|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() "كيف حالك" في كلام الفصحاء أ. عبدالله بن محمد بن بدير بعض إخوانِنا يَعترض علينا إذا نحن لقيناه فقلنا له: "كيف حالك؟"، وبعضهم يُشيِّع اعتراضَه هذا بأن يقول: قل: كيف أنتَ، ولا تقل: كيف حالك؛ لأنَّ "كيف" تدلُّ بذاتها على الحال، والحال لا تَدخل على الحال، فإن قلتَ لأحدٍ: كيف حالك؟ فكأنَّك تقول له: ما حال حالك؟ وهذا غلَط! لكن، هل قالَت العرب المحتجُّ بلغتهم: "كيف حالك"؟! تحاول هذه الورَقة أن تجيب على هذا السؤال. "كيف حالك" في عصر الاحتجاج: أولًا: ما روي أنَّها جاءت في كلام النبيِّ صلى الله عليه وسلم: عن عائشة، قالت: جاءت عجُوزٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقال: لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أنتِ؟))، قالت: أنا جثَّامةُ المُزنيَّة، فقال: ((بل أنت حسَّانةُ المُزنيَّةُ، كيف أنتُم؟ كيف حالُكم؟ كيف كنتُم بعدنا؟))، قالت: بخيرٍ بأبي أنت وأُمِّي يا رسول الله، فلمَّا خرجَتْ قلتُ: يا رسول الله، تُقبِلُ على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال: ((إنَّها كانت تَأتينا زمن خديجة، وإنَّ حُسن العهد من الإيمان))[1]. ثانيًا: "كيف حالك" في كلام الصَّحابة رضوان الله عليهم: في كلام معاوية رضي الله عنه: قال الخطابي في غريب الحديث (2/ 522): وقال أبو سُليمان في حديث مُعاوية: إنَّ عمرو بن مسعودٍ دخل عليه وقد أسنَّ وطال عُمره، فقال له مُعاويةُ: كيف أنت وكيف حالُك؟ فقال: ما تسألُ يا أمير المُؤمنين عمَّن ذبلَت بشرتُه، وقُطعَت ثمرتُه، فكثُر منه ما يُحبُّ أن يقِلَّ، وصعُب منه ما يحبُّ أن يَذِلَّ، وسُحلت مريرتُه بالنَّقض، وأجمَّ النَّساء، وكنَّ الشفاء، وقلَّ انحياشُه، وكثُر ارتعاشُه، فنومُه سُبات، وليلُه هبات، وسمعُه خُفات، وفهمه تارات[2]. ما روي أنَّها قيلت لعبدالله بن بسر: عن يزيد بن خُميرٍ الرَّحبي، قال: سألتُ عبدَالله بن بُسرٍ صاحب النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم: كيف حالُنا من حال مَن كان قبلنا؟ قال: "سُبحان الله! لو نُشروا من القُبور ما عرفوكم، إلَّا أن يَجدوكم قيامًا تُصلُّون"[3]. ثالثًا: "كيف حالك" في كلام شعراء الاحتجاج: في شعر قرَّان الأسدي: قال المرزباني: قال قرَّان الأسدي[4]: جزى الله عنَّا مرَّةَ اليوم ما جزى ![]() شرارَ الموالي حين يَجزي المواليا ![]() إذا ما رأى مِن عن يمينيَ أكلبًا ![]() عوينَ عَوى مستحلبًا عن شماليا ![]() ويسألني أن كيف حاليَ بعدَه ![]() على كلِّ شيءٍ ساءه الدَّهر حاليا ![]() فحاليَ أنِّي قد حللتُ ببلدةٍ ![]() أصبتُ بها دارًا لأهلي وماليا ![]() وحاليَ أنِّي سوف أُهدي له الخنا ![]() وأمشي له المشي الذي قدْ مشى ليا[5] ![]() في شعر يزيد بن الطثريَّة: قال القرشي في حماسته (ص: 287): وقال يزيد بن الطثريَّة[6]: إذا نحنُ جئنا لم نجمَّل بزينةٍ ![]() حذار الأعادي، وهْي بادٍ جمالُها ![]() ولا نبتديها بالسَّلام، ولم نقل ![]() لهم مِن توقِّي شرِّهم: كيف حالُها؟[7] ![]() يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |