|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطيبي يطلب مني أن أكون عقلانية، وأنا (رومانسية) أ. أروى الغلاييني السؤال أنا فتاة مخطوبة، أنا رومانسية جدًّا، وخطيبي عقلاني جدًّا، خطيبي يطلب مني أن أكون عقلانيَّة، ولا أكون رومانسية، ماذا أفعل؟ علمًا بأني طوال حياتي لم أرتبط بشخص عاطفيًّا، وكنت تاركةً عواطفي ورومانسيتي للإنسان الذي سوف أرتبط به، ويكون شريك حياتي، ماذا أفعل؟ وماذا أقول له؟ الجواب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حيَّاك الله سلمى بموقع الألوكة. بارك الله لك في خِطبتك، وأتَمَّ لك أمورَ زواجك، وجَعَل حياتك هانئة بمرضاة الله وطاعته. حقيقة ليس هناك شخصٌ عاطفيٌّ - أو كما تقولين: رومانسيٌّ - كُلِّيَّة، وليس هناك شخص عقلانِيٌّ كلية. أنماط الناس ثلاثة، ويسمونه بعلم البرمجة اللُّغوية العصبية: "نموذج مرسيدس"؛ لأنه ثلاثة جوانب متداخلة، كشعار سيارة مرسيدس الألمانية، وبإمكانك الاطلاع عليه بشكل موَسَّع أكثر. أقول: أنماط النَّاس ثلاثة: التفكير، والمشاعر، والسلوك، كلُّ واحد منَّا يَغلبُ عليه جانب واحد من هذه الجوانب، ولا يُلغى الجانبان الآخران أبدًا، فأنت كما قلت في رسالتك: يغلب عليك جانب المشاعر - مع وجود جانبي التفكير و السلوك بك - وخطيبك يَغلب عليه جانب التفكير، مع وجود جانبي المشاعر و السلوك به، والإنسان المتميِّز الناجح في حياته الأسرية والعملية هو الذي يُغلِّب الجانب المناسب في شخصيته، حَسَبَ الموقف، فهناك مواقفُ إنسانية بحتة لا بد أن يظهر فيها جانب المشاعر بالإنسان، وأخرى يغلب عليها التفكير، وأخرى السلوك. فلنفترض أن الجانب الذي يغلب عليَّ أنا هو التفكير أو السلوك. ولكن عندما أحضر مجلس أمَّهات المدرسة، لا بد أن يَغلُب عليَّ جانب المشاعر وأنا أرى ابنتي تتقدم للمنصة لتستلم شهادتها؛ أبتَسِمُ لها وأَشْعرها بوجودي، وتنهمر العَبَرات من عيني؛ فرحًا بها، بينما مديرة المدرسة يغلب عليها جانب التفكير؛ هل الإضاءة جيدة؟ هل التكييف يعمل بشكل كافٍ؟ هل مكبرات الصوت صالحة؟ تفكِّر المديرة في هذه الأمور التي تعنيها؛ لتقوم بتوجيه التوجيهات اللازمة لفريق العمل معها، أمَّا المعلمة المسؤولة عن المسرح سيغلب عليها جانب السلوك؛ لأنها ستتصرف سريعًا لإصلاح أيِّ خلل قد يعترض المسرح أو المنصة، في نفس الوقت ربَّما حال نزول ابنتي من على المنصة، يَقْوى عندي جانب التفكير، وأقول: لماذا كان الصوت منخفضًا وغيرَ واضحٍ؟ بل قد أتحرك من مكاني - يغلب جانب السلوك - وأطلب من المسؤولة أن تصلح الخلل، أو أساعدها في ذلك. أما لو أني أثناء صعود ابنتي على المنصة؛ لتستلم شهادتها - انشغلت وفكَّرت في عُلُوِّ الصوت أو انخفاضه مِمَّا عَكَّر عليَّ حَميميَّة المناسبة ودفئها؛ بحجة أن جانب التفكير هو الذي يغلب عليَّ، أو قمت من مكاني - إن كان يغلب عليَّ جانب السلوك - وذهبت للمسؤولة عن إصلاح مكبِّرات الصوت، وساعدتها في إصلاح المكبِّر من خلف المسرح، ولم أنته إلاَّ بعد نزول ابنتي من المنصة دون مشاهدتها، هنا أكون قد أفْسَدت عليَّ أجملَ اللحظات وأمتعها، كذلك أحدثت شرخًا بنفسية ابنتي إن التفتت للجمهور، ولم تجدني ألوح لها، وأبتسم فرحًا وفخرًا بها. آمل أن تكون الجوانب الثلاثة قد وضحت لديك الآن. وقد يكون طلب خطيبك لك أن تكوني عقلانية - في مواقف يكون فيها الأفضليَّة لجانب التفكير أكثر من جانب المشاعر الرومانسية، وهو كذلك لابُدَّ أن يُغلِّب جانب المشاعر على جانب التفكير العقلاني في بعض المواقف، ولا يتعلل أنه عقلاني. وعلى العموم، إن العواطف والمشاعر ثروة كبيرة، سعيدٌ من يحظى بها؛ فَتَمَسَّكي بهذه الثروة يا سلمى، لكن أَحْسني استخدامها في أوقاتها، ولا تُفْرطي فيها، فيزهدَ الناس فيها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ولمزيد فائدة، نرجو مراجعة الرابط التالي: • "الحـب".
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |