخْذي بحجَّة ابنتي، وأنَّه يصعب حملها وحَمل أغراضها في يومين.

المهمُّ استحلفتُه إن كان متزوِّجًا بأُخرى فاستغرب سؤالي، وقال لي: هل هناك واحدة تسأل زوْجَها هذا السؤال؟ حتى ترتاحي: لا، ما بك أنت؟! خذي كلمي أمي حتَّى ترتاحي وتعرفي أنَّني عندها.

المهمّ جاء زوجي، حاولت إصلاح ذلك بوسائل، مثل الزِّيادة في اللبس له، والمكوث 24 ساعة في البيت، حيث إنَّني كنت دائمًا عند أهْلي بِرِضاه، وأعتقِد هذا ما جعلَه يفعل ما يفعل، وكان دائمًا يَغيب بعد العمل يقول: إنَّه عند صديقِه يلعب معه الألعاب الإلكترونيَّة، حيث إنَّه مغرم بِها.

وفي هذه الفترة زادت فترات غيابه عند صديقِه، حيث كان يذهب عنده بعد العمل؛ أي: 4 عصرًا، ولا يعود إلا 1 أو 2 أو 3 ليلاً 3 مرَّات في الأسبوع، أو قد يتأخَّر إلى الساعة 8 صباحًا إذا كان آخر الأسبوع.

المهم وقد لاحظت في هذه الفتْرة على زوْجي مكوثه الطويل على النت، وعندما أسأله يبرِّر بحبِّه للمنتديات الأدبيَّة وهكذا، فوصيت صديقتي أن تبحث في النتِّ عن وجودِه في تلك المنتديات؛ لعِلْمي باسمه المستعار الَّذي يدخل به.

المهم كم يوم فعلت تلك الوسائل ولَم أحتَمِل؛ لأنَّني شككت بنسبة كبيرة أنَّه متزوج بمسيار، حتَّى لو أنكر فالَّذي حصل أنَّني انفجرت في وجهه بحذر نوعًا ما؛ أي: لم أعطه كل ما في جعبتي.

سألتُه: من هذا الَّذي تتَّصل عليه دائمًا؟ فأجاب أنَّه صديقه في لعب الكرة، وأنَّهما يتَّصلان على بعضِهما دائمًا يَمزحان ويضحكان، مع أنَّ شخصيَّة زوْجي انطوائيَّة ولا يحب الأصدِقاء كثيرًا، و لا يطوِّر علاقته معهم، فقلت له: أنت كاذب، قال لي: لماذا؟ هل اتَّصلت وردَّت عليك بنت؟ قلت: نعم، يقول: إنَّها أخت صاحبِه، أكيد فهي مخطئة في الرَّد.

وكلمتني صديقتي يومًا، وقالت لي: تعالي الحقي ماذا وجدت! ذهبت وجدتُها وجدتْ صورة زوجي في عدَّة منتديات، وأشْعاره الفاسخة؛ لأنَّني أخذته شاعرًا تقريبًا، ووضع تحتَ توقيعِه إيميلاً لا أعرفه أنا، وكتب في التوقيع أيضًا: اعتذاري لكل النساء.

على فكرة زوجي رقيقٌ جدًّا وخاصَّة مع النِّساء، ودائمًا ما يحزن عليهنَّ، حتَّى عندما تحدُث لنا مشكلة مثلاً في مستشفى وتكون المخطئة امرأة، يتكلَّم معها بكل أدب ولين.

المهمُّ أخذت ذلك الإيميل وحاولتُ فتحَه بأرْقام سريَّة تخصُّ زوْجي، ففتح معي، ووجدتُ الصَّاعقة: إيميلات بنات، كلها تقريبًا 14 والرَّسائل المرْسلة له تقريبًا من شخص واحدٍ ما يقارب ال50 رسالة، كلها عادية وقليل من أشْخاص متفرقين.

المهم عندما عدتُ للبيت فتحتُ جهازه وعملت المراقبة اللاَّزمة وأقْفَلْتُه حيث أفتحُه في عدَم وجود زوْجي، وأُراقب حيث أعْطاني الرَّقم السرِّي لجهازِه عندما تشاجرْنا في المرَّة الأولى، حيث كان يرفُض قبلها تمامًا.

المهمُّ انشغلت عن ذلك الأمْر أسبوعًا؛ لدخول ابنتي المستشفى، وانشغل هو معي، عندما خرجْنا في اليوم التَّالي فتحت كمبيوتره لأرى، فوجدت حوارًا مع الشَّخص الَّذي أرسل له ال50 إيميلاً، ووجدته بعدها أكثر من مرَّة، حوارات مع نفس ذلك الشَّخص، وهي امرأة، وتدلُّ الحوارات على علاقة صداقة حميمة قديمة بينَها وبين زوجي؛ يعني: بالمعنى الأصح: كلامُه معها بكل رقَّة كأنَّه يكلِّم مخطوبته، ولكن رسمي، وكانت هي تكلِّمه بكل عقلانيَّة.

مثلاً يشتكي لها من غيرتي الشَّديدة، واعتراضي على صورِه في المنتديات، فتُحاول هي تهدئته ومُحاولة تحملي وأني ضعيفة، وعندما يقول: سأقفل الحوار في أي وقت تدخُل فيه دوريَّة المرور - يقصدني - تؤنِّبُه وأني امرأة مثلها، ولا تسمح له بالكلام عليَّ، اعتذر عندها مني ومنها، وقد نبَّهها في هذه الحوارات ألا تتَّصل عليه على الجوَّال لأنَّني أراقِبُه، فقالت له: أعلم، وتشتكي له مثلاً من ألَم بطنِها، فيقول لها مثلاً: قد تكون الدَّورة الشهريَّة، ويطلب منها مثلاً أن يكلِّمها بالكام، فترفض لوجود أخيها بِجانبها، فيسكت، ويعبِّر لها عن اشتياقِه لها، فلا تعبِّر بشيء هي؛ بل تغيِّر الموضوع، وتسألُه: هل هو مرتاح معي؟ فيُجاوبها بأنَّه لا يوجد إنسان من غير أخطاء، فكما هي عندها أخطاء أنا يوجد فيَّ أخطاء.

المهم عرَفت من تلك الحوارات أنَّها صديقة وليستْ زوجة، وأنَّها صاحبة التليفون، وأن الصَّداقة قديمة، وأنَّها ليست صغيرة في السِّنِّ، بل إمَّا بسنِّي أو أكبر؛ لأنَّ حواراتِها تدلُّ على العقلانيَّة، ووجدتُ له حوارات مع بقيَّة الإيميلات، وأنَّه يضحك على البنات ويتكلَّم معهنَّ بكلام رقيق، والظَّاهر أنَّ بقيَّة البنات لا يعرفن عنه شيئًا، وتكتب له إحداهنَّ أنَّها ستنقطِع عن الإيميل؛ لأنَّ أهلَها أخذوا منها الكمبيوتر لمغامراتِها فيه، ويفتح نوافذ للحوار مع البنات يطلُب رؤيتهنَّ بالكام وقد لا تردُّ عليه، ومن ضمن هذه الإيميلات اكتشف أنَّه إيميل ولد فحذفه.

المهم ظللت أراقبُ وأتقرَّب لزوْجي، وطبعًا من غبائي لَم أتمالك نفسي كثيرًا، فأتضارب معه بين الفينة والأخرى، وكان يحلف أنه قد يكون خربوطًا لخبوطًا لكنَّه لا يفعل الحرام، وغير متزوِّج وأنَّه لا يريد غيري، وخفّف من صديقه كثيرًا، اكتشفتُ من كلامه شريحةً أُخْرى، فأحضرها لي والجهاز، قال لي: حتى يطمئن قلبك، وكان ينكر وجود علاقة مع بنات، وأني موسوسة.

إلى أن جاء يوم وأمسك جهازي ليبْحث في محرِّك البحث، فوجدني أبْحث عن الاسم المستعار الَّذي تتكنَّى به تلك البنت، فسألني فلم أتَمالك نفسي وفرطت كلَّ ما في جعبتي، فاعترف أنَّه تعرَّف عليْها من الدَّردشة، ويقول: هي الَّتي طلبت رقمه، وكانت تحكي له عن مشاكِلِها مع أهلها وأنَّها مطلقة، وأنَّه ليس حبيبَها فلها حبيب من وراء أهلِها تحكي له عنْه، وأنَّها في منطقة غير منطقَتِنا وأنَّني أحلى منها بكثير؛ لأنَّها أرسلت له صورَتَها، وأنَّها تكلِّمه من وراء أهلِها، وتَحكي له عن مغامراتها مع حبيبها، وأنَّه مستحيل أن يتزوَّج واحدة عن طريق النت وأنه يريدني، وعدَّد لي الإيجابيات.

لماذا يريدني وتعرَّف على بقيَّة البنات عن طريق الدرْدشة أو القروبات، وقال لي: لا تغضبي؛ لأَّنه لا ذنب لك، وأعلم أنني مخطئ، أما عندما أشعر أنَّك كنت متزوجة قبلي أستاء، فهذا ما دفعني لذلك، أعلم أنَّه لا ذنب لك وأنَّني مخطئ، وحلف لي على المصحف أن يترُك المكالمات في التليفون، وأنه يريد أن أساعِدَه في ذلك، وقال لي بعد ذلك: إنَّه قطع معها العلاقة، لكن كيف؟ الله أعلم.

وأنَّها استاءت ولكن قال لي: الماسنجر، انتظري لا أستطيع تركه الآن، سأُحاول من أجلك لأنَّني كمدمن التَّدخين، وأعتقد أنه استمرَّ يكلِّمها بالماسنجر؛ لأنَّه لم يرد أن يهزِّئَها أمامي بالتليفون، المهم وفتح مرَّة بيني وبيْنه الموضوع، فسألتُه: متى ستترك الماسنجر، فوعدني أنَّه عندما ألِد؛ لأنني كنت حاملاً، وولدت فلا أدري هل ترك أم لا؟ وهل ترك التليفون أم لا؟ وروحاته لصديقه قلَّتْ كثيرًا.

وعلى فكرة يقول: إنه ترك ولكني لا أستطيع تصديقَه، فقد غيَّر الأرقام السريَّة لإيميلاته؛ لأنه عرف كلَّ شيء، وعندما يفتح بيني وبينه الموضوع يستاء كثيرًا ويُحاول إقفاله، ويقول: لن تنسَي حتَّى لو أصبح عندنا 4 أو 5 أطفال، وتقدَّم بنا الزَّمن.

سؤالي: هل هناك تقصير منِّي فلجأ لذلك؟

هل أتركه؟

كيف أتصرف؟

كيف أطمئن وأثق بعد ذلك؟

جزاكم الله خيرًا.

الجواب
وعليْكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حيَّاك الله أختي العزيزة،ومرحبًا بك في موقع الألوكة.
لا أُخْفي عليك، رغْم تألُّمي الشَّديد لما ذكرْتِ من حالك مع زوجك، وارتباطه الشَّديد بالمسنجر، إلاَّ أنِّي لمست بشائر الفرَج واستشعرتُها من خلال ما تبيَّن لي من صراحة ووضوح رائع بيْنك وبين زوجك، قد لا يحدث في الكثير من الزيجات؛فهو الآن يعترف بما يفعل.

ويُخبرك بكل وضوح بالسَّبب، وهو تذكُّره أنَّك كنت متزوِّجة، ويطلب منك المساعدة،ويُخبرك أنَّ الأمر سيكون صعبًا وتدريجيًّا.

فهذه كلُّها أمور رائعة، ودليل خير، إن شاء الله.

أختي الكريمة:
اعلمي -وفَّقك الله- أنَّ الحصول على زوج خالٍ من العيوب متنقِّح من النَّقص أمرٌ غاية في الصُّعوبة، ولو تأمَّل كُل منا نفسَه، لوجد فيها من العيوب ما لم يكن يتوقَّع، ولكن قد يظل أحد العيوب يطلُّ علينا كشبح مخيف ينغِّص علينا عيشَنا ويؤرِّقنا متى شاء، وعلى كل حال فمادمنا نعلم أنَّنا كغيرنا نحوي من تلك العيوب ما قد يتبرَّم منه أهلُنا أو أقاربنا أو أصدقاؤنا، فعليْنا أن ننظر لغيرنا بعين العدْل؛ بل والشَّفقة في بعض الأحيان.

ذكرت - بارك الله فيك- من مزايا زوجِك ما جعلني أشكر لك هذا العدْل، وتلك الخصلة الحميدة الَّتي لا أراها في الكثير من الزَّوجات، واللاتي أحسَبُهنَّ على خير، وهي أن تشكر المرأة لزوجِها، وتعدِّد محاسنه رغم ما ترى من عيوب وثغرات كثيرة في شخصيَّته؛ لكن الوعي والحكمة جعلاها تتبصَّر إلى نقاط القوَّة أو ما يميِّز زوجها، كما تبصَّرت بنقاط الضعف فيه.

وقبل الإجابة على تساؤلاتك، أوَدُّ فقط منك أن نتَّفق على بعض النقاط، الَّتي أسأل الله أن يَجْعَل فيها الفرَج بإذن الله، فما رأيك؟

أوَّلاً: تقوية الوازع الديني:
لَم توضِّحي حالَ زوْجِك دينيًّا، فقد أخبرتِ أنَّه كريم ودود وحسن الخلق؛ لكن ما أَعْنِيه: حالَه مع الله، وعلى كلِّ حالٍ، فعليْنا أن نعمل على تقْوية الوازع الدِّيني أوَّلاً عنده، فمَن جعل مَخافة الله نُصْبَ عينيْه لن يكون للشَّيطان على قلبه سبيل؛ فالله تعالى يقول: ﴿ قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ [الحجر: 39-42].

فالقلب العامر بالإيمان يكون كالحِصْن الحصين، والسدِّ المنيع أمام الشَّيطان وتزْيينه ووساوسه، فهل زوجك مثلاً يُحافظ على صلاة الجماعة؟

وهل له وِرْدٌ من القُرآن يقرؤُه يوميًّا؟
هل له شيءٌ من النَّوافل من صلاةٍ أو صيامٍ أو صدقة؟
كل هذه الأمور حاولي أن تشجِّعيه عليْها، فالصَّلاة عماد الدين، والله - تعالى - يقول: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت: 45].

فشجِّعيه على صلاة الجماعة، وخاصَّة صلاةَ الفجْر؛ فهي نورٌ في القَلب،وعِصْمة من الشَّيطان، والرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: ((مَنْ صلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ في ذِمَّةِ اللَّهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُماللَّهُ مِن ذِمَّتِه بِشَيْءٍ، فيُدْرِكَهُ فيَكُبَّه في نَارِ جَهَنَّم)).

واحْرِصي على مُشاركته في بعض النَّوافل، كأن تصلِّيَا معًا ركعتين في اللَّيل، أو تقْرأا بعض الأوْراد من القُرآن.

وبيِّني له خطورة المراسلة بين الجِنْسين، وأنَّها مصيبة قد يكون جاهلاً لحكمها، وهذا ما يبْدو من خلال أحاديثِه مع تلك المرأة، والتي تشتمل فقط على حوارات حوْل ما تعاني من مشكلات دون الخوْض في فحش الكلام.

وليكن نصحك ووعْظك بلطف شديد، ولتتذكَّري أنَّ نصح الزَّوج ليس كنُصْح غيرِه أبدًا، فله احترامُه ومكانته الرَّفيعة الَّتي لا تضاهيها مكانة، وهذا أوَّل ما ستعْملينه، إن شاء الله.

ثانيًا: إياكِ والفضيحةَ:
لا تفضحي زوْجك ولا تتحدَّثي عنه مع صديقتك (الأمينة)، ولا مع غيرها من الأقارب أو الجيران أو غيرهم، وتذكَّري أنَّ ذلك قد يكون من الغيبة المحرَّمة، فما ستفعله صديقتُك بإمكانك أن تفْعليه أنت دون أن تعْلم عنك ولا عن بيتك شيئًا، وكم سمعنا عن بيوت هُدمت - عافاك الله- بسبب نصائح الصَّديقات! وإن كانت حريصة عليك، لكنها لا تنظر للأمور من جميع الجوانب؛ بل تحب الانتقام لصديقتِها وتتحمَّس لها؛ مما قد يدفعها للخطأ في الكثير من الأحيان.

ثالثًا: من المسؤول؟
جميل ما رأيتُ منك من تحمُّل المسؤولية واتِّهام النفس، لكن كيف تكون المعالجة؟

ليس شرطًا عزيزتي أن تكون الزِّيادة في الملبس أو التجمُّل هو ما يريده الزوج.

تلمَّسي احتياجاتِه كلَّها، مع الاعتناء أيضًا بالملبس والتجمُّل والنظافة وغيرها، ممَّا تألفه نفس الزوج وتميل إليه؛ لكن عليك أن تتقرَّبي إليه نفسيًّا، وذلك بأن تُحبِّي ما يحب، فقد أخبرت أنَّه يحب الألعاب الإلكترونيَّة، فلماذا لا تجْلبين له في البيت من هذه الألعاب وتشاركينه فيها؛ بل وتنافسينَه أيضًا؟!

وبالنسبة للمنتديات الأدبيَّة، فلماذا لا تطالعين الكتُب الأدبيَّة وتهتمِّين بها، ولو على سبيل تقْريب وجهات النَّظر ومشاركته فيما يُحب وإشْعاره بالصَّداقة بينكما؟!

رابعًا: الجدول:
مادام الوضع - بفضل الله- بينكما على تلك الصَّراحة، فلماذا لا تعاونيه كما طلب منك، على أن تكون معاونة إيجابيَّة؟!

فأحضري مثلاً دفترًا خاصًّا لمتابعة الوضْع وليكن هو المطَّلع عليه فقط؛ حتى لا يشعر بالحرَج، لكن قومي أنت بتنسيق ذلك الجدول وليكن أسبوعيًّا، فقومي بكتابة مثلاً اليَوم وما تمَّ إنجازه فيه، وما حدث من أخطاء، واليوم التَّالي، وفي كل يوم يضع لنفسِه درجة أو تقييمًا وتشاهدين أنت التَّقييم فقط في نِهاية الأسبوع، ويكون له هديَّة أو مكافأة تشجيعيَّة كلَّما لاحظت تقدُّمًا، فالمتابعة عن طريق الكتابة أو الجدول يكون فيها تشجيعٌ رائع، خاصَّة لو تمَّ إعداد الجدْول بصورة فيها من الإبْداع والتَّنسيق ما يهيِّئه نفسيًّا لاستِكْمال العلاج.

خامسًا: الغَيْرة:
الغيرة أمر محمود ومطلوب أيضًا من الزَّوجة، لكن كيف تكون الغيرة؟
هل تكون عن طريق التربُّص وتتبع العورات؟
أم عن طريق اتِّخاذ كل سبل المراقبة والتَّفتيش في كل أغراضه؟

نعم أختي العزيزة،
أشعر بنار الغيرة في صدْرِك، لكن صدِّقيني أنت تزيدين نفسَك عذابًا بما تفعلين.

لا أنصحك أبدًا بمحاولة البحْث وراءه بهذه الطَّريقة؛ بل كوني أسمى من ذلك وإن غلبك الشَّكُّ، فتقرَّبي إليه أكثر، ولا تُغادري بيتك لأي سبب، إلاَّ لفترات قليلة جدًّا وسريعة، أمَّا المكوث عند الأهل، فهذا أمر لابد أن يكون مرفوضًا تمامًا الآن، ألست تتفقين معي في ذلك؟!

أيضًا كثرة الأسئلة والإلحاح من الأمور التي تُشْعِر الزوج بالاختِناق، فلا تكوني كالمخبر في البيت؛ بل كوني كالفراشة الرَّقيقة، التي تجذب إليْها الأنظار وترغب الزَّوج في النظر إليها والمكوث عندها، دون أن يخشى لومًا أو تقريعًا يكدِّر عيشه.

سادسًا: الثناء:
أكثري من الثَّناء عليه، وذِكر إيجابيَّاته وخاصَّة أمام أهلِه وأهْلك وفيما بينكما، وأنَّه قد فاق أحلامك، وأشْعريه أيضا بثقتك به؛ حتَّى لا يدفعه الشُّعور بعدم الثقة على الخوض فيما هو عليه.


سابعًا: الدعاء:
صدقيني، قد يكون الدعاء الحلَّ الوحيد لكثير من المشكِلات التي نعاني ونظلُّ نبحث لها عن حل فلا نجد، أليست القلوب بيد خالقِها؟!

يقول نبيُّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ قُلُوبَ بَني آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إصْبَعَيْنِ مِن أصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ واحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ))، ثُمَّ قَالَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسلَّم -: ((اللَّهمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا على طَاعَتِك)).

فأكثري من الدُّعاء بأن يهدي الله زوجَك، وأن يجعلك له قرَّة عين، وأن يحبِّب إليه كل طاعة ويبغض إليه كل معصية.

وفَّقك الله لكل خير وفلاح، ونعتذر كثيرًا عن التَّأخير، ولا تنسَي أن توافينا بأخبارك الطيِّبة، وثقي أنَّ ذلك من دواعي سرورنا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.00 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.33%)]