|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أسكت على الظلم؟ د. سليمان الحوسني السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة تدرس في معهد تفاقم فيه الظلمُ بدرجة كبيرةٍ، والشتمُ والضربُ، ومحاربة دين الله، ومُخالفة القوانين، وتسأل: هل أسكتُ عن الحق أو أواجه الظُّلم؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة اخترتُ طريقًا مستقيمًا يُرضي الله ورسوله، على الرغم من أن ذلك يؤدي إلى بعض المشكلات في المجتمع الذي اعيش فيه. أدرس الآن في معهدٍ تفاقم فيه الظلمُ بدرجة كبيرة؛ فقد انتشر التمييزُ والشتمُ والضربُ، ومحارَبة دين الله، والطرد بدون وجه حقٍّ، ومخالفة القوانين وغيرها، وأنا لا أستطيع أن أنهى نفسي عن السكوت عن الظلم، ولا أعلم لمَ أجد دافعًا للتصدي لكل ذلك؟! على الرغم من أني تعرَّضتُ لأقصى العُقوبات! كثيرٌ مِن الصديقات يَقُلْنَ لي: ليس مِن شأنك الدِّفاع عن الآخرين، فهم يستطيعون الدفاع عن أنفسهم! فما رأيكم هل أسكتُ عن الحق؟ أو أواجه الظلم؟ مع العلم أنه سيقع عليَّ ضررٌ جراء ذلك. وجزاكم الله خيرًا الجواب الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، شكرًا للأخت الكريمة على تواصلك معنا في شبكة الألوكة، سائلين الله لنا ولك التوفيق لما يُحِبُّ ويرضى، كما نسأله تعالى أن يُثَبِّتنا وإياك على الحق دائمًا. ونرفع إليك تهنئتنا باختيارك طريق الاستقامة، هذا الطريقُ الجميلُ المُشْرِقُ الواضح المؤدي بصاحبه إلى الفوز في الدنيا والآخرة، وهو الطريق الذي أمر الله باتباعه؛ ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153]، وهو السبيلُ الذي سار عليه الأنبياءُ والرسلُ والصحابةُ والتابعون والأئمة الأخيار، وكذلك العلماء والدُّعاة الصالحون. تعلمين أيتها الأخت الكريمة أنهم ابتلوا وأوذوا، ولاقوا المتاعب المتعددة، والآلام المتنوعة، ولكنهم صبروا واحتسبوا الأجر عند الله، وهكذا المؤمنون يُخْتَبَرون حتى يتبيَّنَ الصادق من الكاذب؛ قال تعالى: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2، 3]. وبالتالي أنت وغيرك ممن يختار هذا الطريق، قد يجد بعض الصعاب والمضايقات، فعليك أن تُوَطِّني نفسك على الصبر والاحتساب، والثبات على الاستقامة، والدعوة إلى الله، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بأصحابه الكرام. ولكن مع ذلك نوصيك بالرفق والحكمة، وعدم المواجهة في المواطن الصعبة التي تُعَرِّضك للإهانة والضرر الجسدي والنفسي، واعلمي أن هناك درجاتٍ لتغيير المنكر: باليد، ثم باللسان، ثم بالقلب، ففي حالة عدم قدرتك أنكري ذلك بقلبك، واكرهي المنكر بداخلك، والله يعلم ما في نفسك، وأنت معذورةٌ في حالة عدم قدرتك. وكونُك تكرهين الظلم الواقع على الآخرين، وتسألين الله العون، ونصرة المظلوم - فهذا عمل عظيم تُؤجرين عليه، وتعذرين به عند الله، وهو وقوفٌ مع الحق، ونصرةٌ له، وليس بلازمٍ أن تُغَيِّري الظلم الواقع، فقد يكون فوق طاقتك ولا قُدرة لك عليه، والله لا يكلف نفسًا إلا وُسْعها. ونسأل الله أن يُثبتك على الاستقامة والحق، وأن يزودك بالصبر والعون من عنده. وعليك بكثرة الصلاة والدعاء، وتلاوة القرآن، وصُحبة أخواتك الصالحات
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |