|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تأهيل الفتاة للزواج أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أوَدُّ الاستفسار عمَّا يلي: ما هي الأُسُس التي يجب أن أتَّبعها عند اختيار شريك الحياة؟ كيف تُؤَهِّل الفتاةُ نفسَها لمرحلة الزواج؟ وما هو الفارِق السنِّي الأمْثَل بين الزوجين؟ الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الأُسُس التي ينبغي أن تتَّبعها الفتاة عند اختيار شَرِيك حياتها كثيرةٌ، لكن بعضها دون بعضٍ في الأهميَّة؛ فيأتي الدِّين في المرتبة الأولى؛ عملاً بحديث الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا خطَب إليكم مَن ترضَون دينه وخُلُقَه فزوِّجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض))؛ رواه البخاري. فالدِّين والخُلُق هما المعيار الأوَّل، وليس الأوحد في اختيار شريك الحياة. المرتبة الثانية: تتمثَّل في النسب أو العائلة، ولا أعني نسبًا معيَّنًا، ولكن العائلة المعروفة بسمعتها الطيِّبة تُقدَّم على غيرها، طبعًا هذا في حالة ما إذا تساوَى الخلق والدين؛ فالعائلة لا تُقدَّم على الدين والخُلُق، وقد نجد بين أفراد العائلات المعروفة بصفات معيَّنة مَن يختلف عنها اختلافًا بيِّنًا. المرتبة الثالثة: أن يكون في حالة صحيَّة جيِّدة، فمن المنطقي أن يُقَدَّم صحيح الجسد على ضعيفه، ولا يعني هذا أنَّ مَن تقبَل مَن به عيب أو نقص تكون آثِمة، فهذا شأنها، وهناك الكثير من المعايير التي يُقاس عليها، لكن البحث عن صحيح الجسد من الأمور المشروعة لكلِّ فتاة. المرتبة الرابعة: الأفضل أن يكون لديه من المال ما يمكِّنه من العيش وإعالة أهله، وكفِّهم عن ذلِّ المسألة وشدَّة الحاجة، لكن هذا لا يعني أيضًا أن تتمسَّك الفتاة بأمر المال وتدع ما دونه، أو أن تشتَرِط شروطًا تعجيزية؛ كأن تشترط أن يكون لديه شقة فاخرة، أو أكثر من شقة، وسيارة أو أكثر، إنما المقصود أن يكفِيَها وأبناءَها بالمعروف. المرتبة الخامسة: شكل الخاطب؛ فالنفس البشرية جُبِلت على حبِّ كل جميل، وقد شرع الله للفتاة أن تنظر إلى خاطبها، ومن حقِّها أن تقدِّم الأحسن خِلْقَةً على غيره إذا ما تساويَا في الدين. ثم من حق الفتاة أن تضع من المواصفات ما تتمنَّاه شخصيًّا في شريك حياتها؛ كدرجة التعليم أو نوع الوظيفة، على ألاَّ تُبالِغ في الأحلام ممَّا يصعِّب عليها الحصول على زوج صالح. هذا بالنسبة لسؤالك الأول، وأمَّا عن تأهيل الفتاة للزواج، فيكون من عِدَّة جوانب: أولاً: التأهيل المادي أو الجسدي: فالفتاة الضعيفة الواهِنَة لن تقدر على إدارة بيتها وتربية أبنائها والقيام على شؤون الزوج والبيت، ويكون الرعاية أو التأهيل الصحي ببعض الأمور: 1 - مراعاة تناوُل الأطعمة الغنيَّة بالفيتامينات؛ كفيتامين (A)، أو (أ)، وهو ضروري لصحَّة بشرتها، والمحافظة على نظرها، ويُوجَد عادةً في: الحليب، الخضروات، الجزر والمشمش، وفيتامين (B) بكافَّة أنواعه؛ فلكلِّ نوعٍ أهميَّة لا تقلُّ عن غيرها، وتُوجَد مجموعة فيتامينات (B) كـ(B1)، (B2)، (B6)، (B12) والتي لا غنى عنها لكلِّ إنسان؛ فهي مسؤولة عن الجهاز العصبي والمحافظة على الصحَّة العامَّة، والنقص فيها يؤدِّي إلى مضاعفات خطيرة، وتُوجَد عادةً في: البقول، والمكسرات، والحليب ومشتقَّاته، والبيض، وغيرها من الأطعمة، هناك أيضًا فيتامين (C)، أو (ج)، أو (حمض الأوسكروبيك)، ولا شكَّ أنك تعلمين عن أهميته الشيءَ الكثير، فبه يحمِي الله المخَّ من الاضطرابات والتدهور وأمراض الشيخوخة، وله أهميَّة في المحافظة على جهاز المناعة وتجديد خلايا الجلد والمحافظة على نضارته... لو بقيتُ أُعَدِّد أهمية كلِّ أنواع الفيتامينات لكلِّ فتاة مُقبِلَة على الزواج، فلن تسعها هذه الاستشارة، وعليك أن تعلمي أن أمر الاعتناء بالغذاء من الأهميَّة بمكان، كذلك أذكِّرك بالمعادن؛ كالحديد، والكالسيوم، والماغنيسيوم، وغيرها من المعلومات التي بإمكانك الحصول عليها بزيارة أيِّ موقع غذائي متخصِّص، ومتابعة الحصول عليها بشكلٍ دائمٍ، وستُلاحِظين تحسُّنًا بالغًا في صحتك - إن شاء الله. 2 - على الفتاة أن تحافِظ على قوامها؛ وذلك بممارسة بعض أنواع الرياضة الخفيفة؛ كرياضة المشي، فهي تحافظ على القوام، وتفعل ما لا تفعله غيرها من الرياضات، بالإضافة إلى أنها تحسِّن الحالة المزاجية بشكل ملحوظ؛ ممَّا يُيَسِّر على الفتاة اتِّخاذ القرارات بعيدًا عن التوتُّر والقلق. 3 - المحافظة على شرب قدرٍ كافٍ من الماء، وينبغي ألاَّ يقلَّ عن لترَين يوميًّا، فالماء يخلِّص الجسم من السُّموم، ويعمل على نضارة الوجه ومنع جفاف الجلد، ومنع تجلُّط الدم، ومنع تكوُّن الحَصَوات، وله أهميَّة بالغة في نموِّ الشعر والجلد والأظفار، وكل هذا لا يستغني عنه إنسانٌ، فضلاً على فتاة مُقبِلة على الزواج. 4 - مراعاة الحفاظ على نظافة الفتاة الشخصيَّة واعتنائها بنظافة جسدها بشكلٍ يومي؛ فالميكروبات والجراثيم لا تُهاجِم إلا الأجسام المُهمِلة التي لم تلقَ حظًّا جيدًا من العناية. 5 - المبادَرَة بالذَّهاب إلى الطبيبة المختصَّة في حالة ما إذا شعرت الفتاة بقصورٍ في أحد الجوانب الصحيَّة، وعدم الإهمال؛ فالكثير من الأمراض الخطيرة يسهل علاجها - بإذن الله - متى ما تَمَّ اكتشافها مبكِّرًا، وتكون نسبة الشفاء عالية جدًّا. ثانيًا: التأهيل الثقافي: وهو ما تحتاجه الكثير من فتياتنا وتُواجِه بسبب نقصه الكثيرَ من المشكلات في حياتها الزوجية. 1 - إنَّ مَن تضع نصب عينيها قول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعمَّة حصين بن محصن: ((انظري أين أنت منه - يعني: الزوج - فإنه جنَّتُك ونارُك))؛ صحَّحه الألباني - لن تُعامِل زوجَها معامَلَة الندِّ للندِّ، ولن تفتعل المشاكل، بل ستُذكِّر نفسها عندما تُهاجِمُها نوبات التمرُّد أو التبرُّم من أفعاله التي لا يخلو منها حال بشر، وستُسرِع لتذكير نفسها بقول الله - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135]، ولتتذكَّر أجرَ الصبر على أذى الزوج، وأجر حسن طاعته عند الله، ولا تنسَ المؤمِنةُ: ((المرأة إذا صلَّت خمسها، وصامت شهرها، وأحصنَت فرجها، وأطاعَت بعلها، فلتدخل من أيِّ أبواب الجنة شاءت))؛ حسَّنه الألباني. حق الزوج عظيم، وقليلٌ من الفتيات ممَّن يَلِجْنَ عالَم الحياة الزوجية مَن تدرك ذلك، أو لعلها تذكره نظريًّا ولا تَعِيه عمليًّا، فمَن تُذكِّر نفسها قبل الزواج كثيرًا بهذا الحق العظيم فهي مُوَفَّقة مُسدَّدة - بإذن الله - ولتحصيل الكثير من المعلومات عن حق الزوج والواجب على الفتاة؛ أنصَحُ بسماع الأشرطة التي تتحدَّث حول هذا الموضوع، وقراءة الموضوعات أو الكتب التي توضِّح هذا الواجب الجليل، وذلك الدور العظيم، وتفضَّلي بالاطِّلاع على هذا المقال للشيخ أحمد الزومان بعنوان: "حق الزوج". وهذه المحاضرة الرائعة للشيخ محمد المختار الشنقيطي، بعنوان "حق الزوج". محاضرة أخرى بالعنوان نفسه أيضًا، للشيخ محمد حسان: Islamway.com وبالبحث ستجدين الكثير - بإذن الله. 2 - حُسْنُ معاملة أهلِ الزوج - وبخاصَّة الوالدان - من حُسْنِ معاملته، والصبرُ على أذاهم أو على بعض الكلمات القاسية التي قد تخرج منهم - عن قصد أو عن غير قصد - من الأمور الممدوحة شرعًا المستحسَنَة عرفًا، ولا يدلُّ ذلك إلا على عقل راجِح وفَهْمٍ واعٍ. 3 - الحرص على التجمُّل للزوج والتحبُّب إليه بكلِّ ما تعلم الزوجة أنه يحبُّه، وليس بما تراه هي شخصيًّا مناسِبًا، والحرص على أن تكون لديها حسٌّ مُرهَف لاحتياجات زوجها، وكذلك الحرص على المسارعة في تلبية رغباته، في غير ما حرَّم الله. 4 - إعانة الزوج على طاعة الله، وأمره بالمعروف ونهيه عن كلِّ منكر، ولتحرِص كذلك على انتقاء الكلمات واختيار الأسلوب حالَ توجيه النصح له، فلا توبِّخُه ولا تُعاتِبُه بأسلوبٍ فظٍّ ثقيل، وإن تكرَّر منه الذنب فلتصبر ولتُكرِّر النصح مع تنوُّع الأسلوب. 5 - الحرص على فَهْمِ نفسيَّة الرجل ومعرفة طريقة تفكيره؛ فكم من مشكلات عظيمة حدثت وكان سببها الوحيد سوء الفَهْمِ، أو أن كلَّ واحدٍ من الزوجين يفكِّر بطريقة بعيدة عن صاحبه، ويظن أن الآخَر يفكر بنفس طريقته؛ فيَبنِي على ذلك أمورًا أبعد ما تكون عن الصحة. 6 - عليها أن تتدرَّب على أعمال البيت وتقرأ حول إدارة شؤونه، وحُسْنِ التدبير والبعد عن التبذير، ومدِّ يد العون للزوج في كلِّ وقت. 7 - عليها أيضًا أن تقرأ وتتعرَّف على السلوك الإسلامي الصحيح في تربية الأبناء، ومواجهة المشكلات التي قد تحدث، خاصَّة في السنة الأولى من عمر الطفل، ولتستغل من وقتها ما يصعب أن تفعله بعد الزواج والانشغال بالحياة الزوجية. ثالثًا: التأهيل النفسي: وهنا على الفتاة أن تضع في ذهنها أنها لن تَلِجَ عالَمًا من الخيالات والأحلام الجميلة، ولن تحلِّق فوق الغمام مع فارسها الهمام، بل هي حياة عمليَّة بكلِّ ما تحوِيه من سعادة وحزن، من شدَّة ورخاء، من توافُق واختلاف، فإن الفتاة قد تطير مع أحلامها وتضع في ذهنها صُوَرًا من الخيال الكاذب بأن هذه الحياة لن يكدِّر صفوَها شيءٌ، ولن تنعم في بيت زوجها إلا بكلِّ أساليب الدلال، ولن تجد نفسها إلا ملكة مُتَوَّجة لا همَّ لها إلا سماع الكلمات الرومانسية وقصائد الغزل من أميرها المحبَّب، نعم، قد تكون الحياة جميلة متى ما علم كلُّ طرفٍ ما له وما عليه، ولكن الواقع يختلف كثيرًا عن أحلام فتياتنا. هذه بعض الإشارات على عجالة بخصوص التأهيل للحياة الزوجية، ولتتذكَّر الفتاةُ أهميَّة الدعاء بأن يُعِينها الله على التوفيق في حياتها الزوجية، ولتُكثِر من الدعاء بأنْ يرزقها الله زوجًا صالحًا طيِّب القلب، حسَن الخُلُق والخِلقة. وأمَّا بخصوص الفارِق العمري، فلا عبرةَ به شرعًا، ولكن لا مانِعَ أن تختار الفتاةُ الأنسبَ لها من ناحية العمر، ويصعب تحديد عددٍ من السنين؛ إذ يختلف الأمر كثيرًا من شخصٍ لآخَر، ومن بيئة لأخرى، ولكن ممَّا لا شكَّ فيه أن المرأة تشيب قبل الرجل بعددٍ من السنين قد يكون ثلاث سنوات، وقد يكون عشرًا، يتوقَّف ذلك على كثيرٍ من الجوانب الوراثية والممارسات الحياتية، ولكن المعيار الأوَّل سيكون الدِّينَ والخُلُق. وفَّقكِ الله، وأرجو أنْ أكون قد وُفِّقت في إرشادك لما كنتِ تبحثِين عنه، ونَسعَد بالتواصل معكِ في كلِّ وقت.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |