|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عصبية زوجي د. ياسر بكار السؤال أرجو توجيه معاناتي إلى الدكتور/ ياسر بكار مع الشكر للجميع. السلام عليكم: أبعث إليكَ بمشكلتي - يا دكتور - وزواجي على حافة الانهيار، وهذه آخر محاوله لي قبل الاستسلام. مشكلتي: هي عصبية زوجي، التي تخطَّت كلَّ الحدود الطبيعية؛ فهو لا يملك نفسَه أبدًا، ولا في أبسط الأمور. زوجي عمره 35 عامًا، متعلم تعليمًا عاليًا، ومثقف، وأنا كذلك، ومع ذلك فخطوط التواصل بيننا مقطوعة؛ بسبب أن أي موضوع نتناقش فيه يسبب له الغضبَ بلا حدود، والصراخ، والتلفظ السيئ، وأحيانًا مدَّ اليد بما لا يعتبره هو ضربًا، إنما مجرد الضغط على يدي بقوة مؤلمة تترك أثرًا، أو شد شعري فقط، وهذا ليس ضربًا في نظره. بَدأتِ المشكلةُ مع بداية زواجي، كنتُ أرى أنه إذا استخدم هذا الأسلوبَ - وكان مجرد رفع الصوت في البداية - مع أهله وأُمِّه، يخضعون لما يريد، ووالدته تطلب من أخواته الأكبر سنًّا منه طاعتَه، وعدمَ مناقشته؛ لكي لا يغضب، وكنت - لقلة خبرتي - أتَّبع أسلوبهم لفترة، إلى أن مَلِلتُ من فقْد ذاتي، ومحو شخصيتي أمامه، فلا مجال للتعبير عن الرأي، ولا مخالفته، حتى في أبسط الأمور، وإن كانت لا تتعلق بحياتنا، إنما مجرد قضية عامة نُبدي رأيَنا فيها، فهو بسهولة يصل لأعلى درجات الغضب، إذا خالفه أحدٌ الرأيَ، دون التفريق: هل الموضوع يستحق أو لا؟ وبعد أن بدأت أواجهه زادتْ هذه التصرفاتُ حدة، حتى وصلت إلى مد اليد في بعض المناسبات. والآن بعد مرور 4 سنوات على زواجنا، وإنجابي لطفلٍ عمرُه سنتان، فالحياة لن تستمر بأسلوب المجاملة والمجاراة، الذي أتبعه أحيانًا لإخماد المشاكل؛ فهناك أمور جدية تستلزم النقاش العقلاني بيننا؛ منها تربية طفلنا، فمِن غير المعقول أن يكون هناك زواجٌ لا يمكن مناقشةُ أي موضوع فيه، فضلاً عن مناقشة مشاعري، أو أي أزمات أَمُرُّ بها، فهذا أملٌ مستحيل، لا أطمح إلى الوصول إليه. أشعر أحيانًا باليأس، وأن زوجي لن يستطيع أن يملك نفسه يومًا؛ بسبب ما رأيت من مواقفَ مؤلمةٍ منه، حتى إن أحد هذه المواقف كان بعد خروجي من غرفة العمليات بأربع ساعات، وأنا بين البنج والوعي، وأحدها وأنا في غرفة الولادة، فهو لا يُقدِّر الزمان ولا المكان، وبعد أن يهدأ يقول: إن كل هذا بسبب ارتباكه من الموقف، وخوفه على صحتي. أشير إلى أن هذه الحالة منتشرة عند إخوانه الذكور، ولكن زوجي هو الأكثر حدة، ربما لأنه الأصغر سنًّا. وهذه شخصيته حتى في المجالس العامة، فانطباع الكثيرين عنه أنه: مغرور، يفرض رأيه، عديم المجاملة الإيجابية، لا يملُّ ولا يكلُّ من المناقشة الحادة، التي تعكر صفو المجلس؛ إلا إذا كان الشخص الآخر حكيمًا وأغلق الموضوع، أما جلساته مع إخوانه فهي معارك، وليست من التسلية في شيء. قد تستغرب - يا دكتور - صبري عليه إلى الآن، ولكن من الحق أن أقول: إنه مليء بإيجابيات كثيرة؛ بل ربما هذا هو العيب الوحيد فيه، ولكنه مدمِّر كما ترى، وأعاني بسببه في كل لحظة من يومي، ليس كالبخيل الذي تعاني منه فقط في لحظة الشراء. وأود أن أذكر أني اتَّبعت معه العديد من الإستراتيجيات التي أشار بها عليَّ مختصون أو ثقات، جرَّبت الانسحاب، وتأجيل الموضوع لوقت آخرَ مناسبٍ؛ ولكن المناسب هذا لم ولن يأتي، جربت مواجهته بالضعف والاستسلام، جربت مواجهته بالقوة، وغير ذلك مما لم ينفع. وهو يرفض تمامًا أن يستشير أحدًا، لا معي ولا وحده، وأنا مؤخرًا أصبحت دائمةَ التفكير في الانفصال، وشراء نفسي ونفسيتي، فهل هناك فرصة بأن أحافظ على نفسي وزواجي معًا؟ الجواب الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله. مرحبًا بكِ في موقع "الألوكة" وأهلاً وسهلاً. قرأتُ رسالتَكِ باهتمام، دعيني أعترف أن استشارتك ربما كانت من أصعب الاستشارات التي مرَّت بي، قد لا أملك حلولاً سحريّة لقصتك، ففي المناطق الرمادية يَعجِز الشخص عن تحديد الخطوة الأنسب، سأذكر هنا بعض الأفكار الأساسية: أولاً: إذا سألتِني ماذا يمكن أن أفعل في أمري اليوم وغدًا؟ قد لا يكون هناك أشياء كثيرة، ولكن ماذا يمكن أن تفعلي خلال سنتين أو ثلاث؟ فهنا الأمر مختلف، وأقصد أن عامل الزمن في التغيير مهم للغاية، خاصة عندما نتحدث عن طبع، وعن مكون مغروس في الشخصية. ثانيًا: يجب أن تضعي خطوطًا حمراءَ لا يمكن التنازلُ عنها؛ كالضرب مثلاً، عندما يَمد يدَه فقد تجاوز الحدود - لا أدري كيف أصنف شدَّ الشعر: هل هو ضرب؟ لا أظن، وهنا لا بد أن تتخذي خطوة قاسية، لا أدري ما أحوالك الاجتماعية، لكن يجب أن تصعِّدي الأمر، حتى يتدخل الحكماء من الأسرة؛ لإيجاد حلٍّ، والضغط عليه، العامل الأساس الذي سمح للأزواج بضرب زوجاتهم، هو صبرُهن على ذلك, وتجاوزهن عن المرة الأولى. هناك بعض الأزواج غيَّروا بعضَ سلوكياتهم، عندما ابتعدت عنهم زوجاتُهم، بسبب مشكلة ما، ولم تَعُد الزوجة إلا بشرط التغيير، يجب أن نكون مستبشرين، فقد يحدث شيء من التغيير. ثالثًا: استغلي أيَّ فرصة - حين يعترف بخطأٍ ما - لوضع اتفاق ملزم، بحيث لو تكرر تصرفٌ خاطئ منه، فسيكون ملزَمًا بالاستشارة النفسية مثلاً، أو غير ذلك. رابعًا: استخدمي أساليبَ تعبِّرين بها عن غضبك، غير الصراخ والمواجهة، ومن ذلك المقاطعة عن الحديث أو مجالسته مثلاً، أو عن طريق رسائل الجوال، أو ترك رسالة في جيبه؛ فهذا قد يشعره ببعض الألم، ويدفعه للتغيير. خامسًا: في المقابل افعلي من الأمور ما يجعله يشعر بأهمية هذا الزواج له، إن التعاطف في الأوقات الحرجة، يعطي الكثيرَ من المشاعر الإيجابية، التي يصعب نسيانها. سادسًا: هل الطلاق هو الحل؟ من الصعب أن أقول: نعم؛ ذلك أني رأيت نساءً عشن في أوضاعٍ مشابهة لوضعك, وتُحدِّثني إحداهن بعد أن قاربت الستين من عمرها، وكبِر أولادها، تقول: "كان أمامي خياران: إما الطلاق والعيش وحيدة، أو الصبر عليه، وقد عوضني الله عن صبري بحب أولادي وبناتي، وبرِّهم بي"، قامت هذه المرأةُ بتقوية علاقتها بأولادها، وإحسان تربيتهم، ومنحتهم حياتها، فأصبحوا من المميزين, مما خفف عنها الكثير. وراجعي في موقعنا: "زوجي يحيرني"، و"الحب والاحترام في رباط الزوجية". ختامًا: الجئي إلى الله - عز وجل - وقفي على بابه، واسأليه العون والهداية والتوفيق، تقبَّلي تحياتي، وأهلاً وسهلاً بك
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |