|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() كيف أتعامَل مع زوجي؟ أ. أروى الغلاييني السؤال تَرَدَّدْتُ كثيرًا في كتابة المُشكلة، ولكن آمل منكم المساعدة: أنا مُتَزَوِّجة منذ خمس سنوات، ولم يَكْتُبِ اللهُ لنا الحملَ؛ والسببُ مُشترك بيني وبين زوجي، تعالجنا من مدة قريبة ثم توقَّفْنا، وأنا أُريد الحَمْل، وهو غير مُهْتَم، أو أنه لا يُبالِي خصوصًا بعلاج نفسه، لا يُساعدني أبدًا، ولا يُريد الذهاب للمستشفى، أو حتى عمل خلطات عشبيَّة في البيت، مع أنَّ مشكلته ليستْ صعبة. لوِ استَمَرَّ على العِلاج، ستكون هناك نتيجة - بإذن الله - أحس أنِّي مقهورة من داخلي، وهو عادي، كأنه لا يوجد شيء، أحيانًا أَمُرُّ بلَحَظات منَ اليأس والإحباط، وأشْعُر أنَّ الدُّنيا مسودَّة في وجهي، أحس أنَّ العمرَ يجري، ونحن لم نفعلْ شيئًا. أخاف أن أنْدَمَ على السِّنين التي مَرَّت، وأنا لم أَتَحَرَّك، ويزيد عندي هذا الشُّعور عندما أرى زوجي لا يبالي، ولا يساعدني ولا يهتم، تَمُرُّ عليَّ لَحَظات أبكي فيها، لا أريد أن أُكَلِّمَ أحدًا، أو أن أفعلَ شيئًا، حتى أهْمَلْتُ نفسي. أرجوكم أرشدوني ماذا أفعل معه؟ كيف أَتَصَرَّف؟ كيف أقنعه أن يأخذَ بالأسباب مع التوكُّل على الله؟ الجواب السائلة الفاضلة، سلام من الله عليك ورحمة من لدنه وبركاته، أحببتُ اسمك - أم بإذن الله - وهذا من الفأل وحسن الظن بالله تعالى، الذي قال فيما رواه عنه سيدُنا ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في الحديث القدسي: ((أنا عند ظنِّ عبدي بي، فليظنَّ عبدي ما شاء)). قرأتُ رسالتكِ أكثر من مَرَّة، قدرتُ مشاعركِ وتفهَّمتُها، وأحْسَسْتُ بشوقكِ لطفل تنجبينه؛ ولكنَّ الأمرَ لا يتعلَّق بك وحدكِ، فزوجك مناصف لك في هذه المشكلة. إنَّ الإنسان - عزيزتي - له جوانب ثلاثة: التفكير، والمشاعِر، والسلوك، وهي أُمُور ثلاثة متداخِلة، فقناعةُ الإنسان تنتج مشاعر، وتُتَرْجَم هذه المشاعر إلى سُلُوك مشاهَد. ما قُلتِه عن نفسكِ يوضِّح تمامًا فكركِ وقناعتكِ بإنجاب ولدٍ، وبالتالي مشاعر اللهفة والشوق والحنين دفعتكِ (سلوك) للذهاب إلى الطبيب، والحرص على تلقِّي العلاج، حتى إنكِ أيضًا أخذتِ وصفات ما يسمَّى بالطب البديل، والذي أطلقتِ عليه: "خلطات عشبيَّة". نأتي لزوجكِ ولسلوكه الذي تعايشينه، وكما قلتِ: عدم اهتمام، وعدم مبالاة، مع أن كلَّ رجل - في الغالب - يتمنى ابنًا - خاصة الرجل العربي - وهذا - عدم الاهتمام - بالفعل تصرُّف نادر منَ الرجل العربي. نعود للذي خلف هذا السلوك - المشاعر والقناعات - ما قناعات زوجك؟ هل يخشى أن يُقال عنه: إنه عقيم، فآثر عدم العلاج، وهو لا يضمن النتائج؟ هل سمع منكِ أيَّ انتقاص من رُجُولته دون قصْد منكِ، فأراد معاقبتك؟ هل لديه معلومات لا تعرفينها عن صحَّة حالته، وقدرته على الإنجاب؟ لن يَتَنَبَّأَ أحدٌ بذلك، ولن يعرفَ ذلك سواكِ، وذلك بالعمل على طمأنته، والمحاوَلة المستمرَّة لرفع قيمة الإنجاب عنده، وجعلها أعلى منَ القيَم الأخرى التي تمنعه من ذلك؛ ولكن عليك فعل ذلك بأسلوبٍ لطيفٍ مُطَمْئِن، لا توتُّر فيه ولا قلق، لا تَتَبَادَلا أصابع الاتِّهام؛ بل تقاسَمَا الرأي والمشورة، وعبارات الحب والعواطف، وتخيَّلا المستقبل بوجود أطفال يملؤون الحياة أُنسًا وبَهْجَة. فالقلقُ آثارُه السلبيَّة مشهودة، ومثبتة بالأبحاث والإحصائيات، والتي قد تؤدِّي إلى تأخُّر الحمل عند النِّساء اللاتي ليس لديهن أيَّة مشاكل طبية تمنعهن من الإنجاب، فاحْذري القلق والاكتئاب بكلِّ صوره وأشكاله، وتابعي حالتك مع طبيبتك. وأجمل ما يزيل القلق هو الرِّضا بما قدره الله - جَلَّ وعلا - لنا، فأكثري من الدعاء: "اللهم اجعلني راضية مرضية، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به". واعلمي أنَّ لكلِّ شيء قدرًا قد كتبه الله لنا، ولن نموتَ حتى نستوفيَه، شِئْنا أم أبينا، وأن هذه الدنيا مَمَرّ، وليست مقرّ، وأن ابتلاء الله لعبده يرفع درجاته يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلاَّ مَن أتى الله بقلب سليم. أسعدك الله وأقرَّ عينيك بذرية صالحة إن كان ذلك لكِ خيرًا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |