|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() جولة في ديوان "من يطفئ الشمس؟!" صدقي البيك إذا كان هناك تعبيرٌ شائع عن "إمبراطوريَّة لا تَغيب عنها الشَّمس"، فإنَّ هنا ما هو أبلغ من ذلك في التعبير عن الإسلام، وامتِداده المكاني والزَّماني، فهو شمس، وأنَّى لأحدٍ أن يُطْفئها؟! هكذا أراد الشَّاعر الدكتور حيدر الغدير أن يُبْدِي اعتِزازَه بالإسلام، وإعْجابه بِما قدَّمه المسلِمون قديمًا، وما يُمكِن أن يقدِّموه على مدى الأزْمان المقْبِلة. مَنْ يُطْفِئُ الشَّمْسَ نَحْنُ الشَّمْسُ خَالِدَةً ![]() أَمَّا عَدَانَا فَآلٌ ثُمَّ يَنْحَسِرُ ![]() ومِن هنا حمَّل ديوانه الأوَّل هذا العنوان المتميِّز، وصدَّره بقصيدةٍ تَحمل العنوان نفسه، ويضم الديوان 50 قصيدةً يمتدُّ تاريخ نظمِها من أواخر عام 1413 هـ الموافق لأواسط عام 1993 م، إلى ربيع هذا العام 1427 هـ الموافق 2006 م، وقد رتَّب الشاعر قصائدَه ترتيبًا زمنيًّا، بالسَّنة والشَّهر واليوم من التَّأريخيْن الهجري والميلادي، وصدرتْ طبعته الأولى في هذا العام. وتتنوَّع القصائد فيه، وأكثرها إخوانيَّات بين ثناء ورثاء ومداعبة (22 قصيدة)، ثم رُوحانيات (13 قصيدة)، وتسْع قصائد فكريَّة عامَّة، وست قصائد وطنيَّة، وكلُّ هذه القصائد عموديَّة إلا قصيدتيْن كانتا من الشِّعْر الحر - شعْر التفعيلة - أولاهما (ستار) في ذكرى موت نِزار قباني رثاءً له، وقد اتَّخذ الشَّاعر من موتِه عظةً وعِبرة ممَّا يصير إليه الإنسان، مهما علا شأنه في دنيا الشعر، ومهْما مشتْ في موكب جنازتِه القصائد والقُلوب والمُعْجبون، ولكن "ماذا وجدت وقدْ صحوْتَ وأنت وحْدَك يا نزارْ ![]() فانطِق فقد سُدِل الستارْ ![]() وانطِق فقد كُشِف الستارْ". ![]() والثَّانية "يا خالقي ما أكرمك!" وهي من روحانيَّاته، يجول في مقاطعِها مسبِّحًا لله معلقًا عليه رجاءَه، مستجْديًا كرمَه، خاتمًا كلَّ مقطع منها بـ "يا خالقي ما أكرمك!". دفاعًا عن رسول الله: وإذا كان قد قدَّم آخِر قصيدة له زمنيًّا، لتكون فاتحةَ الديوان ومانحة له عنوانه، فإنه جعل خاتمة الديوان مكانًا وزمانًا دفاعًا عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – في قصيدته "أبا الزَّهراء"، وهي أطول قصائد الديوان، 100 بيت - بعد أن تعرَّض جنابه الكريم لهَجْمة ممَّن أعماهم حقْدُهم على الإسلام، عن أن يقدِّروا أهْل القدر ويعطوهم حقَّهم من الإجلال والتعظيم، الذي أعْطاه إيَّاه واحدٌ من المنصفين منهم، هو مؤلِّف "المائة الأوائل" حين جعَله على رأْس هؤلاء المائة في تأْثِيرهِم الحضاري على الإنسانيَّة، ويفتتح الدكتور حيدر دِفاعه عن رسول الله بافْتِدائه فيقول: فِدَاؤُكَ قَبْلَ قَافِيَتِي الجَنَانُ ![]() وَقَبْلَ السَّيْفِ رُوحِي وَالبَيَانُ ![]() مندِّدًا بهؤلاء الحمقى الذين سينضمُّون إلى قافلة المتحطِّمين على صخْرة الإسلام: وَأَمَّا شَانِئُوكَ فَهُمْ بُغَاثٌ ![]() وَفِرْيَةُ أَحْمَقٍ هَانَتْ وَهَانُوا ![]() سَتَطْوِيهِمْ ضَلالَتُهُمْ لِيَغْدُوا ![]() نِفَايَاتٍ يُطَارِدُهَا اللِّعَانُ ![]() عِدَاكَ وَأَيْنَ هُمْ؟ هَلَكُوا وَبَادُوا ![]() وَبَادَ ضَجِيجُهُمْ وَالْهَيْلَمَانُ ![]() ويخاطب عيسى - عليه السلام - شاكيًا له مَن يدَّعون اتِّباعه، وهم أبْعد النَّاس عن طُهْرِه ونقائه: وَيَا عِيسَى، فَدَيْتُكَ جِئْتُ أَشْكُو ![]() وَأَنْتَ الطُّهْرُ نَضْرًا وَالحَنَانُ ![]() أَذَاةَ ذَوِيكَ، قَدْ جَهِلُوا وَضَلُّوا ![]() وَعَاثُوا بِالنُّبُوَّةِ وَاسْتَهَانُوا ![]() ويختم قصيدته هذه بأن ينْقل إلى الرسول - عليْه الصلاة والسلام - تحيَّات مئات ملايين المُسْلمين، وآمالَهم وتضحيَّاتهم وافتِداءاتِهم له: وَيَا مَوْلايَ حَمَّلَنِي سَلامًا ![]() لَكَ المِلْيَارُ أَخْلَصَهُ الجَنَانُ ![]() وَعَهْدًا أَنْ يُفَدُّوكَ احْتِسَابًا ![]() وَهُمْ صُدُقٌ وَأَفْئِدَةٌ هِجَانُ ![]() وَأَسْيَافٌ مُظَفَّرَةٌ وَخَيْلٌ ![]() لَهَا فِي الخَطْبِ إِقْدَامٌ وَشَانُ ![]() يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |