رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1249 - عددالزوار : 136607 )           »          إنه ينادينا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 24 - عددالزوار : 5543 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 59 - عددالزوار : 8175 )           »          ميزة جديدة لمتصفح كروم بنظام أندرويد 15 تتيح إخفاء البيانات الحساسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن ميزة الصورة المستطيلة بإنستجرام.. اعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتفى iPhone 14 Plus وGoogle Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          احمِ أطفالك من الإنترنت.. احذر ألعاب الفيديو لحماية أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أبل تعمل على جهاز بشاشة تشبه شاشة الآيباد مع ذراع آلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          طفلك يستخدم تطبيقات الموبايل سرا دون علمك.. كيف تكتشف ذلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أدوات مهمة هتساعدك للحد من استخدام طفلك للإنترنت.. جربها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-06-2021, 02:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,985
الدولة : Egypt
افتراضي رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل

رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل (1 - 3)



أ. طاهر العتباني




الجانب العقائدي




من الشُّعراء الذين كانت لهم وقفةٌ طويلة أمام التُّراث العربي، وكانت لهم تجربة رائدة في التَّعبير الوجداني الصَّادق عن كثيرٍ من الرُّؤى الإسلامية، واستلهام تاريخ هذه الأمَّة وحضارتها وعقيدتها في كثيرٍ من شعره: الشاعرُ الراحل "محمود حسن إسماعيل"، ولقد كان لِتمكُّن الشاعر الفذِّ من أدوات التجربة الشِّعرية ما ساعدَه على أن يُبدع وبشكل متفرِّد قصائدَ تنتمي - في صميمها وجوِّها وما تطرحه من رؤيةٍ فنيَّة - إلى عمود الشِّعر العربي الأصيل، وإن كانت تتجاوز الشكل العموديَّ بتدفُّقها وبراعةِ نسجها المتفرد الأصيل.



وإذا كُنَّا بصدد الحديث عن الرُّؤيا الإسلاميَّة في شعر "محمود حسن إسماعيل"؛ فإنَّ الأمر أكبَرُ من أن يُتناوَل في دراسة سريعة، أو حتَّى عدة دراسات، ولكن هي المشاركة التي نُحاول من خلالها أن نتناول بعضَ جوانب هذه الرؤيا.



ونبتدئ فنقول: إنَّ حياة "محمود حسن إسماعيل" في ريف مصر في فترةٍ كان فيها الريف المصريُّ صورةً لقهر المستعمِر الإنجليزيِّ وأعوانه داخل البلاد، ممَّن سيطروا على الحياة الاجتماعيَّة والاقتصادية، ولم يعطوا الفلاَّح الكادحَ شيئًا من ثمرةِ جهده؛ كان لهذه الفترة أثرٌ عميق في رؤية الشاعر فيما بعد، وعندما الْتَحق الشاعر بكلية دار العلوم أخرج أوَّل دواوينه "أغاني الكوخ"، الذي كان تعبيرًا رائعًا عن هذه الفترة في حياة الفلاَّح البسيط في ريف مصر، كما كان تعبيرًا عن غُرْبة الشاعر في مجتمع المدينة الذي افتقد فيه الشَّاعرُ ما كان يعيش فيه من جوٍّ يتمتَّع بمظاهر الطبيعة الجميلة التي أثَّرت في وجدان الشاعر تأثيرًا بعيدًا.



وفي هذا الديوان - أغاني الكوخ - نجد كثيرًا من القصائد التي نلمح فيها أثرًا للوجدان الإسلاميِّ الذي يرفض الظُّلم، ويتمرَّد على القهر، ويرى في الإسلام العدالة الاجتماعيَّة التي افتقدَتْها الحياةُ في ذلك الوقت، وفي ذلك المكان.



كما أنَّ قصيدته "شاعر الفَجْر" في هذا الدِّيوان من القصائد التي تعبِّر بصدقٍ عن تشبُّع الشاعر بهذه المعاني الوجدانيَّة الإسلامية السامية التي تدور في خلَد الشَّاعر المُسْلِم وهو يستَمِع إلى النِّداء من المئذنة مناديًا لصلاة الفجر، ونلمس ذلك الوجدان حتَّى في عنوانها: "شاعر الفجر"؛ يقصد به المؤذِّن.



ومع الدِّيوان الثاني للشاعر "هكذا أغنِّي" نجد تَصاعُد هذه الرُّؤيا الإسلاميَّة، وامتدادَها إلى جانب ما نَلْمحه من آثار الرُّؤيا الرومانسيَّة التي طغَتْ على هذا الدِّيوان الثاني، وبدأت تشكِّل ملمحًا آخر من ملامح الرُّؤيا الشعرية عند "محمود حسن إسماعيل".



ولكن رغم الرؤيا الرُّومانسية عند الشاعر، فإنَّ الرؤيا الإسلاميَّة تُلقي بظلالها على محاور فنِّه الشعري، وبشكل غير مباشرٍ، وأحيانًا تَطْغى نغمتها وتشكِّل أبعاد التجربة وعناصرها كلَّها.



وسنحاول في هذه الدراسة التوقُّفَ أمام عددٍ من جوانب الرؤيا الإسلامية عند الشاعر.



(1)


الجانب العقائدي


نلمح أثر العقيدة الإسلامية في كثير من قصائد الشاعر؛ ففي قصيدة "موسيقى من الرُّوح" يتحدَّث الشاعر عن مواجهة المادِّية الطاغية التي سيطرَتْ على الحياة المعاصرة، والحياة الأوروبيَّة بخاصة، وظهرَتْ آثارها كذلك في حياة المسلمين، وحين يَطْرح هذه القضية - قضية الرُّوح والمادة - يبدؤها من ذلك الأصل الأصيل في كتاب الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85].




يقول الشاعر في بداية قصيدة "موسيقى من الروح":



سَأَلُوا نَبِيَّ اللهِ، قَالَ اللهُ: لاَ

الرُّوحُ مِنْ عِنْدِي، فَقُلْ: لاَ تَسْأَلُوا




لاَ تَسْأَلُوا الأَنْعَامَ كَيْفَ تَفَجَّرَتْ

السِّرُّ تَاهَ وَتَاهَ فِيهِ البُلْبُلُ [1]







ويظلُّ يواجه هذا الإنسان المادي الذي اغترَّ بحضارته، ووقف مزهُوًّا يعترض على سلطان الله - عزَّ وجلَّ - في هذا الوجود، ويواجه هذا الإنسان بعجزه:




العِطْرُ مَاتَ فَهَلْ بِسِرِّكَ قُدْرَةٌ

تُحْيِيهِ مِنْ رَوْضِ البِلَى يَتَسَلَّلُ




وَالرَّوْضُ إِنْ خَرَسَتْ جَمِيعُ طُيُورِهِ

أَلَدَيْكَ لِلأَغْصَانِ نَايٌ يَهْدِلُ [2]








ثم هو يظلُّ يواجه الإنسانَ بهذا العجز، مع تعريفه أنه يملك من القدرات العِلميَّة ما شاء الله له، ولكنه يعتزُّ بِها ويسخِّرها في غير ما أراد الله - عزَّ وجلَّ - لها:



وَصَلَ النّوَاةَ فَصَاغَهَا قَدَرًا عَلَى

رَاحَاتِهِ كُلُّ الوُجُودِ يُبَدَّلُ




أَغْرَاهُ أَنَّ الذَّرَّةَ انْفَلَقَتْ عَلَى

كَفَّيْهِ فَهْوَ بِكِبْرِهَا يَتَدَلَّلُ








ثم يواجهه بهذه الحقيقة الخالدة، هذه "الرُّوح" التي تسكن فيه، ولا يعلم عنها شيئًا، ومهما حاول فلن يصل إلى شيءٍ:



هِيَ فِيكَ تَجْهَلُهَا وَتَشْرَبُ خَمْرَهَا

وَإِذَا تَطِيرُ فَأَنْتَ كَأْسٌ مُهْمَلُ




أَعَلِمْتَ سِرَّ بَقَائِهَا وَخُلُودِهَا؟

أَعَلِمْتَ أَمْ أَنْتَ العَلِيمُ الأَجْهَلُ؟




الرُّوحُ رُوحُ اللهِ وَالعَقْلُ الَّذِي

يُشْقِيكَ ضَيْفٌ فِي حِمَاهَا يَنْزِلُ




فَإِذَا مَضَيْتَ تَخَلَّصَتْ وَمَضَاتُهَا

وَرَجَعْتَ لِلاَّ شَيْءِ صَمْتًا يُعْوِلُ[3]






يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 243.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 241.46 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.71%)]