فجر آبق في أروقة البلدة القديمة - رواية (الفصل الرابع) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1389 - عددالزوار : 140177 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-06-2021, 02:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,163
الدولة : Egypt
افتراضي فجر آبق في أروقة البلدة القديمة - رواية (الفصل الرابع)

فجر آبق في أروقة البلدة القديمة - رواية (الفصل الرابع)
د. زهرة وهيب خدرج





الفصل الرابع - فضفضة






فتح "جاد" عينيه فوجد نفسه في سرير مغطى بملاءة بيضاء، تحيط به ستائر وردية اللون من جميع الجهات، والده يجلس إلى جواره يكسو وجهه حزن عميق... أما والدته فتجلس على كرسي أمام السرير تبكي بصمت دون توقف... أدار نظره في المكان دون أن يحرك رأسه فأدرك أنه في المشفى، وانسابت الأحداث الأخيرة التي مر بها فجأة إلى ذاكرته وكأن صماماً فُتح على حين غرة سمح لها بالانسياب، فتتابعت جميع الصور في ذهنه وكأنها شريط مُسجل يُعرض في تقرير إخباري، تذكر جميع ما حدث رغم شعوره بخدر شديد يلف جميع أجزاء جسده يشعره بنوع من العزلة اللاشعورية عن الواقع.



تكلل وجه ميساء بتباشير الفرح عندما رأت وحيدها يفتح عينيه ويتململ في سريره، أما عادل فقد ابتسم ابتسامة عريضة يلفها الحزن، قبل أن يندفع الاثنان يحتضنانه ويقبِّلانه برفق شديد، ويحمدا الله على سلامته.



شعر جاد بالذنب لأنه سبب لوالديه الألم والحزن والتعاسة، وشعر بكره شديد لهؤلاء الأنذال الذين تسببوا له بكل ما جرى دون أي سبب، ودون أن يرتكب أي خطأ في حقهم، فهم من تعدوا عليه دون وجه حق. عاهد نفسه بعد هذه الحادثة أن لا يخرج مرة أخرى من دون إذن والدته.



بعد شفائه، لم يسلم جاد من عتاب والدته كلما تذكرت ما جرى، ليس هذا فحسب، بل شدَّدت مراقبتها له.



يدرك جاد تماماً الظروف القاسية التي يعيشون بها في حارة المغاربة تحديداً عدا عن التحديات الأخرى التي تلازم كونهم يعيشون في البلدة القديمة من مدينة القدس، والتي يستهدفها الصهاينة بشكل خاص، ويصبون جام غضبهم على سكانها، فمن تربص المستوطنين بهم طوال الوقت، وإصرارهم للنيل منهم وعدم تفويت أي فرصة لأذيتهم والضغط عليهم ليسأموا البقاء في بيوتهم فيرحلون بمليء إرادتهم إلى مكان آخر، إلى تعدي شرطة وجيش الاحتلال عليهم لسبب وبدون سبب، فهم يفتشونهم تفتيشاً مهيناً، ويشتمونهم بأبشع الألفاظ العربية والعبرية، كلما حصل احتكاك بهم، وفي الوقت نفسه يدعمون المستوطنين في تعديهم عليهم ويوفرون للمعتدين كامل الحماية، بما في ذلك حمايتهم خلال ارتكابهم للجرائم بحقهم، ثم ينطلق قادتهم لوسائل الإعلام فيدَّعون أنهم يقدمون الحماية لسكان القدس من العرب، على الرغم من أن الواقع يكذب تلك الادِّعاءات.



لاحظت ميساء تغيراً كبيراً قد طرأ على تصرفات جاد... وكأنه فجأة بعد تلك الحادثة غادر عالم الأطفال، ليعبر عالم الرجال بشدته وقسوته وتحدياته... وخاصة في تلك البقعة من الأرض، التي يعتبر مجرد البقاء فيها تحدياً أمام أهلها لأكبر قوة خبيثة في الأرض، والتي تحاول جاهدة اجتثاثهم من أرضهم بشتى طرق، فمرة بإغرائهم بمبالغ كبيرة تصل أحياناً إلى شيكات مفتوحة يضع فيها العربي المبلغ الذي يشاء ثمناً لأرضه أو بيته أو محله التجاري، ومرات أخرى بالتهديد والوعيد والمضايقات اليومية التي لا تنتهي والتي تكدر صفو الحياة وتضيِّق العيش، ومرات لا تنتهي بالضرائب التي تصل إلى مبالغ خيالية وما يسمى بضريبة "الأرنونا" التي تفوق في قيمتها ثمن الأملاك في أحيان كثيرة، بالإضافة إلى التهديد بسحب الهوية المقدسية وطرد المقدسي خارج حدود القدس إلى مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، ومنعه من دخول القدس نهائياً (بحكم القانون) لدى ارتكابه أية مخالفة.



نضج جاد وتغيرت طريقة تفكيره وطبيعة الأسئلة التي أخذ يوجهها لوالديه... والتي أصبحت تكاد تنحصر حول جذور الصراع بين المسلمين واليهود على الأرض المقدسة، ونشأة هذا الصراع عبر التاريخ، وأصول اليهود، والأسباب التي أتاحت لليهود العودة لفلسطين واحتلالها مرة أخرى، والطرق التي استولى اليهود بها على فلسطين والقدس، وأسئلة حول عروبة القدس وتاريخها وعائلاتها، وغيرها من الأسئلة التي تدور حول نفس المحور... ولم يكتف بما يسمع من إجابات من والديه، بل أخذ يقرأ بنفسه، فبعد أن كانت علاقته بالكتب المدرسية علاقة عداء، أصبح علاقته بالكتب وخاصة التاريخية منها علاقة ود واحترام وصداقة يقضي برفقتها أوقاتاً طويلة وخاصة في العطل المدرسية...



قرأ عن الديانة اليهودية، وعن نبي الله وكليمه موسى والألواح التي أنزلها الله عليه، قرأ عن بقرة بني إسرائيل وجدالهم التاريخي على صفاتها، وقرأ عن سنوات التيه ومعركة طالوت وجالوت، درس عن كفر اليهود وارتدادهم عن دينهم بعد موت موسى عليه السلام... وانتقل إلى بعثة عيسى صلوات الله عليه وسلامه، ودعوته لليهود للعودة لطريق الله، وتكذيبهم ومحاربتهم له، وتسليم يهوذا اليهودي لعيسى عليه السلام للصلب، وحماية الله له من الصلب ورفعه للسماء حياً وحمايته منهم ومن شرورهم... قرأ عن داوود نبي الله وسليمان عليهما الصلاة والسلام، وعن تَعَلُم اليهود للسحر الذي يفرقون به بين المرء وزوجه، وتفننهم فيه، وعن خراب هيكلهم الذي لم يحافظوا عليه حيث أصبح وكراً للقمار والعهر، وعن السبي البابلي... وغيرها من تفاصيل الأحداث التاريخية التي تربط اليهود ببيت المقدس.



أهل القدس أناس طيبون اجتماعيون، بسطاء... يحبون وطنهم بشدة، شرفاء يدافعون عن مقدساتهم وأرضهم بصدورهم العارية، ويرتبطون بها روحاً وجسداً، ويرتبطون بتاريخهم فيها... مواطنون متجذرون في ثنايا الأرض المقدسة كشجرة زيتون عتيقة جذورها ممتدة في أعماق الأرض، هم ليسوا بقايا عشب زائد نبت على السطح في ثنايا السور الغربي الذي يدعي ملكيته اليهود... هم عرب مسلمون لونهم من لون القدس، ودمهم مصبوغ بصبغتها المقدسة التي تفيض حباً وإخلاصاً للقدس وللإسلام، وشكلهم من شكلها، وعيونهم ترنو إليها وإلى حريتها طوال الوقت دون كلل أو ملل.



طرقت أم خليل الباب طرقات عدة قبل أن تجيبها أم جاد وتأذن لها بالدخول... جلست كلتا السيدتين على المقاعد الخشبية الموجودة في الرواق السماوي، وبدأتا الحديث، وهن يرتشفن القهوة العربية، بادرت ميساء بسؤال أم خليل قائلة: كيف ابنك مصطفى؟ أمس كانت موعد زيارة الأسرى، فهل زرته في سجن "هاداريم



للأسف، مصطفى ممنوع من الزيارة بسبب إجراءات احتجاجية يقوم بها هو ومجموعة من زملائه الأسرى على المعاملة السيئة التي يلقونها من السجانين، والتفتيش العشوائي للسجناء وخاصة خلال الليل أو في ساعات الفجر الأولى، ومصادرة جميع الأجهزة التي بحوزتهم، ومنعهم من زيارة طبيب الأسنان لعلاج تسوس أسنانهم.



حسبي الله ونعم الوكيل عليهم، ربنا يكون بعون الأسرى ويثبتهم، ألا يكفيهم مرارة الأسر ليضيقوا عليهم أيضاً.



أتعلمين، صحيح أن مصطفى محكوم مؤبدات وبحسابات الواقع لن يخرج من السجن حياً، إلا أن أملي بالله، وبجهود المقاومة في تحرير الأسرى كبير...



وأنا أيضاً، أملي بالله كبير أن يخرج جميع أصحاب الأحكام العالية، وتعود الحياة لتدب في قلوبهم وقلوب أهلهم الذين ينتظرون عودتهم بفارغ الصبر، ويعيشون على أمل لقائهم واستقبالهم أحراراً في بيوتهم...



أنت لم تزوري أي سجن سابقاً، أليس كذلك؟

صحيح، فلا أحد من أهلي أسير.



لهذا لا أعتقد أنك تعلمين تفاصيل زيارة الأسرى في المعتقلات، فالزيارة هي إحدى الضغوطات التي تضاف لمعاناة الأسرى وأهلهم، فليس الأسير فقط من يعاقب وتصبغ أيامه بلون القطران، وإنما أهله يعاقبون أيضاً... ففي أحيان كثيرة ودون أي مبررات يتم إلغاء زيارة الأسرى في اللحظة الأخيرة بعد أن نكون قد هيأنا أنفسنا لها، كما أن جميع الزيارات تلغى بشكل تلقائي إذا صادف وقتها أحد أعيادهم... وأولى العقوبات التي يعاقبون الأسير بها في حال قاوم أحد إجراءاتهم التعسفية، هي حرمانه من زيارة أهله له... آه... لا أستطيع أن أنسى كيف حرموني من زيارة ابني مصطفى ورؤيته لمدة أربعة أعوام متتالية في بداية أسره...



وحتى زيارة السجن هي نفسها نوع من الإذلال والإهانة لنا... فنحن ننطلق في الحافلات التي توصلنا للمعتقلات التي يعتقل فيها أسرانا منذ أذان الفجر بعد أن نحصل على تصريح الزيارة من الجهات المختصة، لنصل قرب الساعة الثامنة، فيوقفوننا ساعات طويلة ننتظر دورنا في الدخول للساحة الخارجية لمنطقة الزيارة في المعتقل ويزداد الأمر سوءاً تزداد معاناتنا في الأجواء الماطرة، حيث تبتل ثياب الواحد منا ويصبح جسده بارداً كالحديد، قبل أن يقوموا بتفتيشنا تفتيشاً جسدياً دقيقاً وقبل السماح لنا برؤية أسرانا، عدا عن أننا خلال الزيارة لا نسمع أصواتهم ولا نراهم مباشرة كما لا نستطيع لمسهم، فهناك زجاج سميك يفصلنا عنهم ويحجب أصواتهم عنا، مما يضطرنا إلى استعمال هاتف يصلنا بهم لنستطيع سماعهم... مختصر الحديث إهانة وتعب ومعاناة يوم كامل، لنستطيع رؤية أسرانا لمدة ثلاثين دقيقة فقط لا غير، ونقفل راجعين إلى بيوتنا لنصل مع حلول الليل.



ربنا يفرجها علينا كلنا... والله حياة مُرة أَمرُّ من العلقم... الله يكون بعوننا، ويفرج كروبنا وهمومنا جميعاً... فكل منا لديه من الهموم ما يكفيه ويثقل كاهله... هموم تجعل عيون الواحد منا تجفو النوم ولا تعرف له طعماً....



والله صدقت... ففي كثير من الليالي يهجر النوم عيني عندما تتملكني الهواجس وتسيطر على نفسي الهموم، وخاصة عندما أتذكر في مصطفى الذي يقضي زهرة شبابة في الأسر... أو عندما تحدث حوادث يتعدى فيها المستوطنين على أحد الجيران أو على سكان الأحياء القريبة، ليس خوفاً منهم، وإنما حنقاً على ما يجري.



ربنا يفرجها علينا ويخفف عنا.



ليلة أمس سيطر على عقلي حادث استشهاد ابني أحمد الذي قتلوه دون أي سبب، صحيح أنهم زعموا في حينه أنه همَّ بطعن مجندة في شارع الزهراء إلا أنني لا أصدق روايتهم... فأحمد رقيق المشاعر، طيب، كان يعمل بجد ويدخر ما يحصل عليه ليتزوج وينشئ أسرة، يحاول دائماً أن يخفف من أحزاني ويعوضني عن ما ألمَّ بي بعد أسر مصطفى. صحيح أنه يكره غطرستهم وظلمهم وتعديهم علينا، إلا أنه كان يحب الحياة، ويحب أن يرى المستقبل القادم... وكان يكره أن يتركني وحيدة في البيت، خاصة بعد سفر نادية مع زوجها إلى إيطاليا... فإذا كان يحرص على أن يُدخل السرور إلى قلبي دائماً... فكيف له أن يهم بطعن أحدهم وهو يعلم أنه حينها سيُقتل أو يُعتقل؟ هم كاذبون في ادعائهم... ليس احمد الشاب الوحيد الذي قتلوه وألصقوا به هذه التهمة... وأنت تعلمين ذلك...



أجل أعلم... والمصيبة أنه لا أحد يردهم عن عدوانهم أو يضع لهم حداً، ولا أحد يحقق في جرائمهم...



أرأيت ابن جيراننا أمير الحلواني الذي دعسه مستوطن عندما كان في زيارة لخالته في حي سلوان؟ على الرغم أنه في الخامسة عشر من عمره ويعرف كيف يمر من الطريق بأمان، إلا أن ذلك المستوطن تعمد دعسه، وبقوة أدت إلى وفاته، والمصيبة أن أحداً لم يحاسب المستوطن ولم يسألوا بأمير أو بعائلته، بل اعتبروا الجريمة حادث سير عادي...



ما تقولينه صحيح، فقد أحالوا حياتنا إلى كابوس مرعب، يملأه الحزن وقلة الأمان... بيوتنا يصادرونها دون أي مبرر، بل هم يخلقون المبررات الواهية، أبناؤنا يعتقلونهم، ويقتلونهم، أراضينا يصادرونها، حتى هوياتنا، هوية القدس يسحبونها منها ويحرموننا من العيش في مدينتنا وحتى من دخولها، أقصانا يهددونه بالهدم أو بالانهيار بسبب الحفريات التي يجرونها تحته بحجة البحث عن آثار تدلهم على هيكلهم المزعوم.



انظري إلى أبنائهم الصغار الذين يتعدون علينا ونحن نمر من طرقات مدينتنا، يتصرفون وكأنهم هم أصحاب الديار، ونحن الدخلاء الغرباء عليها... سمعت كيف ألقى أبناؤهم الصغار الحجارة على أم ابراهيم التي تسكن وراء بيتي قبل عدة أيام، فشجو رأسها وأسالوا الدم منه، وكيف يلقون القمامة على أبواب بيوتنا جميعاً، ويلوثونها ببولهم، وكيف يسرحون ويمرحون، ويضربون الزجاجات الفارغة على نوافذنا فيكسرون زجاجها ثم يأخذون بقذف البيض الفاسد إلى داخل البيت، بينما أبناؤنا محرومون من كل شيء حتى الخروج بأمان، وإن خرجوا يتعرضون للأذى في كثير من الأحيان من هؤلاء... والمصيبة الكبرى أنهم يقتلون ويأسرون كل من يجدون في نفسه الحمية والشجاعة لإيقافهم عند حدهم...



والله لقد بت أخاف على جاد كثيراً، فابني لديه حمية تحول دون أن يحتمل ظلمهم وغطرستهم، وأجده يرد الصاع لهم صاعين كلما تعرضوا له وآذوه... ربنا يحميه من شرورهم.



أتعلمين، عندما يزرني جاد، أشعر بالفرح والسرور، فمرح هذا الطفل، وفصاحته الشديدة، وحبه الشديد للقدس وارتباطه بها، يعطيني الكثير من الأمل... إلا أنني أنا أيضاً أخاف عليه، وأدعو الله دائماً أن يحميه ويحفظه لبلاده...



لا تقلقي يا أم خليل، أنا واثقة أن الله خير حافظ وهو أرحم الراحمين...



ماذا فعلت يا أم جاد بموضوع الحمل؟ قلت لي قبل فترة بأنك ستراجعين طبيباً قدم حديثاً لمستشفى المقاصد، يعالج حالات العقم، أليس كذلك؟



نعم، راجعته، ولكنه طلب منى مجموعة من الفحوصات الطبية والصور، وسينظر في أمري... والله الوضع الاقتصادي الصعب ومحاصرة الضرائب لنا جعلتني أتردد في إجراء الفحوصات والمتابعة مع الطبيب.



لا يا بنيتي، لا تقولي ذلك... ربنا هو الرازق، لا تحملي هم التكاليف المادية... سمعت من أم أشرف جارتنا أن هناك جمعية خيرية أنشئت من قبل أهلنا في مناطق الـــ48 لمساعدة أهل القدس في العلاج، مهما كان نوع المشكلة الصحية، وقد ساعدت تلك الجمعية كنة أم أشرف في إجراء جراحة تجميلية لابنتها التي تعاني من خلل في قدمها...



أصحيح ما تقولين؟ أتساعدينني في الحصول على رقم هاتف أو عنوان الجمعية؟؟



طبعاً يا بنيتي، سأحضر لك الرقم والعنوان اليوم إن شاء الله، ربنا يفتحها عليك، ويرزقك الذرية الصالحة.



حبيبتي خالتي أم خليل، والله أشعر وكأنك والدتي التي فقدتها منذ صغري، ولا أكاد أتذكر ملامحها... ربنا عوضني بك.



وأنت يا ميساء، ربنا عوضني بك وبجاد عن أبنائي الذين لا أجد أحد منهم حولي.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.40 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.73 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]