
31-05-2021, 03:35 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة :
|
|
سألتني
سألتني
يوسف إغزان
سأَلتْني معلِّمتي ذات يومٍ فقالت: ما رأيُك في السياسة؟
قلت: وهل مثلي يُؤخَذُ برأيه؟
• إني حينَ نطقتُ أخرسْتِني، كيف أتكلَّمُ ونظراتُكِ تَسْحَقُ طيبوبتي، وتهشمُ خجلي؟
• إحم، عفوًا أستاذتي، غلبت عاطفتي، إني لما رأيتُك تمشين قبلَ قليل، لَمَحْتُ الأستاذ خلفَك يَرقُبُك، فتلك السياسة، حين ضاعفتِ النقاط بلا سببٍ، فتلك السياسة، حين قَدِمَ المُفتِّش، وبدأتِ تَستظْرفين الطلابَ؛ فتلك السياسة، أفأزيدُك؟ كم قرأتِ من كتابٍ؟ واحد؟ ألف؟ خمسمائة؟ بِمَ خرجتِ؟ إن كنتِ تلبَّست منطقَ الكاتب، فتلك سياسته؟
• اعذِريني؛ فإني لن أتعدَّى الحدود، صحيح أنَّا ربطَتْنا القيود بالله لن أمس الريادة، فجُوره لنا منعم، هل رأيته قط؟ أنا رأيتُه، هللت له وصحت، لكن لم يُجبْني، لِمَ؟ ألم يسمعْني؟ ألم تكن بيديه قوة التلاقي؟ أحبُّه؟! بل أبغض الذي يحبُّه، حين لم يفعل أساتذتي فتلك السياسة.
"أطرقَتْ عينُها، احمرَّت وجنتاها، أطفقت تفرقِعُ أصابعها، وقد اعتلتها ارتعاشة: إن كان الأمر هكذا، فقل لي: من أنت في السياسة؟!"
• أنا؟ (ابتسامة) أنا ذاتٌ كان من الممكن أن يكون شخص غيري فيَّ، أنا مَن فَرَرْتُ من تلكم السياسة، تدرين لِمَ؟ لأني أصلًا لا أفهم السياسة، ساس سائس رعاعًا، أنا من الرِّعاع، أنا من الخرفان، يضربُني الراعي بصخرة، هل تظنِّين أني مثلُكم البشر أحمل صخرةً فأردُّها، وأحتمي بعدوي فأمثلها؟ لا، بل أسير مسارَ القِطعان، لكن... لكن... ماذا لو ...؟
• اصمت، أقْصِر، كَفَاك، لا تزد شيئًا.
• لا أحسبُني واعظًا يُبكِي، ولا قسِّيسًا يُعترَفُ له، بل إني قلت مقالي ولعلَّ فيه الغلطَ والتذاكي.
إني حين أبصرتُ الحقل حَسِبْتُه مرتعًا، فلما قلتُ لصديقي الخروفِ: تعالَ نبلِّغِ الراعي؛ علَّه يقودُنا إلى هناك، فحَقْلٌ مُستساغٌ خيرٌ من قوارس وفيافٍ.
لكن أبى الراعي، فلكل راعٍ راعٍ، وأبى راعي الراعي الرحيلَ؛ فصِرْنا ها هنا نكتوي بلظى الفيافي.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|