ملامح من الحياة الزوجية في الحديث النبوي الشريف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4957 - عددالزوار : 2061868 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4533 - عددالزوار : 1330599 )           »          ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-06-2021, 02:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي ملامح من الحياة الزوجية في الحديث النبوي الشريف

ملامح من الحياة الزوجية في الحديث النبوي الشريف
د. عبدالسميع الأنيس





الملمح الأول: تخفيف العبادة عن المرأة:
الناظر في الهَدْي النبوي يجد تخفيفًا واضحًا للعبادة عن المرأة، وسأذكر نماذجَ متعددة لتوضيح هذه الفكرة:
1- الرِّفق بالأهل، وعدم الإثقال عليهم في قيام الليل، يدلُّ على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّي من الليل وعائشةُ معترضة بين يديه، فإذا بقي الوتر أيقظها فأوتَرَتْ[1].

وقد يقال: لِماذا لم يُوقِظْها للصلاة معه؟
والجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُطيل القيام، والمرأة قد لا تتحمَّل طول القيام، وقد يشغلها ذلك القيامُ عن وظائفها الزوجية والمنزلية في النهار.

2- توجيه المرأة إلى ما يناسبها من عبادة بعد صلاة الفجر، يدل على ذلك ما جاء عن جويريةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرةً حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: ((ما زلتِ على الحال التي فارقتُكِ عليها؟))، قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد قلتُ بعدك أربع كلمات، ثلاثَ مرَّات، لو وُزنتْ بما قلتِ منذ اليوم لوزنتْهن: سبحان الله وبحمده، عددَ خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته))[2]، إنه توجيه نبوي، وإشارة للاقتصاد في العبادة، وأحسب أنه أراد للمرأة أن تنصرف لشؤون المنزل وأموره؛ ولهذا أرشدها إلى كلمات قليلات تقوم مقام الذِّكر الكثير، والجلوس الطويل، وقد بيَّن ابن القيم فضائلَ هذه الكلمات وأهميتها في كتابه "المنار المنيف"، فانظره ثَمَّة[3].

3- أسقَطَ عنها صلاة الجمعة والجماعة: وهذا مَلْمَح يُفهَم منه التفرغ لشؤون المنزل، وتربية الأطفال.

4- لم يُوجِب عليها قضاءَ ما فاتها من الصلوات أيام الحيض والنفاس.

5- وقد أخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن أهمية الفرائض بالنسبة للمرأة، عندما قال: ((إذا صلَّتِ المرأة خمسَها، وصامت شهرَها، وحصَّنت فرجَها، وأطاعت بَعْلَها، دخَلَتْ من أيِّ أبواب الجنة شاءَتْ))[4].

ويُلاحَظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قرَن في هذا الحديث بين أهمِّ عبادتين (الصلاة والصيام)، وأهم صفتينِ للمرأة (طاعة زوجها، وحفظ نفسها)، وقد ظهر لي من خلال تتبُّعي للحياة الزوجية في المجتمع: أن مبالغة المرأة في العبادة يصاحبه إهمال للشؤون الزوجية والمنزلية.

وقد حدَّثنا التاريخ عن المرأة الزاهدة العابدة (رابعة العدوية)، وقد انشغلت بالعبادة، قال زوجها أحمد بن أبي الحواري: كنتُ إذا أردت جماعَها نهارًا، قالت: أسألك بالله لا تُفطرني اليوم، وإذا أردتها بالليل، قالت: أسألك بالله لما وهبتني لله الليلة، ولكنها كانت منصفة تقول لزوجها: لست أستحل أن أمنعك نفسي وغيري، اذهب فتزوَّج، قال: فتزوجتُ ثلاثًا، وكانت تطعمني اللحم وتقول: اذهب بقوتك إلى أهلك، وكانت إذا طبخت قدرًا قالت: كُلْها يا سيدي، فما نضجت إلا بالتسبيح! قال: وكانت لها سبعة آلاف درهم فأنفقَتْها عليَّ[5].

الملمح الثاني: من التوجيهات النبوية للحياة الزوجية التغافل عن الأخطاء:
وهو أفضل طريقة للتعامل مع المرأة، والتغافل منهجٌ نبوي بيَّنتُه في كتابي (الأساليب النبوية في معالجة المشكلات الزوجية)، والتغافل ضروري؛ لأن المرأة قد تنسى ما تكلَّمت به...، ‏والنسيان نعمة عظيمة، وإذا فقدَتْها المرأة عاشت معذَّبةً في حياتها.

نعم للتغافل في الحياة الزوجية، ولكن حذارِ من الغفلة، وقد جاء عن محمد بن عبدالله الخزاعي أنه قال: سمعتُ عثمان بن زائدة يقول: "العافية عشرة أجزاء، تسعة منها في التغافل"، قال؛ فحدَّثت به أحمدَ بن حنبل، فقال: "العافية عشرة أجزاء، كلها في التغافل"[6].

الملمح الثالث: الحياة الزوجية الخاصة في الهَدْي النبوي:
قال ابن رجب: "يُستحب لمن له زوجة... أن يطأها يوم الجمعة، ثم يغتسل، ‏هذا هو المنصوص عن الإمام أحمد، وحكاه عن غير واحد من التابعين؛ منهم هلال بن يساف، وعبدالرحمن بن الأسود وغيرهما"، ‏وذكر أن عبدالرحمن حكاه عن أصحاب عبدالله بن مسعود[7].

قلتُ: لعل ذلك يستفاد إشارةً من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن غسل يوم الجمعة واغتسل، وبكَّر وابتكر، ومشَى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغُ، كان له بكل خطوةٍ عملُ سَنةٍ أجرُ صيامها وقيامها))[8]، وقد قال الإمام أبو زرعة العراقي: "لا أعلم حديثًا كثير الثواب، مع قلة العمل، أصح من هذا الحديث"[9].

قال النووي رحمه الله، في قوله صلى الله عليه وسلم: ((غسل واغتسل)): "رُوي غَسَل بتخفيف السين، وغسَّل بتشديدها، روايتانِ مشهورتان، والأرجح عند المحققين بالتخفيف...، فعلى رواية التخفيف في معناه هذه الأوجه الثلاثة: "أحدها: الجماع؛ قاله الأزهري، قال: ويقال: غسل امرأته: إذا جامعها".

الملمح الرابع: قاعدة مهمَّة في تماسك الأسرة:
صدق مَن قال: طاعة المرأة لربها ثم لزوجها، ينتج عنه بالضرورة طاعةُ الولد لأبيه وأمِّه أيضًا، والدليل على ذلك أنَّ هاجر هي المرأة التي قالت: آلله أمرك بهذا؟ اذهب فلن يضيِّعنا الله، وهي مَن أنجبت مَن قال: ﴿ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ﴾ [الصافات: 102].

الملمح الخامس: متى تتذوق المرأة حلاوة الإيمان؟
من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالمرأة أنه أراد لها الرُّقِيَّ في مراتب الإيمان؛ حتى تتذوق حلاوته، ومن توجيهاته الشريفة في ذلك ما جاء عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ولا تجد المرأةُ حلاوةَ الإيمان حتى تؤدِّيَ حقَّ زوجها))[10].

ولعل سبب ذلك كما أفاد أحد الإخوة[11]: "أنها لَمَّا أرضَتْ زوجَها، وأذاقته حلاوة الحياة بطاعتها له، كافأها الله سبحانه من جنس عملِها، فأذاقها حلاوة الإيمان".


[1] رواه مسلم.

[2] رواه مسلم - واللفظ له - في كتاب الذكر، باب التسبيح أول النهار وعند النوم، (17/ 44).

[3] انظر: المنار المنيف، ص 17، طبعة المجمع، بتصرف واختصار.

[4] رواه ابن حبان (1296).

[5] صفة الصفوة 2/ 432.

[6] شعب الإيمان؛ للبيهقي 6/ 330.


[7] فتح الباري 272/ 5.

[8] رواه أبو داود، والترمذي، وقال: "حديث حسن"، والنسائي، وابن خزيمة في صحيحه.

[9] فتح المغيث؛ للسخاوي 4/ 183.

[10] إسناده صحيح؛ كما ذهب إلى ذلك عدد من المحدِّثين.


[11] هو الدكتور يوسف السامرائي.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.57 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]