|
|||||||
| ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
أسلوب التسلط في المعاملة الوالدية في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال د. موسى نجيب موسى معوض أسلوب التسلط أو القسوة Cruelty style والمقصودُ منه أن الطفلَ يُعَامَل من والديه بصرامةٍ وقسوة، بأن يُمنَع الطفل من تحقيق رغباته، ويقابل بالرفض الدائم لطلباته، والمنع الدائم من تنفيذ رغباته، واتخاذ أسلوب اللوم والعقاب معه في كل شؤونه، مع تحديد طريقةٍ لأكل الطفل، ونومه، ومذاكرته، وتعيين مَن يصادقهم ويلعب معهم، ونوعيات الملابس التي يرتديها الطفل دون مراعاةٍ لرغبات الطفل، أو اعتبار أي رأي له، أو إشعاره بأنه يتصرف في أموره الشخصية، وبالإجمال يكون الوالدانِ هما كل السلطة في إدارة أمور الطفل، وبزعم أن ذلك يعوِّده على الجدِّية والنظام والطاعة؛ ولذلك يحملون الطفل بالمهام التي تفوق طاقته، ويطلبون ذلك بالأمر، وليس بأسلوب الإقناع والرفق. يترتَّب على أسلوب التسلط أن يُصبِح الطفلُ ضعيفَ الشخصية، سلبيًّا، دائمَ الخوف، مترددًا غيرَ واثق من نفسه. والأسلوب المطلوب اتباعه سَبَق بيانُه في الفصول السابقة، ونذكر بأنه يَجِب الرِّفقُ في معاملة الطفل، والتسامح، وتقبل سلوك الطفل مع تشجيعه، وأن نعوِّده المناقشة، وإبداء الرأي، وننمِّي فيه الثقةَ بالنفس، مع رُوح من الصداقة الوالدية معه، ومع مساعدته على الإنجاز، وتقديره، والاهتمام بأعماله، ولا نكلفه ما لا يُطِيق من الواجبات. كما يتمثَّل هذا الأسلوب في فرضِ رأي الوالدين على الطفل، والوقوف أمام رغباته التلقائية والحيوية، دون تحقيقها، حتى ولو كانت مشروعة، وكذلك استخدام أسلوب العقاب البدني، أو التهديد به؛ مما يضر بالصحة النفسية للطفل، ويدفعه لاتخاذ أساليب سلوكية غير سوية؛ كالاستسلام، والهروب، والتمرد، والجنوح، والانحراف. ويختلف الآباء والأمهات فيما بينهم في نوع الضوابط والعقوبات التي يستخدمونها؛ لتشجيع أو حفز أطفالهم للقيام بالسلوك المرغوب فيه؛ فبعض الآباء والأمهات يَمِيلون لاستخدامِ الأسلوب التسلُّطي فيما يتعلق بالضوابط والنظام، بمعنى أنهم المتحكِّمون الواضعون للقواعدِ، ويتوقَّعون أن يُطَاعوا، ومنطقهم في ذلك هو: "لأنني الراشد قلتُ ذلك، ولأنني الراشد أرى ذلك..."، ومثل هؤلاء الآباء يَمِيلون إلى استخدام العقاب البدني. والقسوة تعبِّر عن مجموعةٍ من الأساليب التي يتَّبعها الآباء لضبط سلوك الطفل المرغوب فيه (بالنسبة للآباء)، ويتضمَّن العقاب الجسمي؛ كالصفع، والضرب؛ أي: كل ما يؤدِّي إلى إثارة الألَم الجسمي، ويتَّسم هذا الأسلوب بالشدَّة المفرطة، ومداومة عقاب الطفل بصورة مستمرَّة، وعدم إتاحة الفرصة في التعبير عن مشاعره، وصدِّه وزجره كلما حاول الاقتراب من الوالدين، وقد يكون مصحوبًا بالتهديد اللفظي أو الحرمان، وقد يلجأ الآباء للضرب أحيانًا عندما يسيء الطفلُ التصرفَ؛ فالعقاب هنا قد يعدل السلوك حسب نظرية التعلم التي أظهرت أنه اتجاهٌ أساسي لتغيير السلوك غير المرغوب فيه، مقارنة بالأساليب الأخرى، لكنه يتضمَّن نتائج سلبية أكثرها وضوحًا تعلُّم السلوك العدواني. والواقعُ أن العقاب - كأسلوبٍ من أساليب التربية - تأتي خطورتُه من ناحيتيْنِ؛ هما: نوع العقاب، ودور العقاب، فأما من حيث نوع العقاب، فإن كثيرًا من الآباء يتَّجِهون في أساليب عقاب الابن إلى استخدام العقاب البدني الشديد؛ كوسيلة لتوقيع نوعٍ من الأذى، أو الألم على الطفل، نتيجة سلوكٍ معيَّن أو خطأ معين، بينما يميل البعض الآخر إلى توقيعِ العقاب النفسي، ويجمع بعض الآباء أحيانًا بين النوعين، أما من حيث درجة العقاب، فإن بعض الآباء قد يفرط في العقاب، ويصل إلى درجة بعيدة في الشدة. كما أن الشخصيةَ الانفعالية للآباء والتوتُّر المصاحِب للعقاب البدني، قد يعطِّل قدرةَ الآباء على الحكم الموضوعي لحلِّ المواقف، ويؤدِّي لمزيدٍ من النتائج السلبية، سواء في مستوى نموِّ الطفل النفسي والاجتماعي، أو على مستوى طبيعة العَلاقة بين الآباء والأبناء، والدخول في دائرة من التفاعل السلبي. ومن هنا تأتي الخطورةُ في عقابِ الطفل في أنه يمثِّل سلاحًا ذا حدَّين، فهو يجعله - على سبيل المثال - يكفُّ عن العدوان، ولكنه في الوقت نفسِه يُعطِيه نموذجًا للسلوك العدواني الذي يحتمل أن يقلده في مواقف أخرى، أو مع أشخاص آخرين، وخاصة في غَيبة مَن يقوم بعقابه. وتشير ممدوحة سلامة (1993) إلى أن "رونر" Rohner، R. يرى أن اعتداءَ الوالدين على الطفل بالضربِ يعبِّر عن حالة داخلية من الاستياء والغضب والضيق بهذا الطفل، ويعبِّر عنها ظاهريًّا في شكلِ عدوانٍ عليه، يتمثَّل في مظاهر سلوكية؛ مثل: الضرب، والسباب، والاستهزاء به، واستخدام الألفاظ النابية الجارحة معه. ويتصف هذا الأسلوب بسيطرةِ الوالدين على الطفل في جميع الأوقات، وفي جميع مراحل نموه، وينوبان عنه في القيام بما يجب أن يقوم هو به، ويتحكمان في كل أعماله، ويَحُولان بينه وبين رغبتِه بالاستقلال لكي يأخذ مكانه كفرد ناضج في المجتمع. والتسلط أو الاستبداد، قد لا يأتي من كرهِ أو نبذِ الوالدين للطفل، بل قد يكون ناتجًا عن اهتمامِهما وحبِّهما له، لكنهما يضطرَّانه إلى الخضوع غالبًا؛ لأنهما يعتقدان أن ذلك في مصلحته. ومن مظاهر هذا الأسلوب التسلطي: الافتقار إلى العَلاقات الاجتماعية الطيبة، سواء بين أفراد الأسرة، أو بين الأسرة والعالَم الخارجي، وله نتائج سلبية على الطفل؛ من شعوره بالنقص، وعدم الثقة بالنفس، والشعور الحاد بالذنب، والارتباك، وينشأ طفلاً سهلَ الانقياد، وأقل قدرة على تحمل المسؤولية، ويميل إلى الانسحاب.
__________________
|
![]() |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |