|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لا أهتم بدراستي أ. شروق الجبوري السؤال ♦ الملخص: فتاة لاحظتْ تغييراتٍ في شخصيتها ونفسيتها وطريقة تفكيرها، ولم تَعُدْ تهتم بدراستها، وفقدت الثقة في نفسها، وتشعُر أنها مريضة نفسيًّا. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا طالبةٌ عمري 17 عامًا، منذ 3 سنوات لاحظتُ تغييراتٍ في شخصيتي ونفسيتي وطريقةِ تفكيري، ولَم أنتبه لهذا إلا بعد حُدوث مواقف جَعَلَتْني أنْتَبِه لنفسي، لكن ما أُعاني منه الآن يُمكن وصفُه بالأخطر! أنا مُقْبِلَة على اجتياز شهادة البكالوريا، وهو امتحان مَصيري، لكنني لم أبدأْ حتى الآن في المراجعة أو الدراسة، ولَم يَعُد الأمر يهمني! أمي قلقةٌ عليَّ جدًّا، والكلُّ ينتظر مني أن أنجح، خاصةً أنني كنتُ مِن المتفوقين في مدرستي. لا أعلم لماذا يحدُث معي هذا! أحسُّ أن داخلي ميت، وأحس أني عديمة الشعور والإحساس، كما أن لديَّ رغبةً مستمرة في البكاء، لكنني لا أستطيع البكاء! فقدتُ ثقتي في نفسي، وأحسُّ أني مريضة نفسيًّا، ولا بد أنْ أُعالَج! أمي حاولتْ معي، وذكَّرتني بيوم النتيجة، وقالتْ: هل تريدين أنْ يقولَ الناس: إنك فاشلة؟ هل تريدين أن يتفوقَ عليك الكل؟ كانتْ إجابتي صادمةً لها؛ حيثُ أخبَرْتُها أنه لا يهمني أيُّ شيءٍ! أخبِروني ما الذي يحدُث معي، أحس بفجوةٍ عميقةٍ بداخلي! الجواب ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يُسعدنا أنْ نُرَحِّب بك في شبكة الألوكة، ونسأل المولى القدير أن يسددنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. عزيزتي، إنَّ التغيُّرات النفسية وتقلُّبات المشاعر التي اجتاحتكِ منذ ثلاث سنوات؛ أي: منذ كنتِ في الرابعة عشرة من عمركِ - هي تغيُّرات طبيعية تحدُث بحكم التغيُّرات الجمسانية التي تفرضها هذه المرحلة العمرية، وتستمر حتى تبدأ في الانخفاض مع الوصول إلى سن العشرينات. لكن المهم في هذه المرحلة هو: عدم تأويل هذه المشاعر، (والتي غالبًا ما تكون خليطًا من الشعور بالقلق والتوتُّر والغضب المكبوت، ورغبة في التمرُّد على القيود والالتزامات وما شابه ذلك)، وتفسيرها بغير أسبابها، فاستيعابُك أنَّ أسباب هذه المشاعر يعود لتغيُّرات جمسانية مرحلية تَمُرين بها، وأنها سوف تزول قريبًا - يُجنبك تفسيرها على أنها مرض أو اضطراب نفسي، أو أي تفسير سلبي وغير حقيقي آخر، يُسهم في زيادة ضغطك النفسي، وهو ما أجد أنك قد وقعتِ فيه فعلًا. مع وصولكِ لمرحلة البكالوريا التي تُشكل مصدرَ قلق حتميًّا للطلاب؛ كونها مرحلة تُقرِّر المستقبل العملي لهم، زاد الضغط والارتباك الفكري لديكِ؛ فأوصلكِ لقرارٍ نفسي بعدم الاكتراث لأيِّ شيء، وهو ما يرفُضه عقلُك بالتأكيد، وهو الصراعُ الذي تعكسه رسالتُك، والعبارات التي تضمنتها. عزيزتي، إنَّ فهمك هذا التحليل لمشكلتك يُساعدك بشكل مباشر في حلِّها، إنْ عزمتِ على ذلك، وهو ما أجد أنك تريدينه؛ بدليل سؤالك للمختصين عن طلب المساعدة. فما عليك الآن سوى تصحيح أفكارك ورؤيتك، وتعاملك مع القلق والمشاعر السلبية الأخرى، واستبدال أفكار واقعية بها تدفعك إلى الاجتهاد بإرادة واندفاع ذاتي. فمثلًا: ليس مِن الصواب أن تشغلي نفسك بالخوف مِن رد فِعل المحيطين بك إن أخفقتِ في الحصول على معدل مُرضٍ في امتحان البكالوريا، والأجدى هو أن تحلمي بمستقبلك المهني والوظيفي الذي تميلين إليه، فيكون دافعك مِن مذاكرة دروسك مختلفًا، وأكثر تركيزًا وبعيدًا عن التوتر. كما أنصحكِ يا عزيزتي أن تقومي بمكافأة نفسك مباشرة، وحال قيامك بأول خطوةٍ في هذا الاتجاه بدراستك، فبعد أول جلسة تجدين أنك ذاكرت ِدروسك فيها بهذا النوع مِن الدافعية والأفكار - اعمدي مباشرةً إلى القيام بأيِّ نشاط تحبينه، أو تناولي طعامًا مفضلًا لك، وما إلى ذلك، ثم كرِّري ذلك مرة أخرى. ولكونك تجدين أنك قد أضعتِ شيئًا من الوقت في عدم مراجعة دروسك، أنصحك باعتماد جدولٍ تضعينه لنفسك يقوم على أساس تحديد أيام محددة لكل مقرر، (وبحسب ما هو متاح أمامك من الوقت)، ثم قسمي فصول الكتاب على عددِ تلك الأيام؛ لتكون لديك خطة واضحة فيما تُراجعينه يوميًّا، وتجنبي المذاكرة العشوائية، مع ضرورة تحديد بضعة أيام في نهاية الجدول للمراجعة السريعة لكل مقرر. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصْلِحَ أمرك كله، ويُعينك في مسعاك، وينفع بك وسنكون سعداء بسماع أخبارك الطيبة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |