|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بكاء ابني هستيري وحالته النفسية سيئة أ. يمنى زكريا السؤال ♦ ملخص السؤال: أمٌّ لديها ابنٌ يبكي بكاءً هستيريًّا، وقد فقَد النُّطْق، ذهبتْ به إلى الأطباء فأخبروها بسوء حالته، وتسأل: ماذا تفعل؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لديَّ ثلاثة أطفال: الأول عمره 11 سنة، والثاني 9 سنوات، والثالث 3 سنوات. تكمُن المشكلةُ في الطفل الثالث؛ فقد عانى بعض الشيء في بداية الولادة؛ إذ وُضِعَ في الحضَّانة أيامًا لضعفِه، وبعد عام وشهرين ظهر لديه فجأة إمساك، وبدأ يرفُض الطعام. كان ينطِق في هذه الفترة بعض الكلمات، لكن لاحظتُ حدوث نكوص في الكلام. بعد الفطام بشهرين بدأ يبكي بُكاءً حادًّا هستيريًّا، ويضرب نفسه، وقطَع الكلام حتى هذا الوقت، كلماتُه لا تتجاوَز 10 كلمات فقط، ولا يتواصَل بالبصر معنا، وأتتْ عليه فترة لا يريد أن يلبسَ، ولا يريد أن يدخُلَ البيت، وإذا أدْخَلْناه بالقوة يصرُخ صراخًا شديدًا جدًّا. أشعر الآن أنه بدأ يُحِبُّ العُزلة، ولا يفعل إلا البكاء، وزاد هذه الفترة أنه ينام على بطنِه، ويضغط على أعضائه التناسلية الأمامية، وأحيانًا يشكو مِن دُبُره، لوجود أَلَمٍ فيه. يخاف مِن الماء بصورةٍ غير طبيعية، يخاف أن يأتيَ الماء على شعرِه، أو يده، يتصرَّف وكأنه مُصاب بالوسواس القهري. أحيانًا أجده يضحك بدون سببٍ ضحكًا أشبه بالهستيري، بعد نوبة البكاء الشديدة، ويعود وكأنه يسأل: ماذا حصل؟ كشفتُ عليه لدى طبيبٍ متخصِّص، وقمتُ بإجراء اختبارات ذكاء، واختبارات وإشاعات لأعضاء النُّطْق والسمع، والحمدُ لله كل شيء سليم. أخبرني الطبيبُ أن الولد نفسيته مُتعبة جدًّا، كأن والديه بينهما انفصالٌ، فأخبرتُه بأن هذا غير صحيح، وأن حياتنا مُستقرة، ولا أبعُد عنه إلا وقت العمل فقط، ذهبتُ به إلى المشايخ للرقية الشرعية، ولم أجدْ فيه شيئًا. أرجو أن تقفوا بجانبي حتى أتخطَّى هذه المرحلة، وجزاكم الله خيرًا الجواب أُرَحِّب بك سيدتي الفاضلة في شبكة الألوكة، ونسأل الله أن يجعلنا سببًا في تخفيف العِبْءِ عنك، ونسأله أن يُعينك على احتواء ابنك الحبيب. أَوَدُّ أن أُخبرك - أختي الفاضلة - أنَّ الغضبَ مِن أكثر الانفعالات حُدُوثًا لدى الأطفال، وتبلغ ذِروتها فيما بين الثالثة والرابعة مِن عُمر الطفل، وبإذن الله يهدأ نسبيًّا بالتدريج، وتكون غالبًا الأسباب في هذه المرحلة راجعة إلى أسباب نفسيةٍ؛ فإهمالُ الطفل عاطفيًّا واجتماعيًّا يَجْعَلُه يلجأ إلى القيام بتصرُّفات سيئةٍ؛ كالضرب مثلًا، وهذا يظهر في رسالتك؛ لذا فهو في حاجةٍ إلى اهتمامك ورعايتك ووجودِك أكبر فترة معه. فاستعيني بالله - أختي الحبيبة - وحاولي التقليل مِن العمل أو تركه إن أمكن؛ فالطفل كما هو واضحٌ مُفْتَقِدٌ إلى الاستقرار والدِّفْءِ العائلي، وإلى وجودك ورعايتك، فالطفلُ إذا لم يحصلْ على الانتباه حين يقوم بالتصرفات الجيدة والحسنة، فسيتوقف عنها، ويستبدل بها تصرفات أخرى سيئة كبديل لجذْب الانتباه. وأُذَكِّرك - أختي الفاضلة - أنَّ الأفضل في تربية الطفل (منهج التدريج)، فكما أن الانفعالات السلبية تُبنى بالتدريج، يكون التخلُّص منها بالتدريج والصبر أيضًا، وهناك عدةُ طرُق لمعالَجة انفعالات الأطفال: • لفت انتباه الطفل لأي نشاط آخر وقت انفعاله، حتى يُلهيه عن نوبة الغضب. • تجاهُل نوبة البكاء والصراخ، مع تعويض هذا بالاهتمام والرعاية في الأوقات الأخرى التي يتصرَّف فيها الطفلُ بأدبٍ، وهذا المسلك سيُعَلِّمه أن البكاء ليس الأسلوب الفعَّال لجذْب الانتباه، أو تنفيذ الطلبات، وهذه الطريقةُ ستُغَيِّر تدريجيًّا مِن أسلوبه، وسيتحسن - إن شاء الله - بالصبر والإصرار على الالتزام بالطريقة الصحيحة. • تسجيل صوت الطفل وهو يبكي، وعندما يبدأ في البكاء يتم تشغيل المسجل في الحجرة وتتركينه قائلة له: "لنرَ من سيسكت أولًا أنت أم هذا الطفل؟". • إعطاء الاهتمام له مباشرةً عندما يتوقَّف عن البكاء وإظهار السعادة بذلك، ثم علِّميه كيف يُعَبِّر عما يريد بهدوء. • توفير الفرصة للطفل للاحتكاك مع أقران له في مثل عمره؛ فهذا سيُساعِدُه على بناء شخصيته، ويزيد من التواصل الاجتماعي لديه، ولكن هذا يمكن تنفيذه في مرحلة تاليةٍ مع البدْءِ في التحسُّن، حتى لا يكونَ غير مُرَحَّب به بين أصحابه. ولا تنسَي الدعاء الكثير له بالهداية: ﴿ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ [الأحقاف: 15]. وأنصحك عزيزتي بالذَّهاب لطبيبٍ نفسيٍّ مُتخَصِّص في الطب النفسي للأطفال، ليُقَدِّم لك المساعدة المناسبة، فربما يحتاج لمساعدةٍ طبيةٍ. هناك بعضُ الأفكار التي قد تساعدك على تجاوُز خوفه من الماء، كوَضْع ألعابه المفضلة في حوض الاستحمام، وشراء ألعاب مائية مُحَبَّبة له، واستخدام المناديل المبللة الخاصة بالأطفال لتنظيف اليدين بالتبادُل مع الماء. وفي النهايةِ أسأل الله أن يُلْهِمَك الصواب، ويعينك، ويرزقك الصبر على تربيته، ويقر عينك وعين والده به، ولا تنسي احتساب الأجْر. وفقك الله
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |