شرح حديث عبدالله بن الشخير: "أتيت رسول الله وهو يصلي ولجوفه أزيز" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          7أفكار لوجبات خفيفة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أضرار مشروبات الطاقة: حقائق صادمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أسباب القدم السكري وكيفية الوقاية منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-06-2021, 09:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,331
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث عبدالله بن الشخير: "أتيت رسول الله وهو يصلي ولجوفه أزيز"

شرح حديث عبدالله بن الشخير: "أتيت رسول الله وهو يصلي ولجوفه أزيز"
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين








وعن عبدالله بن الشِّخِّير رضي الله عنه قال: "أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أَزيزٌ كأزيز المِرجَل من البكاء"؛ حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي في الشمائل بإسناد صحيح.



وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأُبيِّ بن كعب رضي الله عنه: ((إن الله عز وجل أمَرَني أن أقرأ عليك: ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [البينة: 1]))، قال: وسَمَّاني؟! قال: ((نعم))، فبكى أُبَيٌّ. متفق عليه.



وفي رواية: فجعل أُبَيٌّ يبكي.



وعنه قال: قال أبو بكر لعمرَ رضي الله عنهما، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلِقْ بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزُورُها كما كان رسول الله يزورها، فلما انتهينا إليها بكَتْ، فقالا لها: ما يبكيك؟ أمَا تعلمين أن ما عند الله تعالى خيرٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: إني لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند الله خيرٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكني أبكي أن الوحيَ قد انقطَع من السماء؛ فهيَّجتْهما على البكاء، فجعلا يبكيانِ معها. رواه مسلم. وقد سبق في باب زيارة أهل الخير.



وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما اشتدَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعُه، قيل له في الصلاة، فقال: ((مُروا أبا بكر فلْيُصلِّ بالناس))، فقالت عائشة رضي الله عنها: إن أبا بكر رجلٌ رقيق، إذا قرأ القرآن غلَبَه البكاءُ، فقال: ((مُرُوهُ فليُصلِّ)).



وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: إن أبا بكر إذا قام مَقامَك لم يُسمِعِ الناسَ من البكاء. متفق عليه.



وعن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف أنَّ عبدَالرحمنِ بن عوف رضي الله عنه أُتي بطعام وكان صائمًا، فقال: قُتل مصعب بن عمير رضي الله عنه وهو خير مني، فلم يوجد له ما يكفَّن فيه إلا بُردة، إنْ غطِّي بها رأسه بدَتْ رِجلاه، وإن غطِّي بها رجلاه بدا رأسُه، ثم بُسِط لنا من الدنيا ما بُسِط - أو قال: أُعطينا من الدنيا ما أُعطينا - وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجِّلتْ لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعامَ. رواه البخاري.



قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

هذه الأحاديث التي ذكَرَها المؤلِّف في باب البكاء من خشية الله أو من الشوق إليه سبحانه وتعالى، ذكر فيها عدة أحاديث، منها: حديث عبدالله بن الشخير رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلِّي وكان لصدره أَزيزٌ كأزيز المِرجَل.



المرجل: القِدر يغلي على النار وله صوت معروف، وأزيز صدر النبي صلى الله عليه وسلم كان من خشية الله بلا شك، فهذا بكاء من خشية الله.



وذكر حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأُبيِّ بن كعب: ((إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك: ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ ﴾ [البينة: 1]، فقال: وسمَّاني لك؟! قال: ((نعم))، فبكى أُبَيٌّ.



لكن هذا البكاء يحتمل أن يكون شوقًا إلى الله عزَّ وجلَّ؛ لأن أمر نبيِّه صلى الله عليه وسلم أن يقرأ هذه السورة على أُبَيٍّ يدل على رفعة أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه، ويحتمل أن يكون ذلك من الفرح؛ فإن الإنسان ربما يبكي إذا فرح، كما أنه يبكي إذا حزن.



ثم ذكر المؤلف رحمه الله أحاديثَ كلها تدل على البكاء على الحزن على ما مضى، منها حديث أم أيمن رضي الله عنها حين زارها الصحابيان: أبو بكر وعمر، أتيا إليها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما أتيا إليها بكَتْ، فقالا لها: "ما يبكيك؟ أمَا علمتِ أن ما عند الله خيرٌ لرسوله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: بلى، إني لا أبكي أني لا أعلم"؛ يعني: بل أنا أعلم، "ولكن أبكي لأن الوحي قد انقطع من السماء" انقطع الوحي، "فهيَّجتْهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها".



وكذلك حديث عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه حين جيء إليه بالطعام وهو صائم، والصائم يشتهي الطعام عادة، ولكنه رضي الله عنه تذكَّرَ ما كان عليه الصحابة الأولون، وهو رضي الله عنه من الصحابة الأولين من المهاجرين رضي الله عنهم، لكنه قال احتقارًا لنفسه قال: إن مصعب بن عمير رضي الله عنه كان خيرًا مني.




وكان مصعبٌ رجلًا شابًّا، كان عند والديه بمكة، وكان والداه أغنياء، وأمه وأبوه يلبسانه من خير اللباس: لباس الشباب والفتيان، وقد دلَّلاه دلالًا عظيمًا، فلما أسلَمَ هجراه وأبعداه، وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان مع المهاجرين، وكان عليه ثوب مرقَّع بعدما كان في مكة عند أبويه يلبس أحسن الثياب، لكنه ترك ذلك كلَّه مهاجرًا إلى الله ورسوله.



وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم أُحُد، فاستشهد رضي الله عنه، وكان معه بُردة - أي ثوب - إذا غطَّوا به رأسه بدَت رجلاه - وذلك لقِصَرِ الثوب - وإنْ غطَّوا رجليه بدا رأسُه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُستَر به رأسه، وأن تُستر رجلاه بالإذخر؛ نبات معروف.



فكان عبدالرحمن بن عوف يذكُر حال هذا الرجل، ثم يقول: إنهم قد مضَوا وسَلِموا مما فتح الله به من الدنيا على من بعدهم من المغانم الكثيرة، كما قال تعالى: ﴿ وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا ﴾ [الفتح: 19].



ثم قال عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: "قد خشينا أن تكون حسناتُنا عجِّلتْ لنا"؛ لأن الكافر يُجزى على حسناته في الدنيا، وله في الآخرة عذاب النار، والمؤمن قد يُجزى في الدنيا وفي الآخرة، لكن جزاء الآخرة هو الأهم.



فخشي رضي الله عنه أن تكون حسناتهم قد عجِّلت لهم في هذه الدنيا، فبكى خوفًا وفَرَقًا، ثم ترك الطعام رضي الله عنه.



ففي هذا دليلٌ على البكاء من خشية الله ومخافة عقابه، والله الموفق.




المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 349- 353)





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.16 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]