|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إخبار الطِّفلة بطلاق والديها أ. أروى الغلاييني السؤال السلام عليكم ورَحْمة الله وبركاته، بارك الله فيكم، وسدَّد خُطاكم، وجعل الْهَنا والسَّعادة دَربَكم وممشاكم، اللهمَّ آمين. عُصفورتي الصَّغيرة ذات الستِّ السنوات، تتميَّز بالذكاء والمرَح، والثِّقة بالنفس، تعيش معي بعيدًا عن أبيها منذ ثلاث سنوات تقريبًا، وتعيش على وهْمِ عودتي لأبيها، مع استمرار توضيحي لها بأنَّه يتعذَّر ذلك. الآن قرَّر والدُها الطلاقَ - ولله الحمد والمِنَّة. واستشارتي هي: كيف أُخْبرها بأسلوب تستطيع براءتُها أن تستوعبَه دون جرْح مشاعرها، أو انتقاص لأبيها. مع العِلم أنَّ والدَها لا يسأل عنها، ولا يُحادثها، ويَشهد الله عليَّ أني أرْفع مِن شأنه أمامَها وأتعذَّر له؛ حتى لا تشعر بسوءٍ تُجاهه، ولا تشعر بالنقص عن غيرها من الأطفال، ودائمًا ما أرسلها لرؤية أقارب أبيها، ولا يُكلِّف نفسه عناءَ رؤيتها - هداه الله وسخَّره لها، اللهمَّ آمين. أيضًا أخْشى عليها مِن الاضطراب، أخْشى عليها مِن العيش في بيئتَين مختلفتين، حفِظها الله ورعاها، وجعلها مِن حَفَظة كتابه، والداعين لدِينه، اللهمَّ آمين. ولَكُم العُذر في التأخُّر في الرد، أسأل الله أن يُوفِّقكم في الإجابة، يعلم الله أنَّ قلبي يتقطَّع لحالها - أصلحَها الله - ولا أستطيع أن أكسر قلبها، أو أتسبَّب في أيِّ ألَمٍ لها. بارك الله فيكم. الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمحي لي - بدايةً - أن أهنِّئك على اسمك الجميل، ولُغتك الراقية، ودُعائك الدائم لابنتك - حفظها الله - ورُقيّك في التعامل والنظر إلى أبي ابنِتك (مَن كان زوجَك)، وحِرْصك أن تُبلغي ابنتَك بخبر طلاقك من أبيها، دون أن يكون هناك جرْحٌ لمشاعرها. تبارك الله! أُهنِّئك على رُقيِّك، وحُسن خُلُقك. بعد ذلك أقول لك: إنَّه لا مُشكلةَ عندك. نعم، وأين المشكلة وصغيرتُك ستعيش في كنفك، وأنت بهذا الحِرْص والرقي؟! أتعلمين أين المشكلة؟ هي في فَرْط حساسيتك، ورِقَّة مشاعرك التي لمستُ بها بعضَ إفراط تُزعجك أنت وتؤذيك، وبالتالي قد تنتقِل لابنتك، وتجعلينها تقلق على صغائرِ الأمور، حتى إن قابلت الكبيرةَ منها، تكون قد استهلكت صحَّتها النفسيَّة. قد تسألين: هل طلاق الأبوين والانفصال "صغائر الأمور"؟ أحيانًا يكون هو أفضلَ الحلول، وقد يكون في حالتك أفضلَ؛ لمَا ذكرت من أنَّك تكرهين أباها، وأنَّ البيئتين مختلفتين في التربية، وأنَّه لا يسأل عنها، ولا يُبالي بوجودها، حتى لو كانتْ عند أقاربه. كيف تُفاتحينها في أمْر الطلاق؟ ذكرتِ أنَّك من ثلاث سنوات لا تعيشين مع والدها، وماذا أسميتِ هذه الفترة لها؟ الصغيرة لا تَفْقه المصطلحات، ولا تُفرِّق بيْن أن يكون الأبوان منفصلَين أو مطلَّقين. فالذي ستعيشه ابنتُك هو امتدادٌ لثلاث سنوات مضَتْ، فما الفرق؟! ولاحظت قولك: أنَّها "تعيش وهْم العودة لأبيها"، فمَن الذي جعلَها تعيش الوهمَ، والطلاق اختيارك؛ لأنَّك (تكرهينه)؟ هل هناك مَن يشاركك التربية؟ على أي حال، أقترح - باستمرار - استثمارَ مواقفِ الحياة الطبيعية العادية للتربية، على سبيل المثال: فقدتِ ابنتُك شيئًا، أو كُسِرت لها لُعبة تحبُّها، أو تخاصمتْ مع صديقتها؛ أي: حصَل لها أمرٌ يزعجها، طَيِّبي خاطرها، ثم أتْبِعي ذلك بعبارة اجْعليها صريحةً وواضحة: "هكذا الدنيا، لا سرورَ دائم فيها، إنَّما ذلك في الجنَّة فقط، فكل ما نُريده نحصل عليه، أمَّا في الدنيا فالذي نُريد والذي لا نريد يَحدُث"، خاطبيها هكذا باللَّهْجة والأسلوب الذي تفْهم، باتِّصال عيني مباشِر، وتعاطُف معتدل. كرِّري هذه العبارةَ، لكن دون حُزن وحسْرة، إنَّما تُقرِّرين واقعًا؛ لتعلِّميها الرِّضا بما يُقدَّر لنا، ولا تشعر بالقلَق والحُزن. وهكذا في الأمور كلِّها، ولعلَّك تستفيدين أنت أيضًا، وتصبحين أكثرَ صلابةً. وفَّقك الله لما يحبُّه ويرضاه، وبلَّغك بابنتك ورَزَقك برَّها. والسلام عليكم ورحمة الله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |