من لوازم طالب العلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سلسلة ‘أمراض على طريق الدعوة‘ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 4641 )           »          الإمام الدارقطني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الإمام الترمذي (صاحب السنن) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الإمام النووي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الدين الكامل حاجة الإنسان في كل زمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تصحيح شيخ الإسلام لبعض أخطاء الفقهاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تحقيق التوحيد في باب التوكل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الكفاية في تلخيص أحكام صلاة المسافرين والجمع بين الصلاتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الخير مختبئ خلف كل ما لا نفهمه الآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ما الفقر أخشى عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-05-2021, 02:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,024
الدولة : Egypt
افتراضي من لوازم طالب العلم

من لوازم طالب العلم


أ. د. عبدالله بن محمد الطيار






1- الحب: على طالب العلم أن يحب الناس، ويتمنى لهم الخير، ويدعو لهم بالهداية، ويبيِّن لهم الحق، ويرشدهم إلى الصواب، وإلى الطريق المستقيم، فيعبدون الله على بصيرة، وينجون - بإذن الله - من عذاب الله يوم القيامة، وعلى طالب العلم أيضًا أن يبذل كل ما في وسعه؛ ليحبه الناس، فإذا أحبَّه الناس استطاع أن يوصل إليهم ما يريد من فروع العلم، وإذا أراد طالب العلم أن يحبه الناس؛ ليأخذوا عنه علمه بقبول، فعليه أن يقول لله، ويتعلَّم لله، ويعلم الناس لله، ويعمل لله، ولا يبتغي إلا وجه الله، وليبحر بسفينة السعي والإقدام في بحر العلم، ويحمل في يمينه التقوى، وفي يساره العلم، فإذا فعل ذلك أحبَّه الله، ونادى جبريل أن يحبه ثم جعل له القَبول في الأرض.


وعلى طالب العلم أن يبيِّن الحق للناس، ولا يكتمه ولا يكون سلبيًّا، بل يكون إيجابيًّا قولاً وفعلاً مشاركًا لأهل حيِّه ووطنه في كل ما يحتاجون، فيصير محبوبًا عندهم - بإذن الله.

2- الإخلاص: إن أهم ما يجب أن يتحلى به طالب العلم الإخلاص؛ فأي عمل صالح لا يكون مقبولاً عند الله - تعالى - إلا إذا توفَّر فيه شرطان:

أن يبتغي به وجه الله - تعالى - لا أن يبتغي به حصول المدح عند الناس، فيُقَال عنه عالم؛ لأنه صحَّ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل اسْتُشْهِد، ورجل تعلَّم العلم وعلَّمه وقرأ القرآن، فأُتِي به فعرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم؛ ليُقال: عالم، وقرأت القرآن؛ ليُقال: هو قارئ، وفقد قيل، ثم أمر به، فسُحِب على وجهه حتى أُلْقِي في النار))؛ رواه مسلم، والله - سبحانه وتعالى - لا يقبل أي عمل أشرك فيه معه غيره.


وها هو الحجاج بن يوسف الثقفي ينال من علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في حضور الحسن البصري والشعبي، وبينما الحسن البصري ساكتًا عاضًّا على إبهامه، إذا بالشعبي يخوض مع الحجاج فيما خاض فيه من باطل، فقال الحجاج: تكلَّم يا أبا سعيد، فقال البصري: إن عليًّا - رضي الله عنه - شرفه الله بمكرمات لا يستطيع أحد أن ينازعها عنه، وإن الله - تعالى - يقول: {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} [البقرة: 143]، وإن عليًّا ممن هدى الله، فغضب الحجاج ودخل غرفته، فقال الشعبي: يا بصري، أهكذا أوغلت صدر الأمير، فقال: إليك عني يا شعبي، الناس يقولون الشعبي إمام الكوفة، وعالمها، ماذا أنت قائل بين يدي ربِّك يوم القيامة، وبعد قليل خرج الحجاج ومعه الهدايا، فأعطاها للحسن البصري، وقال له: أكثر من زيارتنا يا أبا سعيد، فقال الشعبي: ما كنت أنا والبصري في موقف إلا قال لله.


3- الفَهْم: كيف فهم المسلمون الأوائل معنى الإسلام؟ وكيف ينبغي لنا أن نفهمه؟ لا شك أن المسلمين الأوائل لم يفهموا من الإسلام ما نريد نحن أن نفهمه في عصرنا الحاضر!! أنه مجموعة من العبادات يؤديها الإنسان في معزل عن السلوك العملي، وأن الإنسان يستطيع أن يتوجه إلى الله مخلصًا في أثناء العبادة، ثم يتوجَّه لغير الله في أمر من أمور الحياة، إنما الإسلام الذي فهمه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصحبه الكرام، هو إسلام النفس كلها لله؛ بأن تكون حياة الإنسان كلها لله سلوكًا وعملاً وعلمًا، الإسلام هو العقيدة الصحيحة الخالصة من أي شائبة من شوائب الشرك، وأحرى بطالب العلم أن يكون على هذا الفَهْم بالإسلام.


وعلى طالب العلم في فَهْمه للإسلام ألا يقتصر تحصيله على العلم الشرعي فقط، ويزدري ويحتقر العلوم الأخرى، بل يحصل منها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فينبغي أن يوجد في المجتمع المسلم الطبيب المسلم والطبيبة المسلمة، والمهندس المسلم، والصانع المسلم، والمدرس المسلم، بل يوجد فيه جميع المهن ويتخصص فيها المسلمون.


ومن المظاهر التي يجب أن يتحلى بها في فَهْمه للإسلام ألا يستحي طالب العلم من كلمة (الله أعلم)، أو لا أعلم إذا سئل عن مسألة وهو لا يعرفها؛ لأن إجابته فيها دون علم خطر عظيم وعقاب على ذلك أليم عند رب العالمين؛ فهو قول على الله دون علم وهو كذب وافتراء، ناهيك عن هذا وذاك أنه ضياع للأمانة العلمية، ومن ثَمَّ يظهر المسلمون في صورة غير طيبة، فلإنسان الذي لا يعلم شيئًا في مسألة ما يتكلم فيها وهو غير متمكن، فيظهر في صورة الجاهل أو متبعثر الأفكار، أو قليل التحصيل إلى آخر هذه الصور التي لا ينبغي أن يضع طالب العلم فيها نفسه.


وعلى طالب العلم من خلال فَهْمه الصحيح للإسلام أن يعرض عن الحشو والفضول والاستطراد، ويبتعد عن الآراء الفاسدة والأقوال الضعيفة في جميع العلوم الشرعية، وينأى عن ذكر أي ضعف يمكن أن يحسب على الإسلام، وليحذر من وضع الدليل في غير موضعه أو الاستشهاد به في غير محله.


وعلى طالب العلم إذا أراد إيضاح حكم لسائل أن يستدل على كلامه بالقرآن الكريم أو السنة الصحيحة، أو الإجماع أو القياس، أو أراء العلماء المعتمدين الموثقين.


وعلى طالب العلم أن يحترم العلماء، ويظهر تقديرهم ويسألهم عما يشكل عليه ويستشيرهم دائمًا فيما يعرض له من مسائل، وهو بهذا يسلك منهج صحابة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذين حرصوا على طلب العلم من مظانه، وبذلوا في ذلك غاية وسعهم، وما أمر عبدالله بن عباس- رضي الله عنهما - بخاف علينا حينما كان يتتبع كبار الصحابة، ويتعلم على يديهم - رضوان الله على الجميع.


4- اللين في القول: إن الرفق بالجاهل ولين القول له، والصبر على تعليمه لمن أهم لوازم طالب العلم، والله - سبحانه وتعالى - يعطي على الرفق من الأجر والمثوبة ما لا يعطي سواه - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف، وما لا يُعطي على سواه))؛ رواه مسلم.


والرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه، كما صحَّ ذلك عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.


يروى أن واعظًا دخل على أبي جعفر المنصور، فأغلظ عليه في الكلام، فقال أبو جعفر المنصور: يا هذا: أرفق بي، فلقد أرسل الله - جل وعلا - من هو خير منك إلى من هو شر مني، أرسل موسى - عليه السلام - إلى فرعون، ومع ذلك قال الله - تعالى - له: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه: 44]، فخجل الرجل على ما بدر منه.


ويقول الله - سبحانه وتعالى - لنبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].

هذا ما أتنمى أن يتحلى به طالب العلم ويتصفوا به، نسأل الله - جل وعلا - أن يفقهنا في ديننا؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصل اللهم على نبيِّنا محمد وعلى آله، وصحبه وسلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.91 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]