مَن أختار؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 799 - عددالزوار : 118120 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 39997 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366461 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-06-2021, 02:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,175
الدولة : Egypt
افتراضي مَن أختار؟

مَن أختار؟


أ. أريج الطباع






السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

جزاكمُ الله خيرًا لأخْذكم بيد الشباب نحو الصواب.

ألجأ إليكم بعد استخارتي لله كثيرًا، وذلك لاستشارتكم بخصوص أكثر المواضِع المهمَّة في حياة الشابِّ والشابة المسلمة، وهو الاختيار المناسِب لِشريك الحياة، أنا في حَيْرة شديدة، وقد تجاوَز تفكيري الوقت اللازم دون وصولي لنتيجة مرضية لنفسي بشكلٍ كبيرٍ، وسأحاول أن اخْتَصِرَ:

أنا عمري 26 سنة، ولا أُخفي عليكم محتاجة جدًّا للزواج والاستقرار العاطفي؛ لكن بالشَّخْص الذي أقتنعُ به عقلاً، ويملأ عيني، وأميل إليه، لكنَّ الفُرَص قليلة، وقد رَتَّبْتُ أولوياتي، ووجدتُ نفسي محتاجة لكثيرٍ منَ الأشياء حتى أرضى، فأنا أريد صاحبَ الدِّين والخُلُق، الذي يقوم بواجباته الدِّينية، والذي يتعامَل بأخلاقٍ سامية، والقوي الأمين، وكذلك الذي يناسبني ثقافيًّا واجتماعيًّا، وشَكْلاً وسنًّا، ويشبع حاجتي المادية والعاطفية، ويكون ذا شخصيَّة قوية، وقادرًا على تحمُّل المسؤولية، ويهتم بنفسه وزوجته؛ لكن الشخصينِ المتوفرينِ حاليًّا يجمعانِ معًا الصفات التي أريد، فالأوَّل يقربني، ووالدتي تريدني أن أوافقَ عليه، وكذلك هو وعائلته، وما يعجبني فيه هو شَكْله، وسِنُّه وأخلاقه مناسبة معي، وكذلك مادياته جيدة، ولا يعجبني منَ الناحية التعليميَّة والثقافية، وكذلك بيئته منَ الناحية التعليمية أحسه أدنى مني، ولا أجد نفسي معه عندما نجلس سويًّا، رغم أني أحب فيه أدبه، لكن شخصيته ضعيفة وخجولة.


أما الثاني، فعَكْس الأول، فقد تعلَّقْتُ به؛ لأنِّي تعودتُ عليه، فقد دام تعارفنا 3 سنوات؛ بهدف الزواج، لكن لم أسمحْ له بخِطبتي؛ حتى أتأكَّدَ من مُوَافقته لي، وهو صابر عليَّ، ويحلم بموافقتي؛ لأنه رأى فيَّ فتاة أحلامه، وقد أحبني كثيرًا، أعجبَتْني فيه شخصيته وحيويته، ويكبرني بـ12 سنة، ورجولته وقدرته على تحمُّل المسؤولية، وأجد نفسي أتواصَل معه؛ لكن لا يرضيني شكْله، وأحس أنَّ فارق السن كبير ليس الآن؛ بل مستَقبلاً، وكذلك منَ الناحية الدِّينية والأخلاقية ليس بالمستوى المطلوب؛ يتهاوَن في صلاته بحجَّة العمل، ويتجاوز حدوده معي في الكلام عما يريد في حياته الخاصة معي، وقد مَرَّ شهر رمضان دون أن يقرأ القرآن، المهم أنَّه مُقَصِّر في الدِّين، وقام بعلاقات محرَّمة سابقًا؛ لكنَّه كذلك بارٌّ بوالديه، ويحاول أن يتركَ التدخين، وقد سبق لي أن رفضته، لكن سرعان ما عدتُ إليه؛ لأنِّي لَمْ أجِدِ البديل الأفضل؛ ولأني أعانِي منَ الفراغ العاطفي، وتجمعني معه ذكريات أخشى ألاَّ أنساها، أشعر أنِّي أحتاج لشخصٍ ثالثٍ يجمع صفات هذينِ الشخصينِ، هل أنتظر أكثر؟



الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

مِن أصْعب الاستشارات التي تَصِلنا هي تلك التي تَتَعَلَّق بمصير حياة، أو بِقرارات معلَّقة.


لا شكَّ - عزيزتي - يصعب علينا جدًّا أن نقرر عنكِ؛ لكن ما يمكننا عمله هو مساعدتكِ أنتِ على اتِّخاذ القرار فحَسْب.



تبدينَ واثقة بنفسكِ، مدركة لما تحتاجينه، تحرصين على أن تبني أسرتكِ على أساسٍ متينٍ تثقين به، هذا سيساعدكِ كثيرًا على اتِّخاذ القرار، عكس كثيرات، لا زِلْن يجهلْنَ ما يحتجنه بحياتهنَّ؛ لكنه بنفسِ الوقت سيتعبكِ إنْ حرصتِ على المثالية، وعلى الرجل الذي يكون وفق ما تريدين تمامًا.



تعرفينَ بالتأكيد أنَّ الزواج رِزْق، ونحن ما علينا إلاَّ السَّعي له؛ أليس كذلك؟!



إذًا تعالي نُفَكِّر بالأمر مِن هذه الزاوية، حينما نسعى لِطَلَبِ الرِّزق، فما الذي نحرص عليه؟


- سنحرص بداية أن يكونَ رزقُنا حلالاً؛ حتى يباركَ لنا به الله، أثق أنكِ توافقينني أيضًا بهذه.

- وسنحرص على أن نَتَحَرَّى ما ينفعنا، ونحتاجه أيضًا بالتأكيد.

- وسنبذل ما نملك مِن جهد بشري وفْق الضوابط الشرعيَّة أيضًا، فلا نأخذ رِزقًا أعجبنا يملكه غيرنا، أو لا يحق لنا، ولا نَتَّبع أساليب محرَّمة؛ لنملك بها ما نطمع إليه مِن رزقٍ، فنراقب الله بسِرِّنا وجَهْرنا.


نسلِّم بيقين لله، ونثق أنه هو الرازق، وأنه مهما بلغتْ قوانا البشريَّة، فإنها تبقى عاجزةً فقيرةً أمام قدرة الله الواسعة وغناه، ونوقن أنَّ الرِّزق مكتوبٌ، وإن كان العملُ له واجبًا؛ لكن ما كتب لنا سيصلنا - بإذن الله - ولن نموتَ قبله.



فكما صحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ رُوح القدس نَفَث في روعي: أنَّ نفسًا لن تموتَ حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتَّقوا الله، وأجملوا في الطَّلَب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإنَّ الله - تعالى - لا ينال ما عنده إلا بطاعته))؛ رواه البيهقي في "شعب الإيمان"، والبغوي في "شرح السنة"، وغيرهما.



والآن حينما نستعرض ما سبق حول الرزق، هل سيغير هذا شيئًا برؤيتك للأمر؟


لا شكَّ أنَّكِ تُلاحظينَ أنَّ الخيارَ الثاني صار ملغيًّا، حيث لم يكن بطريقة ترضي الله، ولم يكن لشخصٍ يخاف الله، ويحرص على رضاه، وصدِّقيني - عزيزتي - مهما كانتْ إيجابيَّات هذا الشخص، لو لم ترضينَ دينه فلن يرضيكِ، فهل تبنينَ حياتكِ على أساس غير متين، أو ستبحثين عنِ الأساس القويِّ الذي تثقينَ أنه سيكون أرضًا خصبةً تكون مزرعتكِ للآخرة - بإذن الله؟

يبقى الخيار الآخر، وهو الأول بالترتيب الذي عرضتِه لنا، ويتوقف الخيار عليكِ أنتِ بهذه الحالة.


تعرفينَ أنه منَ الصَّعب أن تجدينَ رجلاً يجمع كلَّ الصفات التي ترغبين بها بالتأكيد، فمنَ القصص التي تجعلني أبتسم دومًا، قصة عن رجلٍ كبر، ولم يتزوجْ، وحينما سَأَلَهُ الناسُ عن سرِّ عزوفه عنِ الزواج حتى هذا السن، أجابهم بزفرة خرجتْ من أعماقه، وهو يقول: كنتُ أبحث عنِ الإنسانة التي رسَمتُ صورتها على مدار سنوات، موقنًا أنها فقط مَن سيسعدني، فنظروا إليه مُتَعَجِّبينَ: بحثتَ بالفعل، ولم تجدْها؟! أجابهم بحسرة: نعم، بحثتُ كثيرًا، وطفتُ أنحاء العالَم كله حتى وجدتُها بعد عناءٍ طويلٍ، وبحماس أجابوه: ولماذا لم تتزوجْها إذًا؟! فارتسمتْ عليه ملامح الأسى ثانية، وهو يجيب: لأنِّي لم أكنِ الرجل الذي رَسَمَتْ هي صورته بمخيلتها، وتجد به سعادتها.



لا شكَّ سيكون هناك تنازلات؛ لكن أنتِ مَن يُحَدِّد ما هي؟ فأنتِ أقدر الناس على معرفة الأمور التي تشكِّل لك الأولويَّة؛ بالتأكيد بعد الدِّين والخلق.



أما لو وجدتِ به ضعفًا لا يجعلكِ تُقَدرينه، أو شعرتِ أنكِ ستتعالينَ عليه لشعوركِ بأنه أقل منكِ بيئة أو ثقافة، فالأمرُ يستدعي منكِ وقفةً، تراجعين بها نفسكِ وقدراتكِ، ولا تتسرعي، فهذا قرار مصيريٌّ تبنين عليه حياتكِ بالغد.



وبالتأكيد لا تنسي أثر الاستخارة، صلِّي ركعتينِ، واستخيري الله بهما، وثِقي أنه سيُيَسِّر لكِ الخير حيث كان - بإذن الله.



طبعاً تعرفينَ أن الاستخارة لا تتعارَض أبدًا مع الأخْذ بالأسباب، والمشورة بِمَن تثقينَ، ثم اتِّخاذ القرار الذي يناسبكِ.



وفَّقكِ الله ويَسَّر لك كل خيرٍ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.19 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]