|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أخاف من عقوقي لوالدي أ. عزيزة الدويرج السؤال ♦ الملخص: فتاة تعرَّضت لضغوط نفسية سيئة من أُسرتها وهي صغيرة، وحين كبرت صارت عنيدة وعصبية، وسريعة الردود على والديها، لكنها نادمة على ردودها، وتخاف أن يعقَّها أبناؤها حين تكبر. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة في العشرين مِن عمري، مشكلتي للأسف مع والديَّ، وقد بدأتْ هذه المشكلة منذ الصِّغر؛ فقد كنتُ أشعر دائمًا بالتفرقة بيني وبين بقية إخوتي، وكنتُ أُضرب بأية وسيلة ضرب منهما. في مرة ضربتني أمي وظهرتْ علامات الضرب على ظهري، فقال والدي لأمي: لماذا ضربتِها؟ هل تَضربينها هكذا لأنكِ لا تُحبِّينها؟ ومنذ ذلك الوقت وإلى الآن تدور كلمة أبي في رأسي! بسبب ما كان يحدث معي صرتُ عنيدةً جدًّا، وانتشر عني بين أفراد العائلة أني إنسانة حقود حسود! والله يعلم أني لم أتعاملْ في يوم من الأيام بحقدٍ أو بحسدٍ مع أي شخص، بل العكس صحيح، حتى الأشخاص الذين كانوا يَظلمونني كنت أتعامَل معهم بصفاء نية. مشكلتي الآن أني أصبحتُ سريعة الانفِعال، وصارتْ ردودي غالبًا بدون تفكيرٍ، خاصة مع والديَّ، وأحيانًا أردُّ عليهم بدون قصدٍ، وأندم بعدها، وأخاف أن يردَّ عليَّ أبنائي في المستقبل بنفس هذه الردود أو أن يعقُّوني! أفكر كثيرًا كيف أستطيع التعامل بصورةٍ صحيحةٍ مع الناس، ومع والديَّ خاصة، فأنا أريد إصلاح نفسي، وإصلاح حالي معهم قبل فوات الأوان، لكن للأسف الأمر يَزداد سوءًا، حتى تعبتُ من التفكير. أرشدوني ماذا أفعل؟ الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. مرحبًا بك أختي الكريمة في موقع الاستشارات بشبكة الألوكة، ونتمنى أن نكون عند حسن ظنِّك بنا، وأن نكون خير مُعين لك بعد الله في تجاوُز ما تمرِّين به. أختي الكريمة، يمنح الله الإنسان كثيرًا من النِّعم التي يفتقدها الكثير ممَّن حوله، ومن أكبر هذه النعم وأفضلها نعمة وجود الوالدَين أو أحدهما على قيد الحياة، وأنت ما زلتِ ولله الحمد تنعَمين بذلك أطال الله في أعمارهما على طاعته، فالمجال أمامك مفتوح، وما زال الأمر بيدك؛ فحقُّهما عظيم، وقد قال الكريم سبحانه في كتابه: ﴿ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]. كذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رجلًا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: ((أمُّك)) قال: ثم مَن؟ قال: ((أمُّك))، قال: ثم مَن؟ قال: ((أمك))، قال: ثم مَن؟ قال: ((أبوك))؛ متفق عليه. وبعد هذه الأدلة الصريحة من الكتاب والسنَّة لا يمكن أن تعامليهما بالمثل بأي حال من الأحوال، ولكن عليك احترامهما وتقديرُهما. أختي الكريمة، لمستُ من خلال استشارتك أن لديكِ فكرًا راقيًا، وحسًّا جميلًا، وبُعدَ نظر للأمور في حياتك، وهذه الصفات صفات رائعة، تَستلزم منك الآن البدء بما تريدين تغييره في أسلوبك مع والدَيك، والأمر سهل جدًّا، لكنه يحتاج القليل من الصبر، ومزيدًا من الوقت. ابدئي هذا التغيير أختي الكريمة أنتِ بمُحاولة مسح المواقف الماضية التي حصلَت لك وسمعتِها سواء من والدتك أو والدك، أو حتى من نفسك بتعاملك معهما، ثم تبديلها بالكلمات الطيبة، والسمع والطاعة لهما، وتذكُّر المواقف الجميلة التي حصلت منهما ومنك لهما، ومحاولة تكرارها، وأنا على يقين بأنك قادرة على ذلك بإذن الله؛ لما تَحملينه مِن الصفات الجميلة التي ذكَرتِها؛ من طيبة وعدم حقد و... و... إلخ. كذلك أحب أن أشيرَ إلى نقطة مهمة جدًّا؛ وهي "نظرة الناس لك"، ففي الغالب تكون نظرة الناس للشخص عن طريق ما يَسمعونه عنه، ولكن سرعان ما تتبدل هذه النظرة بتعامله معهم، فاعمَلي على ذلك، ومع الوقت كل من يتعامَل معك سيعرفك جيدًا، وبعدما سبق ذكره يتبقى لديكِ الانفعال، وهو ناتج من التوتر الذي يَسكن داخلكِ، وبمجرد أن تعملي على مُعالَجة أمورك مع والديك سيقلُّ التوتر، ثم تعودين إلى طبيعتك الهادئة، وردودك الحليمة. وختامًا تمنياتي لكِ بحياة سعيدة، ومُستقبل مُشرق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |