|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مشكلة صعبة د. ياسر بكار السؤال السلام عليكم ورحمة الله - تعالى - وبركاته، أريد أن أطرح هذه المشكلة: أنا وزوجي الآن في المدَّة التي تلت عَقْدَ النِّكاح، والدخول قريباً - إن شاء الله. المشكلة أن زوجي قد أَنهى دراسته الجامعية، وهو يعمل، أما أنا فأدرُس في السنة الأخيرة، وسأتخرَّج بشهادة الدبلوم العالي، وأريد أن أُكمِل دراستي للحصول على شهادة (البكالوريوس)، وهى تستغرق سنة ونصفاً، لكن الوقت المسائي من الساعة الرابعة حتى الثامنة؛ المشكلة تكمُن في أن زوجي يريد أن أحمل وأُنجِب بسرعة؛ أي: بعدما أنتهي من الدبلوم العالي، ولكنني مستاءة جداً؛ لأنني لو حمَلتُ فمعنى هذا أني سوف أبتعد عن الطفل لمدة طويلة؛ سنة ونصف تقريبا - من الساعة الرابعة حتى الثامنة، وفي تخطيطي أريد أن أَحمل وأُنجب وأُربِّي بطريقتي وبأسلوبي، لا بطريقة والدتي أو والدته، اللَّتَين ربما أترك الطفل عندهما،، أريد أن أُقنع زوجي بضرورة الشهادة، لكنه لا يرى ذلك. أنا متضايقة كثيراً.. أريدُ أن أدرس وأحصل على الشهادة مثل صديقاتي. في الحقيقة لا أريد الشهادة للعمل، لكن ربما تحدث أمور في المستقبل أحتاجُ معها إلى شهادتي... أُحِسُّ بأنني طموحة في هذا الجانب، على عكسه؛ فهو يرى بأن وجودي في البيت معه ومع الطفل أوْلى من (البكالوريوس)، خاصةً أنني أعمل، لكنْ من يستطيع أن يضمن لي أنني لن أحتاج لشهادتي؟ لقد حاولت أن أُقنِعه بأن نؤجِّل الحمل لمدة، لكنه يرفض الفكرة، ويقول: كلما أجَّلتُ الموضوع فإني أكْبُر في العمر. أنا في حَيرَة من أمري! في نفس الوقت لا أريد أن أكون سبباً في تأخير الموضوع، لكن أيضاً التخطيط لقدوم طفل والتهيُّؤ لتربيته أمرٌ كبيرٌ. أرجو أن تُفيدوني بآرائكم، والرجاء عدم عرض الموضوع. شاكرةٌ لكم. الجواب الأخت الكريمة: مرحباً بكِ في موقع (الألوكة)، وشكراً لثقتك الغالية. قرأتُ رسالتكِ بإمعانٍ، وفهمتُ مشكلتكِ المعقَّّدة، وليس أمراً غريباً؛ فهذه الدنيا مليئة بالتعقيدات والمشكلات، أَوَدُّ أن أناقش معكِ الأفكار التالية: أولاً: الدرس الأهم الذي تعلَّمناه من هذه الدنيا هو: أننا لا يمكن أن نحصل على كل شيء طوال الوقت؛ لا يمكن أن تسير شؤون الدنيا دون تنازلات بين حين وآخر، هذه حال الدنيا وحال الابتلاء الذي يُعدُّ أحدَ أهم سماتها. وهذا بالضبط ما تُريدينَه أنتِ؛ تريدين أن تحملي كل الكؤوس في يد واحدة؛ تريدين الزواج، وإكمال الدراسة، والتربية المميزة للأطفال تحت إشرافك. قد أتفهَّم وجهة نظر خطيبكِ؛ فأحياناً يشعر الرجل أن قد تأخَّر جداً، ويفكر في عواقب ذلك على المستقبل عندما يكبر هو، وأولاده في عمر صغير، يحتاجون إلى الرِّعاية المستمرَّة. وفي نفس الوقت أتفهَّم رغبتكِ في الحصول على (البكالوريوس)، وهو أمرٌ مهمٌ بلا شك. ثانياً: لو كنتُ مكانكِ فسوف أواصل الدراسة، ولو ابتعدتِ عن الطفل لمدة محدودة في بداية أيامه؛ حيث يحتاج فيها إلى القليل من العناية التربويَّة، والكثير من الإطعام والنظافة وغيرها، والتي يمكن أن تنجزيها خارج الساعات الأربع التي ستكونين فيها في الجامعة، بينما يغطُّ هو في نوم عميق. ثالثاً: رتِّبي حساباتكِ؛ بحيث تنتهين الجامعة قبل بلوغ الطفل السنة الأولى؛ لأننا نعلم أنه مع الشهر الثامن تقريباً يبدأ الطفل بالقلق من غياب أمه، وشعوره بالحاجة إليها. وهذا يعني أن تتأخري في الحمل أشهراً قليلة جداً، والذي قد يتأخَّر بصورةٍ طبيعيةٍ دون تدخُّل. رابعاً: سأذكر هنا - عَرَضاً - مفهوماً من المفاهيم المسيطرة علينا في البلاد العربية، وهو أن الشهادة هي الأمان في المستقبل. وهذا غير صحيح جزئيّاً.. الأمان في المستقبل - بعد التوكل على الله تعالى - يكمُن فيما تُتقِنينَهُ من مهارات، وليس فيما تحملينه من شهادات. أصحاب العمل هذه الأيام يبحثون عن الموظفين الماهرين، الذين يُضِيفون إلى أعمالهم، دون أيّ نظر إلى الشهادة؛ جامعية كانت أم ثانوية، الأهم ما تستطيعين أداءه بكيفية مميزة عن بقية أقرانك. ولحسن الحظ؛ فإن الجامعة ليست المكان الوحيد لتنمية هذه المهارات. أقولُ هذا وأنا أحتفظ في ذاكرتي بأسماء ناجحين عالمياً لم يدرُسوا في الجامعة، لكنهم طوَّروا مهاراتهم بصورة مذهلة، حتى أصبح توظيفهم في شركة ما حُلما لصاحب الشركة. أتمنى أن أكون قد قدَّمتُ شيئاً مفيداً، وأبارِك لكِ - مقدَّماً - زواجك الميمون، الذي أسأل الله أن يُتِمَّه على خير، وأن يكون أساس بناء بيت يعبُد الله. وفَّقكِ الله إلى كل خير، ومرحباً بكِ
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |