|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وضع المطلقة أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم، أنا مُطلقة من سَنتَيْن، ولَدَيَّ مشاكل مع المجتمع والأهل؛ بسبب أنِّي مُطلقة، مع أنِّي احترمت وضعي كَمُطلقة؛ أذهبُ مع أهلي فقط، ومستحيلٌ أن أذهبَ إلى أيِّ مكان بمفردي، حتَّى لباسي أصْبَحَ مُحتشِمًا أكثر؛ يعني أنا من كُلِّ النَّواحي احترمت وضعي، لكن دائمًا أسمع كلمة مُطلَّقة بطريقةِ أنَّ أنتِ لا يَحقُّ لكِ، ومن فترة، أخو صديقتي أظهر إعجابه نحوي، ولكنَّه لا يستطيعُ الارتباطَ بي؛ لأنِّي مُطلَّقة، أنا تعبت ومللْت من هذا الوضع، لا أعرف ماذا أعمل، حتَّى هذا الشاب أنا أعجبت به، وأعجبت بأخلاقه وبخوفه من الله، وتَمَنَّيْتُ أنْ أرتبط به، أحيانًا أحِبُّ أن أصْرُخ أمام كلِّ النَّاس، ومفهُومٌ أنَّ أنا مُطلقة، ما العَيْب بهذا الشيء؛ انصحني. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، عزيزتي، لا زالت قصَّةُ جُحا وابنه عالقةً بذهني، مُنذُ كنت صغيرة، هل مرَّت عليكِ أيضًا؟ أثق في ذلك؛ فهي من القصص المُحبَّبة، التي تناقلتها الأجيال لحكمتها وتعبيرها عن واقعنا. ذهب جحا مع ابنه للسوق على حمارهما، وفي الطريق سمعا أصواتَ الناس تَتَعالى؛ انتقادًا واستنكارًا: انظُروا لهذا الرَّجل وابنه ليس بقلبهما رحمة، يَجلسان معًا فوق حمار واحد مسكين يتحمَّل ثقلهما. فانتبه حُجا لحديثهما، ونزل من على الحمار ليمسكه ويسير بجواره، بينما بَقِيَ ابنه فوق الحمار، لكن عادت تلك الأصوات ثانية تَسْتنكِرُ، ربَّما يكون الأشخاص قد اختلفوا في هذه المرحلة من الطَّريق، لكنَّ الأسلوبَ نفسه لم يختلف؛ ذلك الاستنكار نفسه الذي كسا أصواتَهم وهم يقولون: ياله من ولد مُتعجرف وقح! يجلس على الحمار ويتركُ أباه المسكين يسير جواره على قدميه، أليس بقلبه رحمة؟! ألم يعلمه أبوه البرَّ؟! فأوقف حجا الحمار، وأنزل ابنه ليركب هو، وسار ابنه إلى جواره، عادت الأصوات ثانية بصوت أعلى وأشد استنكارًا: يا له من أب قاسٍ لا قلب له؛ يركب هو الحمار ببساطة ويترك طفلاً بريئًا صغيرًا يسير على قدميه! فهل نزعت الرحمة من القلوب؟! لا أتذكَّر ما نهاية القصَّة، ربَّما حمل جحا وابنه الحمار آخر الأمر، وربَّما تساءل النَّاس وقتها: من الحمار؟ الحاملُ أم المحمول؟ إرضاء النَّاس في النِّهاية غاية لا تُدركُ، ومهما سعَيْنا له سنجد أنفسنا نَخسَرُ، ولا نصل لغايتنا تلك. خاصة إنْ كان هدفنا من إرضائهم دنيويًّا بَحتًا، ولم نقتنع به، بل نقوم به لنساير النَّاس فَحَسْب. نعم للمجتمع ضغطه، لا أنكر ذلك، لكن لو ركَّزْتِ عليه ستتعبين كثيرًا؛ اجعلي شعارك وهدفك الأسْمى هو رضا الله، وثقي أنَّه ما دام الله راضيًا عنك فسَيُيسر لك كلَّ خير، أليس الله حينما يحب عبدًا يُحبِّبُ فيه خلقه؟ صدِّقيني، ستجدينَ راحة لا تعدلُها راحة، حينما يكون مقصدك الأوَّل هو رضا الله، ولم تعط لرأي النَّاس حجمًا كبيرًا، وقتها سيرزُقُك الله وسييسر لك الخير بإذنه. لكن، لِتكُن لنا وقفة صادقة، نعيدُ بها ترتيب الأوراق ثانية: - لا أعرف إن كنت قد اخترت بنفسك زواجَكِ الماضي، ووافَقْت عليه، وحظيت بحرِّية الاختيار وقته، لكنْ بالتَّأكيد الطَّلاق أيضًا يعني حُرِّية اختيار تُريح أحيانًا ونضطر له، أليس كذلك؟ - مهما كنَّا نحن مَن نرى في الطلاق راحة وحِكْمة، إلاَّ أنَّ وقعه مؤلم وقاسٍ على نُفُوسنا، فليس سهلاً أن تنتهيَ حياة مُشتركة بين شخصين بكلمة. - النتيجة، مَنْ جرَّبت الزَّواج، وكان لها خِبْرة معه ومع مُشكلاته، ثُمَّ انتهت بطلاق، لن تكونَ كغيرها بالتَّأكيد مِمَّن لم تُجرِّب؛ فالتجربة ستُصقِلُ في نفسها شيئًا لم تكن لِتشعر به، قد تكسر البَعْض، لكنَّها قد تُقوِّي آخرين وتصقلهم. - من الطَّبيعيِّ أن ينظر النَّاس في النِّهاية للمُطلَّقة بنظرة مُختلفة، لكن هي من تُحدِّد مَكانَتَها وتفرض احترامها، ولن ينقصه أو يزيده نظرتُهم، وتبقى هذه النَّظرة من حقِّهم أيضًا حينما يتعلق الأمر بارتباط. - هل تذكرين مشاعرك قبل الزَّواج؛ كيف كانت؟ هل كُنت ستقبلين وقْتَها الزَّواج من مُطلق بسهولة؟ قد يَختلف النَّاس، لكن لا يهمُّ، المُهم أن تكوني أنت راضية عن نَفْسك واثقة بها، وأن تعرفي أنَّ تَجربتك سلاح ذو حدَّين في النِّهاية. - الدُّنيا ليست دار قرار أبدًا، بل هي دارُ امتحان نجتازه لدار أوسعَ وأرحبَ هي غايتنا النهائية، وفي الدُّنيا لا بُدَّ من امتحان وابتلاء، سواءٌ بخير أم بِشَر، وقد اختار الله لك هذا الامتحان، لست وحدك مَن تجتازينه، بل تشاركك كثيراتٌ بنفس وضعك وسنِّك، وربَّما يصغرنك أحيانًا، وقد يكون لَهن أبناء أيضًا، فانظري لرحمة الله بك، وفكِّري بحكمةٍ، واجعلي هَدَفك أن تتجاوزي هذا الامتحان بنجاح وتفوُّق بإذن الله، وراجعي فتوى: "الزواج من المطلقة". نشكر لك ثِقَتَك، ونسأل الله أن تكونَ إجابتنا شافية لك، دعواتنا لك بالسعادة والاستقرار بإذن الله.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |