أسلوبا إثارة الألم النفسي والتفرقة في المعاملة الوالدية للأطفال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 21701 )           »          التوازن بين حاجات الروح ومطالب الجسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          احتفال المسلمين بالكريسماس تأييد للعقائد المنحرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          قوانين الأسباب والمسببات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          شرفُ نفسِك علوُّ همّتك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الهوى وما أدراك ما الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الإسلام ونظرته إلى الكيف لا إلى الكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          النوم عبادة في عادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 30 )           »          كيف تنطق بالحكمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          حد العبادة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-06-2021, 02:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,500
الدولة : Egypt
افتراضي أسلوبا إثارة الألم النفسي والتفرقة في المعاملة الوالدية للأطفال

أسلوبا إثارة الألم النفسي والتفرقة في المعاملة الوالدية للأطفال
د. موسى نجيب موسى معوض





من أساليب المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال

أسلوب إثارة الألم النفسي style Raise the psychological pain

أسلوب التفرقة والتفضيل Differentiation style



ويتمثل هذا الأسلوب في إشعارِ الطفل بالذنب كلما أتى سلوكًا غيرَ مرغوبٍ فيه؛ فبعض الآباء والأمهات يَبْحَثُون عن أخطاءِ الطفل، ويُبْدُون ملاحظاتٍ نقدية هدَّامة لسلوكه؛ مما يُفْقِد الطفل ثقتَه بذاته، ويجعله مترددًا في أي عمل يُقدِم عليه؛ خوفًا من حرمانه من رضا الكبار وحبهم، ويترتَّب على هذا الاتجاه شخصية انسحابية منطوية، غير واثقة من نفسها، توجِّه عدوانها نحو نفسها.


أسلوب التفرقة والتفضيل Differentiation style:
يتمثَّل هذا الأسلوب في التفضيل والتمييز بين الأبناء في المعاملة لأسباب غير منطقية؛ كالجنس (الذكورة والأنوثة)، أو الترتيب الميلادي، أو أبناء الزوج، أو الزوجة المحبوبة أو المنبوذة، بشكل يولِّد الحقد والكراهية، ويخلق الصراع بين الأبناء.

ويقصد به أيضًا عدم المساواة بين الأبناء جميعًا، والتفضيل بينهم؛ بناءً على المركز، أو الجنس، أو السن، أو أي سبب عرضي آخر، ومما يعزِّز ممارسة هذا الأسلوب وجودُ بعض الأنماط الثقافية الشائعة، التي تؤدِّي إلى وجود فروقٍ في التنشئة؛ مثل افتراض أن الطفل الذكر أكثر مقاومة وتحمل من الأنثى، وهذا يجعل الوالدين أكثر قلقًا على البنت من الولد، وهذا ما يؤدي بدوره إلى فروق جوهرية في أساليب التنشئة.

كما يقصد به أيضًا ويقصد بها التفضيل والتمييز بين الأبناء في المعاملة؛ لأسباب غير منطقية؛ كالجنس (الذكورة أو الأنوثة)، والترتيب الميلادي، أو أبناء الزوجة أو الزوج المحبوب، ويكون ذلك بعدمِ المساواة و التعاطف في معاملة بعض الأطفال عن بعضهم، كأن تميِّز الأسرةُ الابن الأكبر، أو الأصغر، أو تميِّز البنت على الأولاد الذكور، أو أبناء الزوجة الجديدة على غيرهم، ويكون ذلك تعمدًا.

وهكذا يمكن القول: إن التفرقة أسلوبٌ من أساليب المعاملة الوالدية، يُدرِك الطفل من خلال معاملة الوالدين له أنهما لا يساويان بين الإخوة و الأخوات في المعاملة، وأنهما قد يتحيَّزان لأحد الإخوة على حساب الآخرين؛ فقد يتحيَّزان للأكبر أو للأصغر، أو للمتفوِّق دراسيًّا، أو لأي عامل آخر، ويَزِيد إدراكُ الطفل لهذا الأسلوب في المعاملة إذا كان هو شخصيًّا هدفًا للتحيز ضده.

وكما تؤثِّر العَلاقة بين الوالدين والاتجاهات الوالدية في نمو شخصية الطفل؛ تؤثر أيضًا العَلاقات بين الإخوة في نمو شخصيته، فكلما كانتِ العَلاقات منسجمة، وخلت معاملة الوالدين من تفضيل طفلٍ على آخر، وما ينشأ من أنانية، وغَيْرة، وحقد؛ كانتْ هناك فرصة للطفل لكي ينمو نموًا نفسيًّا سليمًا.

فعلى الرغم من دعوى أحدِ الوالدين النمطيةَ أنه يُحِب كل أبنائه سواء بسواء؛ فإن تصرفاته لا تكون في هذا الشأن مُقنِعة للصغار؛ فالصغير الذي يُدرِك أنه أثير والديه يَعلَم أنه يمكنه قول وفعل أشياء، ربما يعاقَب عليها الأشقاء الأقلُّ تفضيلاً، والصغير الأقلُّ تفضيلاً يُدرِك أيضًا مركزَه، ويستاء من المزايا التي تُمنَح للمفضَّل، والمفضَّلُ - بطبيعة الحال - يُبدِي رغبةً كبيرة في إرضاء والديه، أما أشقاؤه يُصبِحون عدائيين، وكلما كان المفضَّل أكثر نجاحًا، ولامعَ الذكاء، ومتفوقًا؛ أصبح الوالد - أو الوالدة - أكثرَ رغبةً في التضحية من أجله، ولو استتبع ذلك الاستخفاف ببقية الأشقاء.

وتبدو التفرقةُ بين الأبناءِ من خلال الاهتمام الزائد بأحدِ الأبناء، ومنحه الحب والمساعدة، ومنحه مصروفًا أكبر قدرًا من الأبناء الآخرين، وشراء مزيدٍ من اللعب والهدايا والملابس أكثر من الأبناء الآخرين، وقد تتخذ التفرقة التفضيل الوالدي لجنسٍ ما عن الجنس الآخر؛ فقد يفضِّل الأبُ أو الأم البنتَ على الابن، أو العكس، وقد يُعطِي الوالدان أهميةً ودورًا تسلطيًّا للابن الأكبر دون الأصغر، أو يدلِّلان الطفل الأصغر ويعطفان عليه؛ لأنه "آخر العنقود"، ويُهمِلان طفلهما الأكبر.

ويرى محمد علي حسن (1970) أن وجود إخوةٍ للطفل يشاركونه حبَّ الوالدين يُثِير قلقَ الطفل وأمنَه، ويُثِير اضطرابَه الانفعالي؛ فالطفلُ لا يَعرِف معنى تجزئة الحبِّ أو تساويه بين الأبناء، وكلُّ ما يَعْرِفه هو أن هذا الحبَّ له وحدَه، وأن وجود آخرين يشاركونه هذا الحبَّ سيكون أمرًا مثيرًا لقلقه واضطرابه، ويسبب له الألم والاضطراب العاطفي والانفعالي.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.07 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]