|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حماتي تفتعل المشاكل، وزوجي تابع لها أ. مجاهد مأمون ديرانية السؤال أنا زوجة من 7 سنوات، وحماتي تفتعل معي المشاكل باستمرار، وزوجي دائمًا يكون معها، ويقول لي: إنه يجب أن يرضيَها؛ محبة في الله، أنا وأهلي نكون معها في كافة المناسبات، ونساندها في جميع المواقف، أخدمها كأنها أمي وأكثر، مع العلم بأني غير مقيمة معها، نعم نحن نسكن بيت عائلة مكون من 7 طوابق، ويسكن معنا في البيت نفسه 2 من إخوة زوجي متزوجين، هذا غير السكان طبعًا، ومع ذلك عندما ألِدُ أو أمْرض، فحماتي لا تعرفني، ولا حتى تقول: "مبارك"، عكس ما تعمل مع زوجات إخوة زوجي في البيت. وآخر شيء دعوناها لفرح أختي، وعملتِ الشيء نفسه، لم تأتِ الفرح من غير سبب، ليس هذا فقط؛ بل ومنعتْ إخوة زوجي من الحضور، وبعدها بأسبوع أخوها مات، ذهب أبي إلى العزاء، لكن أنا وأمي لم نذهب لنعزي، وتكلمتُ مع زوجي، ووضحتُ أن أمه دائمة الإساءة لي، وقال لي: أنت حرة، وكنا غاية في السعادة، إلى أن قابل أمه، وبعدها طردني من البيت أنا وطفلين ليرضيها، وهذا الكلام من شهر ونصف، ولا يرضى أن يبعث مصاريفَ لعياله، برغم أنه يعرف أني أذهب ببنتي التي عندها سنة ونصف عند دكاترة المخ والأعصاب. هذا حرام أم حلال؟ الجواب رسالتُكِ تقدِّم صورة لواحدة من المشكلات الأساسية التي يعانيها أكثر الناس: العجز عن التوازن، والميل إلى واحدة من الجهتين: جهة الإفراط أو جهة التفريط، و"كِلاَ طَرَفَيْ قَصْدِ الأُمُورِ ذَمِيمُ". إنّ لكل أمٍّ على ولدها حقًّا لا يجوز أن يقصِّر فيه، ولكل زوجة على زوجها حقًّا من واجبه أن يؤديه إليها، والزوجُ الحكيم هو الذي يدير علاقةً متوازنة بين الطرفين، فلا يسمح لزوجته بأن تَظلم أمَّه (كما رأيت في سؤال وصلني منذ أيام)، ولا يرضى بأن تظلم أمُّه زوجتَه (كما أرى في سؤال اليوم). والظلم محرَّم، سواء أوقَعَ من الكبير على الصغير، أم من الصغير على الكبير، وهو سلوك يأباه الله على نفسه، ويأباه على الناس، كما قال في الحديث القدسي: "يا عبادي، إني حرمتُ الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرَّمًا، فلا تَظالموا"، فمَن دعتْه قدرتُه إلى ظلم الناس في هذه الدنيا، فليذكر الموقف غدًا بين يدي الله، في يوم حساب طويل ثقيل، توزَن فيه الأعمالُ، لا بالأكيال والجرامات، ولكن بـ"الهباءات" والذرَّات، ولسوف يقتصُّ الله يومئذٍ لكل مظلوم من كل ظالم، ويلقى كلُّ امرئ جزاءَ ما قدمتْ يداه. إذا كان ما فصَّلْتِه في رسالتك صحيحًا، فلا أرى أن الحياة مع زوجك ستكون يسيرة على مر الأيام؛ لأنه - كما يبدو - من النوع الذي يَعجِز عن إدارة العلاقات بالتوازن الشرعي والأخلاقي المطلوب، ولكن المرء لا يستسلم أمام مشكلته ويَدَع محاولة حلِّها، مهما تكن المشكلة، ومهما تكن صعوبتها، إنما ذلك هو العيي العاجز، ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - علَّمنا أن نستعيذ بالله من العجز، فلنحاول علاج هذه المشكلة الصعبة إذًا. 1- أقترح عليكِ أولاً أن تفكِّري، وتطيلي التفكير في تاريخ علاقتك بحماتك، من أول يوم اجتمعتما فيه حين جاءتْ تخطبك لابنها من أمك: هل بدأتِ معها بدايةً حسنة، وكنتِ معها محسنة، وبها بارَّة؟ هل أسأتِ إليها من حيث تعلمين أو من حيث لا تعلمين؟ الذي بدا من رسالتك أنك أحسنتِ إليها فأساءتْ إليك، وترفَّقتِ بها فأغلظت عليك، لكن المرء حين يوجز مشكلتَه في سطور، قد يطوي بعض التفصيلات المهمة، التي من شأنها أن تساعد على الرؤية الصحيحة، وتُعِين على الوصول إلى الحل الأمثل. 2- لو أنك وجدتِ أنك قصرتِ أو أسأتِ، فعالجي التقصير، وأصلحي الخطأ؛ فلعلك تعجِّلين في شفاء هذه العلاقة المريضة - بإذن الله - أما إذا استقر في يقينك أنك صنعتِ خيرًا فلقيتِ شرًّا، أو أن حماتك مبغضتُك لا محالة، ولا أمل في أن تنصفك أو تحبَّك، فسبيل العلاج هو إقناع زوجك بأن يعدل بينكما، فيقيم علاقة متوازنة، بأمه من جهة، وبك من جهة أخرى، علاقة يؤدِّي فيها حقَّ كل طرف، ولا يسمح لأي من الطرفين بالعدوان على الطرف الآخر أو الانتقاص منه. 3- على أنك لن يَسَعَك أن تصنعي ذلك بنفسك في الظروف الحاضرة؛ أولاً لأن زوجك بعيد عنك، وقد تركك في بيت أهلك، وقطع الاتصال بك، وثانيًا لأنه غير مهيَّأ لقَبول رأيك في هذه المسألة؛ فلا بد أنه قد سمعه منك مرات ومرات، وإنْ هو لم يقتنع من قبل، فلماذا يقتنع اليوم؟! أو لو أنه اقتنع إذْ سمع حُجتك، ثم ولَّى إلى أمه فسمع منها فتغيرتْ قناعتُه، فإن الذي حصل مرة، سوف يحصل في مرة أخرى. وما دام مَبْلَغُ فهمِه للبِرِّ الشرعي المطلوب بأمه هو أن يعينها على ظلمك، فلابد أن يأتي التأثير المطلوب من طرف خارجي، فوسِّطي بعضَ الكبار العقلاء، الذين لهم دالَّة على زوجك، ولهم قدرة على التأثير فيه، وبما أنك لم تذكري حماكِ في السياق مطلقًا، فالظاهر أنه ليس على قيد الحياة، وإذًا؛ فابحثي عن كبير سواه: عمٍّ من أعمام زوجك، أو خالٍ كبير عاقل نافذ الكلمة، واقصديه مع محرَم من محارمك - أخ، أو أب؛ لاجتناب الخلوة الشرعية - واشرحي له الموضوع، واطلبي منه التدخل للإصلاح. على أن من الأهمية بمكان ألاَّ تحصري اهتمامك بهذه القصة الأخيرة، وألاَّ تجعليها محور شكواك، فلو صنعتِ ذلك، ونجح الوسيط في حلِّها بذاتها، فسوف تنشأ غدًا أو بعد غد مشكلةٌ سواها، وتعودين إليه من جديد، لا؛ بل اجعلي اهتمامك كله أن يستوعب الوسيط جذْرَ المشكلة وأصلها، ثم يجتهد في توظيف مركزه وسلطته لحلها، وجذرُ المشكلة هو في فشل زوجك في موازنة العلاقة بينك وبين أمه، وفي جَوره عليك انسجامًا مع مواقفها منك. فإذا نجح الوسيط في حل مشكلتك، فأرجو أن تتحسن ظروف حياتك، أما إذا فشِل، وأصرَّ زوجُك على هجرك، واستمر في التنصل من واجبه في الإنفاق عليك وعلى ولديه، فعندئذٍ لا مناص من مراجعة المحكمة، فإن آخر الدواء الكيُّ كما تقول العرب، فراجعي القاضي، أو فليراجعه وكيلٌ عنك، واطلبي أن تُلزم المحكمة زوجَك بالقيام بواجبه، والإنفاق عليك وعلى الطفلين. التعليق ليس بالوضع المحتمَل الذي تطيقينه، فإما توفيق وإما تفريق؛ إما أن تعودي إلى بيته وتعيشي معه حياة كريمة، أو افترِقا بإحسان وباتفاق تقضي به المحكمة وتلزمه بتنفيذه.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |