معاناتي مع زوجي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 824 - عددالزوار : 118227 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40026 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366559 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-06-2021, 02:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,200
الدولة : Egypt
افتراضي معاناتي مع زوجي

معاناتي مع زوجي


أ. أريج الطباع





السؤال

أنا متزوجة منذ ثمان سنوات، تزوجت وأنا أدرس بالكلية، وكنت عند أهلي، ما جاء زوجي وأطلعني معه قط، ولا يوم، قال: انتظري يومًا واحدًا يكون معي بعضُ المصروف، ما يعطيني إلا القليلَ بعد الدراسة؛ حرمني من المصروف، وقال: أمي ما أعطيتها مصروفًا شهريًّا، أعطيك أنت؟ أثاثي مستعملٌ، قال: لما تتحسن الظُّروف أغيره، الآن لنا خمس سنوات ما غيرته، أنا توظفت في الأول، لما أحتاج كان ينزلني للسوق بعد الوظيفة، رفع يده من الطلبات، صار يطالبني؛ مرَّة أشتري لي نظارة، إذا بغيت جوالاً، قال: تشترين لنفسك وتشترين لي، بدأ يقول: لماذا ما تساعديني بالمقاضي للبيت؟ طبعًا رفضْتُ من كثرة ما يلح عليَّ، ويقول: أبغي أشتري سيارة، ساعديني وعرف أنِّي داخلة في جمعية خمسة وعشرين ألفًا صار يُطالبني، أنا قلت: منِّي عشرون، لكن قال: لازم 25 كاملة، وضَّحت له أنَّ الخمسة لأبويَّ، المُهم جاءتني الجمعيَّة، أعطيت أبويَّ؛ لأنَّهما محتاجان شغالة، وقلت: بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر أكمل المبلغ من راتبي إلى أنْ يبلغ 20 ألفًا، وأعطيها زوجي مساعدةً منِّي، لكنَّ زوجي مُصرٌّ على المبلغ، الآن ما أقدر أقول: أعطيت أهلي؛ لكي لا تصير مُشكلة، وقلت: أجِّلْها إلى حين، المشكلة غضب، وما يكلمني، وأنا أتعالج من أجل الحمل، قلت له: ائتني بتحليل الحمل المنزلي، لكن جَرَحني، وقال: ليس الحمل مُهمًّا؛ يعني: يجرحني من أجل الفلوس، وهو حرمني وأفقدني أشياء كثيرة قبل أنْ أتوظف، لكن بعد الوظيفة كثرت مَشاكلُه من أجل الفلوس، أنا قررت نهائيًّا ما أعطيه بعد الذي سَوَّاهُ، والله يشهد أنِّي كنت أبغي أكمل المبلغَ الذي وعدته وأعطيه، لكن بعد الذي صار بدَّلت رأيي.


ما الحل؟ أشيروا عليَّ، جزاكم الله خيرَ الجزاء.



الجواب

بداية، اعذرينا على تأخرنا بالرد عليك، وما ذلك لقلَّة اهتمام باستشارتك بالتأكيد، إنَّما هي تَراكُم أعمال فحسب؛ فمهما كان انشغالنا، تبقَ الاستشارات تشغلنا.


لا شكَّ أنَّك تعانين، وقد لمست مُعاناتك واضحةً بين سطورك وبهمومك، لكنك بحاجة لأَنْ تنظري للأمور بطريقة مُختلفة؛ لتكوني قادرة على الخروج منها.



تعالي لنرى المشكلة معًا مجددًا، ولتكوني موضوعيَّة، اخرجي منها، وانظري إليها معي كأنَّها مُشكلة لشخص يهمك ويشاورك.



نحتاج أن نتفق أولاً أن المشاكل لا تخرج عن ثلاث صور:


1- مشكلات لابدَّ لنا بها، وتكون من باب الابتلاء من الله، علينا تقبُّلها والتعامل معها، بما يدخل الطَّمأنينة لقلوبنا ويقربنا من الله، ومن أمثلتها: الأمراض التي لا شفاءَ منها، والحوادث التي قدَّرها الله لنا بحياتنا، وفقدنا لأشياء نُحبها، ولا قدْرة لنا على استرجاعها أو تملكها؛ فالأمر كلُّه بهذه النَّوعية بيد الله، ولا نَملك سوى اللُّجوء إليه بها، والتَّفكير بكيفيَّة حياتنا معها.


2- مُشكلات من الآخرين، لا نَملك تغييرها حيث فرضت علينا بشكل أو بآخر، وتُؤثر علينا وعلى حياتنا، علينا معها أنْ نفكر: كيف نتعامل في وجودها بالتَّقوى؟ وكيف نَحمي أنفسنا؟ وكيف نوصل رسالتنا لهؤلاء الآخرين في حال كان ما يفعلونه يبعدهم عن الله، ونحن نحبهم، لكنَّنا نقتنع في النهاية أن علينا العمل معهم، ولا نضمن النتيجة؟



3- مشكلات نقع فيها بسبب طريقة تفكيرنا، أو أسلوب تعاملنا، أو خلل مُعتقداتنا، تؤثر على حياتنا، ونتحمَّل جريرتها، ولا يوقفها إلاَّ وَعْيُنا بها وحرصنا على تجاوزها.



فلو أردت تصنيف مُشكلتك وفق هذه الصُّور الثلاث، أين ستضعينها؟


من الصنف الأول أنت تعانين بمشكلات مع الحمل، ابتلاك الله بها، ولا أعرف من أين المشكلة؟ هل مُتعلقة بك فقط أو بكما معًا أو به هو؟ لكن أن تكوني مُتزوجة منذ ثمان سنوات، ولم تُرزقي بطفل بعدُ - فذلك ليس بالأمر الهيّن بالتأكيد، أستطيع أن أشعر بك، كَوْني امرأة مثلك، وأثِقُ أن بقلب كلِّ فتاة - مهما كان عمرها - غريزة أمومة لا تُضاهى، تفرغها وهي صغيرة بِدُمْية تحتضنها، وتُعطيها من أنْهار الحنان المُتفجرة داخلها، فكيف بها وهي زَوجة وضاهى عمرها العشرين؟!


هل يخفف عنك أنْ أخبرك أنَّ هذا الابتلاء شاركتك فيه الكثيرات؛ بل والبعض كان ابتلاؤهن أشد بأن يشعرن بالأمومة تتفجر مع نبضات طفل يحيا ببطونهن، ويحتضنّه، ثم ينتهي كل شيء.



هل يخفف عنك أن تعرفي أنَّ هذا الابتلاء شاركتك فيه صحابيَّات، وأيضًا أنبياء؛ فكانت سارة زوجة إبراهيم - عليه السلام - تتوق لولد وتحلم به حتَّى داخَلها اليأس، وفقدت الأمل بانقطاع مسبباته الدُّنيوية، فبشرتها الملائكة بغلام، وزكريا - عليه السلام - الذي لجأ يدعو الله حينما رأى رِزْق مريم، وتعلم درسًا كان يعيه من قبل، لكنَّه فجر بداخله الثِّقة والافتقار لله، فهو الرازق، وبيده أن يَهبَ الرزق لمن شاء؛ {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران: 38]؛ فحينما نبذل كُلَّ الأسباب الدُّنيوية، تبقى أسباب السماء لا تنقطع، ويبقى الاستغفار والدُّعاء مطمئنًّا لقلب تعلق بالله ووثق به.



لكن لنكن واقعيين، فلا شك أنه سيترك آثاره على نفسك، سواء كان منك أو من زوجك، فكِّري بالأمر مجددًا بطريقة أخرى، لو كان منك، فذلك سيجعلك تفقدين الشعور بالأمن، وتخشين فقدان زوجك؛ إضافة لفقدك لما يُروِّي أمومتك، ولو كان منه سيكون هروبه طريقةً للهرب مما يَمس رجولته، ويشعره بنقص وتقصير معك، مهما تظاهر بعكس ذلك، ولو كان مُشتركًا، فستختلف طريقة تفكير ومواجهة المرأة للأمر عن الرَّجل، تحتاجين أن تكوني حكيمة، وتُفكِّري بطريقة تتواصلين بها مع زوجك حول الأمر؛ ليصبح هَمًّا مُشتركًا يقرب بينكما لا العكس، وأحسب أنَّ هذا الأمر رغم أنَّه ورد هامشيًّا بالاستشارة إلاَّ أنَّه المحرك الأقوى لبقية الهُمُوم، وهو المُشكلة الحقيقية التي تعانين منها، وتحتاجين بداية أن تواجهي نفسك، ثُمَّ تخرجيها من هذه الدَّائرة؛ بالثِّقة بالله وتسليمه الأمر.



أمَّا عن علاقتكما الزَّوجية، فالخلل بادٍ بها منذ ارتباطك به، وليس مُقتصرًا على طرف واحد؛ بل هي مشكلة كنتما معًا مَن رعاها حتَّى كبرت، فكيف لحياة زوجيَّة أن تبدأ ببعد الزَّوجين، وكلٌّ منهما بمكان، وما هو ترتيبك للأولويَّات حينما تكون الدِّراسة أولوية ببداية حياتك، تجعلك تبتعدين بها عن زوجك، ثُمَّ بعد ذلك تلومينَه لتقصيره معك؟ نعم قد فعل، لكن طبيعة الرَّجل تختلف عن المرأة، وقد كنتما بحاجة لأنْ تكونا معًا؛ لتُبنى حياتكما وفق نسق مشترك.



أمَّا عن المصروف وعمل المرأة، فالقضيَّة مُتشعبة، وصارت مُشكلة شائعة تشكو منها مُعظم الزَّوجات العاملات، أو من يَملكن الدَّخل؛ حيثُ تحتاج المرأة أن تشعر أنَّ زوجها يعطيها مهما كان معها؛ لتشعر بالأمن والحبِّ والسند، ويكون الرَّجل غالبًا بين شكلين: إمَّا يتوقع منها أن تكون داعمة، ومشاركة له بالبيت، وأنَّ له الأحقية بمالها، وإمَّا يرى الأمرَ خادشًا لرجولته، جارحًا له، يُقلل من تقديره لنفسه، وشعوره بالتقدير منها.



ولا شَكَّ يبقى نَموذج الرَّجل الذي يخاف الله ولا يقصر، مهما كان مالها أو غناها.



أنت أعرف الناس بزوجك، حاولي فَهمه؛ لتدركي ما الطريقة المُناسبة للتَّعامل معه، وبنفس الوقت لا تحاولي تغييره؛ لأنَّه مهما فعلت سيغلب طبعُه عليه رغمًا عنه؛ فهذا يندرج تحت النَّوع الثاني من المُشكلات التي سبق أن تحدثنا عنها، ما عليك: هو أنْ تدركي: كيف تتعاملين معه، دون أن تُلقي اللَّوم وتُحمِّليه المسؤلية وحده؟ فالله حينما يُحاسبنا - عزيزتي - سيسأل كلَّ شخص عن نفسه فحسب، أليس كذلك؟ فكِّري إذًا في طبيعته: كيف يُمكنك كسبه، والتَّقرب إليه، والشعور بالأمن معه؟



أمَّا مالُك، فهو حقُّك، حافظي عليه بطريقة لا تَجرحه، كوني قويَّة بداخلك، وبنفس الوقت كوني زوجةً وأنثى تحتضن زوجها، ولا تقصر معه في حقوقه.



مساعدتك لأهلك أمرٌ رائع، جعله الله في ميزان حسناتك، احتسبي الأجر به وانويه برًّا، وثِقِي أنَّ الله سييسره لك، ويُيسر لك سُبله.



باقي راتبك فكِّري بطريقة حكيمة تغتنمينه بها؛ حيث لو طلبه زوجُك منك، يكون لك العذر بأنَّك لا تملكينه بيدك أصلاً، كأَنْ تشغلينه بأيِّ شكل تستفيدين منه بين فترة وأخرى، لا بأس أن تفاجئي زوجَك بهدية يُحبُّها ويحتاجها، وهدايا لأهله؛ حتَّى لا يشعر بترفُّعك عليه.



الحسم بهذه الأمور من أقصر الطُّرق؛ فهو من الطبيعي أن يطالبك ويتوقع منك المساعدة، وأنت من حقِّك الرَّفض أو القبول في النِّهاية، لكن المهم ألاَّ يضغط عليك لفعل ما لا ترغبين، وألا تتداخل الأمور معًا، فتقصِّري في حقوقه، أو يداخل الغضب الحسم، فيصبح مُشاحنة أو انتقامًا.



أعيدي ترتيب أوراقك مجددًا، وتذكَّري أن دورك كزوجة من أهمِّ أدوارك؛ حيثُ قد يكون بابًا لك للجنَّة أكثر من سواه؛ لكن في نفس الوقت لا يعني ذاك ضعفًا أو غبنًا لحقوقك، لكنَّه يعني أنَّ ما بينك وبين زوجك أسمى من بقيَّة الخلافات، وأنَّ الحرصَ على السكن والمودة هو الأصل بحياة هدفها رضا الله.



كونك امرأة فهذا يعني: أن الله وهبك ما تملكين به قلبَ زوجك؛ فابحثي عنه واسعي لكسبه، أمَّا أنَّ قلبه يُشْتَرى بمال، فانتبهي ألا يكون ذلك على حسابك، وتصرفي معه بحكمة، واحتسبي الأجْرَ به، وتذكري أنَّه يُعَدُّ صدقة، لك أجرها أيضًا، لكن ليست حقًّا مكتسبًا تُلامين على التَّقصير فيه أبدًا.



فكِّري دومًا في المشكلة الحقيقيَّة، وبالبعد الأعمق للأمور، وثِقِي وقتها أنَّه سيكون البحثُ عن الحلِّ أيسر عليك - بإذن الله – فالأصعبُ: هو تحديد مَكْمن الخلل وموضع الإشكال، بعد الوصول له تصبح الأمور أسهل بكثير - بإذن الله.



وفَّقَكِ الله وملأ قلبك بحبه ورضاه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.69 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]