من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141392 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-06-2021, 11:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام(1)
سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر



الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد:

فإنَّ الله سبحانه وتعالى، خص النبي صلى الله عليه وسلم بفواتح الكلم وجوامعه، وآتاه بدائع الحكم ومحاسن الألفاظ، ويسر له البلاغة والفصاحة، وكمال العقل وحسن الأدب، حيث لم ير من الفصحاء مثله، فأثر طيب قوله صلى الله عليه وسلم في قلوب ونفوس سامعيه.




وفي هذا المقال نقف مع هديه - صلى الله عليه وسلم - في الكلام:



أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ»[1].



قوله صلى الله عليه وسلم: (بعثت بجوامع الكلم)، معناه: إيجاز الكلام في إشباع للمعاني، يقول الكلمة القليلة الحروف، فتنتظم الكثير من المعنى، وتتضمن أنواعا من الأحكام، وفيه: الحض على حسن التفهم، والحث على الاستنباط لاستخراج تلك المعاني، ونبش تلك الدفائن المودعة فيها[2].



وجوامع الكلم، قيل هي: القرآن جمع الله سبحانه وتعالى بلطفه معاني كثيرة في ألفاظ يسيرة، وقيل: إيجاز الكلام في إشباع من المعنى، فالكلمة القليلة الحروف منها تتضمن كثيراً من المعاني وأنواعاً من الكلام[3].



بلغ صلّى الله عليه وسلّم الغاية في الفصاحة والنهاية البلاغة:

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَلِيعَ الْفَمِ ... »[4].



فقوله: (كان ضليع الفم) عظيمه، وقيل واسعه وهو بفتح الضاد المعجمة والعرب تمدح عظمه وتذم بصغره وقيل عظيمه مهزوله وذابله والمراد ذبول شفتيه ورقتهما وحسنهما، وقيل: هذا كناية عن قوة فصاحته وكونه يفتتح الكلام[5].



كان صلى الله عليه وسلم يبدأ كلامه ويختمه بالثناء على الله تعالى:

عن الحسن بن علي، قال: سألت خالي هند بن أبي هالة، وكان وصافا، فقلت: صف لي منطق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَاصِلَ الْأَحْزَانِ دَائِمَ الْفِكْرَةِ لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ، طَوِيلُ السَّكْتِ، لَا يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ، يَفْتَتِحُ الْكَلَامَ وَيَخْتِمُهُ بِاسْمِ اللَّهِ تَعَالَى، وَيَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، كَلَامُهُ فَصْلٌ، لَا فُضُولَ وَلَا تَقْصِيرَ) [6].



وعن فصاحة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، قال الجاحظ: كلامه صلّى الله عليه وسلّم، وهو الكلام الذي قلّ عدد حروفه وكثر عدد معانيه، وجلّ عن الصنعة، ونزّه عن التكلف... فلم ينطق إلا عن ميراث حكمة، ولم يتكلم إلا بكلام قد حف بالعصمة، وشيد بالتأييد، ويسر بالتوفيق. وهو الكلام الذي ألقى الله عليه المحبة، وغشاه بالقبول وجمع له بين المهابة والحلاوة، وبين حسن الأفهام، وقلة عدد الكل[7].



فكان النبيّ صلى الله عليه وسلم يمتاز بفصاحة اللسان، وبلاغة القول، وكان من ذلك بالمحل الأفضل، والموضع الذي لا يجهل، سلاسة طبع، ونصاعة لفظ، وجزالة قول، وصحة معان، وقلة تكلف، أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب[8].



وعن فضل الصمت وآداب اللسان، قال أحمد بن إبراهيم بن بشار، قال: سألت إبراهيم بن أدهم عن العبادة، فقال: " رأس العبادة التفكر والصمت إلا من ذكر الله ولقد بلغني حرف يعني عن لقمان قال: قيل له: يا لقمان ما بلغ من حكمتك، قال: لا أسأل عما قد كفيت ولا أتكلف ما لا يعنيني، ثم قال: يا ابن بشار إنما ينبغي للعبد أن يصمت أو يتكلم بما ينتفع به أو ينفع به من موعظة أو تنبيه أو تخويف أو تحذير[9].



وجملة القول عن كلامه صلى الله عليه وسلم:

قال ابن القيم- رحمه الله-: فكلامه صلى الله عليه وسلم كله حكمة ورحمة، وعلم وهدى[10].



وختاماً:

نسأل الله تعالى أن يسلمنا وأن يسلم المؤمنين مِنَّا، وأن يحفظ ألسنتنا وأسماعنا عما لا يرضيه سبحانه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.






[1] صحيح البخاري (4/ 54)، صحيح مسلم (1/ 371).




[2] أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري) (2/ 1422).




[3] شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (11/ 3636).




[4] صحيح مسلم (4/ 1820).




[5] التنوير شرح الجامع الصغير (8/ 284).




[6] الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث (ص: 135).





[7] البيان والتبيين (2/ 13).




[8] الرحيق المختوم (ص: 444).




[9] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (8/ 17).




[10] زاد المعاد في هدي خير العباد (2/ 403).









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-06-2021, 11:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام(2)
سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر





الحمد لله الذي لا يُستفتَحُ بأفضلِ من اسمه والثناء عليه كلامًا، والصلاة والسلام على سيّد المرسلين سيدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:
الإخوة والأخوات الأفاضل حفظكم الله، ورعاكم ووفقكم، وسدد خطاكم، هذه هي المشاركة الثانية التي أضعها بين أيديكم، والتي تتناول الحديث عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام؛ لَعَلِّي أنال بها أجر منتفع، أو دعاء داع.

من الهدي النبويِّ التعميم في الكلام:
كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم التعميم في الكلام والوعظ وعدم مواجهة الناس بالعتاب، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فخطب فحمد الله ثم قال: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ، وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً»[1].

قال الإمام النووي في الحديث: الحث على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم والنهي عن التعمق في العبادة وذم التنزه عن المباح شكا في إباحته وفيه الغضب عند انتهاك حرمات الشرع وإن كان المنتهك متأولا تأويلا باطلا وفيه حسن المعاشرة بإرسال التعزير والإنكار في الجمع ولا يعين فاعله فيقال ما بال أقوام [2].

كان- صلى الله عليه وسلم - أفصح الخلق نطقًا، وأعذبهم كلامًا:
قال أبو بكر ابن العَرَبي: الباري تعالى بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أفصح الخلق بأفصح الكلام، فضرب الأمثال، وصرف الأقوال، وسلك في كل شعب من المعاني قدرة على القول، واستلطافًا للقلوب في جانبي الرغبة والرهبة اللتين انتظم بهما التكليف وارتبط بهما الثواب والعقاب[3].

وقال ابن القيم: كان صلى الله عليه وسلم أفصح خلق الله، وأعذبهم كلاما، وأسرعهم أداء، وأحلاهم منطقا، حتى إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويسبي الأرواح، ويشهد له بذلك أعداؤه[4].

اختياره - صلى الله عليه وسلم - جودة المطالع، والاستفتاحات للكلام:
عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء، فصعد إلى الجبل فنادى: «يَا صَبَاحَاهْ»[5]، فاجتمعت إليه قريش، فقال: «أَرَأَيْتُمْ إِنْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّ العَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّيكُمْ، أَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟» قالوا: نعم، قال: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ»، فقال أبو لهب: ألهذا جمعتنا تبا لك، فأنزل الله عز وجل: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ [المسد: 1] " إلى آخرها[6].


فمن خصائصه صلى الله عليه وسلم، أنه محفوظ اللسان قال الماوردي: أنه محفوظ اللسان من تحريف في قول واسترسال في خبر يكون إلى الكذب منسوبا وللصدق مجانبا، فإنه لم يزل مشهورا بالصدق في خبره فاشيا وكثيرا حتى صار بالصدق مرموقا وبالأمانة مرسوما وكانت قريش بأسرها تتيقن صدقه[7].

يتكلم مع كل ذي لغة بلغته اتساعا في الفصاحة واستحداثا للألفة والمحبة:
قال القاضي عياض في الشفا: كان- صلى الله عليه وسلم - يخاطب كل أمة منها بلسانها ويحاورها بلغتها ويباريها في منزع بلاغتها حتى كان كثير من أصحابه يسألونه في غير موطن عن شرح كلامه وتفسير قوله، ومن تأمل حديثه وسيره علم ذلك وتحققه وليس كلامه مع قريش والأنصار وأهل الحجاز ونجد، ككلامه مع ذي المشعار الهمداني وطهفة النهدي[8]،... وغيرهم من أقيال حضرموت وملوك اليمن[9].

وقال الرافعي: ولا نعلم أن هذه الفصاحة قد كانت له صلى الله عليه وسلم؛ إلا توفيقًا من الله وتوقيفًا، إذ ابتعثه للعرب وهم قوم يقادون من ألسنتهم، ولهم المقامات المشهورة في البيان والفصاحة؛ ثم هم مختلفون في ذلك... فمنهم الفصيح والأفصح، ومنهم الجافي والمضطرب، ومنهم ذو اللوثة والخالص في منطقه، إلى ما كان من اشتراك اللغات وانفرادها بينهم، وتخصص بعض القبائل بأوضاع وضيع مقصورة عليهم، لا يساهمهم فيها غيرهم من العرب، إلا من خالطهم[10].

كلامه صلى الله عليه وسلم موجز لم يسبق إليه:
قال ابن رجب- رحمه الله-: جوامع الكلم التي خص بها النبي - صلى الله عليه وسلم - نوعان: أحدهما: ما هو في القرآن....، والثاني: ما هو في كلامه - صلى الله عليه وسلم -، وهو موجود منتشر في السنن المأثورة عنه، وقد جمع العلماء جموعا من كلماته الجامعة، فصنف الحافظ أبوبكر بن السني، كتابا سماه: الإيجاز وجوامع الكلم من السنن المأثورة، وجمع القاضي أبو عبد الله القضاعي من جوامع الكلم الوجيزة كتابا سماه: الشهاب في الحكم والآداب، وصنف على منواله قوم آخرون، فزادوا على ما ذكره زيادة كثيرة [11].


وجملة القول عن كلامه صلى الله عليه وسلم:
قال ابن الأثير: قد عرفت -أيدك الله وإيانا بلطفه وتوفيقه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أفصح العرب لسانا، وأوضحهم بيانا، وأعذبهم نطقا، وأسدهم لفظا، وأبينهم لهجة، وأقومهم حجة، وأعرفهم بمواقع الخطاب، وأهداهم إلى طرق الصواب، تأييدا إلهيا، ولطفا سماويا، وعناية ربانية، ورعاية روحانية [12].

ختامًا:
أسأل أن ينفع بهذا العمل ويبارك فيه، وأن يجعله عملًا خالصًا لوجهه، وأن يجمل ألسنتكم بذكره وشكره، ودوام استغفاره، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


[1] صحيح البخاري (8/ 26)، صحيح مسلم (4/ 1829)، واللفظ البخاري.

[2] شرح النووي على مسلم (15/ 107).

[3] القبس في شرح موطأ مالك بن أنس (ص: 452).

[4] زاد المعاد في هدي خير العباد (1/ 175)

[5] قال ابن الأثير: يا صباحاه: كلمة يقولها المستغيث، وأصلها إذا صاحوا للغارة، لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون عند الصباح، ويسمون يوم الغارة يوم الصباح، فكأن القائل يا صباحاه يقول قد غشينا العدو. وقيل إن المتقاتلين كانوا إذا جاء الليل يرجعون عن القتال، فإذا عاد النهار عاودوه، فكأنه يريد بقوله يا صباحاه: قد جاء وقت الصباح فتأهبوا للقتال. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 6).

[6] صحيح البخاري (6/ 180)، صحيح مسلم (1/ 193)، واللفظ البخاري.

[7] أعلام النبوة للماوردي (ص: 225).

[8] بني نهد: هم قبيلة باليمن كانوا يتكلمون بألفاظ غريبة وحشية لا تعرفها أكثر العرب. انظر: كنز العمال (10/ 617).

[9] الشفا بتعريف حقوق المصطفى - وحاشية الشمني (1/ 71).

[10] إعجاز القرآن والبلاغة النبوية للرافعي (ص: 195).

[11] جامع العلوم والحكم ت الأرنؤوط (1/55، 56).

[12] النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 4).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-06-2021, 11:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام(3)
سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر





الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة، أحمده حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأصلي وأسلم على من لا نبي بعده، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

وبعد:
أخي القارئ أختي القارئة، اعلموا رحمكم الله تعالى، أنه تقدم الحديث عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام، وبمشيئة الله تعالى نتابع الحديث عن ذات الموضوع، سائلا الله تعالى لكم التوفيق والسداد، وأن يلهمكم البِّر والرشاد، ويزيدكم من كرمه فضله، وأن يرزقكم طريق الأخيار الأبرار.

كلامه -صلى الله عليه وسلم- مع أهله مؤانسة وملاطفة ومحبة:
قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ[1] لِأُمِّ زَرْعٍ»[2].

وهذا جزء من حديث طويل مشهور (حديث أم زرع)، وفيه: جلس إحدى عشرة امرأة، فتعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئًا... إلى آخر الحديث.

وقوله - عليه الصلاة والسلام -: " كنت لك كأبي زرع لأم زرع ": تطييبًا لنفسها، ومبالغة في حسن عشرتها [3].

قال القاضي عياض: وبالجملة، فكلام هؤلاء النسوة من الكلام الفصيح الألفاظ، الصحيح الأغراض البليغ العبارة... فأنت إذا تأملت كلام أم زرع وجدته مع كثرة فصوله وقلة فضوله مختار الكلمات واضح السمات نير النسمات قد قدرت ألفاظه قدر معانيه[4].

وقد اعتنى العلماء بحديث أم زرع، وأفرده بعضهم بالتأليف، منهم القاضي عياض رحمه الله، كتاب سَمَّاهُ: (بغيةُ الرَّائد فيما في حديث أمِّ زرع من الفوائد) وهو مخطوط ومطبوع.

كان كلامه صلى الله عليه وسلم يسمع المنتبه ولا يزعج النَّائم:
عن المقداد رضي الله عنه في حديثه الطويل، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان: « يَجِي مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا، وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ»[5].

عن ابن عمر: إذا سلمت فأسمع فإنها تحية من عند الله؛ لكن يستثنى من رفع الصوت ما إذا كان بحضرة نيام فقد كان صلى الله عليه وسلم من الليل فيسلم تسليمًا لا يوقظ نائمًا ويسمع اليقظان[6].

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام، المبالغة في الترتيل والتفهيم:
عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان «يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ العَادُّ لَأَحْصَاهُ»[7].

قال الصنعاني: كان يحدث حديثًا، أي: لا يسرع فيه ولا يخلله السكتات فيقطعه بل يبالغ في إفصاحه وبيانه بحيث لو عده العاد لأحصاه، أي: لو عد كلماته أو حروفه لأدرك ذلك لوضوح ألفاظه وفصاحتها وبيانها، ومنه يؤخذ أنه يحسن الإبانة للحديث والإبلاغ في إفصاحه والأناة في التحدث[8].


كان يتكلم صلى الله عليه وسلم بكلام واضح مفهوم:
وعن عائشة رضي الله عنها أيضًا، قَالتْ: « إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ»[9].

قال ابن حجر: لم يكن يسرد الحديث كسردكم أي يتابع الحديث استعجالا بعضه إثر بعض لئلا يلتبس على المستمع[10].

كان كلام النبي الله صلى الله عليه وسلم، يحفظه كل من يسمعه:
للترمذي من حديث عائشة أيضًا، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كَانَ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ يُبَيِّنُهُ، فَصْلٌ، يَحْفَظُهُ مَنْ جَلَسَ إِلَيْهِ »[11].

والمقصود بكلام بين فصل: أي فاصلا بين الحق والباطل وآثره عليه لأنه أبلغ أو مفصولا عن الباطل أو مصونا عنه فليس في كلامه باطل أصلا أو مختصا أو متميزا في الدلالة على معناه وحاصله أنه بين المعنى لا يلتبس على أحد بل يفهمه كل من سمعه من العرب وغيرهم لظهوره وتفاصيل حروفه وكلماته واقتداره لكمال فصاحته على إيضاح الكلام وتبيينه[12].

التكنية عما يستقبح ذكرُه:
عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام بعد أن رجم الأسلمي فقال: «اجْتَنِبُوا هَذِهِ الْقَاذُورَةَ الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَنْهَا فَمَنْ أَلَمَّ فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ وَلْيُتُبْ إِلَى اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِلْنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»[13].

قال المناوي: فقوله: " اجتنبوا هذه القاذورات" جمع قاذورة وهي كل قول أو فعل يستفحش ويستقبح لكن المراد هنا الفاحشة يعني الزنا، " التي نهى الله تعالى عنها" أي حرمها، "فمن ألم" بالتشديد "بشيء منها" أي قارب مواقعته " فليستتر بستر الله وليتب إلى الله" بالندم والرجوع والعزم على عدم العود "فإنه" أي الشأن "من يبدلنا صفحته" أي من يظهر لنا فعله الذي حقه الستر والإخفاء والمراد من يظهر لنا ما ستره أفضل مما يوجب حد الله والصفحة الجنب والمصافح من يزني بكل امرأة حرة أو أمة "نقم عليه" معشر الحكام "كتاب الله" أي الحد الذي شرعه الله في كتابه والسنة من الكتاب [14].

وجملة القول في كلام النبي صلى الله عليه وسلم:
وصفته أُمُّ مَعْبَد رضي الله عنها: إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سَماهُ وعَلاهُ الْبَهاءُ، أجمل الناس وأبهاهمُ من بعيد، وأحْلاهُ وَأَحْسنهُ من قريب، حُلْوُ المنْطقِ، فصلٌ لَا هذرٌ ولا تَزرٌ، كأن منْطقهُ خرزاتٌ نظْمٌ يَتحدَّرْنَ[15].

ختامًا:
اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم؛ إنك أنت علام الغيوب[16].


[1] كني بذلك لكثرة زرعه، ويحتمل أنها كنته بذلك تفاؤلا بكثرة أولاده ويكون الزرع بمعنى الولد. انظر: الشمائل المحمدية للترمذي ط إحياء التراث (ص: 153).

[2] صحيح البخاري (7/ 28) رقم (5189)، صحيح مسلم (4/ 1901) رقم (2448).

[3] إكمال المعلم بفوائد مسلم (7/ 470).

[4] بغية الرائد لما تضمنه حديث: أم زرع من الفوائد (186).

[5] صحيح مسلم (3/ 1625) رقم (2055).

[6] إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (9/ 137).

[7] صحيح البخاري (4/ 190) رقم (3567)، صحيح مسلم (4/ 2298) رقم (2298).

[8] التنوير شرح الجامع الصغير (8/ 553).

[9] صحيح البخاري (4/ 190) رقم (3568)، صحيح مسلم (4/ 1940) رقم (2493).

[10] فتح الباري لابن حجر (6/ 578).

[11] سنن الترمذي ت بشار (6/ 37)، وقال: حديث حسن صحيح.

[12] فيض القدير (5/ 81).

[13] المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 272)، وفي السلسلة الصحيحة (2/ 267).


[14] التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 35).

[15] المعجم الكبير للطبراني (4/ 49)، المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 10).

[16] سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (7/ 695).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19-06-2021, 11:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام

من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام(4)
سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر





الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، حمدًا كثيرًا يوازي نعمه ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه، وعلى سائر عباد الله الصالحين.




وبعد:

الإخوة والأخوات الكرام حياكم الله وبياكم وجعل الفردوس الأعلى مثواي ومثواكم، أحيطكم علمًا أن هذا هو اللقاء الرابع في الحديث عن/ هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الكلام، سائلًا اللهَ تبارك وتعالى أن ينفع به، وأن يصلح نوايانا واياكم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.




آخر ما سُمِعَ من كلامه صلى الله عليه وسلم:

عن عباد بن عبد الله بن الزبير، أن عائشة، أخبرته أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وأصغت إليه قبل أن يموت، وهو مسند إلي ظهره يقول: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ»[1].





قال ابن بطال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أمته عن تمنى الموت عند نزول البلاء بهم وأمرهم أن يدعوا بالموت ما كان الموت خيرا لهم... أما قول النبي "اللَّهُمَّ أَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ"، فإنما قال ذلك بعد أن علم أنه ميت في يومه برؤية الملائكة المبشرة له عن ربه بالسرور الكامل ألا تسمعه يقول لابنته فاطمة حين ندبته: "لَا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ" فكانت نفسه مفزعة في اللحاق بكرامة الله تعالى[2].



وفي رواية لابن ماجه، قالت عائشة رضي الله عنها: لما ثقل النبي - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحه وأقولها، فنزع يده من يدي، ثم قال: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى» قَالَتْ: فَكَانَ هَذَا آخِرَ مَا سَمِعْتُ مِنْ كَلَامِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»[3].



فلما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين الدنيا وبين لقاء ربه، فاختار لقاء ربه، قال ابن القيم: أمره سبحانه بالاستغفار في نهاية أحواله، وآخر أمره، على ما كان عليه - صلى الله عليه وسلم - مقاما وحالا، وآخر ما سمع من كلامه عند قدومه على ربه: "اللهم اغفر لي، وألحقني بالرفيق الأعلى"، وكان - صلى الله عليه وسلم - يختم على كل عمل صالح بالاستغفار[4].



كلامه صلى الله عليه وسلم مع قتلى بدر من الكفار الذين طرحوا في القليب[5]:

عن قتادة، قال: ذكر لنا أنس بن مالك، عن أبي طلحة، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش، فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها، ثم مشى واتبعه أصحابه، وقالوا: ما نرى ينطلق إلا لبعض حاجته، حتى قام على شفة الركي، فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم: «يَا فُلاَنُ بْنَ فُلاَنٍ، وَيَا فُلاَنُ بْنَ فُلاَنٍ، أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَإِنَّا قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا؟» قال: فقال عمر: يا رسول الله، ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ مِنْهُمْ»، قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم، قوله توبيخا وتصغيرا ونقيمة وحسرة وندما[6].



قال القاضي عياض: يحمل عليه سماع هؤلاء هو ما يحمل عليه سماع الموتى فى سائر أحاديث عذاب القبر وفتنته التي لا مدفع فيها، وذلك بإحيائهم أو إحياء جزء منهم يعقلون به ويسمعون، ويجيبون في الوقت الذي يريده الله تعالى[7].



وقوله "والذي نفسي بيده" هو قسم كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يقسم به والمعنى أن أمر نفوس العباد بيد الله أي بتقديره وتدبيره [8].



اختياره صلى الله عليه وسلم ما يلفت الانتباه ويحرك العقول:

عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ؟» قال قلنا: الذي لا يولد له، قال: «لَيْسَ ذَاكَ بِالرَّقُوبِ وَلَكِنَّهُ الرَّجُلُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئًا» قال: «فَمَا تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فِيكُمْ؟» قال قلنا: الذي لا يصرعه الرجال، قال: «لَيْسَ بِذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ»[9].



الرَّقُوبَ: أصل الرقوب في كلام العرب الذي لا يعيش له ولد.



الصُّرَعَةَ: الصرعة أصله في كلام العرب الذي يصرع الناس كثيرا.



يَمْلِكُ نَفْسَهُ: يقهر نفسه ويتصرف فيها تصرف المالك فإذا ملكها كان قد قهر أقوى أعدائه وشر خصومه.



قال ابن الجوزي: دلهم بهذا الحديث على النظر إلى المعاني دون الصور، لأنهم ألفوا في كلامهم أن الرقوب الذي يفقد أولاده، فأخبرهم أنه الذي يفقد ثواب أولاده في الآخرة. ولما عرفوا أن الصرعة الذي لا يصرعه الرجال أخبرهم أن الشدة في ملكة النفس[10].



وجملة القول عن كلامه صلى الله عليه وسلم:

كان صلى الله عليه وسلم أبرع الناطقين فصاحة، وأبلغهم تأثيرا في النفوس، ملك أساليب البيان، وبلاغة الخطاب، وقوة العبارة، كان يتخير صلى الله عليه وسلم الكلمات التي تلفت انتباه السامع وتجدد نشاطه، وتحمله للإصغاء، وتأخذ بعقله وقلبه.



ختامًا:

أسأل الله أن يوفقكم لما يحبه ويرضاه، وأن يسددكم في أقوالكم وأعمالكم، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم، وآخر دعوانا أن الحمد رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.





[1] صحيح البخاري (6/ 11) رقم (4440)، صحيح مسلم (4/ 1893) رقم (2444).




[2] شرح صحيح البخاري لابن بطال (9/ 387، 388).




[3] سنن ابن ماجه (1/ 517) رقم (1619 )، السلسلة الصحيحة (6/ 641) رقم: (2338).




[4] مدارج السالكين (3/ 403).




[5] القليب: البئر العادية لا يعلم لها صاحب ولا حافر. انظر: فقه اللغة، للثعالبي (ص: 193).




[6] صحيح البخاري (5/ 76)، رقم: (3976)، صحيح مسلم (4/ 2202)، رقم: (2873)، واللفظ للبخاري.





[7] إكمال المعلم بفوائد مسلم (8/ 405).




[8] فتح الباري لابن حجر (2/ 129).




[9] صحيح مسلم (4/ 2014)، رقم: (2208).




[10] كشف المشكل من حديث الصحيحين (1/ 333).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 94.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.39 كيلو بايت... تم توفير 3.09 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]